يوم الشهيد
يوم نزل الأمين العام الى الناس.. ليتعلموا من حزب الله
ميساء مقدم
حين استفاق البعض عنوة لأنين المستضعفين، كان حزب الله قد سبقهم بأشواط في فنون الثورة. تلك المجموعة العقائدية المقاوِمة المولودة من رحم الحرمان، كانت في فطرتها صوت الناس وصدى قضاياهم. عبّاس الموسوي، واحدٌ منهم. الأمين العام الشاب الثائر الحامل دمه على كفه، ما كان همّه فقط تحصيل بندقية يحملها شاب لينطلق بها كيفما كان نحو سوح الجهاد. لقد نظّر السيد عباس في آداب نصرة المستضعفين والوقوف الى جانبهم، بل أمامهم. قبل وجود "السوشيل ميديا" وبغياب عدسات البث المباشر الكثيفة والمتواصلة، دون مراسلين سذّج ولا أسئلة استعراضية، كان عبّاس هناك، بينهم. لم يحضر اليهم زائرًا يرفع العتب، ولا مارًا بطريق استسهله، ولا "متفلسفًا" على فقرهم، بل كان بينهم واحدًا منهم. مستمعًا الى وجعهم، الى اهمال الدولة لهم، يسألهم عن الأسباب برأيهم لما وصلت اليه البلاد، ثم يستشيرهم. نعم كان يستشيرهم واحدًا واحدًا "بتصوّركم كيف فينا نغيّر هالوضع؟"، يقول مخاطبًا أحد أصحاب المحال التجارية في محلّة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، ليجيبه الأخير: والله يا أخي..".
مقولة السيد عباس التي خطّت في وجدان أبناء المقاومة "سنخدمكم بأشفار عيوننا" لم تكن مجرّد شعار رفعه الأمين العام آنذاك، ورحل، بل كانت خطة عمل واضحة في الميدان الاجتماعي لحزب الله. من التسعينيات وحتى 2019، ما يزال حزب الله نفسه، ينطق بلسان شعبه والمستضعفين من أبنائه. ومؤسسات اجتماعية تعمل وتبني: جهاد البناء، مؤسسة الشهيد، مؤسسة الجرحى، جهاد البناء، دار الحواء، الهيئة الصحية الاسلامية.. وغيرها الكثير مما يعرفه الناس.
عام 2002، كان اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام حزب الله بمبدأ خدمة المستضعفين، فكان أول المدافعين عن المتظاهرين الرافضين لازالة منازل في منطقة الأوزاعي وبناء جسر دونما تعويضات مناسبة للفقراء في تلك المنطقة المكتظة. لا بل إن حزب الله كان حينها أمام شعبه لا خلفه، وصرّح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بكلام تصعيدي ضد قرار الحكومة قائلًا إن تنفيذ مشروع بناء الجسر بتلك الطريقة هو "استفراد من رئيس الحكومة يؤدي إلى خلق أزمة اجتماعية تضاف إلى الأزمات التي أوجدتها سياساته". فيما تحدّثت وسائل إعلام في ذلك الحين، عن تهديد أطلقه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله "بالنزول شخصيًا لمنع انطلاق العمل بالمشروع".
أمّا في مجلس النواب والحكومة، فلطالما كان صوت ممثلي حزب الله، صدى لكلمات السيد عباس الموسوي في حماية الفقراء وذوي الدخل المحدود ورفض فرض أي ضريبة عليهم. ورغم التعمية التي يحاول كثيرون ممارستها، الا أن الحقيقة يبقى لها وجه واحد: حزب الله هو حامي الفقراء على مدى السنوات من أي ضريبة قد تطال جيوبهم. وحزب الله، هو السد الأول في وجه محاولات تمرير مشاريع الفساد المشبوهة على طاولة مجلس الوزراء، وحزب الله قدّم النموذج الوزاري حينما استلم وزارة أساسية في الحكومة رغم محاولات العرقلة والتشويه، وهي وزارة الصحة التي يشهد بصوابية عملها اليوم العدو قبل الصديق.
خلاصة القول في ذكرى يوم الشهيد، إن حزب الله كان السّباق في التطلع الى الفقراء من أبنائه، واستطلاع آرائهم، والوقوف عند معاناتهم ـ بغض النظر عن فعالية دوره داخل النظام الاقتصادي ومدى قدرته على التغيير ـ بخلاف القوى الجشعة التي استفاقت اليوم مُرغمة على آلام الشارع المنتفض.
إقرأ المزيد في: يوم الشهيد
11/11/2021
والدة الشهيد محمد تامر وآخر اللحظات مع ابنها
11/11/2019
علي سلمان: درعُ السيد وشبيهه
11/11/2019