فصل الخطاب
كلمة السيد حسن نصر الله في ذكرى يوم الشهيد 11-11-2020
بسمه تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، بسم الله الرحمن الرحيم " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العلي العظيم.
أيها الإخوة والأخوات، اليوم نحن نُحيي مناسبة يوم شهيد حزب الله.
في البرنامج مثل العادة، الفهرس الذي لدي، أولاً: كلمة حول المناسبة، وبعدها التعرض لعدد من العناوين أو القضايا أو الملفات كما وعدت سابقاً، واحد: ترسيم الحدود البحرية. اثنان: المناورة الإسرائيلية الأخيرة. ثلاثة: الإنتخابات الأميركية، والأهم نتائجها بالنسبة للمرحلة القريبة المقبلة. أربعة: السياسة الأميركية في لبنان ومسار العقوبات المُطبق، ووضعنا الداخلي، وإن شاء الله في العناوين نتكلم بالإختصار الممكن.
لكن قبل أن أبدأ بمناسبة شهيدنا، أود من وحي المناسبة وهي مناسبة الشهداء، أن أقوم ببعض الواجب الأخلاقي تجاه أعزاء لنا في المنطقة، وبحسب التسلسل الزمني.
أولاً أتوجه بالعزاء إلى السوريين قيادةً وشعباً، إلى إخواننا وأخواتنا السوريين، قيادةً وشعباً بإستشهاد سماحة الشيخ عدنان الأفيوني رحمه الله، مفتي دمشق وريفها والمشرف العام على مركز الشام الدولي الإسلامي لمواجهة التطرف، وأخص بالعزاء عائلته الكريمة.
ثانياً: أتوجه بالعزاء إلى الأخوات والإخوة اليمنيين قيادةً وشعباً بإستشهاد الإستاذ حسن زيد رحمه الله، الأمين العام لحزب الحق في اليمن ووزير الشباب والرياضة في الحكومة اليمنية المقاومة، كما أخص بالتعزية عائلته الكريمة.
ثالثاً: أُجدد العزاء للشعب الفلسطيني ولإخواني في حركة الجهاد الإسلامي، لإخواني وأخواتي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في الذكرى السنوية لإستشهاد القائد الكبير بهاء أبو العطا رحمه الله ولعائلته بالخصوص.
أيضاً أُعزي الفلسطينيين إخوة وأخوات، قيادةً وفصائلاً وشعباً، بإستشهاد الأسير المجاهد الأخ كمال أبو وعر، الذي أُستشهد في السجون الإسرائيلية، وهذه الحادثة مؤلمة، والمُؤلم أكثر أنها تَضع جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية في دائرة الخطر المُحدق والكبير، والذي يَحتاج إلى تحرك عالمي وعربي وإسلامي وليس فلسطيني فقط.
بالتأكيد نحن نُوجه التحية إلى أرواح كل الشهداء الذين ما زالوا يُقدمون أرواحهم ودماءهم في مختلف ساحات المواجهة في محور المقاومة، في فلسطين واليمن وسوريا والعراق وإيران، وفي كل جبهةٍ فيها قتالٌ من أجل الحق.
كما نُبارك للأخ الأسير ماهر الأخرس إنتصاره على القيود وعلى سجانيه، الذي صنعه بصبره العظيم وإرادته الصلبة.
نحن عادةً كل سنة في يوم 11 تشرين الثاني أو نقول 11/11 من كل سنة نُحيي ذكرى شهدائنا، ونَعتبره يوماً لشهيد حزب الله.
طبعاً للتذكير فقط نحن اخترنا هذا اليوم ليكون يوماً لِذكرى كل شهدائنا، باعتبار الحادثة العظيمة أو العملية الكبيرة التي حصلت في مثل هذا اليوم عام 1982، عندما قام أمير الإستشهاديين بحق الإستشهادي أحمد قصير رحمه الله بإقتحام مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، وكان قائد قوات الإحتلال في كل هذه المنطقة، ومما أدى بإعتراف العدو نفسه إلى سقوط ما يزيد عن مئة ضابط وجندي إسرائيلي في تلك العملية، والتي كُنت أقول عنها في كل سنة أنها ما زالت العملية الأكبر والأضخم في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، يَعني أن يَقوم رجلٌ واحد، شابٌ واحد، شهيدٌ واحد، بإلحاق هذا الحجم من الخسائر البشرية بقوات الإحتلال في عملية واحدة، أكثر من مئة ضابط وجندي، وفيهم جنرالات كبار في الجيش وفي المخابرات، وأيضاً أن يُلحق بهم هذه الهزيمة النفسية والمعنوية، كُلنا يَتذكر وجه شارون وهو يَقف على أطلال ذاك المقر، الوجه الكالح الأسود الحزين البائس، هذه العملية التي دَفعت العدو إلى إعلان الحداد العام في كيانه الغاصب، وأيضاً هذه السنة أَعود وأُجدد القول أنها ما زالت العملية الأكبر والأضخم، ونَأمل أن يأتِ يوم ويَقوم مجاهدٌ آخر، إستشهاديٌ آخر، أو إستشهاديون آخرون بعمليةٍ تكون هي الأضخم والأكبر والأعظم من هذه العملية، لكن ما زالت تُسجل في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي أن عملية الإستشهادي، أمير الإستشهاديين، أحمد قصير ما زالت الأكبر والأضخم.
نحن اخترنا هذا اليوم لِعظمة الحادثة والعملية ونتائجها وزمانها، يعني بعد أشهر قليلة من الإجتياح الإسرائيلي للبنان، وفي مواجهة كل التنظيمات التي قالت في ذلك الحين أن لبنان دخل في العصر الإسرائيلي وإنتهى الموضوع، كانت رسالة هذه العملية قوية ومدوية وتاريخية وعظيمة جداً.
اخترنا هذا اليوم ليكون يوماً لكل شهدائنا، ولِشهدائنا القادة المسؤولين العلماء في كل المناطق، كل شهدائنا من كل عائلاتنا، الرجال النساء، كل هذا التنوع، وهو بِمثابة الذكرى السنوية لهؤلاء الشهداء، لكل شهيد شهيد، صحيح نحن أحياناً ما زُلنا مُلتزمين بإقامة إحتفالات لِبعض الشهداء القادة نتيجة بعض الخصوصيات، ولا نَستطيع أن نُقيم لِكل شهيد إحتفالاً منفصلاً في ذكراه السنوية، لأن أَعداد الشهداء كبيرة جداً.
أنا أَعتبر هذا اليوم هو الذكرى السنوية لِكل هؤلاء الشهداء.
في هذه المناسبة بطبيعة الحال، أول ما نَتوجه بالتحية والسلام إلى أرواح هؤلاء الشهداء الطاهرة والطيبة، نَتوجه إليهم بالتحية والسلام، بعرفان الجميل، نحن نَعترف بِفضلهم وجميلهم وعظمتهم، وما قَدموه لنا، وهذا ما يَجب أن نَعرفه ويجب أن يَعرفه الناس، ويجب أن نُقدمه للناس ونَدعوهم إليه أيضاً، طبعاً من أجلنا لا من أجلهم، أن نَعرف قيمة الشهداء وعظمة الشهداء، وما قَدمه لنا هؤلاء الشهداء، عندما نَتحدث اليوم عن تحرير وعن إنتصارات وعن أمن وعن سلام وعن إستقرار وعن سيادة وعن عزة وعن كرامة وعن موقع قوة، في تفاوض أو غير تفاوض، عن حضور قوي في معادلات المنطقة، بعد الله سبحانه وتعالى الفضل الأول هو لله عز وجل، الفضل الأول والأخير هو لله عز وجل، ولكن الله سبحانه وتعالى يُجري الأمور بأسبابها، وأول الفضل من هذه الأسباب، هو لِهؤلاء الشهداء ، الذين قَدموا أقصى ما يُمكن أن يُقدموه، وهو الجود بالنفس، وهي أقصى غاية الجود، فنحن نَعترف بهذا الفضل لهم ونَشكرهم على ما قَدموا وما بذلوا وما جَاهدوا، وبالتالي نحن اليوم نَنعم ببركة إنجازاتهم وإنتصاراتهم.
وطبعاً نحن نُؤكد في ثقافتنا وفي إعلامنا وفي عملنا التعبوي دائماً على هؤلاء الشهداء، أسماء هؤلاء الشهداء، صور هؤلاء الشهداء، تُلاحظون في بعض وسائلنا الإعلامية يومياً عند نشرة الأخبار أو بعد نشرة الأخبار، في كل المناسبات، صور الشهداء بحسب الأشهر، من أجل أن يَبق عند الناس لأن الناس يَنسون، الآن أنا أتكلم كثير من هؤلاء الشهداء كانوا إلى عام 2000، من ال 2000 إلى اليوم عشرين سنة الكثير من الناس قد يَنسون ذلك، بالنسبة لنا، نحن إخوة ورفاق وأتباع هؤلاء الشهداء يجب أن يَبق دائماً هؤلاء الشهداء حاضرون في أذهاننا وفي عقولنا وفي قلوبنا وفي إرادتنا وفي وعينا وفكرنا وثقافتنا وأدبياتنا وخطابنا، ولذلك يجب أن تَبق صورهم وأسماءهم وتجاربهم وذكرياتهم، وبالمناسبة أنا قُلت للأُخوة منذ مدة يَجب أن نُعيد إحياء الأسماء القديمة والكبيرة للذين أُستشهدوا بعد عام 1982 و1983 و1984 و1985 وصولاً إلى العام ال2000، لأن هذه الأسماء من قادة ومن إستشهاديين ومن مجاهدين، والذين كان لهم الفضل الأعظم، لأن هم الذين أَسسوا لهذه المقاومة ولإنتصاراتها ولإنجازاتها، هذه الأسماء تَكاد أن تُنسى، يَجب أن نُعيدها إلى الذاكرة، والأمُة التي تَعرف قيمة شهدائها وتَحترم شهداءها وتَشكر شهداءها، هي الأقدر على أن تكون وَفية لهؤلاء الشهداء ولِحفظ أمانة هؤلاء الشهداء.
أيضاً يجب أن أتوجه بالتحية إلى عوائل الشهداء، إلى كل الأَباء والأُمهات والزوحات والأَبناء والبنات والأَخوات والإخوة وكل الأرحام والأَقارب، الذين هم بعد الشهداء يَأتون بهذه الدرجة من الفضل بِعطائهم وبصبرهم وبثباتهم وبإرادتهم وبوفائهم وبإحتسابهم لهؤلاء الشهداء عند الله سبحانه وتعالى، بثقافتهم الزينبية التي كانت تَقول وتُردد" ما رأيت إلا جميلا"، بإصرارهم على مواصلة هذا الطريق، بإرسالهم لبقية أعزائهم لِيواصلوا طريق أبنائهم وأعزائهم الشهداء، هؤلاء عوائل الشهداء هم في الحقيقة في مسيرتنا أيضاً هم فخرنا الكبير والعظيم، الذي نَعتز به ونَفتخر به ونَشعر بقوته، وبقوته المعنوية وبقوته البشرية وبحاضنته الدافئة لهذه المقاومة، بالرغم من كل الصعوبات التي تَنشأ نتيجة فَقد هذا العزيز أو إستشهاده أو صعوبات الحياة، أيضاً لهم منا كل التحية والسلام والتعبير عن الحب والإحترام الشديد.
الآية التي قرأتها في البداية تَحدثت عن جماعة المؤمنين، عن فئتين، " فمنهم من قضى نحبه" هؤلاء هم الشهداء، " ومنهم من ينتظر" إنجازات الشهداء وأمانة الشهداء وإنتصارات الشهداء هناك فئة يجب أن تُحافظ عليها، أن تُحافظ عليها بالصبر وبالتحمل وبالمشقة وبمواصلة الجهاد وبالصدق وبالإخلاص، وهم ينتظرون تلك اللحظة التي يَلتحقون فيها بالشهداء، الله سبحانه وتعالى تَحدث عن الفئتين، الفئة التي أُستشهدت وصَنعت الإنتصارات بشهادتها، والفئة التي ما زالت على عَهدها مع الله ومع الشهداء، تُحافظ على الإنتصارات، وتُواصل الطريق على أمل أن تَصل وأن تَحصل على نفس الوسام العظيم الذي حصل عليه شهداؤنا السابقون.
اليوم شهداؤنا هم حجة الله علينا، هم حجة الله على الناس جميعاً في لبنان وفي منطقتنا، وميزة شهدائنا أَن حضورهم الكبير من الأمين العام الشهيد السيد عباس الموسوي، إلى العلماء وفي مقدمهم الشيخ راغب حرب ، الى القادة الجهاديين وفي مقدمهم المعاون الجهادي الحاج عماد مغنية، الى قادة كبار في العمل الجهادي، كوادر عسكرية وأمنية وتنظيمية ورجال ونساء ومجاهدين وأطفال وشهداء من الناس الذين احتضنوا هذه المقاومة وصبروا معها وصمدوا معها، هذا التنوع في الشخصية، في الانتماء، في المناطق، في العائلات، هذا كله شهادة على ان هذه المسيرة لن تبخل بشيء، لا بكبير ولا بصغير، لا بذكر ولا بأنثى، لا في طالب ولا في مجاهد، لا في خط أمامي ولا في خط خلفي، لا في مال وهذه هي ميزتها والاهم في هذه الميزة هو الاخلاص والخلوص، كل هؤلاء الذين قضوا: قضوا في سبيل الله وكل هؤلاء الذين ينتظرون، ما زالوا يحملون هذه الاعباء بهذه المسؤوليات في سبيل الله، ما دام ذلك في سبيل الله وفي عين الله سبحانه وتعالى فهو الوكيل وهو الكفيل ان ينمو هذا الدم وتتعاظم نتائجه وآثاره وتعطي ثمارها الكبيرة في الدنيا كما في الاخرة ان شاء الله.
نحن انطلاقا من هنا نعتبر انه عندما نواصل مسؤولية يجب ان نحافظ على انجازات وانتصارات وعطاءات هؤلاء الشهداء.
من هنا ادخل الى الملف الاول، ملف ترسيم الحدود البحرية، طبعا ان هذا الموضوع من بداية طرحه لم اعلق عليه ووعدت في اكثر من مناسبة ان اعطيه أولوية انطلاقا من هذا الوعد، لأنني اعتبر ان هذا ايضا من انجازات ومن ثمار دماء الشهداء وتضحيات المقاومة .
الآن نتحدث في هذا الملف بشكل مختصر ومكتمل "بصيرعالمسار ان شاء الله" .
للتذكير عشية التحرير في 25 ايار عام 2000، أنا قلت بإسم المقاومة بوضوح: نحن في المقاومة لا ندخل في مسألة ترسيم حدود لا برية ولا بحرية و"مش شغلتنا" أن نأتي ونقول هذه هي الحدود البرية وبالتالي هذه هي الارض اللبنانية وسنقاتل لتحرير ما بقي منها او هذه هي الحدود البحرية، قلنا في ذلك الوقت وبشكل واضح جدا هذه مسؤولية الدولة، الدولة ضمن آلياتها الدستورية وهذه صلاحية الرئاسات ومجلس الوزراء، الحكومة، مجلس نواب، هذا الاختلاف في وجهات النظر. في كل الاحوال الدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها الدستورية هي التي تقرر اين هي الحدود البرية للبنان واين هي الحدود البحرية للبنان، المقاومة تلتزم بما تحدده الدولة اللبنانية وبالتالي تعتبر انه من واجبها الى جانب الجيش والشعب ان تدافع عن هذه الحدود واذا كان هناك من بقية ارض او مياه لبنانية تحت الاحتلال من مسؤوليتها ان تساعد في تحرير ما تبقى من ارض او مياه لبنانية تحت الاحتلال، هذا كلام قديم من عشرين سنة ولم نبدل فيه تبديلا "وما غيرنا موقفنا لا كنا خارج الحكومة وبعدين صرنا داخل الحكومة لا قبل 2005 ولا بعد 2005 لا عندما كان السوريون في لبنان ولا عندما خرج السوريون من لبنان"، هذا الموضوع ليس له علاقة في كل التغيرات التي حصلت في البلد، وهذا ما زال موقفنا، وهذا الموقف عندنا لم يتغير ولم يتبدل على الاطلاق، طبعا هذا التوضيح لان له تعقيب اولا نقول واقع محصل معنا بعمل تعقيب سريع .بالفعل بعد ال 2000 وبأكثر من مناسبة، الدولة اللبنانية ذهبت الى مفاوضات غير مباشرة. نتذكر نحن ضباط كبار في الجيش اللبناني وبإشراف قيادة الجيش وبإشراف فخامة الرئيس العماد اميل لحود في ذلك الوقت فاوضوا على نقاط خلافية في الحدود البرية وما يقوله الخبراء الحدود البرية مرسمة ونحن ليس لدينا مفاوضات ترسيم الحدود البرية هناك حدود واضحة ومرسمة، نعم، هناك نقاط نزاع وخلاف مع العدو حول بعض هذه النقاط. فهم تفاوضوا واستعادوا مساحات كبيرة من الاراضي اللبنانية التي كان العدو يريد ان يبقيها تحت احتلاله، ويومها المقاومة لم تعلق على هذا الموضوع لا سلبا ولا إيجابا، ولم تتدخل وتقول هذه التلة وهذا الوادي وهذ الجبل لنا أو ليس لنا. بالكامل المسؤولية كانت مسؤولية الدولة اللبنانية، والدولة اللبنانية هي التي قالت ان مزارع شبعا ارض لبنانية محتلة، والدولة اللبنانية هي التي قالت ان تلال كفرشوبا لبنانية وأن هناك جزءاً لبنانياً من بلدة الغجر، نحن كمقاومة لم نأت ونفرض هذا الامر، في كل الاحوال إذاً، في الحدود البرية هذا كان له سوابق ثم جاءت الحدود البحرية، في الماضي هذا الموضوع حظي باهتمام كبير في البلد ( ان هلق حدود بحرية وكذا) ثم لاحقاً عندما ظهر موضوع النفط والغاز وبالتالي تحديد بلوكات في البحر، وظهر أن المنطقة الجنوبية قد تكون غنية في حقول النفط والغاز، وبالتالي الشركات التي تريد ان تأتي وتستثمر هي بحاجة الى ضمانات قانونية أو أمنية أوما شاكل، هذا دفع المسؤولين في الدولة اللبنانية ان يهتموا في موضوع ترسيم الحدود البحرية، يعني قبل الحديث عن النفط والغاز في لبنان وخصوصاً في المنطقة الجنوبية في جنوب البحر المحاذي للجنوب، لم يكن هناك موضوع حيوي أو حامي اسمه ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، لكن موضوع النفط والغاز وحاجة لبنان الى الاموال الواضحة هذا ما دفع المسؤولين إلى أن يهتموا .
طبعا كان هذا الموضوع وأتذكر من عشر سنين بالدرجة الأولى، موضع اهتمام دولة الرئيس نبيه بري، وهو بادر وتحمل المسؤولية، وقام باتصالات، وكان يفاوض بإعتبارات عديدة وكثيرة، وطبعا نحن ليس لأننا في مجلس النواب او كأناس موجودين في الحكومة، هنا أتحدث عن حزب الله بصفته في المقاومة في لبنان وهذا الامر كنا مؤيدين ومن الطبيعي جداً ان يكون هناك مسعى لتحديد هذه الحدود لتكون المياه اللبنانية واضحة، وبالتالي البلوكات تكون واضحة، وتأتي الشركات وتستثمر، ولم يكن لدينا أي اشكال في هذ الموضوع، طبعا هناك مجموعة ضوابط كنا دائما نتداول فيها ومتفقين عليها، أن المطلوب أن يكون هناك مفاوضات غير مباشرة، تقنية بحتة، والموضوع الوحيد هو ترسيم الحدود وليس أي شيء آخر وليس مقدمة إلى أي شيء آخر، كان هذا حذرنا الوحيد فقط. أما أين هذه الحدود البحرية وكيف، نحن لم نتدخل ولم نفرض خياراً، أما إذا في يوم من الأيام أتى نقاشه الى مجلس الوزراء، ونحن موجودون أو إلى مجلس النواب ونحن موجودون بإعتبارنا وزراءً او باعتبارنا نواباً عندها نقرر إذا نعطي رأياً أو لا نعطي، ولكن قبل ذلك، نحن كمقاومة ما جئنا لنرسم خطوطاً، لا من فوق ولا من تحت، نحن نعتبر أن هذه الأمانة موجودة عند المسؤولين وعند الرؤساء، طبعاً دولة الرئيس نبيه بري خلال سنوات طويلة، من عشر سنين كان يقوم بعملية التفاوض، والموضوع معلن، وظهر في الآونة الاخيرة ان هناك اهتمام أميركي خاص، "وفد رايح ووفد جايي"، وجاء سترفيلد وانتهت مهمته ولم يستطع انهاء الملف، وجاء بعده ديفيد هيل وشينكر إلى آخره، وفي الآونة الأخيرة أصبح لديهم اهتمام كبير بمعزل عن الأسباب، لا نريد أن ندخل في تحليلات كثيرة الآن لأن ملفاتنا كثيرة الليلة، بمعزل عن الأسباب، أراد الأمريكيون ان يكونوا وسيطاً، وشجّعوا ودفعوا في اتجاه كي نصل بهذا الموضوع الى نتيجة، وقتها دولة الرئيس نبيه بري عمل ما سمي لاحقاً بإطار للتفاوض، وانتقلت المسؤولية الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وعملياً بدأت هذه المفاوضات، وأعتقد أنه كان هناك جلسة اليوم حول هذا الموضوع.
أريد أن أنهي هذا البحث، أول نقطة في التعقيب أريد القول أنه بمجرد ان تم الاعلان من قبل دولة الرئيس نبيه بري عن اطار للتفاوض وأصبح واضحاً بأن الامور ذاهبة الى تفاوض على الحدود البحرية وأن الملف أصبح في عهدة فخامة الرئيس ميشال عون، حصل جو كبير في البلد، وطبعاً قوى سياسية، نواب هنا وشخصيات هناك، وبعض وسائل الاعلام، وأيضاً في المنطقة، خصوصاً على مستوى الإعلام الخليجي، بدأ كلام له أول وليس له آخر، بإعتباره مناسبة للتعليق عليه، وهذا تزامن مع ما يجري في المنطقة من خطوات ومسارات تطبيع، من الامارات الى البحرين الى السودان الى الى... فحاول البعض أن يركب هذا الملف على هذا المسار- إن هذا الملف معزول عن هذا المسار بالنسبة الينا- فقيل ان هذا بداية من الثنائي أمل و حزب الله وهذه رسالة واضحة وبداية من الثنائي أن هذا سيمهد الى مفاوضات سياسية لاحقة واتفاقيات سلام أو أن هذا سيمهّد لاحقاً لبداية تطبيع مع العدو الإسرائيلي، وهذا لا يحتاج تعليق لأن هذا كله كلام فارغ وهذا الموضوع لا وارد لدينا ولا لدى حركة امل، وهذا الموضوع بدأ كما قلنا قبل عشر سنوات، لا كان في مسار تطبيع ولا كل هذه الأجواء في المنطقة، وكان كل الحرص وكانت كل المساعي السابقة هو كيف يكون تفاوضاً غير مباشر وتقنياً بحتاً للوصول الى ترسيم الحدود البحرية، وبعد أكثر من ذلك، هناك أناس تقول أن هناك مفاوضات ايرانية-امريكية سرية، وهذا أصلاً غير موجود نهائياً، وبيان سماحة السيد القائد حفظه الله والمسؤولون كلهم أعلنوا أنه في زمن ترامب لا توجد مفاوضات لا فوق الطاولة ولا تحت الطاولة، في الحد الادنى هذا من المحسوم الآن، أما بعد ترامب، ماذا يفعلون؟ هم يعلنون ولا يوجد شيئ من هذا القبيل، فقيل ان هذا انعكاس للمفاوضات الامريكية –الإيرانية. كل شيء يربطونه بالملف النووي الايراني وما شاكل، وهناك أناس لأنهم أدوات للخارج وعقلهم متعلق بالخارج غير قادرين أن يستوعبوا ان هناك قوى سياسية لبنانية تتصرف على المستوى الوطني وهي التي تأخذ القرار وهي التي تختار الزمان بما يتناسب مع المصالح الوطنية.
وهناك أناس ذهبوا أبعد من ذلك، وتحدثوا عن مفاوضات تحت الطاولة بين حزب الله وإسرائيل، ومفاوضات بين ايران والإسرائيليين، وتحدثوا عن أسماء ايرانية ذهبت الى فلسطين المحتلة وأسماء اسرائيلية ذهبت الى طهران، وتحدثوا عن مفاوضات سرية بين الرئيس بشار الأسد والإسرائيليين، وبين حماس وإسرائيل، كل هذا من مناخ واحد ينبع من منبع واحد وغرفة سوداء واحدة، هدفه رمي قنابل دخانية للتعمية على المطبعين وعلى الخائنين وعلى المستسلمين، والقول ان الكل ذاهب إلى التطبيع، والكل ذاهب إلى التفاوض وإلى التفاهم. هذه ايران تفاوض تحت الطاولة، وهذه سوريا وهذا حزب الله وهذه حماس وهذه أمل وهذا الكل ذاهب، وهذه كلها مجرد أكاذيب وخيالات وأوهام ليس لها أساس من الصحة ولا تستحق أن يصدر حزب الله بياناً ليؤكد على مقابلة أجراها ذلك أو مقالة كتبها عمر أو تصريح تشدق به فلان أو فلان، هذا الموضوع أتمنى أنا من الرأي العام مجرد أن تسمعوا كلاماً اعتبروه كذباً وزوراً وبهتانا وظلما وتجنيا وليس له أي أساس من الصحة ولا يستحق أصلا أن نصدر بيان نفي لأنه إذا أصدرنا بيان نفي ربما نكون نعطي للخبر أو لصاحب الخبر أو المقال شيئ من الأهمية، وأنا قلت لبعض الإخوة الذين اقترحوا علي أن هناك بعض المقالات أو المقابلات التي تحدثت عن أشياء من هذا النوع أن نصدر تعقيباً أو بياناً، قلت لهم هذا ينطبق عليه عنوان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة، هذا نشر ومساعدة على نشر القنابل الدخانية وإن كان من موقع النفي.
أكتفي بهذه النقطة كتعليق، وبالنسبة إلينا نحن موقفنا من اسرائيل واضح ودائماً نكرره في كل المناسبات وخصوصاً في يوم القدس ومع حلفائنا وأصدقائنا، أحيانا نناقش هذه المسألة، بالنسبة لنا هذا موضوع عقائدي، اسرائيل وجود غير شرعي، وجود سرطاني، وجود شيطاني، وجود غير شرعي، بالمعنى الانساني والأخلاقي والديني والقانوني، هم مجموعة من العصابات المغتصبة لأرض فلسطين.
هذا بالنسبة لنا لا يتغير مع الزمن، ولذلك نحن لسنا بوارد ان نكون جزءاً أو مؤيدين أو ممهدين أو مساعدين، لا لمفاوضات سلام مع هذا العدو، ولا لتطبيع مع هذا العدو، ولا أي شيئ من هذا القبيل.
نعم، مفاوضات غير مباشرة لحل نزاعات حدودية، ماشي، لترسيم حدود بحرية، ماشي، لاستعادة أسرى، ماشي، لاستعادة رفاة، ماشي، لحل قضايا مفقودين لأنه مازال لدينا ملف من هذا النوع مع العدو الإسرائيلي، ماشي، أما مفاوضات سلام، مفاوضات تطبيع مع العدو، موقفنا واضح ولا يحتاج إلى مزيد من التوضيح.
النقطة الثانية: بالنسبة للوضع الحالي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، الأمر ادارته بعهدة فخامة الرئيس ميشال عون. أحب أن أؤكد الآن كما هو الحال دائما ولكن لأنني اتحدث بهذا الموضوع نحن لدينا الثقة الكاملة بإدارة فخامة الرئيس لهذا الملف، إذا حصل التباس عند أحد نتيجة نقطة خلاف حصلت سأعود لها بعد قليل.
نحن نعرف صلابة فخامة الرئيس، ونعرف حرصه على تحقيق المصلحة الوطنية، وحرصه الشديد على تحصيل حقوق لبنان، هذا بالنسبة لن ليس لدينا فيه اي التباس ولا توقف ولا اي اشكال على الاطلاق.
أساسا خلال المرحلة الماضية عندما كان الرئيس نبيه بري يفاوض على موضوع اتفاق الاطار، نحن كثنائي كنا نعرف انه بعد انتهاء هذا الاطار الذي سيدير التفاوض هو فخامة الرئيس ميشال عون، لم تكن لدينا مشكلة بهذا الموضوع أو أي التباس أو تردد فيه، فلذلك هذه المسألة يجب أن تكون واضحة وحاسمة، ونحن عندما نختلف على نقطة تفصيلية، هناك أناس يذهبون ويأخذون الأمور على الشك وعلى عدم الثقة، لا، الناس تثق ببعضها، تكون تثق ببعضها ثقة مطلقة لكن ممكن ان تختلف على بعض التفاصيل لأن قراءتها أو مقاربتها لبعض هذه التفاصيل قد تكون مختلفة.
في هذا السياق، نحن اختلفنا مع فخامة الرئيس على تشكيل الوفد، كان رأينا في حركة أمل وحزب الله ان يكون الوفد كله عسكر وأن لا نقبل بالوفد الاسرائيلي إلا عسكر، بالحقيقة هو من باب الحرص الشديد، الاحتياط الشديد على ان يثير هذا التفاوض في الناقورة أي أسئلة أو شبهات او يعكر مياها والمصطادون في المياه العكرة كثيرون.
طبعا فخامة الرئيس تجاوب مع فكرة ان لا يكون بالوفد سياسيين لأنه كان مطروح أن يضم سياسيين لكن بقي الخلاف انه مدنيين تقنيين او لا عسكريين ونستفيد من المدنيين التقنيين خارج الوفد. لم نستطيع التفاهم على هذه النقطة. نحن أصدرنا البيان لا للتشكيك بثقتنا بفخامة الرئيس ولا شيئ على الاطلاق، وإنما لنسجل موقفاً في مسألة حساسة، وأنا أقول لكم بصراحة، هذا البيان هو الذي حمى وفد التفاوض، حاليا عندما ظهر أن هناك خلاف بيننا وبين فخامة الرئيس وصدر البيان وكل الذي بدأ قبل عدة أسابيع انه تطبيع ومفاوضات وغير ذلك وأخذوها على الإمارات وأخذوها إلى أبعاد متعددة، ما كانوا سكتوا لأنه ظهر ان المسألة ليست كذلك.
إذا نحن اختلفنا على موضوع تفصيلي يرتبط بمزيد من الحذر والاحتياط حتى لا نعكر مياه ولا نفتح أبواب للشبهات، وأصدرنا بياناً وسجلنا موقفاً على هذا الصعيد، هذا دعوه جانبا.
نحن نؤكد ثقتنا بفخامة الرئيس وادارته لهذا الملف، ومن الواضح من خلال كل المعطيات الآن أن الوفد اللبناني المفاوض يلتزم بحذر وبشدة وبدقة بالضوابط الموضوعة ويعمل ان شاء الله بتوجيهات فخامة الرئيس على تحقيق المصلحة القسوة للبنان في هذا المجال.
المهم بالنسبة إلينا أن يحصل لبنان على حقوقه كاملة.لاحقا عندما تصدر النتائج، نتيجة المفاوضات ستعرض على الآليات الدستورية، عندها كل جهة سياسية، كل أحد بالبلد لديه تعليق، لديه موقف، لديه رأي، يمكن أن يعبّر عن ذلك، وعلى الوفد المفاوض اللبناني وعلى لبنان أن يعرف أنه في موقع قوة وليس في موقع ضعف.
كما نحن نحتاج إلى ترسيم الحدود من أجل ان نستفيد من النفط والغاز في مياهنا اللبنانية، العدو أيضا يحتاج إلى هذا الأمر ويحذر من هذا الأمر ويعرف أن لبنان يملك عناصر قوة حقيقية، من يريد ان يمنعنا من الاستفادة الوطنية من النفط والغاز يعرف جيدا أننا نستطيع ان نمنعه، وهذه نقطة قوة عندما سأصل إلى النقطة الثانية ستظهر وهي نقطة قوة.
إذا الوفد اللبناني ليس في موقع ضعف، وليس في موقع تسول مساحات ومسافات، وليس في موقع التوسل لأحد، لا للأمريكيين ولا لغير الأمريكيين، نحن لدينا حقوق، ونحن أقوياء، ويجب أن نحصل على حقوقنا من موقع القوة بكرامتنا وعزتنا وشرفنا ان شاء الله.
الملف الثاني: المناورة الاسرائيلية الأخيرة التي حصلت قبل أيام واستمرت من يوم الأحد إلى يوم الخميس طبعا أنا لن اتحدث بتفصيل عن المناورة، مجرياتها وأهدافها الخ.
هذا بحث يطول وإنما ساكتفي بالمقدار التالي: طبعا المناورة كانت مناورة ضخمة من أكبر وأضخم المناورات الإسرائيلية، كان لها شبيه حصلت في شمال فلسطين المحتلة وفي منطقة الجولان في وقت واحد، يتعاطون معها على أساس جبهة واحدة.
حصلت مناورة مشابهة لها أو أكبر منها في عام 2017 والموضوع تقريبا هو موضوع واحد، طبعا أثناءها، اثناء المناورة كان هناك تحليلات وتهديدات ومؤشرات أنه قد يستغل الاسرائيلي جهوزيته وحضور هذا الحجم من القوات في شمال فلسطين المحتلة وفي الجولان للقيام بعمل ما إما باتجاه لبنان، او باتجاه سوريا.
بالحد الأدنى كان يوجد تحليلات أو احتمالات من هذا النوع، وحظيت المناورة باهتمام اسرائيلي كبير جدا، وفي لبنان لم يكن هنالك اهتمام كبير من اللبنانيين بهذا الموضوع، إلا نحن، لأننا كنا نتابع عن قرب، وجاء وقام بزيارتهم رئيس وزراء العدو ووزير الحرب، وسجل حضور دائم لرئيس الأركان ومسؤولين آخرين، وأطلقوا تصريحات لها أول وليس لها آخر.
فيما يتعلق بهذه المناورة اود ان أعلق بعدة نقاط سريعة:
النقطة الأولى، عندما نأتي نرى المناورة وأحد أهدافها الرئيسية ماذا هم اعلنوا، ولن أتحدث بمعلومات خاصة. أحد الأهداف الرئيسية، هو يفترض ان هناك قوات للمقاومة الاسلامية في لبنان دخلت إلى مواقع اسرائيلية وإلى مستعمرات اسرائيلية في الجليل، والمناورة تهدف إلى استعادة الاسرائيلي لهذه المستعمرات أو لهذه المواقع، يعني طرد قوات المقاومة منها والقيام برد فعل آخر في المنطقة الحدودية، حتى لم يعد أنه سيجتاح وإلى أين سيصل.هذا ما كانت المناورة عليه، وطبعا مناورة جوية ونارية الخ.
الملاحظة التي أود ذكرها هنا وأعود إلى ما أنجزه الشهداء، أحد انجازات الشهداء الكبيرة عندما يجري الاسرائيلي مناورة عام 2017 موضوعها الأساسي في الأيام الأولى ذات طابع دفاعي، يأتي ويضع خطة دفاعية كيف يدافع عن مواقعه وعن مستعمراته في منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة، ويعود سنة 2020 ويجري مناورة مشابهة بالرغم من الوضع الاقتصادي والكورونا والصعوبات الخ.
هذا دليل على ماذا؟ دليل ان المقاومة في لبنان وللمرة الأولى تنقل الاسرائيلي من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع، هذه قدرة المقاومة.
كان الاسرائيلي في الماضي اذا قال أحد نريد أن ندخل ونهجم ونغير المعادلات، وإذا تدخلونا ارضنا ندخل إلى فلسطين المحتلة، كان يسخر ويضحك. بالنسبة لنا تذكرون بكل الحروب السابقة كان يتعاطى ان لبنان ما هو لبنان، "بفرقة موسيقية بيمشي الحال".
هذه المقاومة في لبنان، شهداء هذه المقاومة، مجاهدو هذه المقاومة، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، كلاهما اوصلوا لبنان إلى مرحلة لا، نظرة العدو أصبحت نظرة مختلفة.
العدو يتوجس من الهجوم على لبنان، وعندما يخطط للهجوم على لبنان يذهب تفكيره على التدمير، وعلى الطيران وعلى الصواريخ، لا يذهب تفكيره على اجتياح مناطق واسعة، طموحه الميداني البري طموح محدود، وأكثر من ذلك انتقل إلى التفكير الدفاعي، ولذلك يضع خططاً دفاعية للدفاع عن مواقعه وللدفاع عن مستعمراته وللدفاع عن منطقة الجليل، ويعيد النظر بهذه الخطط ويجري مناورات عام 2017 وعلى ضوء هذه المناورات يجري تعديلات ويصر على اجراء مناورات سنة 2020.
هذه نقطة قيّمة جداً لنعرف قيمة لبنان ومقاومة لبنان وقوة لبنان في حسابات العدو. هذا لم يكن يخطر بباله، وهذا طبعا يجعلنا نجري حسابات صحيحة عندما نتحدث عن معادلة القوة في لبنان، سواء ذهبنا إلى تفاوض على حدود بحرية أو نقاط نزاع على الحدود البرية أو تحدثنا عن موضوع الردع ومعادلة الردع، او معادلة الحماية أو ما شاكل.
النقطة الثانية، إن إصرار العدو على هذه المناورة في ال2020 وخروج رئيس أركان جيش العدو ليقول حتى لو يصاب 1000 جندي بالكورونا أنا مصر على اجراء العملية، أيضا هذا يؤكد حقيقة أخرى لطالما تحدث عنها جنرالات اسرائيليون بعد حرب 2006 مع لبنان، وبعد الحرب التي حصلت مع غزة بعد ذلك سنة 2014، هم يتحدثون ان الجيش، القوات البرية الاسرائيلية تعاني من أزمة حقيقية وعميقة، هناك أزمة جهوزية، وهناك أزمة ضباط وجنود ومقاتلين على المستوى الخاص، على المستوى النفسي والمعنوي والروحي، الثقة بالضباط، الثقة بالقيادة، مشكلة الانضباطية، الاقدام، الاستعداد للتضحية، الاستعداد للذهاب إلى الأمام، لذلك بكل المناورات التي يجريها الاسرائيلي يقدمون للجنود والضباط كل الضمانات ان لا يحصل عليهم شيئ ويكون تقدمهم آمن، وهذا نتيجة الخلل والفراغ الهائل في الجانب النفسي والمعنوي في القوة البرية في الجيش الإسرائيلي، ولذلك هو بحاجة إلى هذه المناورة ليرمم، ليعطيهم ثقة بأنفسهم، ليستعيدوا معنوياتهم، ليعطيهم دافع، ليعطيهم ضمانات، ويقول لهم نحن قادرون وهذه خطتنا وهذه مناورتنا. طبعاً هذه أزمة حقيقية موجودة اليوم في القوة البرية في الجيش الإسرائيلي. نحن نعرف بأن القوة البحرية الإسرائيلية بالنهاية مسافتها محدودة، في عام 2006 صاروخاً واحداً أخرج القوة البحرية الإسرائيلية من معادلة المعركة عندما قُصفت ساعر 5، وإذا حصلت حرب في المستقبل فإن القوة البحرية الإسرائيلية ستكون أعجز من أن تقوم بأي انجاز حقيقي. سلاح الجو الإسرائيلي نحن لا نستهين به ونسلم بأنه من أقوى أسلحة الجو في المنطقة وأميركا تعطيهم من دون سقف، كل تطور في سلاح الجو مفتوح بالنسبة للإسرائيليين، ولكن هذا لا يشكل ضمانة، هذا لا يحمي المشروع الصهيوني في المنطقة ولا يحمي حتى الكيان الغاصب، كل الحروب والتجارب الأخيرة أثبتت بأن سلاح الجو وحده غير قادر على صنع الانتصار، حرب تموز، حروب غزة، كل الحروب التي حصلت في منطقتنا، حتى الحرب الجارية اليوم في عامها السادس في اليمن، كلها تؤكد بأن سلاح الجو وحده غير قادر على صنع انتصار أو على حسم معركة، القوات البرية هي أساسية وحاسمة في الدفاع وفي الهجوم وفي حسم المعارك. اليوم الجيش الاسرائيلي لديه معاناة حقيقية في هذا الأمر، وهذا الأمر يجب أن يُبنى عليه.
النقطة الأخيرة التي تتعلق بالمناورة - الذي يهمني أن يعرفها اللبنانيين والناس - أنه نتيجة الاحتمالات والتحليلات والتقديرات، نحن وبدون أن نوجد حالة هلع في لبنان، لكن أنا يجب أن أتحدث عن هذا الموضوع، المقاومة الإسلامية كانت خلال، من يوم السبت - قبل بدء المناورة - إلى أيام المناورة، إلى ما بعد يوم الخميس، يعني إلى يوم الجمعة والسبت كانت في حالة استنفار، بعض وحدات المقاومة في لبنان كانت في حالة استنفار 100% وبعض وحدات المقاومة في لبنان كانت في حالة استنفار 75%، وعلى مستوى نظام وفعالية القيادة والسيطرة الكل كانوا موجودين ضمن هذا النظام، وهذا الأمر طبعاً عرف به الاسرائيلي ونحن كان يهمنا أن يعرف به الاسرائيلي لأن أهميته هي التالية: أنه نحن يقظون ونحن جاهزون ونحن مستنفرون ونحن يدنا على الزناد وإذا فكرت أن تقوم بأي حماقة أو بأي عدوان نحن سيكون ردنا جاهزاً وسريعاً وقريباً جداً. وطبعاً فعلنا هذا كله في لبنان بمدة سبعة ثمانية أيام دون أن يشعر اللبنانيون أو الشعب اللبناني أو القرى أو البلدات أو المدن بأي شيء يمكن أن يزعجهم أو يثير حالة خوف أو قلق بالنسبة إليهم، وهذه ميزة المقاومة الشعبية المدروسة المحسوبة البعيدة عن الاستعراض وعن العنتريات، الجادة، الصادقة.
أما في سوريا اتخذت بحسب معلوماتي أقصى الاحتياطات من قبل القيادة السورية والقوات المسلحة في سوريا والحلفاء الموجودين في سوريا وكانت الرسالة واضحة للعدو، أنه في الجبهة المقابلة هناك من هو حاضر وجاهز للمواجهة، والناس لم تضعف ولم تستسلم ولم تتأثر بكل المناخات التي تجري في منطقتنا.
الملف الثالث، الانتخابات الأميركية - أنا أتحدث مسرعاً من أجل أن أنهي الملفات كلها- أنا لا أريد أن أجري تحليلاً عن الانتخابات الأميركية إنما أريد أن آخذ ما له صلة بنا وبشعوبنا ومنطقتنا ومحورنا. كل العالم تابع ما جرى ويجري الآن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهذا طبيعي لأنه نتيجة الانتخابات ستؤثر على كل العالم. هنا سأعلق بعدة نقاط: النقطة الأولى، مجريات الانتخابات الأميركية وخطابات المرشحين والحملات الانتخابية المتعارضة والمتناقضة ووسائل الإعلام، أعتقد أنه أكثر من أي وقت مضى قدمت صورة عن مجموعة من الحقائق والوقائع في الولايات المتحدة الأميركية على مستوى النظام السياسي وعلى مستوى القوى والأحزاب وعلى مستوى الناس، تستحق التوقف من قبل شعوب العالم ومن قبل شعوب منطقتنا ومن قبلنا جميعاً لأنه بالنهاية هذه أميركا هي ابتلاء عالمي وهي مشكلة - برأينا - هي مشكلة لكل شعوب العالم، لحلفائها ولأصدقائها ولأعدائها على حدٍ سواء.
النقطة الأولى، فقط دعوى للتأمل بالأرقام والمعطيات التي قدمت خلال الحملة الانتخابية والتوقف عندها وأخذ العبرة لنعرف ما هي أميركا هذه ، لأن هناك من يقدم لنا أميركا النموذج الأعلى الذي يجب أن نقلده في بلادنا العربية والإسلامية وفي دول العالم الثالث، لنرى حقيقة هذا النموذج الأعلى ما هو، حقيقته في قيمه، في تقاليده، في عاداته، في نتائج سلوكه، ممارساته، حقيقة ديموقراطيته، حقيقة نظامه السياسي، حقيقة تعاطي سلطاته مع شعبه، مع فئات شعبه المختلفة، هذا كله يحتاج إلى تأمل وإلى توقف لأن هناك أرقام مذهلة عرضت وهناك مشاهد أيضاً الآن تعرض على شاشات التلفزة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سواءً فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والمالية، حجم الديون على الخزينة الأميركية، الآن نحن نتحدث عن الديون شاهدوا أميركا كم عليها ديون، الأوضاع المعيشية، الأوضاع الحياتية لعشرات ملايين الأميركيين، اليوم الصور موجودة على التلفاز، هناك مدن راقية في أميركا يضعون صور من شوارعها الراقية كيف الخيم على الشمال وعلى اليمين والناس تسكن في الخيم ( خيم النايلون)، ويستحمون في الطرقات وليس لديهم مأوى وليس لديهم ضمان صحي. على كلٍ، أرقام مذهلة بإصابات الكورونا، أرقام مذهلة بالمصابين بمرض العضال، تحدث بايدن من عدة أيام عن رقم هائل، الأمراض النفسية والعصبية، المدمنين على المخدرات، حجم الجريمة الموجودة في المجتمع الأميركي بأشكالها المختلفة، قتل وجرح وحوادث وإطلاق نار وسرقة واغتصاب وإلى آخره... عدد المساجين في السجون، حجم الفساد الموجود في إدارات الدولة وعند الزعماء السياسيين، هذه أميركا التي يردون أن يقدموها لنا على أنها الحرية والديمقراطية والعدالة والرخاء والازدهار. العنصرية الشديدة التي كشفتها أحداث الأشهر القليلة الماضية، كل هذا مفيد - الآن لا يوجد وقت - مفيد أن تشاهده الناس، كله أرقام تُطرح وأفلام وثائقية ومستندات وليس ادعاءات، أن عدواً لأميركا يتجنى عليها، هم يقولون ذلك، هم يذكرون هذه الأرقام وهذه الاحصاءات عن واقعهم وعن همومهم وعن مصائبهم ومشاكلهم الداخلية الحقيقية وهذه الأولويات التي يمكن أن تفرض نفسها على الإدارة الجديدة أيضاً. هذا عنوان ظهر من خلال هذه الانتخابات.
العنوان الثاني، هو افتضاح الديموقراطية الأميركية التي يدعون، يعني هم يدعون العالم إلى الاحتكام إلى الشعوب وإلى الانتخابات. إذا كانت الادارة الأميركية نفسها اليوم، مثلاً هذا الرئيس ترامب وليس الرئيس ترامب لوحده، لنقول هذا عقله هكذا ومجنون ومتشبث بالكرسي وما شاكل، الحزب الجمهوري، الآن هناك سيناتوريان اتصلوا وهنأوا، لكن الحزب الجمهوري بشكل رسمي قيادته ومفاصل القوة فيه هي تتبنى الآن المعركة التي يواصلها ترامب في الانتخابات ولا تسلم بالنتائج، ما هي هذه الديمقراطية؟ أنا مثلاً أذكركم بشيء مثل الناس الذين كانوا يتابعون، المراسلون كانوا يتحدثون، حتى مراسلي فضائيات هم أصدقاء لترامب، يقولون أن الأميركيين عندما انتخبوا هناك أناس انتخبوا بالبريد هذه فئة، وهناك أناس أجروا انتخاباً مبكراً ومنهم ترامب هذه فئة ثانية، وهناك أناس جاءوا في يوم الانتخاب، عندما يبدأون بعد الأصوات يبدأون بالعكس، يعني يبدأون بالذين انتخبوا يوم الانتخاب بعد ذلك إلى الانتخاب المبكر وبعد ذلك إلى البريد، بطبيعة الحال أغلب الذين انتخبوا بالبريد هم من جماعة الحزب الديمقراطي، الانتخاب المبكر "مخلوطين"، الانتخاب المباشر هناك أغلبية للحزب الجمهوري، مجرد أن انتهى يوم الاقتراع خرج ترامب يصرخ أوقفوا عد الأصوات، أوقفوا عد الأصوات، لماذا؟ لأنه اعتبر نفسه فائزاً وكاسحاً، طبيعي عندما تأخذ يوم الاقتراع، لكن عندما تذهب إلى 70 مليون عند الاقتراع المبكر ويمكن أكثر، وتذهب إلى جماعة من اقترع في البريد طبعاً ستتغير النتيجة، فهو يريد أن يصادر أصوات عشرات الملايين من الأميركيين ويقول أنا فزت وانتهى الموضوع وأعلن نفسه فائزاً ولا يعرف في النتيجة ويعتبر كل ما يجري الآن هو تزوير، وهذا الحزب الجمهوري، ليس شخصاً أحمقاً أو متوتراً أو انفعالياً، لا، ولا نعرف الآن قيادة ترامب والحزب الجمهوري إلى أين سيأخذون أميركا كلها إذا واصلوا المسار الذين يسيرون به. فلا أحد ينظّر علينا لا بالديمقراطية الغربية ولا بالديمقراطية الأميركية ولا هم أساتذة انتخابات ولا هم أساتذة احترام لأصوات الناس ولآراء الشعوب لا في داخل أميركا ولا خارج أميركا.
النقطة الثالثة، الذي يهمنا اليوم في ما يتعلق بالإدارة الجديدة، هناك شيء له علاقة بالشهرين المتبقين من إدارة ترامب، أريد أن أتحدث عنه لوحده، ولكن هناك عنوان أوسع هو الإدارة الجديدة. بالنسبة للإدارة الجديدة - الآن الموضوع النفسي والعاطفي أتحدث عنه لاحقاً - في منطقتنا نحن خصوصاً، الآن شعوب العالم، دول، حكومات ماذا تقرأ هذا شأنهم، لكن نحن مصيبتنا الأساسية أنه بالمنطقة هنا من قديم الزمان وخلال عقود من الزمان السياسة الأميركية في منطقتنا هي سياسة إسرائيلية، يعني الأصل هي إسرائيل، قوة إسرائيل، ثبات إسرائيل، أمن إسرائيل، تفوق إسرائيل، هذا من ثوابت السياسات الأميركية سواءً كان ديمقراطي أو كان جمهوري، بوش أو كلينتون أو أوباما أو ترامب أو بايدن أياً كان، يتسارعون ويتسابقون في من يدعم إسرائيل أكثر ويتبناها أكثر ويدافع عنها أكثر ويحميها أكثر ويقويها أكثر ويدعمها أكثر وبالتالي بالنسبة لنا الأمور لن تتغير، الآن ممكن سياستهم تجاه روسيا، تجاه الصين، تجاه كوريا الشمالية، كوبا، فنزويلا، لا أعرف أين يمكن أن تتغير، لكن في منقطتنا هنا، كل شيء له صلة بالكيان الغاصب لفلسطين المحتلة والذي يمتد وصولاً إلى إيران، العراق، سوريا، الخليج، اليمن، شمال إفريقيا، يعني هذه المنطقة العربية والإسلامية، بالنسبة للأميركيين عندهم ثابت أساسي ووحيد أو الأول إن لم يكن الوحيد الذي هو إسرائيل وتفوق إسرائيل. لذلك تعليق آمال واعدة وتغييرات جوهرية واستراتيجية في السياسات الأميركية في المرحلة المقبلة لا أحد يعلق آمالاً ولا يغش نفسه ولا شيء، الآن ممكن في بعض التفاصيل، لكن هل هناك وارد على سبيل المثال أن تلغي إدارة بايدن الإقرار الأميركي بضم القدس إلى الكيان الصهيوني باعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، بضم الجولان، لا أعتقد أن هذا الأمر وارد على الإطلاق، يمكن موضوع المستوطنات، موضوع الضفة الغربية، موضوع دولتين أو ليس دولتين، حدود دولتين، هذه تفاصيل، لكن حتى في هذه التفاصيل سوف يبقى الأصل الحاكم والأولوية المطلقة هي كيف تكون إسرائيل الأقوى والأعظم ويدها العليا وما شاكل. إذاً لا نراهن على الإدارة الجديدة وبالتالي نجلس ونفصل مشاريع أو نعيش أوهام وخيالات.
طبعاً بالموضوع العاطفي لا يوجد شك، أنا أتحدث عن مشاعري الشخصية، لا يوجد شك بأنه عندما تنظر إلى إدارة ترامب وحكومة ترامب تنظر وتجد أنها هي أسوأ حكومة أو إذا كانت ليست الأسوأ فهي من الأسوأ، من أسوأ الحكومات الامريكية المتعاقبة، يعني هي الأشد وقاحة وقبحاً وعنجهية وتكبّراً واستعلاءً، على أصدقائهم وحلفائهم، يمكن على أعدائهم كانَ أقل، كنا نرى فرق خطابه مع ايران عن خطابه مع السعودية على سبيل المثال، خطابه مع ايران فيه نوع من الملاحظة، الانتباه، الاحتياط، بالعكس الان سيغادر وهو يحمل حسرة انه لا يوجد مسؤول ايراني رفع الهاتف ليتكلم معه، على كلٍ، الاكثر عنجهيةً، علوّاً، عُتوّاً، استكباراً، اجراماً، ارهاباً، هذه حكومة ترامب. عندما نرى ماذا فعل خلال الاربع سنوات، خلال الاربع سنوات هو يضع العالم كلّه على حافّة الحرب، بمعزل ان كان يمارس حرباً نفسية "حافّة الهاوية" او لا، هو كان جدّياً، مع كوريا الشمالية اخذ الامور الى حافّة الحرب، مع الصين، ايران، فنزويلا، كوبا، سوريا، مع كثير من الساحات في العالم كان يضع العالم كله على حافة الحرب، في ما يتعلق بالدول والشعوب، الحصار، تشديد الحصار، العدوانية العالية، التدخل في الشؤون الداخلية المفضوحة، نعم تعلمون ان لترامب ميزة ايجابية مهمة وحكومة ترامب انها قدمت الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الامريكية، هذا وجهها الحقيقي، العلو، الاستكبار، العدوانية، العنجهية، العتوّ، الارهاب، الوحشية، الاجرام، القتل، الفساد، هذا قدّمه ترامب، الذين كانوا قبله كانوا يحاولون قليلاً - وضع مكياج ومزبطين لساناتهم – هو ميزته الجيدة الايجابية انه يقولها كما هي يقدّمها لشعوب العالم، وبالتالي عندما نرى لائحة جرائمه لائحة طويلة عريضة، في الموضوع الفلسطيني كما قلنا ضمْ القدس واعتبارها عاصمة، نقل السفارة، ضم الجولان ومزارع شبعا في جملتها مع الجولان بالاعتراف الامريكي، القهر الذي مارسه بحق الفلسطينيين من السلطة الى منظمة التحرير الى الشعب الفلسطيني، ومع ذلك انكسر - لاحقاً نعود الى الكسر- ، ايران 80 او 85 مليون نسمة اخذهم الى اقصى العقوبات وفي سنة الكورونا، سوريا تهديد بالحرب، طبعاً ايران تهديد بالحرب والى حافّة الحرب، سوريا تهديد بالحرب وقيصر ومزيد من الحصار، دعم مفتوح للحرب السعودية - الاماراتية على الشعب اليمني المظلوم، إحياء الفتنة في العراق، محاولة إحياء الفتنة في لبنان، محاولة اسقاط الدولة في فنزويلا، في كوبا، في كوريا الشمالية... كم من الاحصاء يمكننا ان نعدد من جرائمه! طبعاً بالمقابل اذا ما اردنا ان نعطيه عنوان عريض نعطيه عنوان الفشل! بكل ذلك فَشَل! فشل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وبالتالي اين صفقة القرن اليوم؟ انا سابقاً خلال اول صفقة القرن قلت لكم هي تقوم على 3 أضلاع:
1- ترامب،2- نتانياهو،3- محمد بن سلمان، اليوم ترامب ان شاءالله راحل، إما راحل وإما سيأخذ امريكا معه ايضا في حال لم يسلّم بالنتيجة.
ثانياً اليوم نتانياهو هو في أسوأ حال، هو اصلاً مع وجود ترامب كان في أسوأ حال في تاريخه السياسي والان ازداد سوءاً، وايضاً محمد بن سلمان اكثر شخص اليوم بين حكام المنطقة قد يكون قلقاً، عسى ولعلّ ان يلتزم بايدن بما تعّهده في حملته الانتخابية من معاقبة محمد بن سلمان واتّهامه بالمسؤولية عن قتل خاشقجي وتقطيعه بالمنشار وانّه سيوقف الدعم للسعودية في حربها على اليمن ووقف بيعها للسّلاح اذا وفى بوعوده الانتخابية من حقه اليوم محمد بن سلمان أن يكون قلقاً جدّاً، اذاً هناك ضلع قد ذهب والضلعين الباقيين مهزوزَين، طبعاً فُرص نتانياهو بالسّقوط أعلى لأنّ التركيبة السياسية في الكيان الغاصب مختلفة بالتركيبة عن المملكة العربية السعودية، حسناً هذه صفقة القرن ستذهب مع اضلاعها ان شاء الله، الشعب الفلسطيني لم تنكسر ارادته رغم كل الصعوبات والحصار والعذابات والالام، كذلك ايران لم تنكسر إرادتها رغم كل العقوبات اقصى العقوبات ورغم الظروف الصعبة بالكورونا، سوريا لم تنكسر ارادتها، العراقيّون يحاولون ان يتغلّبوا على الفتنة اليومية التي تُصنع عندهم، في لبنان غلبناها للفتنة - اخر مقطع وسأتكلّم فيه عن لبنان – في فنزويلا فشل، وفشل في كوبا، وفشل في كوريا الشمالية، وفشل في إخضاع الصين وفشل وفشل وفشل.. العنوان العريض بالاعم الاغلب هو الفشل. لذلك انا سآخذ نتيجتين من هذا العرض الان، النتيجة الاولى نعم انا على المستوى الشخصي فرح في السّقوط المذلّ لترامب، الان فيما يخصّ من بعده ليس لنا كلام حولهم، هم جميعهم مثل بعضهم ليسوا مختلفين بذلك، لكن يحق لنا ان نفرح وخصوصاً – لأن هذا اتركه للاخر في جرائمه – جريمة العصر التي ارتكبها ترامب في قتله للقائد الكبير الحاج قاسم سليماني وللقائد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس، وعدوانه على العراق وعلى ايران وتفاخره بهذه الجريمة حتى بحملته الانتخابية انا كنت اتابعه بأكثر من خطاب كان يؤكّد على جريمته الوقحة التي ارتكبها، لذلك على المستوى النفسي هذا حقنا ولا احد يستطيع ان يمنع احداً، ان يكون فرحاً بهذه الهزيمة المذلّة لترامب بيد شعبه نحن لا نقول اننا اسقطناه، شعبه قام بإسقاطه، وهو الذي اذلّ شعبه كما حاول ان يُذل اصدقاءه وحلفاءه وان يواصل عدوانه على شعوب العالم، هذا على المستوى النفسي.
على المستوى العملي، يجب ان نعرف بتقييمنا لتجربة السنوات الاربع، انه في ظل حكومة عدوانية على هذا المستوى العالي من العنجهيّة ومن امكانيات الذهاب الى الحرب، في إدارة ترامب كانت أعلى وستكون أعلى من الادارة الاتية، في ظل إدارة امكانيات الذهاب الى الحرب عندها كبيرة جداً ليس له ضوابط ولا حدود، مع ذلك شعوبنا ومحور المقاومة صمدوا وثبتوا واستطاعوا ان يُفشلوا ويمنعوا هذا المشروع أن يُنجز وان يتحقق، هذا يعني انّ ارادتنا اقوى من طغيانهم، اقوى من حصارهم، اقوى من عنجهيّتهم، هذا يعني انّ ما يقوله ترامب او حكومته او الحكومة الاتية انّ امريكا ليست قدَراً محتوماً وان ّ شعوب العالم وحكومات العالم والمظلومين في العالم يستطيعون ان يقفوا ويقولوا لا وخير ان شاءالله ما الذي سيحصل! وفي نهاية المطاف هم الذين ينتصرون! ومن قاتلهم وتجرّأ عليهم واعتدى عليهم يُهزم ويُذل ويُكسَر! هذا الامر ايضاً يجب ان يكون من عِبَر هذه الانتخابات.
الامر الاخير الذي اودّ ان اقوله في موضوع الانتخابات هو المتبقي من هذين الشهرين، لانه نُقل في وسائل الاعلام ان هناك مسؤولين كبار في البنتاغون ابدوا خشيتهم في أمريكا، رئيسة مجلس النواب ابدت خشيتها، مسؤولون امريكان في المنطقة، كثيرون بدأوا يتحدّثون بأنه عندما جاء ترامب وعزل وزير الدفاع وعيّن وزير دفاع بالوكالة، بأنّ ترامب ما الذي قد يُقدم عليه خلال هذين الشهرين، هذا سؤال كبير اليوم اثار قلق العالم كله، الان انا لا اعرف ما قد يُقدم عليه في هذين الشهرين، كل شيء محتمل، مع شخص مثل ترامب كل شيء محتمل، محتمل ان يكون الموضوع شخصي بحت – فشّت خلق – لانه يُقال هذا وزير الدفاع إسبر كان يوافق ويرفض وبأنّ هناك بعض الامور التي كان ينوي ترامب القيام بها ولكنه لم يوافق عليها وكان يُحضّر اوراق الاستقالة – فتغدّاه ترامب لإسبر قبل ان يتعشّاه – هذا احتمال قائم وله ترجيح ومحتمل، لا، موضوع له علاقة خطيرة وكبيرة يمكن ان يأخذها ترامب، بالقرارات الخطيرة والكبيرة ذهب تصوّر البعض الى خارج امريكا، انا اقول لكم هناك احتمالين، هناك احتمال داخل امريكا ايضا، انه احد اسباب عزل وزير الدفاع إسبر، ان هذا الوزير في المرّة السّابقة عندما حدثت المظاهرات وأراد ترامب ان يُنزل الجيش ويقمع المظاهرات هذا الوزير هدّدَ بالاستقالة على ما اذكر ولم يقبل بالحدّ الادنى لانني متأكّد انه لم يقبل، الان اسمع انّه هدّد بالاستقالة، ويمكن ان يكون ترامب قد اعتبرها من اسباب خسارته بأن إسبر لم يحسم الموقف خلال الاشهر القليلة الماضية نتيجة التداعيات الداخلية ومن المعروف ان سبباً من الاسباب الرئيسية لسقوط ترامب هي اسباب داخلية، لذلك هو يحمّله المسؤولية وينتقم منه ويعاقبه، لكن من جهة ثانية قد يكون عزلَه من أجل استخدام القوّات الامريكية المسلّحة في داخل الولايات المتّحدة الامريكية هذا احتمال وارد، واحتمال اخر ان يكون هناك امر له علاقة بالخارج، ان الحزب الجمهوري واليمين المتطرّف وحليفتهم اسرائيل انّ هناك ما كان يجب ان يقوموا به في المنطقة ولم يستطيعوا ان يفعلوه خلال الاربع سنوات وانه قد يستطيع القيام به خلال هذين شهرين! ايضاً هذا محتمل، انا ليس لدي ترجيح، الموضوع يحتاج لدراسة، فكرة جديدة وردت، لكن اقول محتمل ان شيئاً لن يحصل ومحتمل ان يكون هناك شيئ في امريكا ومحتمل ان يكون شيء في الخارج، كل الاحتمالات مفتوحة، في محور المقاومة، الدول، الحكومات، القادة، الرؤساء، فصائل المقاومة، وشعوب محور المقاومة بالحد الادنى باعتبار اننا منهم، انا ادعو الجميع الى الحذر، اليقظة، الانتباه، في كل ما نقول، في كل ما نفعل، في كل ما نتابع، ان نكون حذرين ومحتاطين لان هذا مقتضى الحكمة والعقل، نبني على أسوأ الاحتمالات حتى وإن لم يحصل شيء، اننا جميعنا في محور المقاومة ان نكون في حالة حذر شديدة خلال هذين الشهرين وان شاءالله ان يمرّوا على خير، وان نكون ايضاً على درجة عالية من الاستعداد لمواجهة اي خطر او عدوان او اذية وردّ الصّاع صاعين اذا ذهبت الحماقة الامريكية او الاسرائيلية الى شيء من هذا النوع.
نأتي الى الملف الاخير تحمّلونا قليلاً ايضاً وان شاءالله لن اطيل عليكم.
السياسة الامريكية في لبنان ومسار العقوبات، مثلما تحدّثت قبل قليل السياسة الامريكية في المنطقة "إسرائيل، ايضاً في لبنان هي جزء من المنطقة، ما يهم السياسة الامريكية في لبنان هو اسرائيل، امن اسرائيل، حدود لبنان مع فلسطين المحتلة يعني امن الكيان، مهتمة امريكا مؤكّداً بترسيم الحدود البحرية ليس لأجل لبنان وانما من اجل إسرائيل، موضوع الاراضي، ترسيم الحدود البرية، لكن الاهم هو موضوع أمن إسرائيل وتفوّق إسرائيل وإبعاد اي خطر او تهديد يمكن ان يُفترض في لبنان على هذا الكيان مع الطّموح في المستقبل ان يأتي وقت ويأخذوا لبنان مثلما اخذوا الامارات والبحرين والسودان على اتفاقية سلام مع اسرائيل وتطبيع مع إسرائيل، اذا لم يكن هذا هو الهمّ الوحيد فهو الهم الاوّل والثاني والثالث والهم الذي يليه يأتي تباعاً وبفاصلة طويلة، ولذلك اليوم مشكلة امريكا في لبنان هل هي حقيقةً مشكلة الفساد؟ حسناً هذا الفساد عمره عشرات السنين! هل المشكلة هو الوضع الاقتصادي والمعيشي؟ هذا عمره عشرات السنين! هل المشكلة انهم لديهم ملاحظات على الانتخابات الديمقراطية اللبنانية؟ هم لديهم ملاحظات ليس من الان اصلاً! مشكلة امريكا في لبنان عندما يكون مدخلها اسرائيل هذا يعني انّ مشكلتهم المقاومة. وكلنا نعلم انّه عندما تأتي الوفود الامريكية الى لبنان ما همّها الاساسي؟ الحدود، حزب الله، الصواريخ الدقيقة، سلاح حزب الله، وجود حزب الله في الحكومة، التحالف مع حزب الله، تغطية حزب الله، البيئة الحاضنة لحزب الله ووو.. هذا هو بكل وفودهم التي تأتي، اذا هؤلاء مشكلتهم هي هذه، وطبعاً مشكلتهم مع حزب الله ليس كما يحاول ان يقول البعض النّفوذ الايراني لا، ولا مشكلتهم مع حزب الله انه حزب سياسي، الان حزب الله يتخلّى عن المقاومة ويقول انا حزب سياسي في لبنان مثل بقية الاحزاب السياسية حتى لو كان ولاؤه مطلق لايران ويعبّر عن النفوذ الايراني، الامريكان لن يكونوا متحسّسين منه كما هو الواقع الان، مشكلة الامريكان مع حزب الله الجوهرية لها علاقة بالمقاومة، لماذا؟ لان هذه المقاومة، طبعاً مشكلتها المقاومات بكل فصائلها لكن حزب الله هو الفصيل الاساسي والاكبروهذا واقع الحال. حسناً مشكلة المقاومة في لبنان انها عنصر القوّة للبنان، اليوم كما تكلمنا عندما يُفاوض على الحدود البحرية هو يَستند على قوّة، إسرائيل اليوم لا تستطيع أن تفرض شيئا على اللبنانيين، وصلت في يوم من الأيام أن تفرض عليهم سلطة وخيارات سياسية ومعاهدة سلام وشروطاً أمنية وما شاكل، اليوم العدو الإسرائيلي يشعر بقلق كبير ويتعب وأن يده ليست مبسوطة في لبنان لأن هناك من يدافع عن لبنان ومن يحمي لبنان من خلال هذه المعادلة التي نتحدث عنها دائماً، جيش وشعب ومقاومة، وميزة المقاومة الاساسية في هذا الموضوع، لذلك الأميركي كان عملهم دائما خلال كل السنوات الماضية وبالحد الادنى من 15 سنة، لكي لا نتكلم قبل الـ2005، كان عملهم الدائم كيف نستطيع أن نتخلص من حزب الله، وكانوا يحاولون في هذا الموضوع حتى عن طريق سورية، وأنا أتذكر بالمفاوضات وأعيد وأذكر اللبنانيين، مفاوضات حصلت مع الرئيس بشار الأسد قبل الـ 2005 وفي الـ2005 وبعد الـ2005 وانا متأكد قبل الـ2005 عندما أتى زعيمان عربيان كبيران الى دمشق ولا نريد أن ندخل في الأسماء وعرضوا عليه وقالوا له: الأميركيون يقولون لك، لبنان كله لك، وقواتك العسكرية تصل إلى الحدود، وليس تقف عند الاولي، ولتصنع بلبنان ما تريد من اليوم إلى الأبد، ولكن مطلوب منك امرين يا سيادة الرئيس بشار الأسد، المطلوب نزع سلاح حزب الله ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية، لأن له علاقة بموضوع التوطين، إذا قبل الـ2005 لم يترك الأميركيون وبعض الانظمة العربية أي شيء يستطيعون من خلاله البحث عن وسائل لنزع سلاح المقاومة الا جرّبوه، جاءت الـ2005 عرض سريع، وأتمنى على الجميع ان يسمعنا، حتى الان من فترة لأخرى بعض أصدقائنا، لأنني سأتكلم كلام خاص عن التيار الوطني الحر، بعض أصدقائنا بالتيار الوطني الحر يفتحون موضوع التحالف الرباعي، أريد ان أذكرهم أنه في الـ2005 بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري كان العمل في لبنان من أميركا وأدواتها لضرب لبنان وحرب أهلية وفتنة مذهبية والهدف كان المقاومة وسلاح المقاومة، وتم إفشال هذا المشروع الذي لم يكن يتهدد حزب الله فقط بل كان يتهدد البلد كله من خلال الفتنة المذهبية والحرب الأهلية تم إفشاله من خلال التحالف الرباعي، 2005 كان هناك مؤامرة وفشلت، بعد الـ2005 في الـ2006 حرب تموز كان هدفها سحق المقاومة وفشل، بعد الـ2006 في الـ2008 قبل الحادث الداخلي الإغتيالات الامينة التي كانت ذروتها إغتيال القائد الحاج عماد مغنية ولم تفت من عضد وعزم المقاومة، 5 أيار 2008 مؤامرة الإيقاع بين المقاومة والجيش اللبناني والقوى الامينة، ومؤامرة أميركية دولية بأدوات محلية، وتم إفشالها، بعد ال2008 تتذكرون في ال2011 ما يسمى بالربيع العربي وكل الذين صنعوهم في سورية من تكفيريين وسموهم إسلاميين وجهاديين ووطنيين ومعارضة وطنية و"شحطتين" تحت معارضة وطنية، كلهم كانوا يجمعون أنه عندما ننتهي من سورية معركتنا هي مع حزب الله، وتم إفشال هذا المشروع وقبلها عندما أحتجز دولة رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية، كنا نعرف انه كان هناك مشروع أميركي مع السبهان وزعامات لبنانية لإقتتال داخلي في لبنان وحرب أهلية تستهدف المقاومة وسلاح المقاومة وتم إفشال هذا المشروع. حسناً ماذا بقي لديهم؟ هذا الذي بقي لديهم سأتكلم عنه بكلمتين، الاميركيون وجدوا أن حرب تموز لم تنفع، حرب سورية التي واحد من إستهدافاتها حزب الله، طبعا أحد إستهدافاتها أيضا هو تغيير النظام في سورية ليذهب ركضا للتطبيع مع كيان العدو، كان ليسبق الإمارات والبحرين والسودان والكل، لو ركب نظام بديل في سورية، حسنا، كل المحاولات، الحرب الداخلية والفتنة الداخلية والطائفية والحرب الأهلية والتحريض الداخلي لم تنجح، من سنتين ثلاثة وهم يركزون على عنوان أنه تأليب الشعب اللبناني على المقاومة وبالتحديد تأليب البيئة الشيعية على المقاومة وعلى حزب الله، لأنها البيئة المباشرة، اليوم عندما نتكلم عن المقاومة التي إسمها حزب الله والتي إسمها أمل وأي فصيل آخر، البيئة الأساسية والجغرافية الأساسية والضيع والمدن والناس التي موجودة فيها هذه المقاومة، مقاتلوها إمكاناتها مقدراتها، هي هذه البيئة الشيعية، تحريض هذه البيئة، كيف نحرض هذه البيئة؟ الخاصة والبيئة الشعبية العامة على المقاومة؟ فلنذهب على موضوع الوضع الإقتصادي والوضع المعيشي وإلخ.... هنا ذهبوا إلى مسارين، المسار الأول تشديد على الوضع الإقتصادي في البلد خصوصاً من سنة إلى الآن، ولعبة الدولار التي تكلمنا عنها ومنع أن يأتي دولار إلى لبنان، ومنع عودة الودائع، البنوك اللبنانية إلخ، هذا كله شغل الأميركان، وتهديد كل العالم بالعقوبات ووضع لبنان تحت الضغط وإذا أي أحد يريد أن يستثمر في لبنان أو أن يضع فلوسا في لبنان الأميركيون يمنعونه وهذه ليست من الأسرار، لكي يزداد الوضع الإقتصادي والمعيشي صعوبة، يأتي إلى اللبنانيين من يقول لهم أتريدون ان ننقذكم وتريدوننا ان نساعدكم فلتتخلصوا من المقاومة، مشوا في هذا المسار وحرضوا الناس عليه ودفعوا بإتجاهه، ومسار أخر، هو محاولة تحميل حزب الله بشكل خاص والمقاومة بشكل عام مسؤولية كل الوضع الإقتصادي وكل الفساد وكل الإنهيار الموجود في البلد من خلال أكاذيب، حكومة حزب الله وحزب الله يحكم لبنان وكله في يد حزب الله، ولا يتعين نائب إلا في حزب الله والقاضي من حزب الله وضباط الجيش من حزب الله والمدير، وكلها أكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة، ويوجد من يسوق لها ويقتنع فيها، أيضا هذا لن يوصل إلى أي مكان، لا البيئة الخاصة التي إسمها البيئة الشيعية من الذي رأيناه في تشرين الأول 2019 لليوم، حاولوا كثيرا أن يحرضوا هذه البيئة لم يستطيعوا، خرج أفراد هنا وهنا وهناك، حتى بعض الناس التي خرجت لم يقبلوا أن يحملوا مسؤولية الاوضاع الإقتصادية إلى حزب الله، وحتى البيئة العامة عندما أتوا لكي يحملوا حزب الله نتيجة الوضع الإقتصادي كلنا نذكر عندما كانوا ينزلون بعناوين إصلاحية وإقتصادية كم كان ينزل إلى الشارع وعندما خرجت الدعوات لتطبيق 1559 ونزع سلاح المقاومة كم نزل إلى الشارع، وهذا بالرغم من ماذا، من مليارات الدولارات التي أنفقت في السنوات الأخيرة بإعتراف دايفيد هيل، الذي حصل عيله الجيش واضح وظاهر لان الجيش جهة رسمية يظهر المال كم، مليارين ثلاثة اربعة؟ يعني يوجد 6 مليار صرفوهم على وسائل إعلام، أنا أحترم كل واحد يقول انا أمول الثورة، أنا آتي بسندويتش الزيتون من عند أمي، انت صادق، لكن دايفيد هيل يقول أنهم اعطوا مليارات الدولارات 7 6 5 8 كيفما تشاؤون إحسبوهم، لمن؟ للذي أسماهم الجمعيات الخيرية غير الحكومية، وهذا المال لم يظهر كله، المال الذي يأتي إلى الدولة حتى لو سرق يوجد أمل بعد ذلك ان يظهر من سرقه، لأنه يوجد الوارد والصادر والإستلام، ولكن هذه مليارات الدولارات التي اعطيت لجمعيات ووسائل إعلام وشخصيات أين ذهبت؟ أليس من حق المتظاهرين الذي خرجوا في تشرين الأول وتشرين الثاني وبعد ذلك أن يتسألوا ؟ لأجل ذلك أنا هنا بين هلالين أقول لكل الطيبين في البلد دائما هناك في التاريخ كان موجودا والان موجود، كلمة حق يراد بها باطل، انت لا تخدع بشعار الحق، إذهب وإبحث عن القيادة التي تأخذك، أنت تحت قيادة من تتظاهر؟ تحت قيادة من ترمي حجر؟ تحت قيادة من تعرض نفسك للخطر؟ وأنت ضمن مشروع من تخدم، حتى لو كنت انت صادق ومخلص، كل الاحداث أثبتت ان السفارة الأميركية هي التي كانت تدير وهي التي كانت...، فليخرجوا ويفسروا لنا، هذه الجمعيات الأهلية غير الحكومية، مليارات الدولارات التي تكلم عنها دايفيد هيل أين هي؟ أين صرفوها؟ على ماذا صرفوها؟ حسنا، هذا فشل، والذي ساعد على الفشل وعي اللبنانيين عموما. وأنت لم تستطع خصوصا أن تقول لحزب الله أنت فاسد وأنت سرقت وأنت عملت وفعلت، دائما نحن نقول ونعيد ونقول من لديه ملف علينا، على وزير، على نائب، على رئيس بلدية، على موظف، على أي أحد، هذا القضاء فليذهب إلى القضاء، لا يوجد شيء من ذلك، أقصى شيء خرج من يقول، أنتم لا تكافحون الفساد بالطريقة المناسبة، نناقشها في وقت لاحق لا يوجد وقت الآن، انتم تحموا الفاسدين، تكلمنا فيها سابقا وناقشنا فيها ولكن نناقشها في وقت لاحق، ولكن هل يستطيع أي أحد أن يقف ليقول أنتم الفاسدين؟ حزب الله فاسد؟ حزب الله نهب المال، لا يستطيع اي أحد أن يقول ذلك، حسنا، هذا فشل، المسار المتبقي عند الاميركيين هو مسار العقوبات على أصدقاء وحلفاء حزب الله، هذا سنختم فيه، سأطلب منكم أن تحملوننا بعض دقائق أخرى، على نفس حزب الله مشى هذا المسار منذ سنوات طويلة، قيادتنا وإخواننا وعلمائنا والان يضعون وليس فقط من يعملون في العمل العسكري والأمني، وإنما أيضاً في المجال السياسي، الثقافي، الدراسات، في التاريخ والجغرافيا، كله يوضع على اللوئح وهذا عليه 5 مليون وهذا عليه 7 مليون وهذا عليه 10 مليون، طبعا هذا جيد، يكبر رصيدنا المالي في هذه الطريقة، طبعا، الضغط النفسي، والتحريض، والبحث عن علماء، أنه فلتجمعوا لنا معلومات يا أهل الضاحية، هؤلاء المسؤولين عندكم في الضاحية، يا أهل الجنوب ويا أهل البقاع، إجمعوا معلومات نعطيكم أموالاً، الضغط النفسي، على كل حال في هذه النقطة لا أريد ان أطيل عليكم، بالنسبة لحزب الله فلتفرضوا العقوبات التي تريدونها لا يقدم ولا يؤخر، ونحن على كل حال هنا يوجد فرق أنا أعترف فيه، انه نحن عمليا ليس لدينا اموال في الخارج ولا زيارات ولا سفرات ولا سياحة والدراسة تتزاحم في الخارج، نحن سكان وأهل هذا البلد "على قد حالنا" نعيش فيه وراضون في عيشتنا، والقناعة كنز لا يفنى، ولدينا إيمان والقضية التي نضحي من أجلها بخيرة إخواننا واهلنا ونسائنا الشهداء، هذه نحن جاهزون ان نضحي من اجلها أيضا، إذا هذه العقوبات لن توصل إلى أي مكان، وضغطوا كثيرا على إيران في العقوبات بإعتبار هي من تدعم حزب الله وضغطوا على سورية و"ماشي الحال ونحن مقطعين"، لا أقول أننا لم نتأذى او بيئتنا لا تتأذى، لماذا؟ يوجد أذىً ولكن نحن نصبر ونتحمل ونصمد ونكمل، حسنا، هذا أصبح واضحا أيضا عند الاميركيين، هذا لا يعطي نتيجة بل على العكس ولو على سبيل المثال يعني "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" يعني قبل سنتين عندما بدأوا يضعوننا على اللوائح ويضغطوا على البنوك في لبنان ان عليهم إذا كان لأحد المسؤولين في حزب الله أو زوجته أو ابنه حساباً على البنك أن يجمد الحساب ويعيد الأموال إلى الناس، "صاروا يطردوننا من البنوك وبعض إخواننا زعلوا"، كنا نقول لهم عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، ماذا حصل بعد ذلك؟ عندما أتت أزمة البنوك واعدوا أنهم لا يستطيعون أن يدفعوا الدولارات إلى الناس، حسنا، خلال سنتين كل جماعة حزب الله في لبنان الذين كانوا يضعون أموالهم في البنوك، يعني 1000 $ 5000 $ 10000 $ اقل أكثر اخرجوهم من البنوك، "هم زعبونا يا أخي ونحن زعلانين أنهم زعبونا"، فهذه الاموال إما أصبحت في المنازل أو وضعت في أماكن أخرى مثل مؤسسة القرض الحسن، فهنا الخطوة التي كرهناها حمت أموالنا، لكن الذين كانوا سعيدين انهم ليسوا على لوائح العقوبات الان اموالهم وودائعهم مهددة، عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، على كل حال، طبعا العياذ بالله هذا ليس شماتة ولا شيء أخر، هذا توصيف لواقع يحصل لنبقى نتعاطى ان ليس كل أذى نتعرض له ظاهره أذى ولكن قد يكون في باطنه رحمة، قد يكون في باطنه خير، حتى في هذا النوع من المعارك والتحديات، إذا وضع حزب الله تحت العقوبات، تشديد العقوبات على حزب الله وحتى على بيئته الخاصة لم يوصل إلى أي مكان، سيذهبون إلى الحلفاء، وبدأوا بالحلفاء، يعني اليوم عندما سأتحدث عن الوزير جبران باسيل، الصديق الذي وضع على لائحة العقوبات، بدأ المسار بمن؟ بالوزير علي حسن خليل والوزير يوسف فنيانوس، حركة امل وتيار المردة، وطبعا لا أعتقد أنه حصل معهم مفاوضات أو نقاشات أو أمر، وضعوا سريعا على اللائحة وهنا الإتهام كان واضحا، الذي له صلة بموضوع حزب الله، طبعا يومها تضامنا مع الوزيرين العزيزين، وأصدرنا بياناً وكان رد الفعل، كلنا نتذكر بيان قيادة حركة أمل وقيادة تيار المردة والاثنان اكدا تمسكهم بالمقاومة والقضايا الوطنية، وان هذا الموضوع لن يقدم ولن يؤخر في هذا الإلتزام، طبعا هذا الموقف بالنسبة للاميركيين يعطيهم رسالة واضحة ان هذا المسار لن يوصل إلى مكان، خصوصا عندما نريد ان نذهب إلى الحلفاء الذين يصنفونهم هم غير التيار الوطني الحر، يعين من اسمهم 8 أذار، بقيت احزاب او شخصيات او ما شاكل، حسنا، أتى ما هو جديد الذي هو التيار الوطني الحر، أنه هنا يوجد فرصة، فلنكن صادقين وشفافين، يوجد من قال للأميركي انه يوجد فرصة، من الممكن أمل لا تهتز، يمكن ان لا يهتز المردة ولكن مع إحترامي للتيار الوطني الحر أنا أنقل ما قيل للأميركيين، من الممكن أن يهتز التيار الوطني الحر، لانه يمكن ظروفه مختلفة، أوضاعه مختلفة، يمكن طبيعة التحالف، الماضي، التاريخ، إلخ... لا نريد ان ندخل في هذه الفاصيل، فلتذهبوا ولتعملوا على هذا الموضوع، هذا الموضوع مهم، واكيد كان هناك تحريض داخلي لبناني لحسابات شخصية لها علاقة بالوزير جبران باسيل ولحسابات حزبية لها علاقة بالتيار الوطني الحر، ولحسابات وحسابات وحسابات، حسنا، هنا أتى الاميركيون إلى هذه الخطوة التي لم يكن هناك من شك بأنها خطوة كبيرة، لاننا هنا نتكلم عن رئيس التيار، وليس عن وزير في التيار او نائب في التيار، نتكلم عن رئيس التيار مباشرة، والنقطة الثانية، أنهم تحدثوا معه، انا اتحدث لان الوزير باسيل تحدث بالموضوع، تحدثوا مع الرئيس عون وتكلموا مع الوزير باسيل وفاوضوا بشكل مباشر، وأنا ما كنت لأتكلم عن الموضوع ماذا حصل بينه وبينهم لو لم يتكلم هو، لأني أنا دائما المجالس عندي بالأمانات وأنا جدياً وجدا وملتزم بهذا الموضوع، وهذا إلتزام ديني وليس فقط اخلاقي، ولكن كونه تكلم هو في الموضوع من المفيد ان أعقب عليه، حسنا، أتوا وفاوضوه وناقشوه، فالوزير باسيل تكلم معي وقال الأميركيون منذ مدة يتكلمون معه والتهديد واضح، أنا مطلوب مني أن أخرج وأعقد مؤتمراً صحفياً واعلن فيه إنهاء التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وإنهاء العلاقة وليس فقط التحالف، "خلص" كل واحد يذهب في سبيله، وأعطوه مهلة، كانت عندما تكلم معي كانت المهلة الأولى، وبعد ذلك مدّدوا له أسبوعاً، واعطوه مهلة لليوم الفلاني، فإذا لم يفعل ذلك سيضعونه على لائحة الإرهاب -طبعا الميزة الثالثة انهم أخذوه على هذا القانون، أخذوه على عنوان الفساد وليس على عنوان الإرهاب، والهدف هو المزيد من الإساءة الشخصية للوزير باسيل- على كل فأنا وضعوني أمام خيارين، أنا هنا لأخبرك يا سيد وأضعك في الصورة، وأنا لا أطلب منك شيئا، وانا موقفي ورأي هو، وهنا يكمل الوزير باسيل الكلام: أنه أنا لا أستطيع ان أكمل بهذه الخطوة لأن هذا يعني حريتنا وإستقلالنا ويعني قرارنا ومصلحة البلد إلخ... إذا أنا بين هذين القرارين فأنا فقط اعطيك علماً، انا لن أقبل وإن كانوا يريدون ان يضعونني على العقوبات فليضعونني. فأنا هنا طبعا قلت له فليبارك فيك الله، وهنا أريد ان أقول ماذا قلت له، لأقولها لبقية الحلفاء، قلت له نحن طبعا بالعلاقة التي بيننا وبينكم علاقة قديمة، وراسخة وأصبحت هناك علاقة صداقة ومودة غير موضوع السياسة، نحن لا نريد أن تتأذون، أي موقف ترونه انتم لمصلحتكم وتريدون ان تأخذوه نحن نتفهمه نتيجة هذه الضغوط، وإذا المطلوب منا أي شيء نحن جاهزون، إذا كنا قادرين على المساعدة بشيء نحن جاهزون، فالوزير باسيل قال لي: لا، نحن هذا موقفنا ولكن أحببت ان أضعك في الصورة ونحن لا نريد منكم اي شيء، بمعزل انه حقيقة هل نستطيع أن نفعل شيئا في هذا الموضوع او لا، ولكن أنا كان واجبي أن اخبرك حتى لاحقا إذا حصل شيء أن تكون أنت والإخوان في الصورة، هنا افتح هلال لبقيت الحلفاء بناء على هذا الجواب، أن هذا الجو أقوله لكل أصدقائنا وحلفائنا في لبنان، إذا الأميركيون فاوضوكم وضغطوا عليكم، ووضعوكم امام خيارين، أنتم احرار، يعني نحن نتفهم أي موقف تأخذوه، نحن لا نريد ان يتأذى أي أحد، ولا نريد ان ينزعج أي أحد، كل شخص فليرى ضميره ومصلحته ومصلحة البلد والموقف المناسب ويأخذه، ونحن نتفهم أي موقف تأخذونه وإذا المطلوب منا ان نساعدكم في شيء نحن جاهزون ان نساعد في شيء، ونقفل الهلالين ونعود إلى الوزير باسيل، حسنا، الوزير باسيل تبلغ بشكل رسمي الموقف النهائي رغم أنه انا أعرف حاولوا من خلال وسطاء وضغطوا كثيرا عليه وأيضا على فخامة الرئيس من أجل تعديل الموقف وعصا وجزرة والذي تريدونه، وهو على كل حال معني بان يتكلم بهذا الموضوع، لكن كان القرار حاسماً، جاء بعد ذلك القرار الأميركي، هنا أنا لدي تعقيبين، أريد أن أعقب على الأميركيين وأريد أن أعقب على الوزير باسيل، تعقيبي على الأميركيين، لأنه مثلا إن كنا سنناقشهم، لماذا وضعتم فلاناً ولماذا لم تضعوا فلانا؟ ولماذا فساد ولماذا إرهاب؟ نحنا ناقشنا بالمبدأ، أصلا، أساسا، يعني هل الإدارة الاميركية، لها، بأي حق قانوني، نتكلم بالقانون، يعني هي أمم متحدة؟! أو مجلس أمن دولي؟! هي ماذا؟ فلنتكلم بالقانون الدولي، في أي حق قانوني وبأي حق أخلاقي يحق لها أن تصنف العالم، عندما يكون هناك حكومة تمارس الإرهاب وتدعم الإرهابيين وتصنع الإرهابيين وتخوض حرب إرهابية، تأتي بعد ذلك لتصنف العالم، هذا إرهابي وهذا ليس إرهابياً، كيف ذلك؟ بأي حق قانوني وأخلاقي؟ عندما يكون هناك حكومة هي تحمي وتدعم أعتى الانظمة الدكتاتورية والفاسدة والناهبة لخيرات شعوبها وفي منطقتنا وفي العالم، وهي نفسها هذه الحكومة انا نسيت ان اقول صحيح عنوان حكومة ترامب فيه فشل ولكن هناك أمر نجح فيه، وهو النهب، والسرقة والحلب، هذا نجح فيه، حسنا، عندما هي حكومة فاسدة وسارقة وناهبة، هي تريد أن تصنف العالم، هذا فاسد وهذا ليس فاسداً، حتى آتي أنا لأطالبهم بالدليل، أنا لا أطالبهم بالدليل، أنا أقول لكم ليس لديكم حق، الأميركيون ليس لديهم حق لا أن يصنفوا إرهاباً ولا أن يصنفوا فساداً، لأنهم هم رأس الإرهاب في الكرة الأرضية، وهم رأس الفساد في الكرة الأرضية، هذا بالنسبة للاميركيين، وواضح أن الإستخدام هو إستخدام سياسي، حسنا، إذا كنتم تعتبرون انتم ان الوزير باسيل فاسد ومرتكب وعامل وفاعل ومساهم، حسنا إذا فك التحالف مع حزب الله يعني لا يعود هكذا، هكذا أنتم تناقضون انفسكم، كل سياق الموضوع واضح انه سياق سياسي وضغط سياسي وفرض خيارات سياسية، وإستخدام هذه الوسائل لفرض خيارات سياسية وإستلاب الإرادات السياسية وفرض الشروط السياسية على كيانات وعلى أحزاب وعلى تيارات وعلى شخصيات، هذا ما يفعله الأميركي في كل العالم والآن يفعلون ذلك في لبنان وآخر المطاف كان الوزير باسيل، وسنرى هذين الشهرين ماذا سيلحقون عقوبات ولوائح على دول وأحزاب وشخصيات، يعني ترامب غير معلوم هذه اللوائح الموعودين بها.
إذاً بالنسبة للأميركيين نحن موقفنا حاسم، وهنا أنا أتمنى على كل اللبنانيين أن يتعاطوا على أن هذا الأمر سيادي، هذا أمر يا إخواننا خارج المناكفات الحزبية والشخصية وتعاطوا معه على أنه خرق للسيادة، أنا إذا قامت الولايات المتحدة الأميركية بتصنيف أحد خصومنا في لبنان، لا أريد أن أقول أعداء، إن شاء الله ليس لدينا أعداء، إننا لا نتعاطى بعداوة، أحد خصومنا في لبنان إرهابي أنا لا أقبل هذا التصنيف، إذا تصنفه فاسد أنا لا اقبل هذا التصنيف، لا يحق للإدارة الأميركية أن تصنف أي لبناني على أنه إرهابي أو فاسد، هذا شأن الدولة اللبنانية أو القضاء اللبناني نقطة على أول السطر.
إذا نحن سياديون يجب أن نتصرف بهذه الطريقة، ليس أن نفرح ونشمت ونضحك ونناكف ونتعاطى بحسابات ضيقة بهذا الموضوع مع أي شخصية أو حزب أو جهة يتم فرض عقوبات أميركية عليها في لبنان. وهذا المسار بالعكس عندما نتضامن نحن كلبنانيين مع بعضنا ونرفض هذا يدفع الأميركي بعدم تصنيف البقية ولا يضعهم على اللوائح لأنه سيكتشف أنه ليس هنالك فائدة، سيكتشف أن هذا ليس له نتيجة سوى أنه يزيد العداوات مع اللبنانيين ومع الأحزاب اللبنانية ومع الشخصيات اللبنانية.
في المقطع الذي له علاقة بالوزير باسيل، طبعاً نحن نعتبر هذا الموقف موقف شجاع خصوصاً بعدما خرج ووضح وشرح وبيّن بشكل واضح، طبعاً بأدبياته، انطلاقاً من مبانيه، يعني إذا هناك أحد يطلب من الوزير باسيل أو من التيار الوطني الحر أن يكون نسخة عن حزب الله فهو مشتبه، نحن دائماً نقول هناك حزب الله وهناك التيار الوطني الحر وهناك تنظيم وهناك حزب وهناك حركة، نحن قوى نختلف مع بعضنا بقضايا يمكن عقائدية ويمكن سياسية ولكن هناك مساحة اتفاق كبيرة فيما بيننا ونعمل على الاتفاق، بنقاط الاختلاف نعذر بعضنا البعض، نوزع أدواراً، نتفهم بعضنا إلى آخره، الأصدقاء هكذا يتعاطون، الحلفاء هكذا يتعاطون، لا أحد يطلب أن يكون مع أحد "فوتوكوبي" حتى الأخوة هم ليسوا "فوتوكبي" عن بعضهم البعض. بلغته، بأدبياته، بطريقته ولكن بشجاعة كبيرة جداً، عبّر عن الموقف، نحن نعتبر هذا الموقف شجاع، هذا موقف وطني ومهم جداً ويبنى عليه في الأدبيات السياسية والسلوك السياسي اللبناني، هذا من جهة. نحن تضامنا ونتمنى من الجميع أن يتضامنوا لأنه مثل ما شرحت الاستهداف هو استهداف عام وليس استهداف لشخص واحد.
النقطة الثالثة، مثل ما عبر الوزير باسيل عن التزامه وصدقه بهذه العلاقة، نحن أيضاً نعبر عن التزامنا بهذه العلاقة، الذي ربحه الوزير باسيل من خلال الموقف أنه ثبت صدقيته، ثبت حريته، ثبت استقلاليته، طبعاً هذا منهج صحيح وأنا قلته له على الهاتف، الهاتف الداخلي يعني، وهو هذا الكلام مقتنع به وقاله لي قبل أن أقوله له، هؤلاء الأميركيون عندما يضغطون شخص بالعقوبات ويطلبون منه شيء إذا أعطاهم إياها "لحق على شغلات، ألف باء تاء، يجب أن يكمل لأنهم تكمشوا بخوانيقوا"، عرفوا نقطة ضعفه، من أول الطريق لا، نحن أحرار، نحن نقوم بما فيه مصلحة بلدنا والذي فيه مصلحتنا، لا نقبل من أحد أن يفرض علينا أو يضغط علينا، هذا نهج سياسي سليم جداً، الذي يريد أن يكون حراً ومستقلاً وسيداً ويحافظ على كرامته الشخصية وكرامة تياره وكرامته الوطنية يجب أن يتصرف بهذه الطريقة، يجب أن يرفض الخضوع وهذا ما قام به الوزير باسيل.
نحن سابقاً على كل حال بيننا وبين التيار حتى قبل هذا النقاش كله كنا نجلس ونتحدث، الآن الكورونا قللت اللقاءات، أنه نعم نحن معنيون أن نعمل مراجعة للتفاهم الذي بيننا لأن هذا التفاهم عمره 14 سنة، كان تفاهماً بدائياً بدوياً، لم يعالج كل الملفات، لم يعالج كل القضايا التي كانت تنشئ أمامنا فنتفق أو نختلف، خلال 14 سنة كثير من الأناس كانوا حريصين أن يسقط هذا التفاهم وهذا التحالف ينهار، مع العلم أنه نحن قلنا أن هذا التحالف ليس جبهة في وجه أحد، هذا تفاهم نتمنى أن تتسع دائرته ليشمل كل القوى السياسية، وليس مانعاً من عقد تفاهمات أخرى، حزب الله يذهب ويعقد التفاهمات التي يريدها والتيار يعقد التفاهمات التي يريدها، وأنتم تعرفون جميعاً عقد تفاهم معراب. تفاهمنا الذي صمد 14 سنة لا يوجد شك أنه يحتاج إلى مراجعة، هناك نقاشات، هناك ملاحظات بيننا وبين التيار الوطني الحر مثل كل أصدقاء صادقين مع بعضهم، مخلصين مع بعضهم، نناقش ونعالج، نحن حريصون أن لا نقول ملاحظاتنا في الإعلام، الآن هم أوقاتاً يعجلون علينا قليلاً، مثل موضوع مثلاً مكافحة الفساد، نحن ماذا فعلنا وهم ماذا فعلوا، الآن لا نتحدث على الإعلام، نقوم بالمراجعة وبعد ذلك نقول نتيجتها في الإعلام، طبعاً سنقوم بالمراجعة، طبعاً سنطور هذه العلاقة، وأعتقد الرد على قرار العقوبات الأميركية هو تطوير العلاقة بين التيار الوطني الحر وبين حزب الله بما فيه مصلحة البلد، نحن لا نقوم بجبهة ونخندق جبهة في مقابل أًصدقاء آخرين أو حلفاء آخرين أو حتى خصوم آخرين، طبعاً هذا الموقف أعيد وأختم وأقول بالنسبة لنا، بالنسبة لجمهورنا، بالنسبة للمقاومة موقف يقدر جداً وموقف شريف ومحترم ويبنى عليه ونحن نتمنى أن هذا المشهد مثل ما شاهدناه بموقف حركة أمل عندما وضع الوزير علي خليل على لائحة العقوبات، مثل ما شاهدناه بموقف تيار المردة عندما وضع الوزير يوسف فنيانوس، مثل ما نشاهده في المنطقة كلها عند كثير من الناس الشرفاء والأحرار وكان هذا النموذج الساطع الذي عبر عنه الوزير باسيل في الأيام القليلة الماضية، نتمنى أن يتعمم هذا النموذج ويتسع ويفهم الأميركيون أنهم لا يستطيعون لا بالضغط ولا بالإذلال ولا بالقهر ولا بالحصار أن يفرضوا على بلدنا وعلى أناسنا وعلى قوانا السياسية خيارات القوى السياسية نفسها غير مقتنعة بها.
هذا الموضوع يجب أن يوضع له حد إذا نريد أن نستطيع أن نقوم بأي شيء اسمه معالجة في البلد أو إنقاذ في البلد أو تجنب مخاطر يمكن أن يكون أعداء لبنان يريدون أخذ لبنان عليها.
الآن طبعاً بحث الحكومة يحتاج إلى المزيد من التشاور والتوافق بين رئيسي الجمهورية والحكومة، نتمنى هذا الموضوع أن يتم التسريع به، ودائماً نحن نؤكد على دورهما سوياً في تشكيل الحكومة وهذا يشكل ضمانة لكل القوى السياسية.
وأيضاً بموضوع الكورونا بعض القرارات التي صدرت أو توصيات مجلس الدفاع الأعلى، نضم صوتنا لصوتهم ولكل اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية الرجاء الالتزام والانضباط لتفادي ما هو أسوأ، وهذا الجدل إقفال عام وإقفال جزئي هذا موجود في فرنسا وفي اسبانيا وايطاليا وأميركا وكل أنحاء العالم، فلنرى كيف سنتجاوز المرحلة الصعبة سوياً.
أطلنا عليكم أكثر من أي مرة ماضية، لكن على كل حال ملفات وأحداث حتى هناك ملفات أجلتها.
نحن في يوم شهيد حزب الله عهدنا لشهدائنا الكبار والعظام وكلهم كبار وعظام، عهدنا أن نحفظ أمانتهم، أن نحمي إنجازاتهم، أن نحمل لواء انتصاراتهم، أن نكمل الطريق ونسعى إلى الأهداف التي سعوا إليها لمزيد من الانتصارات والانجازات وحماية بلدنا ومقدساتنا وأمتنا وعلى أمل ونحن ننتظر أن يرزقنا الله عز وجل ذاك الوسام الشريف والعالي والإلهي الذي رزقوه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إقرأ المزيد في: فصل الخطاب
25/08/2024