نصر من الله

فصل الخطاب

كلمة سماحة السيد حسن نصر الله بتاريخ 25-6-2021
26/06/2021

كلمة سماحة السيد حسن نصر الله بتاريخ 25-6-2021

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين ‏والصلاة والسلام على ‏سيدنا ‏ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته ‏الأطيبين الأطهرين وصحبه الأخيار المنتجبين ‏وعلى ‏جميع الأنبياء والمرسلين. ‏
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. ‏

حديث هذه الساعة مُخصص للقضايا المحلية وللتطورات المحلية، لكن في البداية أنا سوف أتحدث عن عناوين ‏الفهرس، بعض النقاط السريعة: الأميركان والإعلام- الأميركان والجيش اللبناني- الملف الحكومي الذي سوف يأخذ ‏الجزء الأساسي من الكلام – المشتقات النفطية والوضع المعيشي – حراك الناس- وآخر شيء لدي كلمة شكر ‏عراقية، وهذه صارت لها علاقة بالموضوع المحلي والإقليمي في الختام، لكن قبل أن أبدأ من واجبي أن أتوجه ‏بالتعزية امام الفاجعة التي حلّت بأهلنا وأعزائنا وأحبائنا، وبعائلة كاملة هي عائلة الأخ العزيز عماد حويلي، والذي ‏توفيت في حادث واحد زوجته وبناته الأربعة، أنا أتوجه إليه بالتعزية لهذا الأخ العزيز، وأسأل الله سبحانه وتعالى ‏أن يُلهمه الصبر والسلوان له ولعائلته ولكل الآباء والأمهات المتعلقين والأرحام المتعلقين بهؤلاء الأعزاء الذين ‏رحلوا، وكذلك أتقدم بالتعزية عائلة الشاب العزيز المرحوم السيد حسين زين رحمة الله عليه وعليهم أجمعين، ‏وأُوصيهم بما أوصانا الله سبحانه وتعالى به بالصبر وبذكر الله عز وجل، لأن ذكره هو أفضل مُعينٍ على ‏الصبروعلى التحمل وعلى تجاوز هذه المحنة في هذه الأيام وخلال كل الظروف الصعبة، والله سبحانه وتعالى بشّر ‏الصابرين، يقول عز وجل:" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، أنا أُوصي ‏هؤلاء أهل الأعزاء الكرام بأن يُرددوا بينهم وبين أنفسهم على ألسنتهم وفي قلوبهم وعقولهم إنا لله وإنا إليه ‏راجعون، بِوعي هذه الكلمة وفهمها تَهون كل المصائب، والله سبحانه وتعالى وعد من يقولون ذلك عن إيمانٍ ‏ومعرفة، وعدهم بتتمة الأية "أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"، الله سبحانه وتعالى ‏يُصلي عليهم وتتنزل عليهم رحمة الله ويُلهمهم الصبر والسلوان والحكمة والتحمل والقدرة على تجاوز هذه المأساة ‏وهذه الفاجعة، ويَهديهم إلى خيرهم في الدنيا وإلى خيرهم في الآخرة، هذه على كل حال وصية إلهية لكل الذين ‏يُصابون في أحبائهم وأعزائهم وفي هذه الأيام وهذه الأسابيع والشهور نَفقد العديد من الأحبة والأعزّة، الذين رحلوا ‏عنا، وكذلك نُواجه الكثير من الإمتحانات والشدائد والمصائب في حياتنا وفي معيشتنا وفي ظروفنا، هي تحتاج إلى ‏هذا اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى لِنتمكن من تجاوز هذه الإمتحانات الصعبة لِننجح فيها ونَخرج منها بِرؤوسٍ ‏مرفوعة.‏

أَدخل إلى نقاط الحديث، وبعضها سوف أتحدث عنها بإختصار من أجل أن يتسع الوقت لأغلب ما أُريد أن أتحدث ‏عنه.‏

النقطة الأولى: لا بد من التوقف أمام خطوة الإدارة الأميركية الأخيرة في المصادرة أو السيطرة ، يعني حذف ومنع ‏عشرات المواقع الإلكترونية التابعة لعشرات وسائل الإعلام في دول المنطقة، وليس من باب الصدفة أن هذه ‏المواقع كلها تتبع لجهات ووسائل إعلام كان لها دورها الكبير وتضامنها العالي مع الفلسطينيين في معركة "سيف ‏القدس" الأخيرة، لها موقف من المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني، لها موقف من الهيمنة الأميركية على ‏المنطقة، لها موقف من الفتنة، لها موقف من الإرهاب، والإرهاب التكفيري على وجه التحديد، والملفت أن بعض ‏هذه وسائل الإعلام هي دينية بحتة، لا تتدخل في الشأن السياسي، تمّ ضمّها أيضاً إلى هذه اللائحة.‏

على كلٍ، هذا الأمر يَكشف مجدداً ويُقدم دليلاً إضافياً لشعوبنا ولشعوب العالم ولأحرار العالم حول الإدعاءات ‏الزائفة للإدارات الأميركية المتعاقبة، التي تَدعي الحرية والدفاع عن الحرية وحرية التعبير وحرية الرأي وحرية ‏المعتقد وما شاكل، هذه كلها أكاذيب وأضاليل وإدعاءات باطلة، وكل يوم الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت تُقدم ‏دليلاً جديداً على زيف هذه الإدعاءات، وفي نفس الوقت نجد أن وسائل الإعلام التابعة لأنظمة ديكتاتورية ولأنظمة ‏إرهابية ولجماعات إرهابية لا تُمس، في الحد الأدنى لا تُمس، إن لم تَكن تَحظى بالدعم والرعاية والمساندة من قبل ‏الإدارة الأميركية.‏

على كلٍ، لا يَسعنا أمام هذه النقطة سوى أن نُعبّر عن إدانتنا وعن تنديدنا بهذا العدوان الأميركي الإعلامي على ‏وسائل إعلام تنتمي كلها أو بأغلبها إلى ثقافة المقاومة ومحور المقاومة في معركة كم الأفواه وفي معركة تغييب ‏الوعي وفي معركة إبقاء الفضاء مفتوحاً للتدجيل والتضليل والتزوير والتحريف، وسد الفضاء أمام كل كلمةٍ تُريد ‏أن تُيين الحقيقة للرأي العام ولشعوب الأمة.

النقطة الثانية: الأميركان والجيش اللبناني: في الأيام والأسابيع القليلة الماضية قرأنا وسمعنا تصريحات أميركية ‏متعددة، طبعاً كانت تُقال في أميركا في جلسات رسمية أو نَقلتها الصحافة الأميركية ووسائل الإعلام الأميركية، ‏تصريحات أميركية متعددة عندما تُحاول أن تُبرر للرأي العام الأميركي أو للكونغرس أو لجهات معينة سبب دعمها ‏اللوجستي للجيش اللبناني، فإنهم يقولون: "إنما نَدعم الجيش اللبناني لأنه الجهة الوحيدة القادرة على مواجهة حزب ‏الله"، أحياناً يقولون:"من أجل مواجهة حزب الله"، بالأمس كان تصريح لأحد القادة الكبار في الجيش الأميركي ‏يقول أن:"حزب الله هو الذي يقف عائق  أمام تقوية الجيش اللبناني".‏

على كلٍ، هنا واضح أننا أمام تحريض أميركي مكشوف، ليس في الجلسات المغلقة وإنما في وسائل الإعلام، ‏تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، لأن هذا الجيش هو جيش لبناني والمقاومة هي مقاومة لبنانية وحزب الله ‏هو حزب لبناني، ويَتم تحريض اللبنانيين على بعضهم، وهذا هو دأب السياسات الأميركية القائمة على نشر الفتنة ‏والفوضى في بلادنا.‏

اليوم أنا أُريد أن أُعلق على هذا الكلام لأقول: أن الهدف الحقيقي من خلال هذا التحريض ليس فقط تحريض ‏الجيش اللبناني، وإنما هو تحريض المقاومة وتحريض حزب الله وتحريض جمهور المقاومة من خلال إثارة الشك ‏والريبة والمخاوف من تقوية الجيش اللبناني.‏

أنا أولاً أُريد أن أَرد على هذه المسألة بما يلي، بعدة نقاط:‏
النقطة الأولى: نحن أساساً في كل مواقفنا وخطاباتنا، أنا وإخواني، وفي مواقفنا المعلنة والغير معلنة والعملية، كُنا ‏دائماً نَدعو إلى تقوية الجيش اللبناني، وإلى مدّه بكل عناصر القوة، كُنا نُطالب أن يكون لديه سلاح جو حقيقي ‏وقوي وقدرة صاروخية ودفاع جوي حقيقي، وأن يكون الجيش اللبناني قادراً على الدفاع عن لبنان، عن سيادة لبنان ‏وأرض لبنان ومياه لبنان وشعب لبنان وكرامة لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وفي مواجهة أي عدوان ‏إسرائيلي، هذا كان دأبنا وهذا هو موقفنا، وحتى في سلوكنا العملي، نحن الذين سَعينا لدى بعض الدول الصديقة ‏مثل الجمهورية الإسلامية في إيران أن تَمد يد المساعدة،أن تُقدم السلاح والذخيرة للجيش اللبناني، وتمّ ترتيب ‏زيارة لوزير الدفاع آنذاك ولكن القرار السياسي اللبناني منع من حصول ذلك نتيجة حسابات تتصل بالأميركيين.‏

إذاً، نحن أولاً: مع تقوية الجيش ولا يُقلقنا ولا يُثيرنا ولا يُثير فينا أي شك أو شبهة في هذا الأمر، حتى ولو كان ‏الذي يقوم بتقوية الجيش هي الولايات المتحدة الأميركية.‏
وثانياً: نحن نرى في الجيش اللبناني، ولذلك اليوم أنا أُريد أيضاً أن أَدعو إلى مساندة الجيش ودعم الجيش محلياً، ‏نرى في مؤسسة الجيش اللبناني، إلى جانب الأجهزة والمؤسسات الأمنية اللبنانية الأخرى التي تقوم بجهود ‏محترمة ومُقدرة، ولكن في نهاية المطاف وفي حقيقة الأمر إن الجيش اللبناني هو الضمانة الحقيقية للأمن ‏والإستقرار في لبنان وأيضاً لوحدة لبنان، لأنه توجد بدايات مُقلقة بإتجاه لبنان أو بإتجاه المنطقة، فيما يتعلق بالوحدة ‏الجغرافية لهذا البلد أو لذاك البلد، نحن هكذا نَنظر إلى مؤسسة الجيش اللبناني.‏

وثالثاً: نحن نرى أن الجيش اللبناني دائماً في ثقافتنا هو جزء أساسي من المعادلة الذهبية لقوة لبنان، عندما نتحدث ‏عن الجيش والشعب والمقاومة، أليس كذلك؟ وأي تحريض من هذا النوع لا يُثير فينا قلقاً لعدة أساب، منها: أن قيادة ‏وضباط ورتباء وأبناء الجيش اللبناني، جنود الجيش اللبناني، هم أبناء هذا الشعب، والمقاومة في لبنان هم أيضاً ‏أبناء هذا الشعب، ونحن ننتمي إلى نفس الشعب وإلى نفس العائلات، ولا يُتوقع أن مؤسسة وطنية من هذا النوع أن ‏تَقبل تحريضاً من هذا النوع، وأيضاً العقيدة الوطنية للجيش اللبناني، وأيضاً أن الجيش اللبناني هو مؤسسة ‏عسكرية في لبنان تابعة للسلطة السياسية، ليست سلطة قائمة بذاتها ويُمكن أن تعمل بمعزل عن السلطة السياسية، ‏التي يَتشارك فيها اللبنانيون ويَحضر فيها اللبنانيون في سلطة القرار.‏

في كل الأحوال، الذي يُعيق، هو يقول أن حزب الله مُعيق، يجب أن يَشرح هذا الأمر، كيف يعني مُعيق؟ الذي ‏يُعيق في الحقيقة تقوية الجيش اللبناني على كل صعيد هي الإدارة الأميركية، التي تُقدم له بعض المساعدة، ولكنها ‏تَمنع من أن تَصل إليه الكثير من المساعدات الحقيقية من دول المنطقة ومن دول العالم، لأن الإدارة الأميركية ‏تخشى من هذا الجيش، الذي لو تمّ تسليحه بقدرات حقيقية وبما يمتلك من عقيدة وطنية وبما يمتلك بشرياً من ثقافة، ‏هي ثقافة هذا الشعب اللبناني الذي يرقض العدوان والتهديد والإذلال، هي تخاف من هذا الجيش، من أن يكون في ‏موقع حقيقي وجاد في مواجهة ربيبتها وحبيبتها وصاحبتها "إسرائيل" في المنطقة، الذي يُعيق والذي يُعطل والذي ‏لا يَسمح أن يُصبح هذا الجيش قوياً هي الإدارة الأميركية، من خلال فيتواتها ومَنعها وإجراءاتها المعروفة لدى ‏المسؤولين في لبنان ولدى الشعب اللبناني، فلا يجوز أن تُحملنا نحن هذه المسؤولية، وهذا شكل من أشكال التضليل ‏الذي تُمارسه الإدارة الأمريكية تجاه الشعب اللبناني. اليوم هذا الجيش، هذه المؤسسة الوطنية هي بحاجة إلى دعم ‏الجميع، دعم السلطة بالدرجة الأولى، وإلى دعم الجميع واحتضان الجميع لكي تساعد من حيث هي ضمانة حقيقية ‏للحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة لبنان أمام الظروف الصعبة التي نتجه إليها، وسنتحدث عن بعضها بعد قليل.‏

ثالثًا الملف الحكومي:‏
في الملف الحكومي هناك عدة عناوين، بعضها فيه توضيح، وبعضها لإعطاء الجواب. ونقول فهمنا وجوابنا للدعوة ‏التي أطلقها الصديق رئيس التيار الوطني الحر معالي الوزير جبران باسيل يوم الأحد الماضي. وأودّ التعقيب على ‏كل الملف الحكومي بما يتّسع له الوقت وإن كان هناك الكثير من الكلام أؤجله إلى وقت آخر.‏

في الملف الحكومي النقطة الأولى:‏
البعض في لبنان من خلال تصريحاته السياسية، سياسيين، وإعلاميين من خلال ما يكتبونه في المقالات وما ‏تتداوله وسائل الإعلام طبعًا عندما يأتون لتحميل مسؤولية التعطيل لأنّه يوجد تعطيل واضح. عندما يمر أكثر من ‏ثمانية أشهر ولا تشكّل حكومة يعني في مكان ما هناك تعطيل لتشكيل الحكومة. طبعًا في بلد يفتقد فيه بعض الناس ‏للإنصاف، وبعض الناس يستغلّون كل حدث لتشويه صورة خصومهم، أو لتشويه صورة الآخرين، أو لتصفية ‏الحسابات السياسية يصبح الباب مفتوحًا أمام الكلام على عواهنه. الأمر الذي يتعلق بنا بالتحديد في هذه النقطة أودّ ‏الإجابة عليه، البعض مازال مصرًا على أنّه حتى الآن يكتب ويصرّح ويقول ويحمّل المسؤولية لإيران وحزب الله ‏في عدم تشكيل الحكومة. البعض يقول إنّ إيران طلبت من حزب الله عدم السماح بتشكيل حكومة في لبنان بانتظار ‏مفاوضات فيّينا النووية، أنا أشرت إلى هذا الكلام سابقًا، ولكن لا بدّ من الإعادة والتكرار من أجل الرأي العام، ‏هناك أناس حقيقة هي لا تستوعب ولا تفهم وغير حاضرة أن تسمع أصلًا لأقول لهم وساعقّب على فيّينا أو بانتظار ‏المحادثات السعودية الإيرانية التي جرت بعض حلقاتها في بغداد منذ مدة. ولذلك إلى أن تنتهي فيينا وإلى أن تنتهي ‏المحادثات الإيرانية السعودية سيمنع تشكيل الحكومة في لبنان من قبل حزب الله.‏

تعليق فقط، علمي وعاقل، إيران أصلًا في فيينا، لمعلوماتهم هؤلاء إذا لديهم معلومات يتحدثون بخيالات وأوهام ‏يستطيع الفرد أن يتحدّث بما يريد، في فيينا لا يوجد حديث إلا بالنووي أي أمر آخر "ما في".‏

ثانيًا إيران كانت ترفض ومازالت وستبقى ترفض أن يفتح معها الملفات الأخرى، أصلًا الأمريكان أصحابكم ‏أصدقاؤكم هم الذين يحاولون رهن الملف اللبناني، وملفات المنطقة بالمفاوضات مع إيران. إيران هي التي ترفض ‏ولا تقبل أن تفاوض لا على الصواريخ البالستية ولا على ملفات المنطقة، وتصرّ على أن تحصر المفاوضات ‏والمحادثات فقط في الجانب النووي. ولا أحد يقترب صوب لبنان، ولا أحد يذكر لبنان، ولا أحد منتبه للبنان، ولا ‏أصلًا لبنان يقدّم أو يؤخّر شيئًا في المفاوضات النووية الجارية في فيينا.‏

أيضًا في موضوع المحادثات السعودية الإيرانية في اللقاءات التي حصلت عدّة لقاءات كانت تركز، يمكنكم سؤال ‏السعوديين إذا تحدّثوا لكم، أنا أصدقائي الإيرانيين يقولون لي كل شيء، لأنّنا سادة عند الولي الفقيه. في كل ‏المحادثات السعودية الإيرانية لم يتمّ الحديث عن لبنان لا الإيراني أصلًا في وارد فتح بحث لبنان، ولا السعودي ‏تطرّق إلى لبنان للإنصاف. كان التركيز على العلاقات الثنائية، نعم السعودي فتح ملف اليمن لأنّ مشكلته الحقيقية ‏الآن وأولويته هي معالجة المأزق الذي ورّط نفسه فيه من خلال عدوانه على اليمن. أمّا لبنان لم يتحدّث عنه أحد ‏ولم يقاربه أحد، ولن يقدّم ولن يؤخر بكل ما يسمّى محادثات سعودية إيرانية أو تفاهمات وتوافقات سعودية إيرانية.‏

وأنا قلت سابقًا، وأودّ أن أؤكد هذا الكلام، الجمهورية الإسلامية في إيران لا تفاوض نيابة عن أحد أبدًا لا عن ‏اللبناني في لبنان، ولا عن السوري في سوريا، ولا عن الفلسطيني في فلسطين، ولا عن اليمني في اليمن، ولا عن ‏العراقي في العراق، ولا عن البحريني في البحرين، ولا عن الأفغاني في أفغانستان هي لا تفاوض بالنيابة عن أحد. ‏نعم هي حاضرة أن تقدّم المساعدة إذا طلب منها صديق، مساعدة صديق، كما سنتحدّث بالبحث اللبناني. لذلك أنا ‏أتمنّى من هؤلاء الذين يحاولون دائمًا تحميل المسؤولية ليكون هذا واضحًا، وثانيًا بالعكس نحن دائمًا كنّا نرفض أي ‏فراغ حكومي في البلد، للتذكير عندما حصلت المظاهرات الكبيرة في 17 تشرين 2019 أنا وقفت والمظاهرات ‏كانت كبيرة، والحكومة اهتزت، قلت بكل صراحة، نحن نرفض إسقاط العهد كما كانوا يطالبون، نرفض انتخابات ‏مبكّرة، ونرفض استقالة الحكومة، كنّا مع بقاء الحكومة، حكومة الرئيس سعد الحريري في ذلك الحين، ولكنّ ‏الرئيس سعد الحريري بعد أيام استقال. بعد استقالته سعينا كثيرًا للتوافق على رئيس حكومة لم نصل إلى نتيجة تمّ ‏تكليف الرئيس حسان دياب سعينا لأن تشكّل حكومة من الجميع، وأن يتحمّل الجميع المسؤولية لم يحصل التوفيق. ‏لكي لا يكون هناك فراغ قبلنا بحكومة من لون واحد، أو شبه لون واحد، وكنّا نرفض ذلك دائمًا هربًا من الفراغ.‏

بعد انفجار المرفأ في 4 آب والظروف التي أحاطت بحكومة الرئيس حسان دياب، الكل يعرف أنّنا كنّا نرفض ‏استقالة تلك الحكومة، وبعد استقالتها كنّا دائما ندعو إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن. إنّ اتهامنا دائما بأنّنا ‏لا نريد أو نعطّل، أو أنّ مصلحتنا هو في أن لا تكون حكومة في لبنان هو افتراء، هو ظلم، هو تضليل، هو عدوان ‏بكل ما للكلمة من معنى من قبل هؤلاء الذين يكتبون، ويقولون ويتهمّون، وهم يعرفون أنّهم كاذبون وظالمون ‏ومزورون ومتّهمون زورًا. وهؤلاء في الحقيقة وهذه الجملة الأخيرة في هذه النقطة هؤلاء لا يعنيهم لا آلام الشعب ‏اللبناني ولا معاناة الشعب اللبناني، ولا كل هذا الذلّ الذي يعيشه الناس في الطرقات، وإنّما هؤلاء يشتغلون أدوات ‏وكتبة عند الخارج ويقبضون أموالًا في مقابل هذه الاتهامات، أو في أحسن الأحوال هم أشخاص حاقدون غارقون ‏في أهوائهم الشخصية وحساباتهم الحزبية. ولذلك مع غيرنا أيضًا عندما يوجّهون أسهم الاتهام شمالًا أو يمينًا وظلمًا ‏ومن دون دليل أيضًا يأتي في هذا السياق.‏

نحن لا ننتظر المساعدة من الخارج، ولا يجوز للبنانيين ولا ينبغي لهم أن ينتظروا المساعدة من الخارج يجب أن ‏تتكاتف كل الجهود في الداخل لتتشكل الحكومة وليخرج البلد من هذا المأزق. ‏

النقطة الثانية أيضًا في سياق توضيح أمر يحصل عليه التباس من خلال ليس فقط وسائل التواصل الاجتماعي، ‏وإنّما أيضًا من خلال ما يطرح في المواقف السياسية. ومنذ تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة التي لم ‏تشكّل حتى الآن نحن كنّا حريصين على التشكيل في أسرع وقت ممكن، وكنّا نساعد قدر استطاعتنا، أنا شخصيًا ‏أول من دعا وبشكل واضح وبكل وضوح إلى الاستعانة بصديق، وسمّيت هذا الصديق، وقلت دولة الرئيس نبيه ‏بري لما يملك من موقعية ومن مميزات وصفات. وهو كان قد بدأ في كل الأحوال، هو لم يكن ينتظر دعوة منّي أو ‏من غيري، ولكن بالتأكيد دعوتي هي دعوة مشجعة، وخصوصًا الوعد من حزب الله بأنّنا سنكون مساندين ‏ومساعدين في هذا الجهد وفي هذه المبادرة.‏

بالفعل هذا الجهد وهذه المبادرة التي قام بها دولة الرئيس نبيه بري ومازال قائمًا بها مشكورًا أدّت أن نصل مع ‏الأطراف المختلفة إلى نقطة مهمّة يمكن البناء عليها، وهي الاتفاق على عدد الحكومة أن يكون 24 وزيراً، لأنّه كان ‏مطروحًا 14، و18 وكان رئيس الحكومة المكلف متشدّد في موضوع الـ 18. في كل الأحوال جرى توافق على ‏موضوع الـ 24، وأيضًا تمّ الاتفاق على توزيع الحقائب كأعداد على الجهات والطوائف لأنّ هذه تركيبة البلد، ‏وحتى في توزيع الحقائب يمكننا القول هناك بعض النقاش نهائي. بشكل عام هذه المرحلة أنجزت خلال الأسابيع ‏الماضية من خلال الجهد الذي حصل من قبل حركة أمل، وحزب الله، والتيار الوطني الحر واللقاءات المشتركة ‏التي عقدت ما قبل السجالات السياسية والإعلامية الأخيرة.‏

الشاهد الذي أودّ التطرّق إليه هنا في النقاش قيل في الأدبيات السياسية والإعلامية أنّه تمّ الاتفاق على حكومة ثلاث ‏‏"ثمانات" هذه قصة الثلاث ثمانات أدّت لالتباس، لأنّنا نحن لم نستخدم هذه الأدبيات، أدّت لالتباس عند بعض ‏الأصدقاء أو بعض المحللين السياسيين، أو المتابعين السياسيين في لبنان وأنّ هذه مثالثة، هذا شكل من أشكال ‏المثالثة. طبعًا عندما تقول مثالثة يبدأ الإحساس بالخطر، ذاهبين لعرف جديد وتغيير النظام، لتغيير الأعراف ‏السياسية أو الدستورية القائمة، لا أعرف إن كان يصحّ تعبير عرف دستوري وما شاكل، وبالتالي تتولّد أوهام ‏وتبنى على مواقف سياسية خاطئة أودّ التطرق إليها قليلًا قبل الدخول إلى الدعوات الأخيرة، أصلًا تعبير ثلاث ‏ثمانات هو تعبير غير صحيح والـ 24 بناء على التوزيع الذي تمّ التفاهم عليه باستثناء الوزيرين المسيحيين اللذان ‏بقيا عالقين، لا يوجد ثلاث ثمانات أصلًا، غير صحيح هذا التقسيم. مثلًا كيف نحتسب؟ عندما يقال مثالثة، يقولون ‏مسيحي سنّي شيعي، هذا ما يقصدون به المثالثة طبعًا التي سأعلّق عليها، وأذكر بموقفنا. ‏

عندما نأتي للشيعي نقول ثمانية للشيعة، كيف؟ هم خمس وزراء. عندما يحتسب أحد ثمانية يحسب وزيري تيار ‏المردة ووزير الحزب القومي إنّ هؤلاء من حصة الشيعة هم ثلاثة مسيحيين، والكل يعرف، وهذا ينسحب على ‏البقية أيضًا أنّه بالحكومة كلّ جهة تصوت حسب قناعتها، لا يوجد لا جبهات ولا ائتلافات ولا ثمانات ولا تسعات ‏ولا عشرات ولا شيء.‏

بتجربة حكومة الرئيس حسان دياب، وبتجربة حكومة الرئيس سعد الحريري الحكومة السابقة، وبتجربة الحكومات ‏السابقة كل العالم، النّاس تجلس على الطاولة في مجلس الوزراء، تجد حتى الذين يسمّون حليف وحليف الحليف ‏وحليف حليف الحليف كل واحد يصوّت بشكل مختلف، لأنّ كلّ واحد يصوّت حسبما يقتنع في القضايا والشؤون ‏اللبنانية، وبالتالي ليس صحيحاً أن تقول أنّ هذا ثلثٌ للشيعة، وكذلك عندما تكون ثمانية تقول هذا ثلثٌ للسنة، على ‏أي أساس!؟ إذا افترضنا خمسة وزراء سنة مع رئيس الحكومة من تحسبون معهم ليصبحوا ثمانية؟ الوزير ‏المحسوب على الحزب التقدمي الاشتراكي!؟ هل قرار الحزب التقدمي الاشتراكي عند تيار المستقبل؟ وبهكذا ‏ظروف؟ الكل يعلم أنه ليس كذلك. فضلاً عن الوزيرين المسيحين اللذين لم يحسما حتى الآن لنقول أن هؤلاء ثمانية ‏من حصة الطائفة السنية الكريمة. حتى عندما نذهب إلى الثمانية – ويمكن من هنا جاءت الشبهة – أن هذه حصة ‏الرئيس والتيار، الكل يعرف أن حزب الطاشناق بكثير من المواقف هو لا يصوت مثل ما يصوت التيار الوطني ‏الحر. بتكليف رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري الطاشناق لم يكن موقفه مثل موقف التيار، بكثير من القضايا ‏داخل الحكومة الطاشناق يقول رأيه - صحيح هو جزء من التكتل -  المير طلال ذات الشيء، أحياناً يصوت مع ‏أحياناً يصوت ضد، حاله مثل حال بقية القوى السياسية. ‏

إذاً أصل قصة "ثلاث ثمانات" هي تشبيه خاطئ، لا يوجد شيء اسمه في الأربع وعشرين وزيراً "ثلاث ثمانات"  ‏حتى تنشأ عند البعض شبهة أن هذا شكل من أشكال المثالثة ويتم الاتهام وعادةً يجري اتهام الفريق الشيعي أنه أنتم ‏تريدون المثالثة وتدفعون الأمور باتجاه المثالثة. ‏

طبعاً هنا أريد أن أذكر بموقفنا، وهذا موقفنا نحن وحركة أمل والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وكل الأطراف ‏الموجودة في الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة، نحن ولا يوم تحدثنا عن المثالثة أو فكرنا بالمثالثة ولا يوم طالبنا ‏بالمثالثة لا الآن ولا في الماضي ولا في المستقبل، غيرنا يتحدث عن المثالثة، غيرنا يفترض، غيرنا الذي طرح، ‏نعم، وطُرح علينا ونحن لم نوافق ولم نقبل وتتذكرون هذا موضوع تحدثنا فيه كثيراً. لذلك أنا أرجو أن تنتهي هذه ‏القصة حتى لا تولد مخاوف والمخاوف تولد أوهام والأوهام تؤدي إلى مواقف سياسية خاطئة ونحن في لبنان بلد ‏مأزوم إلى حد لا يحتاج إلى المزيد من المواقف السياسية الخاطئة وإلى المزيد من الأخطاء في تقدير الموقف وإلى ‏المزيد من الحساسيات وإلى المزيد من العداوات، فليكن هذا الأمر واضحاً جداً. ‏

أنتقل إلى النقطة الثالثة، نأتي إلى المباشر بالدعوة التي وجهت يوم الأحد الماضي من قبل معالي الوزير جبران ‏باسيل، بعد أن عرض للتطورات ومجريات الأوضاع هو قال أنا أريد أن أستعين بصديق وسماني شخصياً وأنا ‏أشكر له هذه الثقة وهذه المحبة. لكن قبل أن أقول فهمي لما طرحه معالي الوزير وجوابي أيضاً على هذا الطرح ‏أريد أن أتوقف قليلاً عند بعض ردات الفعل من بعض القوى والشخصيات وخصوصاً في بعض الوسط المسيحي ‏‏– أقول بعض وبعض حتى أحطاط – لأن هذا يساعدني قليلاً على فهم ما طرحه الوزير باسيل. نحن سمعنا ردود ‏فعل سريعة طبعاً، يعني مباشرة بعد الانتهاء من خطابه، هناك أناس ظهروا على التلفاز، رؤساء أحزاب ‏وشخصيات ونواب ووزراء سابقين وإعلاميين وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وسمعنا الكثير من اللغة ‏السياسية والشتائم والتكفير السياسي وأيضاً الكثير من اللغة الطائفية البغيضة وبعض اللغة العنصرية، أنه كيف ‏الوزير باسيل يقول هذا الشيء لفلان، الآن يمكنكم أن تأخذوها على الاعتبار السياسي، على الاعتبار الديني، على ‏الاعتبار المذهبي، وهجموا على الرجل وعملوا داحس والغبراء. أنا أريد أن أستفيد من هذا الحادث لأضيء على ‏مشلكة موجودة في لبنان وأنا أشعر فيها بشكل واضح جداً، لأنه مثلاً أنا عندما أخطب أو غيري عندما يخطب ثاني ‏يوم يبدأون بالرد عليّ أنا أكون متأكداً من خلال الردود أن هؤلاء لم يسمعوني ويمكن لم يقرأوا، يمكن ليس لديهم ‏وقتاً ليسمعوا الخطاب – هذا حقهم الطبيعي – وإذا أريد أن أحسن الظن أقول الذي يقدم لهم الخلاصات – إذا نريد ‏أن نحسن الظن – يقدم خلاصات مخلة بالمعنى، فأنت تكون تتحدث بواد تجد العالم تهجم عليك وترد عليك بوادٍ ‏آخر، المهم أن تهجم عليك، المهم أن ترد عليك، ويقولونك ما لم تقل ويعطوك جُملا أنت أصلاً لم تقلها ولم تخطر ‏في بالك – الآن أقول تقييمي لهؤلاء مثل تقييمي قبل قليل – عندما نأتي لكلمات هم استخدموها الرجل لم يقلها ‏أساساً، أنه كيف الوزير باسيل يفوض السيد حسن بحقوق المسيحيين، الرجل لم يفوض، بكل جمله – أنا سمعته ‏وعدت وقرأت نصه لأتأكد لأعرف ماذا أجاوب وأعلق – أصلاً لم يستخدم كلمة تفويض، وهجموا على الرجل، ‏فوض وكيف يفوض، الآن بمعزل عن هجومهم على من فوض، لأنه هنا المشكلة الأساسية كيف يفوض زيد من ‏الناس. هو لم يستخدم عبارة تفويض وليس فيما طلبه تفويض – لأن هذا مهم للذي سأجاوب به – اثنين، ليس في ‏طلبه تسليم أمر، بالعكس هو كان واضحاً وقال أنا لا أسلم أمري ولا أمر من أمثل، ليس هناك لا تفويض ولا تسليم ‏أمر – الآن جاء الالتباس من كلمة "حكم" أعود لها بعد قليل – إذاً لا يوجد تفويض ولا يوجد تسليم أمر ولا شيء، ‏خير؟ هناك حليف يستعين بحليف، صديق يستعين بصديق، لا يفوضه ولا يسلمه أمره ولا يقول له خذ القرار الذي ‏تريده، لماذا هذه الحملة؟ هذا دليل، اسمحوا لي لأنه أنا لا أريد أن أرد على اللغة الطائفية وعلى اللغة العنصرية ‏التي استخدمت بلغة قاسية لكن أريد أن أكتفي بهذا المقدار لأقول هؤلاء لا يسمعون ولا يقرأون وإذا سمعوا أو قرأوا ‏لا يعقلون، لا يفهمون، وإذا فهموا أو عقلوا ينكرون، لا يسلمون بالحقيقة، لماذا؟ لأن الأحقاد والضغائن والعنصرية ‏والطائفية تعمي العقول والقلوب وليس الأبصار فقط، هذا عمى، هذا أول تعليق.‏

من هذا المدخل، أنا أقول فهمي للذي طلبه الوزير باسيل رئيس التيار الوطني الحر، أنه من الطبيعي عندما تصل ‏الأمور السياسية وحتى الأمور العائلية، الأمور الاقتصادية، الأمور الاجتماعية، الواحد يا أخي يُحضّر ليجري ‏امتحاناً يجد سؤالاً لا يستطيع الجواب عليه، طبيعي جداً جداً جداً أنه يستعين بصديق، ونحن سبقنا إلى الاستعانة ‏بصديق، إذاً هذا طبيعي. وأنا أقول أيضاً في جوابي نحن سنلبي هذه الدعوة وبدأنا بتلبية هذه الدعوة، نعم نحن ‏حليف ونحن صديق ونريد أن نلبي هذه الدعوة وأن نمد يد المساعدة وأن ندافع عن حقوق وحق كل لبناني له حق ‏وهذا من واجباتنا أيضاً وسأشرح كيف، ما هو الإطار حتى لا أحد يذهب إلى مكانٍ آخر. وأنا طبعاً لم يخطر في ‏بالي ولا لحظة أن الوزير باسيل عندما أطلق هذه الدعوة أنه يريد الايقاع بين حزب الله وبين حركة أمل على ‏الإطلاق لأنه هو يعرف طبيعة العلاقة بين حزب الله وحركة أمل وهذا الأمر تناقشنا فيه طويلاً أنا وهو في ‏الجلسات الداخلية والوزير باسيل على ما أعرفه هو أذكى من أن يقدم على خطوة من هذا النوع، الرجل ينظر إلى ‏أزمة سياسية صعبة وكبيرة في لبنان وهو يقوم بعمل طبيعي كما قمنا به نحن، كما يقوم به أي إنسان طبيعي في ‏البلد وهو الاستعانة بصديق، وأنا لا أريد أن أفتح ملفات الماضي وأقول لهؤلاء الشتامين والتكفيريين السياسيين ‏الذين كفروه للرجل وللتيار بالأيام القليلة الماضية، لا أريد أن أفتح الماضي وأقول بأي صديقٍ استعنتم وبأي عدو ‏استعنتم، دعوا هذا ليوم آخر، إن شاء الله لا نحتاج أن نفتح هكذا ملفات. ‏

نعم نحن سنلبي هذه الدعوة وبدأنا بتلبية هذه الدعوة وسأقول في أي إطار، لكن بالتأكيد هناك نقطتين وردوا في ‏كلام الوزير باسيل أريد أن أعقب عليهم أيضاً لنحدد المضمون الذي سنعد به ونلتزم به. ‏
هناك كلمة الحكم، "نقبل بك حكماً"، طبعاً أنا لا أستطيع القيام بدور الحكم، فيما هو مطروح هذا ليس حكماً، هي ‏عبارة على كل حال تعبر عن مزيد من الثقة، لكن ليس المقصود منها مثل ما يقولوا المعنى الدقيق لها حتى لا ‏نستخدم مصطلحات الآن، ليس المقصود المعنى الدقيق لها، لأنه عندما أقول لشخص ما أو لجهة ما أنت حكم يعني ‏أنا أسلمه أمري وأفوضه أمري وألتزم بقراره أيً يكن هذا القرار، والرجل لم يقل ذلك بل كان واضحاً وقال أنا لا ‏يعني أنني أسلم أمري وأسلم أمر من أمثل، ثانياً أن الحكم يحتاج إلى قبول الطرفين وتفويض الطرفين وتسليم ‏الطرفين وهذا الأمر غير موجود وغير مطروح، وثالثاً أنا لست في موقع من يريد أن يلعب دور الحكم في مسائل ‏من هذا النوع. في كل الأحول يمكن هذه العبارة ولدت التباساً عند بعض الناس. ‏

نقطة أخرى أيضاً وردت في الخطاب يمكن أيضاً هي ولدت التباساً وأنا أعتبرها هي عبارة أخلاقية، يعني نحن ‏عندما أحد يطلب من أحد أن يساعده يستعمل هذه العبارة أنه أنا أقبل بما تقبل به، طبعاً أنا لا أنصح أحداً بأن ‏يتعاطى معنا على قاعدة "أنا أقبل بما تقبلون به لأنفسكم"، لأنه ظروف حزب الله مختلفة، أولويات حزب الله ‏مختلفة، موقعية حزب الله مختلفة، ولذلك له ضمن هذه الأولويات، له سياسات، له سلوك معين، فيما يتعلق ‏بالانتخابات، فيما يتعلق بالتمثيل في الحكومة، نوع التمثيل، حجم التمثيل، فيما يتعلق بالإدارة، فيما يتعلق بالسلطة ‏عموماً في البلد، ولذلك هو يقبل لنفسه من هذا الموقع، وإلا أنا لا أظن أن هناك قوة سياسية في لبنان، يعني حزب ‏الله بما يمتلك من قوة سياسية وشعبية وأيضاً غير سياسية في الداخل اللبناني ومن خلال حضوره وتأثيره الإقليمي ‏لا أعتقد أن قوة أخرى تمتلك حجماً مشابهاً تقبل لنفسها ما يقبل به حزب الله، إلا إذا كانت تملك ظروفه وأولوياته ‏ومخلصة لهذه الأولويات. لذلك هذا الأمر أيضاً لا نريد أن نعالج المسألة على هذه القاعدة لأن حزب الله كما قلت ‏موقعه ظروفه أولوياته مختلفة ويقبل لنفسه ما لا يقبله الآخرون من قوى سياسية في لبنان أو من أغلب القوى ‏السياسية في لبنان لأنفسهم، لذلك هذه أيضاً نضعها جانباً. ‏

ننتهي بالقول أن المطروح هو في الحقيقة مساعدة صديق، هذا إن شاء الله نحن بدأنا الجهد فيه، هو على كل حال ‏السجال الذي حصل في الآونة الأخيرة أثر على المبادرات القائمة، نحن من خلال إخواننا إلتقينا مع الوزير باسيل، ‏استمعنا أيضاً وتناقشنا بأفكار جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة، هناك نقاط أنجزت، هناك نقاط عالقة سوف نكمل ‏هذا النقاش مع دولة الرئيس نبيه بري أو من خلال من يوفده وأيضاً هو سيناقش مع الرئيس المكلف كما كنا نعمل ‏سوياً سوف نكمل سوياً، الوزير جبران استعان بي كصديق وأنا كنت قد استعنت بالرئيس بري كصديق ونحن ‏كأصدقاء بمعزل الآن عن ما بين الأصدقاء وما بين الحلفاء، هذا الإطار هو الإطار الوحيد المتاح الطبيعي المنطقي ‏الذي يمكن أن يوصل إلى نتيجة وكل هذه الجهود هدفها أن نصل إلى مكان يكون مرضياً لفخامة رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون ولدولة رئيس الحكومة المكلف الرئيس سعد الحريري حتى إذا تفاهما وتوافقا أمكن إخراج ‏الحكومة إلى الوجود. ‏

نحن أيضاً يمكن أن نقدم أفكاراً جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة لكن ما سيكون من أثر هذا النداء أو هذا الخطاب ‏هو في الحقيقة بذل المزيد من الجهود، وأنا هنا أقول بكل وضوح نعم الوقت ضيق، صحيح نحن لا نريد أن نسقف ‏زمنيا حتى لا تيأس الناس، يجب دائما أن نتحلى بالامل، ودائما كنا نقول أن المدخل الطبيعي للخروج من الأزمة ‏ومعالجة المشاكل التي يعانيها الشعب اللبناني في كل المناطق اليوم هو إيجاد حكومة  قادرة على إتخاذ القرارات ‏حتى لو كانت قرارات صعبة أو غير شعبية. نحن في كل الأحوال سنبذل أقصى الجهد وأعود وأقول أن ما نشاهده ‏في الشارع، في محطات البنزين وفي موضوع الكهرباء وفي موضوع الدواء وفي موضوع الغذاء وفي موضوع ‏الدعم وتخفيف الدعم أو رفع الدعم من معاناة شعبنا وأناسنا وأهلنا يجب ان يكون حافزا وضاغطا أخلاقيا بالدرجة ‏الاولى وإنسانيا ونفسيا على كل المعنيين بتشكيل الحكومة للذهاب الى تشكيل حكومة.‏

‏ نقطة أخيرة في الملف الحكومي لأن هذا ورد في سياق بعض العتب من بعض أصدقائنا بالتحديد في التيار الوطني ‏الحر، أنا أحب أن أعلّق عليها لأنه أيضا يوجد بعض الأصدقاء الأخرين يمكن وحصل لديهم هذه الشبهة، وأنا رغم ‏ان هذا الموضوع لا أحب ان اناقشه في الإعلام ولكنه طرح كثيرا في الإعلام ومن موقع الصداقة والتفاهم والحوار ‏العاقل والهادف‎.‎

في موضوع الحياد، أنكم انتم حزب الله تقفون على الحياد في هذه الأزمة الحكومية، هذا إذا كنت أريد أن أقول غير ‏صحيح هو غير صحيح، لكن أريد أن أستعمل عبارة لائقة قليلا وسأقول غير دقيق، لكنه غير صحيح، نحن إذا ‏يتذكر أصدقاؤنا في التيار الوطني الحر وكل الناس في البلد أيام تشكيل حكومة الرئيس المكلف مصطفى أديب، ‏كان يوجد أجواء داخلية صعبة وكان يوجد ضغط خارجي، فرنسي وغير فرنسي على فخامة الرئيس، أنه القائمة ‏التي سيكتبها الاستاذ مصطفى يجب ان توقع عليها وغير ذلك انت تعطل الحكومة، أتذكرون موقفنا نحن ؟ ولعله أنا ‏كنت من القلائل الذين خرجوا في خطاب ساعة ونصف وجاوبت على خطاب الرئيس مكرون عندما حمل كل ‏الناس وقتها المسؤولية، من جملة النقاط التي ذكرتها انا انه هذا الذي كان يحصل كان سيسلب من رئيس ‏الجمهورية اهم صلاحية حفظت له في إتفاق الطائف وفي الدستور الحالي وهي صلاحية المشاركة في تشكيل ‏الحكومة اللبنانية، نحن لم نتكلم هذا في السابق، نحن تكلمنا مع الفرنسيين ومع غير الفرنسيين، ولكن انا قلت هذا ‏في كلام واضح وفي الرد على خطاب الرئيس الفرنسي، لأنه هذا حق ويجب أن نقف إلى جانبه، وحتى عندما ‏كلف الرئيس سعد الحريري نحن علنا وضمنا كنا دائما نقول رئيس الجمهورية شريك في تشكيل الحكومة، لا نقبل ‏أن يتحول إلى باش كاتب، اليس هذا موقفنا؟ هذا على الحياد؟ هذا له علاقة بالأزمة الحكومية، هذا له علاقة بجور ‏الأزمة الحكومية، حسنا إذا هذا حقا وقفنا الى جانبه ولم نبال، من جهة أخرى عندما الاغلبية في مجلس النواب، ‏وليس الاغلبية التي يتكلمون عنها الان، أي أغلبية حزب الله وحركة امل والتيار وحلفائهم، هذه الاغلبية يعني ‏تحتاج الى نقاش، هل هي موجودة بالفعل أو بالشكل أو بالصورة، ليس لدي الوقت الكثير لأتكلم عنها، وإلا هي ‏والمشهد السياسي والتحالفات وتركيبة القوى السياسية الموجودة في البلد، أنا كنت قد كتبت  سابقا عن الموضوع ‏ولكن سأقوم بتأجيلها فقط لانه ليس هناك متسع من الوقت، أغلبية النواب أو الكتل النيابية سمت الرئيس سعد ‏الحريري، حسنا، نحن لم نسمه والتيار لم يسمه، مع ذلك إعتبرنا انه رئيس مكلف، طبعا نحن كنا نقبل ضمنا ‏بتسميته ولكننا لم نسمه، رئيس مكلف، فلنشكل حكومة، حسنا، هناك أيضا كان هناك حق في مكان ما، نحن وقفنا ‏معه، وفي مكان اخر لم يكن هناك حق، نحن وقفنا مع فخامة الرئيس، سأضرب المثلين، المثل الأول موضوع ‏الثلث المعطل، عندما كان يقال أن الرئيس والتيار يطالبون بثلث معطل إن كان الوزير جبران في أكثر من مرة ‏ينفي هذا الموضوع، حسنا نحن قلنا، أنا تكلمت في خطاب وقلت نحن نتفهم انه رئيس الحكومة المكلف واطراف ‏أخرى أيضا مشاركة وستشارك في الحكومة نتفهم أن يكون لجهة واحدة ثلث معطل او ثلث ضامن، هنا نحن نتكلم ‏حق، لانه أي رئيس او أي أطراف أخرى عندما تعتبر أن هناك حزب واحد في الحكومة لديه ثلث معطل يعني ‏أصبحت مشاركة الآخرين شبه شكليّة، هذا حق وقفنا معه،  ولكن عندما طرح في تشكيلة الحكومة أنه نريد ان ‏نعطي للرئيس وللتيار 4 وزراء، نحن كنا ضد ذلك، لأن الرئيس المكلف يعلم وأنا أرسلت له أنه إذا التيار يقبل ‏بذلك نحن حزب الله لا نقبل، ونرفض، هذا إجحاف بحق الرئيس وبحق التيار، إذاً عندما تتكلم عن الحياد نحن لسنا ‏على حياد، عندما يكون للموقف حق نأخذ الموقف الى جانب الحق، نعم قد نختلف مع هذا الصديق أو ذاك الصديق ‏ومع هذا الحليف او ذاك الحليف أن هذا الموقف حق او ليس بحق، هذا لا يعني أننا نقول فلان على باطل ونحن ‏على حق، هنا أصبح للموضوع علاقة بالفهم، أصبح له علاقة بالإجتهادات، نحن لا نخذل الحق ولم نخذل الحق في ‏يوم من الأيام، وأما الباطل لا نقف على الحياد، نحن في الأزمة الحكومية حيث يكون الحق كنا وسنكون بكل تأكيد، ‏وحريصون على حقوق الجميع كما أننا ندافع عن حقوقنا الطبيعية، أحببت هذه النقطة أيضا أن أعلق عليها بكل ‏محبة.‏

آتي إلى النقطة الاخيرة أو ما قبل الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة المعيشية والوضع القائم الان والبنزين والمازوت ‏والدواء وهموم الناس، طبعا حصل شيء أمس يساعد اليوم أن نتكلم قليلا، يهوّن الخطاب، حصلت إتصالات بين ‏فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين ومصرف لبنان إلخ... والذي سمعناه اليوم في ‏وسائل الإعلام والإخوان أيضا قالوا لي أنه وقّع قرار الإتفاق على إصدار قرار إستثنائي من فخامة الرئيس ودولة ‏رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال يسمح للمصرف المركزي بإصدار إعتمادات أو إقرار إعتمادات تؤمّن ‏المشتقات النفطية من هنا إلى 3 أشهر، طبعا إذا صدرت هذه الإعتمادات وإستطاعت الشركات أن تأتي بمشتقات ‏نفطيّة، أهم شيء أن يتابع هذا الأمر بكل الجدية المطلوبة حتى في الحقيقة يكون هذا سبيل إلى معالجة المشكلة، ‏لكن مع ذلك أنا اليوم أريد أن أؤكد على وعد كنت أطلقته قبل أيام قليلة، وأريد أن أقول أيضا ماذا فعلت في هذا ‏الوعد، أنا وعدت وقلت كلمتي وما زلت عند وعدي وعند كلمتي أنا قلت إذا الدولة جاء وقت وصارت عاجزة أن ‏تستورد مشتقات نفطية خصوصا البنزين والمازوت نحن سنكون مضطرين أن نذهب إلى إيران ونأتي بالبنزين ‏والمازوت ونأتي بها مقابل الشواطىء اللبنانية وليس شرط ميناء بيروت، حيث يصح أو يمكن نقل هذه المحمولات ‏من البنزين ومن المازوت إلى لبنان حتى لو أن هذا الموضوع خلق لنا مشكل مع الدولة مع أن الدول اصدقائنا. في ‏هذه النقطة انا في الحقيقة أحب ان أقول أنه للإستفادة من الوقت بالوقت الذي كنا نبذل فيه جهدا مع المسؤولين في ‏الدولة، نحن لم نترك الموضوع، كنا نبذل مع المسؤولين في الدولة من خلال إتصالاتنا وإتصالات بقية القوى ‏المعنية ايضا لكي يعالج هذا الموضوع من قبل الدولة، لأنها هي المسؤولة وهي التي يجب أن تعالج، نحن قررنا ‏ان نستفيد من الوقت ولذلك كل المقدمات الإدارية واللوجستية لإنجاح خطوة من هذا النوع يعني المجيء بالبنزين ‏والمازوت من ايران وإستيعابه في لبنان وآلية توزيعه ليصل إلى المواطنين، هذه المقدمات نحن خلال الأيام ‏الماضية كلها أنجزناها، يعني إذا وصلنا بشكل جدي للنقطة التي تكلمت عنها أنا وهي عجز الدولة اللبنانية أو تخلي ‏الدولة اللبنانية عن المجيء بهذه المشتقات النفطية نحن نحتاج الى إذن التحرك فقط، فقط التحرك لنأتي بهذه المواد ‏الى لبنان، المقدمات الإدارية واللوجستية وكيف وأين ومن، كل هذا أنجزناه نحن وواضح لدينا، فقط عندما ننفذ ‏نذهب به إلى التنفيذ، وهذا الوعد لا يزال قائما، لكن انا في هذه النقطة أحب ان أعلّق  على شيء أثير عندما انا ‏تكلمت عن هذا الوعد، لكي تروا بعض السخافة الموجودة في لبنان، يوجد من خرج ليقول وبعضهم كتب أن السيد ‏يعدنا لكي يأتي لنا ببنزين ومازوت من إيران، هل يوجد بنزين ومازوت بإيران؟ إيران لديها أزمة بنزين ‏ومازوت، طبعا مشكلتنا نحن في لبنان انه يوجد من يعتبر نفسه أنه يفهم في كل شيء، يفهم في السياسة وفي ‏الاستراتيجية والتكتيك وفي العسكر والامن والاقتصاد والمال والصحة والطب والجيولوجيا والفلك ويعرف في كل ‏شيء، على كل حال، تعليق بسيط، هؤلاء جهلة، كل من تكلم في هذا الموضوع هم جهلة مع إحترامي لهم، جهلة ‏ولا يعرفون شيئا، أصلا الدنيا كلها ضجّت بالسفن الإيرانية الذاهبة الى فنزويلا، ماذا كانت تحمل إلى فنزويلا يا ‏جهلة؟  كانت تحمل بنزين ومازوت ومشتقات نفطية، كانت تحمل أدوات لمعالجة مصافي النفط الفنزولية لأن ‏الاميركيين يحاصرونهم ويمنعونهم من الحصول على الادوات وعلى التكنولوجيا التي تساعدهم على تشغيل ‏مصاف النفط، هم لديهم نفط، ولكن لكي يصفّوا نفطهم ويخرجون منه مشتقات نفطية‎.‎

ثانيا، هناك من خرج ليقول السيد سيأتي لنا بالعقوبات على لبنان، لدي هنا نقاشين، النقاش الأول، عندما نأتي نحن ‏بالبنزين والمازوت بهذه الطريقة يعني ليس عن طريق مصرف لبنان ولا عن طريق وزارة الطاقة، وتستطيع ‏الدولة اللبنانية أن تقول للأميركيين نحن قبلنا بذلك رغما عنا، نقوم بحرب أهلية لمنعهم؟ بالعكس هذا لا يجلب ‏عقوبات‎.‎
ثانيا، حسنا يا أخي نحن صديقنا يأتي الينا بالعقوبات، تكلمنا سابقا أنه نحن اللبنانيين على خصوماتنا وعلى ‏عداواتنا، اليس كلنا نقول لبنان وسلامة لبنان وقوة لبنان وعافية لبنان ورفاه لبنان ورخاء لبنان هو طمعنا وهدفنا ‏كلنا، حسنا جيد، دائما انا كنت أقول أنه فلنستفيد كل واحد منا من صداقاته من موقعه، لمصلحة لبنان، نحن لدينا ‏صداقات مع سورية فلنستفيد من هذه الصداقات لمصلحة لبنان، لدينا صداقة مع إيران لنستفيد من هذه الصداقة ‏لمصلحة لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني، لدينا صداقة مع الإخوان العراقيين فلنستفيد منها لمصلحة الشعب ‏اللبناني، نحن صداقاتنا في العالم ليست كثيرة، حسنا أنتم لديكم صداقة مع أميركا ومع فرنسا ومع أوروبا ومع ‏السعودية ومع دول الخليج فلتستفيدوا من صداقاتكم لمصلحة العشب اللبناني كما نفعل نحن لمصلحة الشعب اللبناني ‏ونستفيد من صداقاتنا، لكي لا يحل على البلد عقوبات تفضلوا شكلوا وفدا وأنا أدعو لكم أن تنجحوا، فلتشكلوا وفدا ‏ويذهب الى السعودية والى دول الخليج وأطلبوا منهم بنزين ومازوت وفيول وبالليرة اللبنانية وليس مجانا، ‏وليعطوكم ذلك ونحن أول المؤيدين وأول المساندين وأول المباركين، وهذا لا يأتي لكم بعقوبات، هذه أصدقاء ‏أميركا، أميركا لن تفرض عقوبات، تفضلوا لماذا تقفون فقط وتتفرجون على إذلال الناس على المحطات صباحا ‏ومساء، وعلى المشاكل والتي بدأت تكبر على المحطات وعلى إطلاق النار وعلى الحوادث الدامية، فقط شغلتكم أن ‏تنتقدوا وتهاجموا وتصفّوا حسابات؟ فلتقوموا بشيء ما، نحن نحاول أن نقوم بشيء، ولو أن هناك عبىء، الان في ‏يوم من الأيام أنا انظر أنا وإخواني كنا جالسين مع بعضنا، أنه الان آخرتها أصبحنا نحن نشتري البنزين ‏والمازوت؟ لم نكن نتوقع أن يأتي يوم ونصل إلى هذا. لكن نحن جاهزون أن نشتغل بالبنزين والمازوت والفيول ‏وحتى زبالين عند مجتمعنا وعند ناسنا وعند اهلنا ليكونوا أهل كرامة وأهل عزة وأهل شرف، هؤلاء من قدم دماءً ‏وقدموا تضحيات ولكن انتم كل واحد منكم يجلس في برجه العاجي وهو يُنظّر بأن هذه لا وهذه لا وتلك لا ويشتّم ‏ويسبّ ويخوّن ويتّهم ولا يُحرّك ساكناً وعايش، في الأصل هو لا يشعر بجوع الناس ولا بمعاناة الناس ولا بآلام ‏الناس ولا بوجع الناس ولا بشيء، انا أريد ان أسألك سؤالاً، الامريكان قالوا نحن في السنوات الماضية القليلة قدمنا ‏للبنان 10 مليارات دولار، من المؤكّد أنهم لم يُعطوهم لحزب الله، ولا لحلفائنا حلفاء حزب الله، أعطوهم لكم ‏ولجمعيات المجتمع المدني، هل هناك من أحد منكم يقول لنا ويقول للشعب اللبناني هذه الـ 10 مليارات دولار اين ‏هي؟ مثل الأمير محمد بن سلمان حيث تناقلها اكثر من مصدر، انه قال نحن في لبنان من 2005 الى 2017 صرفنا ‏‏20 مليار دولار! هل بإمكان أحد أن يقول لنا هذه الـ 20 مليار دولار أين هي؟ يا أخي فلتظهروهم لنا أنتم الذين ‏أخذتم هذه المليارات من الدولارات ارونا اياها مؤسّسات، مستشفيات، مدارس وجامعات، ارونا اياها بنى تحتيّة، ‏ارونا اين هي هذه المليارات؟
كي لا نقول أننا فقط نُسجّل على بعضنا نقاط ونُناكد، إذا أنتم - انزعج خاطركم- لأننا نحن جدّياً ذهبنا وبدأنا ‏وجهّزنا المقدمات لنُحضر بنزين ومازوت الى لبنان، اتّكلوا على الله أنتم وأصدقائكم، اتكلوا على الله وصُدقاً وليس ‏على سبيل المحاججة ولا على سبيل تسجيل نقاط، أنا سوف أدعوا لكم وأنا أدعو لكم أن يوفقكم الله بأن تذهبوا الى ‏السعودية والى دول الخليج والى الامريكان وتُحضروا مازوت وبنزين وفيول للكهرباء، وأيضاً إذا أمكنكم أن ‏تحضروا مواد غذائية لكي تكسروا الاحتكار والأسعار الموجودة في البلد اتكلوا على الله، لكن هذه السّلبية والجلوس ‏في الأبراج العاجية والسّباب والشتائم والاتهامات والتّخوين والفلسفة على الناس هذا لم يعد مقبولاً، وهذا في ‏الحقيقة أمر يجب على الشعب اللبناني أن يُقيّم ماهية هذه الظاهرة وهذه الحالة! هناك أناس يحاولون بذل الجُهد ‏ليساعدوا، وهناك اناس يقفون على الطريق يقطعون الطريق وممنوع ان تساعد، هذه لا، وهذه لا، وهذه لا... حسناً ‏ما هو المسموح؟ اذهب واعمل المسموح الذي يناسب البلد وانا معك. حسناً في هذا السياق ايضاً، نحن نريد ان ‏نطالب، أننا لماذا سنبقى نستورد ومرهونين بموضوع البنزين والمازوت بهذه الطريقة وتأتي الشركات والاحتكار ‏والف مصيبة فوقها، أنا قمت بمراجعة مختصّين خلال الفترة الماضية وقالوا لي انه يمكن ان يتم انشاء مصفاة ‏صغيرة في منطقة الزهراني خلال 6 اشهر، وفي طرابلس ايضاً يمكن انشاء مصفاة صغيرة خلال 6 اشهر، وهناك ‏شركات أجنبية شرقية - ليست شرقية بل من الشرق - جاهزين بدون أن تدفع الدولة اللبنانية ولا فلس او دولار او ‏ليرة بإنشاء هذه المصافي وتشغيلها خلال 6 اشهر ‏، عندها الذي سيحصل هو أن تقوم بإحضار نفط خام وتقوم ‏بتصفيته في لبنان وتستخرج منه مشتقات نفطية بأقل كلفة وأسهل علينا كبلد، حسناً 6 أشهر - غمض عين وفتّح ‏عين بيمرقو - بسهولة، لماذا لا تلجأ الدولة الى هذا الخيار؟ حتى حكومة تصريف الأعمال تستطيع ان تلجئ الى ‏خيار من هذا النوع، وإذا لجأت الى هذا الخيار لا يجوز لأحد أن يقف في وجهها ويعترض عليها أو يتهمها، وأنا ‏أدعوهم الى ذلك، هذا يساعد كثيراً كي لا نبقى مُقبعين في هذه الازمة، هذا شكل من اشكال الحلول، حين ذلك ‏عندما نستورد نفط من العراق - هذا أدعه أخيراً بكلمة الشكر وهو جزء من الشكر له علاقة بالعراق - لذلك بدل أن ‏تحتار الدولة اللبنانية أين تريد ان تأخذ النفط الخام العراقي لهذه الدولة أو لتلك الدولة وهذه الشركة ويصبح هناك ‏اتهامات شمالا ويميناً وكلام عن سمسرات وصفقات وغيرها تحت الطاولة وفوق الطاولة، يكون لدينا مصفاة ‏صغيرة في منطقة الزهراني ومصفاة صغيرة في منطقة طرابلس في الشمال يستطيعون من خلالها تأمين جزء ‏كبير من حاجات السوق اللبنانية وهذا في متناول اليد، أنا أقول لكم أنّ هناك شركة جاهزة لأن تنفّذ هذا المشروع ‏وهي فقط تنتظر موافقة وتوقيع، اتكلوا على الله لماذا الانتظار، هذا يساعد ايضاً بالمعالجة‎. ‎
بالمعاناة المقبلين عليها، انا حقيقة في الخطاب الماضي قلت شيء لم أكن مضطراً لأن اقوله ولا أعلم ان كان غيري ‏مضطر أن يقوله أو جاهز لقوله، لكن حقيقة الأمر الوضع في البلد لنكون صريحين وعلى علم، نحن ذاهبين الى ‏مرحلة شدّ الاحزمة، ولا يقدم أحد على اعطاء الناس وعود غير صحيحة، بقرار أو بدون قرار وهل هذا الشيء ‏مقصود أو غير مقصود هذا يحتاج الى نقاش، البلد متّجه نحو رفع الدّعم تلقائياً بشكل طبيعي وبدون قرار لا من ‏حكومة تصريف الأعمال ولا من الحكومة الآتية اذا شُكّلت، لأنه سيأتي وقت مصرف لبنان ليقول أنا لم يعد لدي ‏مال والان هو يقول انه لم يعد لديه المال، وإذا اردت ان ادعم هنا او هناك او افتح اعتماد هنا، احتاج إذن للتّصرف ‏بالاحتياطي الالزامي، حسناً ويوم بعد يوم ترد أخبار بأن هذه المادّة قد توقّف الدّعم عنها وتلك المادّة ايضاً والسُّكّر ‏توقف والخميرة ايضاً، وهذا أهم شيء لأن له علاقة بالخبز والمواد الغذائية المتبقية، عدا عن ذلك أتى الحديث انه ‏ماذا علينا ان نفعل بالمشتقات النفطية وهناك نقاش بالدواء، طبعاً بالدواء علينا ان نبذل اقصى الجهد، وهناك مواد ‏يجب ان يبقى فيها دعم ولو دعم مرشّد ولو دعم محسوب ومدروس وليس كيفما كان، مثل في موضوع الادوية ‏المزمنة والمستعصية الى اخره، هناك تفاصيل عادةً وزارة الصحة هم من يقومون بمتابعتها مع الجهات المعنية، ‏وبعض المواد الغذائية والبنزين والخبز والمازوت ووو.. لكن هناك واقع يتّجه نحوه البلد، ويجب علينا ان نجلس ‏جميعنا ونرتّب أمورنا على قاعدة انه حتى الان عندما يأتي ويتم الضغط على حكومة تصريف الاعمال بترشيد ‏الدعم، نحن خلافنا ليس بترشيد الدعم او لا، ترشيد الدعم يحمل مسؤولية كبيرة، لماذا عليهم ان يحملوها اناس دون ‏اخرين، انا قد قلت في الخطاب السابق واكرر، انا اتفهّم الرئيس حسان دياب في هذا الموضوع يقدّم رِجلاً ويؤخّر ‏أخرى، لأنه عندما يريد التوجه بترشيد الدعم، الجهة المعنية عن ترشيد الدعم تخرج كل الناس وتشتمها، تريدون ‏ان نرشّد الدعم تعالوا لنشكّل لجنة، لا طاولة حوار ولا شيء الامر لا يحتاج طاولة حوار، لجنة يشارك فيها كل من ‏شارك في الحكومات السابقة، لا يجوز انّ كل الذين شاركوا في الحكومات السابقة ويتحملون مسؤولية الاوضاع ‏التي وصلنا اليها ان يأتي أحد غيرهم - لوحده - ليأخذ القرارات الصعبة ويتحمل الشتائم من الناس، لا! نحن ‏جاهزين ان نكون في هذا القرار الصعب وانما على قاعدة كل الذين كانوا شركاء في الحكومات السابقة تفضّلوا ‏لنشكّل لجنة نُرسل من طرفنا ممثّلين عندها نجلس ونناقش ترشيد الدّعم ونتّخذ قرار ترشيد الدّعم أو رفع الدّعم في ‏حال كنا متّجهين الى مكان بأنه لا يوجد مال بحقّ او مساعدات او قروض او او او.. هذا يحتاج الى قرار جريء ‏وشجاع من الجميع، الجميع عليهم ان يضعوا اكتافهم ويتحملوا المسؤولية، لا يصح - بالأمثلة- ان يُصعد أحدهم ‏الحمار على المأذنة ومطلوب من آخر أن ينزله، لا! كل الذين اصعدوه عليهم انفسهم أن ينزلوه، الجميع عليهم ان ‏يتحملوا المسؤولية في هذا الموضوع، الان بمعزل عن هذا النقاش، نحن دعونا وأيّدنا البطاقة التمويلية، اللّجان ‏المشتركة قامت بتأييدها وهي متّجهة خلال أيام نحو الهيئة العامّة ونحن نأمل أن يُعالج هذا الأمر إن شاء الله في ‏الهيئة العامّة، لأنه في حال أنّ البلد متّجه تلقائياً نحو رفع الدعم او متّجه تلقائياً نحو ترشيد الدّعم حتى ولو بدون ‏قرار لأنه عملياً يُقصّ الدّعم ببعض الأماكن، حسناً  البطاقة التموينية تستطيع ان تساعد مئات الالاف من العائلات ‏اللبنانية للصّمود في هذه المرحلة الصّعبة، نحن مسؤوليتنا جميعاً أن ندع هذه العائلات تصمُد ونخفّف معاناتها، ‏دائماً يجب علينا ان نفتّش عن أفكار حتى في إطار ترشيد الدّعم، نحن لدينا أفكار وهناك تجارب موجودة في الكثير ‏من دول عانت مثل معاناة لبنان ويمكن اللجوء اليها ويمكن للدولة اللبنانية ان تنفذها اذا في حال يوم من الايام ‏تشكّلت لجنة من هذا النوع او حدث نقاش جدّي ضمن هذا الاطار ان شاء الله، نقوم بتقديم هذه الأفكار. أريد أن ‏أختم في نهاية الشكر بالنسبة للناس، الناس عليهم ان يلتفتوا الى كيفية التعاطي مع هذه المرحلة التي نحن في ‏خضمّها والمتّجهين نحوها، لا شك بأنها مرحلة صعبة وقد تكلّمنا كثيراً في اسبابها، هذه الازمة سيحاول كل ‏واحد ‏ان يلقي بالمسؤولية على الاخر ويصفّي حسابات ويضيع البلد بين القبائل وتبقى المعاناة، المطلوب الان هو ‏كيف نعمل لنخفّف المعاناة، في اطار تخفيف المعاناة أنا اريد ان أعاود وأقول للناس وخصوصاً الناس الطيبين، ‏واعرف ان هذا الكلام بالنسبة لبعض الناس هو غير شعبي مثل خطابي بعد مظاهرة تشرين و 2019، بكل صدق ‏يا ناس وبكل صراحة، ان تقوم الناس وتطلق النار على بعضها على محطات البنزين هذا لا يحل مشكلة، اذا كان ‏هناك من أحد لديه هدف من تخريب لبنان وتدمير لبنان وجرّ لبنان الى الفتنة والتخريب نحن بهذا نحقّق له هدفه، ‏تخريب المنشآت العامّة لا يخدم ولا يحلّ أزمة، قطع الطرقات على الناس هذا يؤذي الناس، أنت تدّعي أنك متألّم ‏وموجوع، هؤلاء الذين تقطع عليهم الطرقات أنت تقوم بأذيتهم وايجاعهم وتزيد من وجعهم، من فترة يومين وربما ‏الان وانا اخطب وربما بعد انتهائي من الكلام نرى طابورين للذلّ، انتم تزيدون الطّابور طابوراً، هناك طابور على ‏محطّة البنزين أو محطّة المازوت أو الصيدلية وما شاكل، وهناك طابور ذُلّ ثاني، طابور هوان ثاني، طابور وجع ‏ثاني انتم تقومون به عندما تقومون بقطع الطرقات، وتقف السيارات كيلو متر وأكثر وهناك رجال ونساء واطفال ‏ومرضى جالسين على الطريق، ما القضية؟ القضية ان هناك شباب غاضبون من الوضع القائم نزلوا وقطعوا ‏الطريق! حسناً، نزلتم وقطعتم الطريق ماذا يقدّم ويؤخّر هذا الأمر؟ الذين تقوم بقطع الطريق بسببهم كي تهزّم أو ‏تحرّكهم لا يحرّكهم قطع الطريق مطلقاً، انت بهذا تؤذي ناسك وأهلك وتقوم بإيجاعهم الناس، واذا استمرّ قطع ‏الطريق سيتحوّل الأمر كما يحصل في المحطّات، وهذا حصل خلال الايام الماضية نزلت الناس وتقاتلت مع ‏بعضها وتضاربت - بوكس- مع بعضها وقد يتحول الامر الى حمل السلاح على بعض، هكذا تتم المعالجة؟ نحن ‏في البلد لدينا مجموعة كبيرة من الازمات لكننا نمتلك نعمة من أعظم النعم اسمها الامن، اسمها الاستقرار، اسمها ‏السلم الأهلي، اسمها الأمن الاجتماعي، حسناً المطلوب ان نخرّب بيوتنا بأيدينا؟ هذا المطلوب؟ اذا خرّبنا بيوتنا ‏بأيدينا يصبح لدينا بنزين ومازوت وخبز ودواء ومواد غذائية ونحل مشكلة الدّين ونخلق فرص عمل؟ اذا خرّبنا ‏بيوتنا بأيدينا واطلقنا النار على بعضنا وقطعنا الطرقات على بعضنا واذا شتّمنا بعضنا على مواقع التواصل ‏الاجتماعي عند اصغر مناسبة، اليوم اللبنانيين وخصوصاً الناس المتألّمين والموجوعين الذين يحملون أكبر معاناة ‏هم محتاجون ان يتكاتفوا مع بعضهم ويتفهّموا بعضهم ويتحمّلوا بعضهم ويصبروا على بعضهم البعض، واذا ما ‏غضب أحد على الاخر فليتحمّله، واذا تأفّف أحد على الاخر فليتحمّله، واذا لطّش أحدكم الاخ فليتحمّله، نحن اليوم ‏محتاجين الحفاظ على الأمن والاستقرار والسّلم الأهلي وبعض السلام الداخلي النفسي كي نستطيع ان نتعاون مع ‏بعضنا البعض، لنخفف معاناة بعضنا البعض، لنحل مشكلة البلد، والاّ هناك اناس لا يريدون ان يأخذوا البلد الا نحو ‏التفجير، هؤلاء ماذا يريدون؟ هؤلاء مفسدون في الارض بكل ما للكلمة من معنى، هؤلاء يخدمون العدوّ يعلمون او ‏لا يعلمون، انا مع كل وسيلة تخدم الهدف، تُريد التعبير عن غضبك يمكنك ان تتظاهر، تعتصم، تُضرِب عن الطعام ‏ضمن الحدود الشرعية، تُضرب عن العمل، يمكنك ان تقوم بعصيان مدني وتعزُب عن دفع الضرائب والرسوم ‏ووو.. كل هذه وسائل مشروعة، لكن ان تعتزم وسيلة تتسبب فيها بالأذية لناسك وأهلك تزيد في معاناتهم وأوجاعهم ‏والآمهم وفواجعهم، هل هذه وسيلة عقلاء وحكماء؟ وهل هؤلاء يخدمون الهدف؟ انا اتمنى وأدعو بشكل جدي في ‏هذه الشدة والمحنة الى الوعي أكثر والى صبر أكثر. نحن محتاجون أن نتحمل اكثر، وان نتحمل بعضنا اكثر،  ‏وإلى تعاون اكثر،  ومحتاجون إلى تدوير زوايا أكثر، حتى  نستطيع أن  نعبر  من هذه المحنة والا البلد سوف ‏يذهب من أيدي الجميع،  وليس من أيدي أناس دون أناس، او من أيدي منطقة دون منطقة، وعندما يخرب البلد ‏سوف يخرب كله، وعندما نخسر البلد سوف نخسر كلنا.  ان شاء الله نقدر كلنا حماية البلد ونحمل المسؤولية.  نحن ‏اليوم نضرب مثلاً عن أنفسنا،  مثلا إذا أردنا أن نرد على كل الذين يتهجموننا،  ومن هنا اوجه ندائي بالخصوص ‏إلى اخواننا واخواتنا، وارسل نداءً خاصاً لجمهور المقاومة، جمهور حزب الله بالتحديد، نحن منذ أشهر وسنوات ‏مثلاً مع تيار المستقبل ومن الجديد عندنا علاقة جيدة وطيبة مع الرئيس سعد الحريري ونتواصل ونتكلم وهو لا ‏يتكلم علينا، لكن نائب رئيس تيار المستقبل، نواب تيار المستقبل، مسؤولي تيار المستقبل كل من هو في تيار ‏المستقبل، ليلاً نهاراً "هاجمين" على حزب الله، لا نرد عليهم، من أشهر، من سنوات،  خير ان شاء الله،  هل ‏‏"صار علينا شي" "نقص منا شي" "يقولوا لبدهم ياه" "يحكوا لبدهم ياه"، ماذا نفعل؟ ماذا ينفع السجال غير ان ‏يثير اجواء واحقاد وضغائن. حسناً اذا هو مصر أن يكمل على هذا الطريق رغم اننا نحن مصرون على التعاون ‏وعلى التكامل ومتهمون اننا نقف معه.‏

حسناً هذه القوات اللبنانية من رئيسها ونزولاً، "في القوات ما في مناسبة الا ما يهجموا علينا من رئيس الحزب ‏ووزراء الحزب مسؤولي الحزب ونواب ووزراء سابقين ومواقع تواصل والى آخره ما منرد نقص منا شي صرلنا ‏شي خير ان شاء الله"  يعني اريد ان اقول:  نحن لدينا وجهة نظر فلنبينها، نحن لا نريد "مشكل" مع أحد في البلد، ‏ونحن لا نريد ان ندخل بسجال مع أحد في البلد، حتى مع الذين يسبوننا، حتى مع الذين يشتموننا، حتى مع من ‏يخوّننا، حتى مع من يتهمنا، نحن أناس نحمل مسؤولية، البلد غال على الكل، لكن من المؤكد أن الذين قدموا ‏الشهداء يصبح البلد غال عليهم أكثر ، ولسنا وحدنا من قدم شهداء، نحن وغيرنا، كل الذين قدموا الشهداء يجب أن ‏يكون البلد غال عليهم، لانه دفع ثمن التحرير دم،  ودفع ثمن السيادة دم، ودفع ثمن الامن والاستقرار دم، ودفع ثمن ‏السلم الاهلي دم، ودفع ثمن الكرامة دم، والذي دفع ثمنه دم لا يجوز أن يضيعه أحد.  نحن أناس لا نريد ان نضيعه، ‏ونريد ان نحافظ عليه، وعلينا التحمل، ولا نريد الذهاب الى سجال، وليس عند أقل كلمة على موقع تواصل هنا او ‏هناك "بدها تقوم الدنيا وتقعد" ولجنة هنا لتنسيق ولجنة هناك للتنسيق. وانا أقول لجمهور حزب الله، للمسؤولين، ‏للمشايخ، للعلماء، وانا أتحدث اليكم بصفة الشرعية وليس الحزبية، أي كلام يأخذ إلى الفتنة في هذا الظرف هو ‏حرام ومن كبائر الذنوب. اليوم منع الفتنة ووأد الفتنة هو أولى من أي شيء آخر، والذي يتصور في ظل التحريض ‏والسجال والفتنة يستطيع أن يعالج ازمة اقتصادية او معيشية او سياسية هو واهم، هو يخرب البلد، ويدمر البلد. ‏نحن هذا البلد غال علينا كثيراً، يجب أن نحميه ليس فقط برموش عيوننا وإنما بدمنا، بدم أعزائنا، بفلذات اكبادنا، ‏كما فعلنا خلال كل العقود الماضية.‏

‏ كلمة اخيرة، كلمتي شكر للعراق وللحكومة العراقية، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في العراق ‏اخذت قراراً ان تتعاون مع لبنان بموضوع المليون طن نفط، وهذا الموضوع يحتاج إلى متابعة، والشكر للحكومة ‏العراقية وللعراقيين على هذا القرار الأخوي والانساني، والشكر الآخر لقيادة كتائب حزب الله في العراق التي ‏اعلنت خلال الأيام الماضية أنها أيضا ستكون جزءا من المعادلة الاقليمية لحماية المدينة المقدسة، ولحماية القدس، ‏ولحماية بيت المقدس، والمسجد الاقصى المبارك. هذا موقف يحتاج الى شكر. الشكر للحكومة العراقية وللمقاومة ‏في العراق والشكر لكل اصدقاء لبنان، لكل من يريد واقعاً ان يساعد لبنان وشعب لبنان والدولة في لبنان على ‏الصمود، على البقاء، على عبور هذه المرحلة، والتنديد والادانة لكل اولئك الذين يحاصرون لبنان ويفرضون ‏العقوبات على لبنان ويمنعون احداً من ان يقدم مساعدة للبنان وفي مقدمهم الشيطان الاكبر الولايات المتحدة ‏الاميريكية صديقة البعض الذي يجوع ويتألم في لبنان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

إقرأ المزيد في: فصل الخطاب