معركة أولي البأس

فصل الخطاب

كلمة الأمين العام لحزب الله في 13 أيلول/ سبتمبر2021
14/09/2021

كلمة الأمين العام لحزب الله في 13 أيلول/ سبتمبر2021

النص الكامل لكلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في 13 أيلول/ سبتمبر 2021

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السَّلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبا القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..


أرى من واجبي الأخلاقي في البداية، في بداية هذه الكلمة أن أُجدد باسم حزب الله العزاء الى مولانا صاحب الزمان (عج)، الى مراجعنا الكبار والكرام والعظام، الى الحوزات العلمية الدينية في كل مكان وخصوصاُ في حوزة النجف الاشرف، الى عموم المسلمين والمحبين لأهل البيت عليهم السلام خصوصاً، والى العائلة الشريفة بمناسبة رحيل المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (قدس الله سرّه)، أتوجّه أيضاً الى عائلته الى آل الحكيم الكرام الى العائلة الشريفة فرداً فرداً بالتعبير عن أحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة لفقد هذا الفقيه الكبير، لما تركه وسيتركه بطبيعة الحال من فراغ كبير أيضاً في حوزاتنا الدينية في الموقع العلمي والفقهي والفكري، الذي كان يشغله خصوصاُ في موقع الصّمود والتّثبيت والذي عاشه خلال عشرات السنين من حياته الشريفة، كما يجب أن أُجدّد بإسم حزب الله تقديم العزاء برحيل سماحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان آية الله العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان (رحمة الله عليه ورضوان الله عليه)، الى جميع من تقدّم ذكرهم وبالأخص إخواننا في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الى المسلمين كل اللبنانيين والى عائلته الكريمة والشريفة فرداً فرداً، ونحن نفتقده أباً رحيماً محبّاً وحاضناً كبيراً ومدافعاً قويّاً وإنساناً جادّاً ومخلصاً وجامعاً وموحّداً، رحمة الله عليه ونعبّر بطبيعة الحال عن مشاعرنا وحزننا  لفقد هؤلاء الكبار وهؤلاء العظام، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعوّض على هذه الأمّة على حوزاتنا على مرجعياتنا على وطننا لبنان بمن يَملأ هذا الفراغ الذي يتركه هؤلاء الكبار وهؤلاء العظام.

أدخل الى موضوعات حديث هذه الليلة، وبالأخص ما استجد عندنا في لبنان، ما يرتبط بوضعنا في لبنان، وسأتطرّق آخيراً لكلمة عن المستجد الفلسطيني وذكرى 13 أيلول، حيث صادف اليوم حديثنا في 13 أيلول.
أوّلاً: موضوع تشكيل الحكومة، نحن نرحّب بتشكيل الحكومة وطالما سعينا وساعدنا ودعونا بكل صدق الى تشكيل هذه الحكومة منذ اليوم الأوّل لإستقالة الحكومة السابقة، فمن الطبيعي أن نُرحّب بها وأن نشكر كل الذين ساهموا وساعدوا وأنجزوا هذا الأمر، الذي هو حاجة ملحّة وخصوصاُ في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان. يجب أن نتوجّه بالشكر وهذا عرفان الجميل لدولة الرئيس حسّان دياب الذي بقي يتحمل المسؤولية لأكثر من سنة في تصريف الأعمال وكانت سنة شاقّة ومتعبة بكل ما للكلمة من معنى، أشكره على صبره وتحمله ووطنيّته وقبوله لهذه المسؤولية في كل هذه المرحلة الصّعبة. يجب أيضاً أن نخصّ بالشكر الى الوزراء الذين واصلوا العمل وبقوا على رأس وزاراتهم ولم يتخلّوا ولم يتخلّفوا وأنجزوا ما كان مطلوباً منهم خصوصاً في مرحلة تصريف الأعمال؟

 بالنسبة للحكومة الحالية، الأولويات واضحة، الأولويات التي يريدها الشعب اللبناني، أنا لا أتحدّث هنا عن أولويات القوى السياسية وما تقوله القوى السياسية، الناس في لبنان وفي كل المناطق من كل الفئات تحدّثوا طويلاً ومعاناتهم واضحة وبالتالي أولوياتهم واضحة، نحن نتطلع الى حكومة لتقوم بالإنقاذ، لم يعد هناك كلام عن منع الإنهيار، البلد في قلب الإنهيار، نحن بحاجة الى حكومة تقوم بمسؤولية ومهمة الانقاذ ومهمة الاصلاح واعطاء الاولوية للقضية المعيشية ولحاجات الناس ولتخفيف معاناة الناس الذين يعانون ومازالوا يُعانون على أكثر من صعيد، خصوصاً في فقدانهم لحاجات الحياة الطبيعية البسيطة، بنزين ومازوت ودواء ومواد غذائية ومشاكل بطالة وتدني سعر العملية الوطنية و..و..و... على كل حال ما سمعناه من الجلسة الأولى في قصر بعبدا من فخامة الرئيس ودولة الرئيس، ما انعكس من أجواء الجلسة الأولى هو يؤيّد بأن الاتجاه العام للحكومة الجديدة يسير في هذه المجال. طبعاً، التحضير للإنتخابات النيابية كما يقولون نحن نؤيّد هذا الأمر، كي لا يُفتح لأحد مجال للتشويش، نحن ندعوا لإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها ونصرّ على إجرائها في موعدها وهذا بطبيعة الحال سيكون من أولويات ومهمات الحكومة الحالية. نأمل ونرجو أن يتم الإسراع في إنجاز البيان الوزاري ومنح المجلس النيابي الثقة لهذه الحكومة في أسرع وقت لأن الوقت ضيّق، والناس جميعاً والبلد كله في قلب المعاناة ويحتاج لأي جهد والى أي وقت لأجل الخروج من الأوضاع الصعبة القائمة، نحن هنا نتحدّث بالدرجة الأولى عن التخفيف من المعاناة، أي لا يتوقّع أحد حلولاً جذرية خلال أشهر قليلة من عمر هذه الحكومة، ولكن بالتأكيد هذه الحكومة وخلال الأشهر المتبقية الى وقت الإنتخابات هي قادرة على تخفيف المعاناة للشعب اللبناني الى درجة كبيرة، وهي قادرة على الإقدام والقيام بمجموعة من الخطوات الإصلاحية التي لا تنتظر الزّمن والظروف الأخرى. أكتفي بهذا المقدار في موضوع الحكومة لأن في الحقيقة مسألة الحكومة الوقت الآن يجب أن يكون للعمل وليس للكثير من الكلام والتصريحات، وخصوصاُ إذا تضمّنت هذه التصريحات أخطاء وتفتح ابواباً لسجالات عقيمة وغير مجدية وغير مفيدة، المطلوب جميعاً التضامن والتعاون والتكافل من أجل تخفيف معاناة الناس وإعطاء هذه الحكومة بطبيعة الحال الوقت الطبيعي قبل الحكم عليه.

النقطة الثالثة، والتي كانت في الحقيقة الداعي الأساسي لحديث هذه الليلة، هو ما يرتبط بما كنت قد أعلنته يوم العاشر من المحرّم فيما يتعلق بالسّفن أو البواخر التي ستنقل مشتقات نفطية من الجمهورية الإسلامية في إيران. في ذلك الوقت أنا قلت أنه خلال ساعات ستتحرّك الباخرة الأولى أو السّفينة الأولى، وانتظروا مني كلاماً واضحاً أو بياناً رسمياً من حزب الله. على كل حال نتيجة حماسة بعض الأصدقاء وعجلة بعض الجهات الإعلامية، كانوا دائماً يتحدثون عن وصول الباخرة في اليوم الفلاني وفي الساعة الفلانية، ولم يكن أغلب ما قيل في ذلك الوقت لم يكن صحيحاً، في كل الأحوال أنا سأصل إلى هذه النقطة، خلال الفترة الماضية  وأثناء حركة السفينة في البحر، نحن أجرينا إتصالات وجرت معنا إتصالات لأنه كان لدينا خيارين، إمّا أن تأتي السّفينة الى الشواطئ اللبنانية وتخلي حمولتها في المنشآت اللبنانية، والخيار الآخر أن تأتي الى سوريا الى مرفأ بانياس، بطبيعة الحال نحن وجدنا من خلال الاتصالات وما قيل لنا وما نُقل لنا أن مجيء هذ الباخرة الى المنشآت اللبنانية سيشكل حرجاً كبيراً للدولة وقد يعرّض الدولة الى عقوبات وهذه المنشآت الى عقوبات وهذا يؤذي البلد، ونحن لا نُريد لا أن نُؤذي البلد ولا نريد أن نُحرج الدولة طالما هناك خيارٌ آخر، فذهبنا إلى الخيار الآخر خلال الأيام الماضية، إتصلنا بالقيادة السّورية، وبحمد الله القيادة السورية وافقت على استقبال هذه الباخرة وما خلفها من بواخر في مرفأ بانياس على أن يتم نقل المادّة المستوردة من مرفأ بانياس الى لبنان عبر الحدود البريّة – نعود لاحقاً الى الشكر للقيادة السورية لأنها أولاً وافقت على مبدأ استقبال الباخرة لأن هذه الباخرة ليست قادمة لسوريا وانما للبنان وتفهّمت القيادة السورية ظروف لبنان والمخاطر، وأيضاً سهّلت الحركة في مرفأ بنياس للتخزين الأولي وأيضاً سهّلت لنا حركة النّقل من مرفأ بانياس الى الحدود اللبنانية وأيضاً ساهمت في تأمين عدد كبير من الصّهاريج التي ستقوم بعملية النقل هذه، وحتى لا نؤجّل الشكر نتوجّه بالشكر الجزيل الى القيادة السورية والى إخواننا المسؤولين في الحكومة السورية على دعمهم ومساندتهم وتسهيلاتهم وتفهّمهم ومساهمتهم في نجاح هذه الخطوة حتى الآن وفي المرحلة المقبلة إن شاء الله.

بحمد الله عزّ وجل وصلت الباخرة الأولى ليلة الأحد عند الساعة الثانية والنّصف، وصلت إلى مرفأ بانياس، يوم الأحد بدأت بتفريغ الحمولة ومن المفترض أن تنتهي اليوم من تفريغ الحمولة. بطبيعة الحال أيضاً نحتاج الى يوم أو يومين لتحميل الصّهاريج، حيث أنّ لهذا الأمر علاقة بالتوقيت الليلي والنهاري والزّمن وبعض الإجراءات الإدارية واللّوجستية كي نكون مرتاحين ولا نضغط على أنفسنا بالوقت، ومن المفترض إن شاء الله تعالى نقل هذه المادّة الى البقاع يوم الخميس المقبل أي بعد يومين أو ثلاثة، وسيتم النقل الى منطقة بعلبك الى خزّانات محدّدة ومنها سيتم التوزيع على بقية المناطق، لاحقاً أتكلّم إن شاء الله عن الآليات والتفاصيل التي يجب أن أتكلّم بها أنا حيث هناك تفاصيل متروكة للأخوان التي سيتكلمون بها في وقت لاحق.

تعليق سريع على ما مضى، طبعاً منذ اليوم العاشر من محرّم في أسابيع قبل ذلك كنت قد قُلت أنه إذا بقيت هذه لصّفوف المذلّة للبنانيين على المحطّات وإذا بقيت مشكلة حقيقية في فقدان هذه المواد من الأسواق وما يُعانيه الشعب اللبناني وأيضاً المقيمون في لبنان من غير اللبنانيين نحن سنضطر لأن نقدم على خطوة من هذا النوع، ووجدنا بأنّ الأمور لم تُعالج بالشكل المناسب بل الأزمة تشتدّ صعوبة  وحدّة وقسوة وأعلنا أننا بدأنا بالحركة.

أنا فقط ليس للوقوف كثيراً على ما قيل خلال الفترة الماضية لكن بدقائق سريعة للعبرة فقط وللإستفادة  ولكي يستفيد الناس أيضاً من هذه التجربة، كان هناك تعليقات ورهانات متعددة أنا أعتبر اليوم أن هذه الرّهانات كلها انتهت أي سقطت، هناك من اعتبر أن هذا الوعد من استيراد مشتقات نفطية من إيران هو للإستهلاك الإعلامي والشعبي، هذا انتهى لأنها وصلت، وهناك من اعتبر أن هذا الوعد غير قابل للتحقق أو للإنجاز لأن لدى إيران أساساً مشكلة في المازوت والبنزين ولا تستطيع أن تصدّر إلينا وتعطينا مازوت وبنزين وما شاكل..، الآن بموضوع المازوت انتهى، البنزين ٍأتكلم بعد قليل بخصوصه.

هناك من راهن على أنّ الإسرائيلي لن يسمح بوصول هكذا بواخر الى لبنان او الى سوريا للبنان خصوصاُ أن الأمر مُعلن لا يجري بشكل مفاجئ وبشكل مخفي، وللأسف الشديد هناك من كان يُحب أن يُقدم العدو الإسرائيلي على خطوة تمنع وصول هذه البواخر إلى لبنان، لكن بكل الأحوال فات هؤلاء أن الإسرائيلي كان في مأزق حقيقي عبّر عنه الكثير من المعلّقين الإسرائيليين والإعلام الإسرائيلي، وإن كان المستوى الرسمي بقي صامتاً منذ ذلك الحين الى اليوم، والمأزق عبّر عنه بأنّه إذا سَمحنا بوصول هذه الباخرة والبواخر اللاحقة يعني أن الجمهورية الاسلامية  - وكانوا يجهلون بعلاقة سوريا في الموضوع – سيعطي سوريا ولبنان المزيد من الاحتضان والتأييد الشعبي والسياسي وهذا ما لا يرغب به العدو الاسرائيلي، واذا منعنا سوف نظهر أمام الشعب اللبناني أننا نشارك في صنع معاناته وهذا الأمر قد يجرنا الى مواجهة بحرية، في كل الأحوال الإسرائيلي كان في مأزق وأنّ معادلة الرّدع القائمة في لبنان والتي تم إدخال البواخر التي تحمل مشتقات نفطية الى الشعب اللبناني ضمن هذه المعادلة، لا شكّ ان هذه المعادلة هي التي حمت وسمحت بأن تصل الباخرة الأولى وإن شاء الله  تصل البواخر الأخرى سالمة غانمة. هناك من راهن على أنّ الأمريكي سيمنع، الأمريكي الآن ليس في وضع يُمكنه قصف ناقلة أو مصادرة ناقلة لأنه يعرف أن هناك ردّات فعل ستحصل موجعة، ثانياً: هو يلجأ عادة الى أُسلوب التهديد والعقوبات، وهذا ما فعله مع المسؤولين اللبنانيين منذ اليوم الأول لمعرفة السفارة الامريكية بجدية هذه الخطوة، وبدأت اتصالاتها بالمسؤولين اللبنانيين وتهديدهم لمنع وصول هذه السفن الى المنشآت اللبنانية، ولكن "رُبّ ضارةٍ نافعة"، هذا دفع الأمريكي للدخول الى سباق والى منافسة وهذا ما سارعت السفارة الأمريكية في بيروت للإعلان عنه في ما يرتبط بالغاز المصري واستجرار الكهرباء من الأردن وخطوات لاحقة ما زال يتم الحديث عنه. هناك من راهن على مشكلة مع الدولة اذا أصرّ حزب الله على إدخال السّفن الى الشواطئ اللبنانية، وهذا تم معالجته ببركة التفهم والتعاون من قبل القيادة السورية. هناك من راهن على تصرّف طائفي أو مناطقي من قبل حزب الله لتحريض بقية اللبنانيين، وهذا انتهى عندما قُلنا بأن ما سيأتي سيكون في خدمة كل المناطق اللبنانية وكل اللبنانيين، كل هذه الرهانات اسمحوا لي أن أقول "التّافهة" كل هذه الرّهانات انتهت، وبدأنا الآن ووصلنا الى مرحلة العمل الحقيقي والجاد. طبعاً في الأيام المقبلة سيجدون – هم في النهاية ولادين – التفاهات والسخافات وكل ما يؤدّي الى الطّعن والإحباط وخيبات الأمل والتشكيك، وهناك أشخاص هي مهنتهم ووظيفنهم ويتقاضوا رواتب عليها، لكن المهم العمل في خدمة الناس وعدم الإصغاء الى كل هذه الأصوات التافهة.

نُكمل عملنا، الآن نحن ما في أيدينا هي الباخرة التي وصلت، هذه باخرة تحمل مادة المازوت، والباخرة الثانية ‏ستصل إن شاء الله خلال أيام قليلة، الإخوان قالوا لي خمسة أيام أو ستة أيام. أنا أودّ أن أحتاط ولا ‏أُريد تحميل ذمتي خمسة أيام وستة أيام، لا نعرف ماذا  يحصل من ظروف، لكن خلال أيام قليلة ‏أيضًا ستصل الباخرة الثانية إلى مرفأ بانياس، وهي تحمل مادة المازوت. والباخرة الثالثة التي ‏تحدثت سابقًا أنّه اتفقنا على تحضيرها أنجزت كلّ المقدمات الإدارية، وتمّ استئجار الباخرة، واليوم ‏بالضبط وبالتحديد بدأت بتحميل مادة البنزين. الباخرة الثالثة ستأتي إن شاء الله بكميات بنزين، ‏وأيضًا اتفقنا على التحضير لباخرة رابعة لتحمل مادة المازوت لأنّه حتى تصل الباخرة الرابعة، ‏وهي باخرة المازوت الثالثة نكون نحن في شهر تشرين الأول أي على مشارف فصل الشتاء الذي ‏يُفترض أنّه حاجة أساسية لهذه المادة خصوصًا في المناطق الباردة التي تحتاج إليها.‏

إذًا نحن بين أيدينا عمليًا، الأولى وصلت، والثانية خلال أيام، والثالثة تحمّل وستنطلق، والرابعة ‏في سياق التحضير نحن نفترض أنّ لدينا بقية شهر أيلول وشهر تشرين، أي شهر ونصف سنعمل ‏بهذه المادة والمفترض كلّها تكون وصلت إلى جانب ما تأتي به الشركات الأخرى في لبنان على ‏ضوء حاجة البلد، وتطوّر الأمور خصوصًا الآن بعد تشكيل حكومة جديدة، وبعض إجراءات ‏أخرى سنتعرّض أيضًا إليها، ونقرّر عندها الباخرة الخامسة، والباخرة السادسة والسابعة في داعي  ‏أو ما في داعي نبقى على أولوية المازوت، نقلّب على أولوية البنزين، ونذهب إلى شيء آخر، هذا ‏يصبح مفتوحًا، لكن حاليا ما في يدنا للإجراء هو هذا قبل أن أدخل إلى الآلية التي سيتمّ اعتمادها ‏وطريقة التوزيع.‏

أودّ التذكير بما يلي:‏

نحن ليس هدفنا التجارة، ولا هدفنا الربح. وعندما سأتحدّث عن السعر يظهر هذا الموضوع في ‏النقطة اللاحقة، بل هدفنا هو المساعدة في تخفيف معاناة الناس ليس أكثر ولا أقل. وبالتالي نحن ‏لسنا داخلين ولا هدفنا المنافسة لا مع الشركات المستوردة، ولا مع المحطات التي تبيع المشتقات ‏النفطية هذا ذكرته سابقًا، لكن أود التذكير به. ‏

نحن أيضًا نودّ أن نُذكر، وكما ذكرت قبل قليل أنّ المادة هذه المشتقات النفطية إن شاء الله عندما ‏تدخل إلى لبنان بنفس الوقت بعرض بعضه ستكون لجميع المناطق ولجميع اللبنانيين الراغبين ‏بمعزل عن أي ملاحظة أو انتماء مناطقي أو طائفي أو سياسي. طبعًا الخدمة تكون لمن يرغب، ‏نحن لن نفرض أنفسنا على أحد، ولن نحرج أحدًا. نحن نُريد تخفيف المعاناة، هذا لا يحدث لا ‏بالإحراج ولا بالضغط. نحن نقدّر أنّه ربّما هناك مؤسسات، أو جهات، أو بلديات، أو حتّى ‏مؤسسات دولة. وسأتحدّث قليلًا قد يكون لها نوع من الحرج بأن تشتري من هذا المازوت ‏الإيراني، أو لاحقًا من هذا البنزين الإيراني قد يكون لديها اعتبارات معيّنة، وقد يكون لديها ‏حساسيات معينة، لا مشكلة. نحن هذا الأمر كلّه نتفهمه، نحن في الحقيقة نريد أن نخدم الناس، وأن ‏نخفّف معاناة الناس، وبالتالي من يرغب ومن يطلب نحن وضعنا آلية حتى لا نحرج أحدًا.‏

ونحن لا نهدف أن نقول أنّنا نريد تأمين حاجات كل السوق اللبناني لأنّنا قلنا أنّنا لا نريد منافسة ‏الشركات، نحن نريد تحقيق إضافة نوعية وكمية مهمّة جدًا، إلى جانب ما هو موجود. وبالتالي ‏نبذل هذا الجهد الآن، وسيظهر من خلال الآلية التي اعتمدناها أنّ هذه الملاحظة أخذناها بعين ‏الاعتبار بشكل جيد.‏

بالنسبة للتوزيع نحن اعتمدنا التقسيم التالي:‏

القسم الأول هو بالحقيقة قسم نرغب أنّ ما نحتاجه لمدة شهر نتحدّث عمليًا إذا دخلت الصهاريج، ‏وبدأ المازوت يدخل إلى البلد نتحدّث من 16 أو 17 أيلول إلى 16 أو 17 تشرين لمدة شهر واحد، ‏نحن نريد تقديم هبة بشكل مجاني هدية مساعدة مساندة للجهات التالية، ما تحتاجه من مازوت لمدة ‏شهر وهي تشمل الجهات التالية:‏

سنبدأ من البعد الذي له علاقة بالجانب الانساني بشكل أساسي. المستشفيات الحكومية، قالوا لنا أنّ ‏الدولة عادة والمنشآت النفطية تؤمّن حاجات المستشفيات، نحن نعرض خدمتنا إذا كانوا يريدون ‏كامل الكمية نحن جاهزون، يوفّرون على الدولة. أو إذا أرادوا جزءاً من الكمية نحن جاهزون إذا ‏حصل لديهم أي نقص، وبأيّ وقت نحن جاهزون ليس شرطًا أن يتصلوا من اليوم الأول بنصف ‏المهلة يستطيعون بأي وقت عانوا من نقص في المادة نحن جاهزون.‏

المستشفيات الحكومية، دور العجزة والمسنين، الأماكن التي ترعى كبار السن، طبعًا هؤلاء لديهم ‏معاناة حقيقية بالماء، والكهرباء، والمكيّف، والبراد، فهؤلاء أيضًا هم من المؤسسات التي تقدّم لهم ‏هذه الهبة. وأيضًا دور الأيتام، الأماكن التي يسكن فيها الأيتام وترعى الأيتام بكل المناطق، ودور ‏ذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤسسات المياه الرسمية الموجودة بالمحافظات، أيضًا قيل بأنّ الدولة ‏تؤمّن. ونحن كنّا دائمًا نرى بالبيانات التي تصدر هناك شكوى حقيقية وانقطاع حقيقي، أيضًا ما ‏تحتاجه هذه المؤسسات لإستخراج المياه وتوزيعها على المدن والبلدات نحن حاضرون أن نقدّم ‏هبة. والبلديات التي لديها آبار مياه لإستخراج المياه وليس للحاجات الأخرى، لا لديها آبار مياه ‏تحتاج المازوت لإستخراج المياه لتوزعه بالقرية أيضًا نحن جاهزون أن نقدّم هذه الهبة لكن بشرط ‏أن تكون هذه البلدية فقيرة، فهناك بلديات ما شاء الله لديها أموال طائلة هي غير مشمولة بالهبة. ‏على كل حال، نحن كلّ المؤسسات والجهات التي تحدثت عنها لدينا إحصاء بها وبأسمائها ‏وعناوينها وأرقام هواتفها، لكن نحن لن نتصل بأحد حتى لا نحرجه يستطيع أن يتصل بنا. وأيضًا ‏أفواج الإطفاء في الدفاع المدني الرسمي، والصليب الأحمر اللبناني.‏

هذه الجهات مبدئيًا هي الجهات التي نحن جاهزون أن نُقدّم هبة مجانية لحاجاتهم من المازوت لمدة ‏شهر. طبعًا يمكن أن يكون هناك مؤسسات مشابهة، لكن نحن بالدراسة لم تظهر معنا، أو كان لدينا ‏نقاش يبقى هذا الباب مفتوحًا، ولا أريد أن أوصد هذا الباب.‏

أمّا القسم الثاني فهو القسم الذي سنبيع له، وليس هبة مجانية، أي تأمين المادة وبيعها بسعر مناسب ‏وفي النهاية سنتحدّث عن السعر وهي تشمل ما يلي: فنحن نتيجة أنّنا أردنا وضع أولويات، ‏والكمية بطبيعة الحال قلنا أنّنا لم نأتِ بكمية تغطي كلّ الحاجة اللبنانية لأنّنا لا نريد الدخول ‏بمنافسة مع الشركات الأخرى، وإلا نحن قادرون، وأيضًا هذا سأعلّق عليه لاحقًا. نحن وضعنا ‏أولويات في أولوية ستشمل هذه المرحلة كلّها سأذكر مؤسسات، وهناك ما يتعلّق بالبيع الفردي ‏سأتحدّث عنه بعد قليل. وبما أنّنا جاهزون أن نبيعه بالسعر المناسب للمستشفيات الخاصة، ومعامل ‏الأدوية والأمصال، ومصانع الأدوية والأمصال، والمطاحن، والأفران. فالمطاحن كل مدة ومدة ‏يُصدرون بيانًا أنّه نحن خلال يومين سنوقف لأنّه ليس لدينا مازوت، والأفران دائمًا يهدّدون الناس ‏بعد يومين إذا لم يصلنا مازوت سنتوقف عن إنتاج الخبز. نحن جاهزون وعاملين حسابنا أنّنا ‏نستطيع تغطية حاجات الجهات أيضًا لمدة شهر من الباخرة الأولى والباخرة الثانية، وإن شاء الله ‏تصل الباخرة الثالثة.‏
إذًا الأفران، والاستهلاكيات والتعاونيات الغذائية التي تبيع مواد غذائية ولحومات وما شاكل لأنّ ‏هذه من دون كهرباء، ومن دون مازوت لمولدات الكهرباء تتلف بعض المواد الغذائية الموجودة ‏لديهم.ومعامل الصناعات الغذائية، والآليات والمعدّات الزراعية، حتى لا يتوقّف القطاع الزراعي. ‏والشريحة الأكبر التي ستكون مستفيدة هي الجهات أو المؤسسات أو الشركات التي تقدّم الكهرباء ‏للناس من خلال المولدات التي ستحصل على الكمية الأكبر، وتستنزفها وتستهلكها. وهنا تكون ‏الخدمة الحقيقية أيضًا للناس الذين يعانون من انقطاع الكهرباء.‏

بطبيعة الحال عندما سنناقش مع هذه الجهات المتعلّقة باشتراكات الكهرباء، من الآن أحبّ أن ‏أقول نحن نأمل من خلال النقاش بعضهم الذين رفعوا تسعيرات على المواطنين بشكل مبالغ ‏بذريعة أنّهم يشترون المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدًا، عندما نحن سنبيع بهذا ‏السعر المعقول وأقل من الكلفة وسأتحدّث عنه لاحقًا. نحن سنطالب ونتفاهم على أنّ هذه ‏التسعيرات المبالغ بها بحق المواطنين يجب تخفيضها. والكمية وعدد الساعات الممكن تغطيتها ‏هذا سيكون قابلًا للنقاش على ضوء الطلب والكميات المتوفرة نفتح لاحقًا هذا سيكون تفصيله ‏ضمن الآلية الإجرائية.‏

حاليًا نحن لن نذهب إلى البيع الفردي، يعني واحد يريد تعبئة غالون مازوت أو برميل مازوت ‏خصوصًا أنّهم يودّون الاستعداد للشتاء.‏

بهذه المرحلة هذه أولوياتنا، لاحقًا سنفتح طبعًا باب البيع الفردي خصوصًا في موضوع استقبال ‏موسم الشتاء.‏

والآلية المعتمدة نحن سنعتمد بشكل أساسي على شركة الأمانة ومحطاتها، لماذا شركة الأمانة؟ ‏لأنّها مضحية خالصة يعني الأمريكي وضعها على لائحة العقوبات، وحال هذه الشركة وأصحابها ‏"وأنا الغريق فما خوفي من البلل". على كل الحال وسيتمّ التعاون مع محطات أخرى في مناطق ‏لبنانية مختلفة على التيسير إن شاء الله. وسيتمّ إعلان أرقام هاتف في المناطق من قبل شركة ‏الأمانة للاتصال والطلب، كل منطقة سيكون هناك مجموعة أرقام هواتف لها علاقة بهذه المنطقة، ‏فمن ينطبق عليهم سواء الجهات التي سيتمّ تقديم هبات لها، أو الجهات التي قلنا أنّها أولوية بالبيع ‏والشراء يستطيعون الاتصال على هذه الأرقام حتى يطلبوا الكمية التي يريدونها ويتفقوا مع ‏الإخوان على آليات الإيصال والكميات والأسعار وما شاكل.‏

يتمّ الاتفاق على الكميات التي ستهدى أو تباع من خلال هذا الاتصال سيتم تسليم الكميات على ‏دفعات لتوسيع الاستفادة أكثر، إذا جاءت مؤسسة وقالت نحن نحتاج بشهر هذه الكمية، ليس معنى ‏ذلك أن نعطي من اليوم الأول الكمية التي تحتاجها لمدة شهر، يمكن أن نعطيها على دفعات. هذا ‏له علاقة أيضًا بالكميات وحجم الضغط. والمكاتب التي يتصل بها هي يمكن أن تقدّم توضيحات ‏حول تفاصيل إن كان هناك أسئلة تفصيلية بالنسبة لمؤسسات اشتراكات الكهرباء. الأساس عندنا ‏اعتماد البلديات واتحادات البلديات إلّا في حال كون البلدية أو رئيس البلدية لديه موقف سياسي، أو ‏لا يريد أو معرض فحين إذٍ ممكن أن تكون العلاقة مباشرة مع هذه الجهات. لكن نحن نفضّل ‏العلاقة من خلال البلديات.‏

المهم لدينا أن يصل المازوت إلى الجهات المستفيدة، ويستفيد منها الناس وأن لا تذهب إلى السوق ‏السوداء. كل هذه الاجراءات والاحتياطات حتى لا تذهب إلى السوق السوداء، "وإلّا ما منكون عملنا ‏شي"، لأنّ السوق السوداء شغّال وللأسف الشديد أغلب ما دخل إلى البلد في الآونة الأخيرة من ‏بنزين ومازوت ذهب للتخزين والاحتكار، وذهب للسوق السوداء، ومازال هناك كميات كبيرة ‏مخزّنة ومخبّأة، وما ظهر هو قليل نسبة لما ما هو مخزّن. نحن نسعى لأن نكون حريصين لأنّه ‏بالحقيقة، وكما سأتحدّث بعد قليل بالسعر الذي سنبيع به نحن كجهة سنحمل عبء نسبة كبيرة من ‏قيمة الكلفة. بالتالي نحن نريد خدمة الناس، ونحن لا نريد رفع أرباح الذين لم يشبعوا حتى الآن من ‏دمّ الناس ومن عرق الناس ومن آلام الناس نتيجة الجشع والاحتكار الموجود بالبلد.‏

إذًا هذه هي الآلية، آلية الاخوان إن شاء الله يفترض غدًا أن يصدروا بيانًا، أيضًا قناة المنار ستذكر ‏هذه الأرقام بالشريط وسيغطّي هذه البيانات وسائل التواصل الاجتماعي، أيضًا ستغطي هذا البيان ‏أرقام الهواتف تكون واضحة، فالبلدية التي ينطبق عليها، والمؤسسة والجهة، الاشتراك "ما بعرف ‏شو" يستطيع الاتصال على هذا الرقم يتناقشون مع الإخوان ما هي الكمية التي يريدونها؟ وما هو ‏العنوان؟ ونحن لدينا معلومات لا أريد أن أقول كاملة شبه كاملة. إن شاء الله لا يضحك علينا أحد ‏ويقول أنا مستشفى أو أنا فرن أو أنا مطحنة وهو لا يكون مطحنة ويأخذ المازوت على مكان ‏آخر، سنتثبت من خلال وجودنا الموجود بالبلد من خلال المؤسسات ومن خلال النقابات ومن ‏خلال حلفائنا وأصدقائنا ومن خلال البلديات لأنّ هذه الآلية هدفها بالحقيقة تقديم الخدمة للناس.‏

نصل إلى السعر. بالنسبة للسعر هناك كلفة معروفة ثمن المازوت من المكان الذي يحمل منه ‏معروف هناك سعر عالمي كلفة النقل معروفة خصوصًا أنّنا ننقل من مكان بعيد، وبقية اللوازم في ‏النقل وفي الإدارة. نحن محسوم لدينا أنّنا سنبيع بأقل من سعر الكلفة، نحن لن نأتي ونقول الباخرة ‏الأولى والثانية هذه البواخر كلّفونا "هلأد"، وسنبيع بسعر الكلفة نحن لا نريد أن نربح، ولا نريد أن ‏نخسر بحسابات المال. لا، نحن أكيد لا نريد أن نربح وأكيد نحن سنبيع بأقل من سعر الكلفة، وأكيد ‏أنّ هناك نسبة معينة من سعر الكلفة نحن سنتحمله، وسنعتبره هدية وهبة ومساندة للشعب اللبناني ‏من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران، ومن قبل حزب الله. لكن حاليًا أنا بهذه اللحظة لن أقول ‏السعر كم لأنّنا نحن ننتظر غدًا وبعده حتى تحسم وزارة الطاقة ما هو السعر الذي سيعتمد، في نقاش ‏أنّ البواخر الموجودة الآن بعرض البحر ستفتح لها اعتمادات أو لا سيكملون على دولار 8000 أو ‏لن يكملوا. على كل حال حتى يوم الأربعاء من المفترض أن يتضح هذا الموضوع بشكل رسمي ‏لأنّه أمس قيل كلام واليوم كلام آخر.‏

تتضح الصورة نحن قبل الخميس لن نبدأ طالما سندخل يوم الخميس، الأربعاء تتضح الصورة ‏عندنا نتناقش نحن وإخواننا. إمّا الأربعاء مساءً أو الخميس نهارًا نعلن بشكل رسمي عن السعر ‏الذي نراه مناسبًا لبيع المازوت في المرحلة المقبلة الذي بطبيعة الحال سيكون سعرًا معقولًا ‏ومقبولًا يراعي معاناة الناس، وأقل من سعر الكلفة، ونحن نحمل مسؤولية الجزء الأقل.‏

طبعًا سنبيع أيضًا بالليرة اللبنانية، أنا  سمعت اليوم أنّ هناك بعض الشركات وبعض المحطات ‏تقول أنّه بالمرحلة المقبلة لن تقبل بأن تبيع إلّا بالدولار. الآن سواء كان هذا الخبر صحيحًا أو غير ‏صحيح بالنسبة لنا نحن سنبيع بالليرة اللبنانية. بكلّ الأحوال نحن بالطريقة التي سنتبعها، نحن ‏سنبيع بالليرة اللبنانية، ونحن عندما جئنا بهذه السفينة أو السفن الأخرى لم نفتح اعتمادًا بالمصرف ‏المركزي، ولم نأخذ دولارًا على 8000 ولم نكلف خزينة الدولة شيئًا، وهذا سيوفّر الدولار على ‏خزينة الدولة.‏

نحن نكون نوفّر مادة مضمونة، إن شاء الله أن تصل إلى المؤسسات، لا يحتاجون للذهاب بالصف ‏أو يذلّ، ولا يحتاجون للبحث في السوق السوداء، وهذا بطبيعة الحال بالحدّ الأدنى عندما نتحدث ‏الآن بالأفق القريب نتحدّث عن بقية أيلول وتشرين الأول، وإن شاء الله إذا احتجنا أن نكمل ‏سنكمل، هذا سيساعد بدرجة كبيرة بكسر الاحتكار وبكسر السوق السوداء، وجشع المحتكرين. ‏للأسف الشديد جشع غير مفهوم على الإطلاق.‏

إلتفاتة أخيرة بهذا السياق، اليوم سمعنا أنّهم سيفتحوا اعتمادًا لسبع بواخر على حساب دولار 8000 ‏وسيكملون الدعم حتى نهاية أيلول، أنا لم أتأكّد بعد مئة بالمئة. على كلّ حال غدًا وبعده سيظهر ‏لأنّ هناك أكثر من كلام بهذا الموضوع. أنا نصيحتي للحكومة الجديدة التي لا تريد أن ينفجر رفع ‏الدعم بوجهها وستكمل بالقرار حتى نهاية أيلول، هذا أمر جيد على كل حال حتى تكملوا معروفكم ‏ويكون هذا الأمر يحقق نتيجة، الكميات التي ستدخل يجب أن يجلس الجيش اللبناني والقوى ‏الأمنية ‏ فوق رأس المنشآت والشركات والمحطات، لكي يضمنوا أن هذه ‏المادة المدعومة وصلت الى الناس، وإلا تكونوا تُدخلون كمية كبيرة من ‏المازوت والبنزين لِيحتكرها التجار المحتكرين، الذين ينتظرون آخر أيلول ‏ويفترضون ان الدعم سيرفع لكي يبيعوا بالأسعار الجديدة في تشرين الأول، ‏إذا هذه الخطوة لم تُستكمل بمتابعة جادة وحازمة وقوية فتكون هذه ‏الخطوة في الحقيقة بخدمة التجار والشركات وليس في خدمة المواطنين ‏اللبنانيين، بكل صراحة. مسالة أخيرة في قضية السفن، منذ البداية نحن ‏تَحدثنا عن مسار وليس عن سفينة، ولذلك كان له كل هذه النتائج وكل هذه ‏البركات التي كُتب عنها مقالات وقِيلت من أصدقاء ومن غير أصدقاء ‏المنصفين، تحدثوا عن بركات هذا المسار، أنا لا أريد ان أتحدث في هذا ‏الموضوع، لأنه يمكن أن لا يكون الوقت الآن مناسباً، وأريد أن أكمل ‏ببقية النقاط، نحن عملنا بجدية لتحقيق هذا الهدف، وهنا أريد أن أُجيب ‏على شيء طرحه بعض الأصدقاء وذُكر أيضاً، نحن كُنا نستطيع منذ ‏البداية أن نأتي بقافلة بواخر، وليس بسفينة واحدة، منذ البداية كُنا بإمكاننا ‏أن نُحضر مجموعة سفن تمشي بوقت واحد وتحمل المازوت وتحمل ‏البنزين وتحمل معها وسائل الاعلام لترافقها من 20 إلى 25 يوماً، ليغطوا ‏الحدث يومياً ولحركتها الى ان تصل إلى لبنان، لكننا لم نفعل ذلك، حتى ‏مع السفينة الأولى كان من الممكن منذ اليوم الأول أن تُغطيها وسائل ‏الاعلام  بدل أن يتحزروا عن مسارها وهل وصلت؟ ومتى ستصل؟.. الخ، ‏لكننا لم نَفعل ذلك، السبب بكل صراحة هو أننا لا نريد ان نَستفز أحداً، ‏أنا قُلت منذ البداية، نحن هدفنا خدمة الناس وتخفيف المعاناة، ولسنا بوارد ‏خوض لا حرب إعلامية ولا نفسية، ولا نُريد أن نَستفز أحد ولا أن نُحرج ‏أحد، على الإطلاق، ولذلك هذا الموضوع عملنا به بحد أدنى من ‏الإعلام، ليس الموضوع بأننا لا نعرف أن نَشتغل بالإعلام، وكثير من ‏الجهد والدعاء أيضاً حتى تصل الأمور إلى خواتيمها الطيبة، يعني ‏بالحقيقة نحن نُريد ان نأكل عنب ونُريد أن نَخدم ناسنا، ولم نُفتش لا على ‏توظيف سياسي ولا عن إستعراض إعلامي ولا عن أي شيء من هذا ‏الموضوع.

 حسناً في هذه النقطة لكي أختمها، يجب أن نتوجه بالشكر إلى ‏الجمهورية الإسلامية في إيران، إلى سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي (‏دام ظله)، إلى سماحة رئيس الجمهورية السيد رئيسي، إلى المسؤولين في ‏الحكومة الإيرانية، على الدعم والتسهيلات والقبول وتحمل هذ المسؤولية ‏والمحبة والمساندة، أيضا شكرت في البداية ونُجدد الشكر لسورية قيادة ‏وحكومة على التسهيلات وعلى التفهم وعلى التعاون الذي أبدته والذي ‏ستبديه أيضاً خلال المرحلة المقبلة.

 من بركات هذا المسار أنه فتح أبواباً ‏جديدة، رأيتم أنتم بعد الخطاب في يوم العاشر، السفيرة الأميركية إتصلت ‏وأقامت الدنيا وأقعدتها ووعدت اللبنانيين بان الغاز المصري سيصل إلى ‏لبنان والكهرباء ستصل من الأردن إلى لبنان، هذا جيد جداً، ونحن رحبنا ‏بذلك، نحن يهمنا خدمة الناس والتخفيف من معاناة الناس، تشكيل وفد ‏لبناني رسمي لزيارة دمشق، هذا كان أمر مهم جداً، هذا كُنا نطالب به ‏منذ سنوات طويلة، الحمد لله أنه حصل، أنه اليوم بسبب بأذن الاميركيين ‏او بغير أذنه، هو طبعا بأذن الأميركيين حصل، لكن هذا على كال ان ‏يحصل تحت أي عنوان أو بأي خلفية كان أمراً مهماً، هذا الأمر يجب أن ‏يُتابع وأن يُواصل الجهد مع مصر والأردن وسورية، سورية هنا طبعاً ‏موقفها كان حساس بطبيعة الحال، لبنان يقاطعها ولبنان لا يشكل وفود ‏لزيارتها، أنا أتكلم عن لبنان الرسمي، لا يتكلم معها ولا يُرسل الوفود ‏خلال كل السنوات، الآن لأنه حصل هناك حاجة بسبب حاجة سورية ‏للغاز المصري وللكهرباء الأردنية، مع ذلك القيادة السورية تعاطت ‏بإنفتاح ومحبة وإيجابية، وأيضا هذا من الموارد التي يجب أن نتوجه ‏فيها بالشكر، طبعاً المسؤولين المصريين والأردنيين إن شاء الله يقوموا ‏بتسهيلات وتخفيضات ويُراعون الوضع اللبناني ومشكورون على أي ‏جهد يُقدموه، على كل حال عندما يصل الغاز المصري وتُجّر الكهرباء ‏من الأردن عبر سورية هذا ستكون فوائده للكهرباء في لبنان جيدة ‏ومُعتبرة ومُعتد بها، وهذا سيخفف أيضاً الكثير من معاناة الناس.

من ‏المفترض خلال الأيام القليلة المقبلة أن يصل الفيول المستبدل بالنفط ‏العراقي، وهذا القضية أخذت وقتا طويلاً ولم نعرف لماذا، لكن في كل ‏الاحوال، الآن المفترض أن خواتيمها في هذه الأيام المقبلة من بقية شهر ‏أيلول، وهذا أيضاً سيُساعد في تحسين وضع الكهرباء ويُخفف من معاناة ‏الناس، وهنا أيضاً من واجبنا الأخلاقي أن نُجدد توجيه الشكر للحكومة ‏العراقية على خطوتها المهمة وحرصها وإصرارها على مواصلة العمل، ‏يعني لم تَمل بالرغم من الكثير من المماطلة التي حَصلت، والتي أُعيد ‏وأُكرر بأنها غير مفهومة السبب، هذا أمر كان من الممكن أن يُنجز قبل ‏أشهر، هذا فيما يتعلق بموضوع السفن والمازوت والغاز والفيول وما ‏شاكل..

 النقطة التي تليها، البطاقة التمويلية، أريد ان أتكلم نقطتين، مجلس ‏النواب وضع هذا القانون، الحكومة وضعت المراسيم، الوزراء والجهات ‏المعنية أعلنت عن الشروط وآلية التسجيل بالبطاقة التمويلية، أنا الذي ‏أُريد أن أَقوله، البطاقة التمويلية كل فكرتها هي تخفيف معاناة الناس، ‏طبعاً كل هذا ليس فيه حلول جذرية، والهدف هو العائلات الأقل فقراً ‏والذي أزداد عددها بشكل كبير بسبب هبوط سعر الليرة وإرتفاع ‏سعر الدولار، وإرتفاع كلفة الحياة وكل شيء في لبنان، أنا الذي أريد ان ‏أدعو له كل اللبنانيين وكل العائلات اللبنانية إلى الإلتزام بالقانون، أريد ‏ان أتكلم قانون وأن أتكلم دين، شرع، أي عائلة وأي رب عائلة لأنه المعني ‏بالدرجة الأولى لا تنطبق عليه الضوابط والقيود والشروط المذكورة في ‏القانون وفي المراسيم الصادرة عن الحكومة، أي واحد لا تنطبق عليه، ‏يعني معاشه أكثر ومدخوله اكثر ..الخ، لا يجوز له أولا أن يتقدم بطلب ‏لبطاقة تمويلية، لا يجوز قانوناً والقانون واضح، وأنا أريد ان أضيف لا ‏يجوز شرعاً، يعني هذا فعل حرام، وهذا حرام متراكم، عندما يقدم طلبا ‏كهذا، أولاً: هو يكذب، لأن الشروط والقيود لا تنطبق عليه ولا على عائلته، ‏ثانياً: هو يزور، يعني يوجد أثم الكذب، وهو باب الفجور، ويوجد أثم ‏التزوير، ثالثاً: إذا قطعت الأُمور نتيجة عدم إنتباه او تساهل أو فساد او.. في ‏الإدارة الحكومية الرسمية، حصل على بطاقة، المال الذي يأخذه من ‏خلال هذه البطاقة هو مال حرام، هو يأكل مالاً حراماً، ويُطعم عائلته مالاً ‏حراماً، لا يُفكر أحد ان يبحث على حيل قانونية وشرعية ودينية، هذه ‏سرقة، هذا مال حرام، الذين لا تتوفر فيهم القيود والضوابط المذكورة في ‏القانون وفي المراسيم فليتقوا الله وليتركوا هذا المبلغ الذي هو غير معلوم ‏كم هو وكم سيتوفر للعائلات المحتاجة حقيقة والفقيرة حقيقة والجائعة ‏حقيقة، انا أحب أن أتكلم في هذه النقطة وأؤكد على هذا المعنى، وأتمنى من ‏كل المعنيين في الدولة وعلماء الدين والمرجعيات الدينية والناس وكل ‏الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والحريصين على الشريحة ‏الضخمة من الشعب اللبناني من فقراء وتحت خط الفقر والأشد فقراً أنه ‏أيضاً في هذا الموضوع  أن يدعوا إليه، والمطلوب أيضاً من الإدارة المعنية ‏بإصدار البطاقات التمويلية ان تكون حاسمة وجازمة ومن التفتيش ان ‏يفتح عينيه ومن الجهات الإدارية ان تفتح عينيها، لأن هذا باب جديد وباب ‏واسع للسرقة والفساد والنهب، وهذا ما كان يُخشى منه عادة عندما كان ‏يُحكى عن البطاقة التمويلية، أخطر شيء كان يُقال أنه هذا باب جديد ‏للفساد والسرقة والنهب، يجب أن يُسد هذا الباب، الفساد السابق بحثه ‏يطول ولكن في الحد الادنى الحكومة الحالية والوزارات المعنية والقضاء ‏اللبناني، والأجهزة المعنية والسادة النواب والجهات المسؤولة، كلهم ‏يجب ان تكون عيونهم مفتحة حتى يُسد هذا الباب من أبواب النهب ‏والسرقة والفساد والتسييس والتوظيف السياسي، ويصل هذا المبلغ ‏المتواضع حقيقة للعائلات الفقيرة المستحقة.

 النقطة التي تليها: قبل ان ‏أذهب إلى الخاتمة أُريد أن أُؤكد أنه نحن في بلدنا يوجد آمال، الآن دائماً ‏يوجد ناس تُهبط حيطان وييأسون، توجد آمال وخيارات ويوجد أفق، ‏ولكن ما نحتاج إليه هو الإرادة والتصميم والإقدام والحركة إلى الأمام ‏بشجاعة، عندما تُقدم الدولة والحكومة والمسؤولون يقدمون والقوى ‏السياسية تقدم، نعم هناك خيارات وآفاقات جيدة لإخراج لبنان مما هو فيه.

 ‏هذا فيما يتعلق بالشأن اللبناني، وتبقى كلمة أخيرة أتكلم بها لاحقاً ‏بموضوع 13 أيلول لأن هذا له علاقة بلبنان، أُريد أن أقف عند نقطتين، ‏خارج الوضع اللبناني لهم علاقة بفلسطين، النقطة الأولى فيما يتعلق ‏بعملية نفق الحرية، التي قام بها أبطال ومقاومون فلسطينيون، 6 شباب ‏من الشجعان، من الرجال، حق الرجال، قاموا بهذه العملية، هذه العملية ‏لها دلالات كبيرة ومهمة جداً، أنا فقط أحببت أن أُنوه بهذا الأمر، هي تعبر ‏عن مستوى شجاعة هؤلاء الأبطال وعزمهم وإبداعهم، حتى الآن كل ‏الناس كانت محتارة، كيف فتحوا؟ كيف حفروا؟ كيف مشوا؟ وكيف ‏خرجوا؟ كيف لم يشعر أحد بهم؟ العملية لا شك فيها الكثير من الإبداع، ‏وكثير من الإقدام وكثير من العمل الجاد، وما حصل من خروج هؤلاء ‏الأبطال هو مفخرة لكل المقاومين بل هو مفخرة لكل إنسان شريف، ‏وأدخل الفرح والبهجة والفرح إلى قلب كل إنسان لديه عاطفة، لديه قلب، ‏دلالات العملية كبيرة جداً ورسالتها كبيرة جداً، سواءً فيما يعني جانب ‏العدو الجانب الإسرائيلي، وفيما يعني الجانب الفلسطيني، لكن اهم ما فيها ‏هو هذا التعبير عن الإصرار الفلسطيني على الحرية وعلى التحرير ‏بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يُعانيها هذا الشعب ويُعانيها منذ ‏عشرات السنين، إعتقال أربعة من هؤلاء المجاهدين، من الرجال ‏الشجعان، لا يُقلل من دلالات العملية ونجاح العملية في بدايتها، اليوم ‏الأسيران المحرران أو اللذان ما زالا في حالة الحرية مسؤولية الحفاظ ‏عليهم هي مسؤولية الشعب الفلسطيني كله الموجود داخل فلسطين في ‏منطقة ال48 او في الضفة، أمس عندما حُكي عن أنه يُمكن ان يكون ‏هناك حالة عبور عن الحدود اللبنانية نحن إنتظرنا شيئا من هذا بشوق ‏كبير وبفرح عظيم لو كان سيحصل، بكل الأحوال الحفاظ على هذين المجاهدين هو ‏اليوم من أوجب الواجبات الانسانية والاخلاقية والوطنية والجهادية، بل ‏هو من أعظم ما يُمكن ان يتقرب به إنسان إلى الله سبحانه وتعالى، ‏بحمايتهم والتغطية عليهم وبتأمين إنتقال آمن لهم، كذلك حماية الأسرى الأربعة من الإنتقام الإسرائيلي وحماية بقية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية هي مسؤولية دولية وعالمية وعربية، ولكن للأسف العالم يغض النظر عن هذه المعاناة الشديدة التي ازدادت في الأيام الماضية الأخيرة.

النقطة الأخرى في الموضوع الفلسطيني، هي ذكرى السادسة عشر لتحرير قطاع غزة، في مثل هذه الأيام خرج الإسرائيليون من قطاع غزة، مستوطنيهم ومستوطناتهم وعسكرهم وجيشهم وقواعدهم العسكرية، وهذا كان انتصاراً كبيراً وعظيماً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وانجازاً كبيراً أيضاً وتأكيداً كبيراً لجدوى خيار المقاومة وثقافة المقاومة وفعل المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي كل منطقة في هذا العالم، مما أدى إلى انسحاب كامل من القطاع، انسحاباً كاملاً ونهائياً. بل أكثر من ذلك، هذا التحرير لقطاع غزة أدى إلى تحول القطاع إلى قاعدة أساسية للمقاومة الفلسطينية وفي السنوات الأخيرة تحول قطاع غزة إلى أمل كبير وعظيم للشعب الفلسطيني في كل فلسطين، في الداخل والخارج.
اليوم قطاع غزة والمقاومة في قطاع غزة وأهل قطاع غزة هم الأمل الأكبر والأعظم للشعب الفلسطيني في الدفاع عن المقدسات، في الدفاع عن القدس، في تحرير الأرض، في تحرير الأسرى، وهذا من بركة أيضاً ثقافة المقاومة وفعل المقاومة في فلسطين وفي غزة، وهذه المعادلات التي صنعتها المقاومة في غزة وبالأخص في معركة سيف القدس بالتضامن والتكافل مع بقية الشعب الفلسطيني سواءً في القدس أو في الضفة الغربية أو في الأراضي المحتلة عام 48 أو في الشتات.

النقطة الأخيرة، كوننا في 13 أيلول وهي ذكرى عزيزة بالنسبة لنا، نحن من سنوات طويلة لا نُقيم احتفالاً في 13 أيلول بمعزل عن الأسباب ولكن اليوم صودفت أننا نتحدث في 13 أيلول فلا يجوز أدبياً الإغفال لهذه المناسبة، وأنا أُريد أن أَستفيد منها للتأكيد على فكرة بكل الأحوال يُعمل بها من قبل الأميركيين.

أُريد أن أذكر في 13 أيلول 1993 خرجت مسيرة في الضاحية الجنوبية على طريق المطار - من مستديرة الغبيري باتجاه مستديرة المطار – للإعتراض على اتفاقية أوسلو، قامت قوة من الجيش والقوى الأمنية بإطلاق النار على التظاهرة التي لم يكن فيها سلاح، ارتفع في ذلك اليوم 10 شهداء وأكثر من 40، 50 جريح، أكثر إصاباتهم كانت في الرأس وفي الصدر، يعني الله سبحانه وتعالى خفف المصيبة وإلا كان يمكن أن يكون عدد الشهداء أكثر، في تلك اللحظة بالتحديد شَعرنا أن هناك من يَدفع الأمور إلى قتال بين الجيش اللبناني والقوى الأمنية وبين المقاومة، وهذا كان تحضير المسرح كما يقولون في لبنان والمنطقة لما قيل في ذلك الحين السلام العربي – الإسرائيلي القادم إلى المنطقة، لأنه كان الموضوع في زمن اتفاقية أوسلو 13 أيلول 1993. نحن صبرنا صبراً عظيماً وصبراً جميلاً في ذلك اليوم، عوائل الشهداء كان صبرهم جميلاً وعظيماً، المقاومة وجمهور المقاومة أيضاً كان صبرهم عظيماً وكبيراً وهذا كان من بدايات المحن القاسية دليل على الوعي والبصيرة والفهم الذي يَتحلى به هذا الجمهور، وإلا أنتم تعلمون في كل لبنان لا يوجد قرية أو مدينة إلا ما فيها سلاح فردي، بعض الأوقات نجد في بعض القرى، في بعض المناسبات عندما يموت أحد – عند الجميع هذا موجود– تخرج الرشاشات والمتوسط وأيضاً الرشاشات المضادة للطائرات، أو عندما تختلف عائلتين أو ضيعتين، وشاهدناه في الأيام القليلة الماضية وحتى للأسف في استقبال وزراء وهذا خطأ من أيٍ كان. في كل الأحوال، في الضاحية، نعم المنطقة التي حصل فيها هذا القتل على الرأس وعلى الصدر، المنطقة كل بيوتها فيها سلاح ولكن لم يُبادر أحد من أهل الضاحية الجنوبية، ليس من حزب الله فقط، ليس من المنظمين فقط، لا من الجمهور ولا من حزب الله ولا من حركة أمل ولا من الناس المتعاطفين أن يُطلق رصاصة واحدة على ضباط وجنود الجيش والقوى الأمنية التي كانت تقتل أبناءهم وبناتهم، لأنه عندنا شهيدتين بين الشهداء في ذاك اليوم، وصبرنا وتجاوزنا تلك المرحلة. بعد سنوات قليلة هذا الصبر الجميل والعظيم أتى أُكله في قطع الطريق على المؤامرة الأساسية والهدف الأساسي من خلال المجزرة التي ارتكبت في الضاحية في 13 أيلول 1993، بعد سنوات قليلة في 12 أيلول، 13 أيلول 1997 امتزج دماء شهداء المقاومة ودماء شهداء الجيش اللبناني في الجنوب في منطقة إقليم التفاح بين الجبل الرفيع وبين عربصاليم في المواجهة التي حصلت مع العدو الاسرائيلي، المواجهة الدامية التي حصلت في ذلك الوقت وأدت إلى ارتقاء وارتفاع عدد من هؤلاء الشهداء، أنا أود أن أذكر بأسماء الشهداء خصوصاً شهداء الجيش.

من المقاومة، الشهيد هيثم مغنية، الشهيد علي كوثراني وابنكم الشهيد هادي.

من الجيش، النقيب الشهيد جواد عازار، الرقيب الشهيد خضر غية، العريف الشهيد ميلاد غالبرجي، العريف الشهيد وائل صوما، العريف المجند الشهيد رفيق قنديل، العريف المجند الشهيد محمد تعباني. من كل المناطق ومن كل الطوائف. هذا الدم ما كان نتيجته؟ كان نتيجته أفرز المعادلة الذهبية، من جملة المساهمات الحقيقية التي أفرزت المعادلة الذهبية جيش – شعب – مقاومة هي هذه الدماء، دماء المقاومين ودماء الضباط والجنود في الجيش اللبناني، ومن يومها هذه المعادلة حاضرة بقوة وعبرّت عن نفسها بانتصار 2000 واستيعاب الانتصار، وعبّرت عن نفسها في 2006 وعبّرت عن نفسها بالتطور الخطير في البلد في 2007، وما زالت تُعبّر عن نفسها حتى اليوم.

لماذا أنا أحببت أن أَدخل على هذا الموضوع، لأقول أن كل ما نسمع من الأميركي عندما يتحدثون أنهم يريدون إقناع الكونغرس لأن يدفع أموال للجيش اللبناني أو أن يقنعوا الرأي العام الأميركي أنه لماذا يدفعوا أموال للجيش اللبناني، إن شاء الله يدفعوا أموال لأنهم هم يرسلوا عتاد ويحسبوا عليه تدريب وتجهيزات وإلى آخره...، والذي تركوه في أفغانستان يعني عدد الطائرات المتطورة والدبابات والآليات وناقلات الجند والأسلحة المتوسطة والفردية كلها متطورة وعظيمة وتُسلح عشرين وثلاثين جيشاً مثل الجيش اللبناني، هم يأتوا بشيءٍ متواضع ويمكن أحياناً يكون مستهلك ويحسبوه على لبنان وعلى الجيش اللبناني ملايين الدولارات وعشرات ملايين الدولارات. على كل حال، ماذا منطقهم؟ منطقهم أنه نحن نُسلح الجيش ونَدعم الجيش من أجل مواجهة حزب الله، يعني هو في الحقيقة للتحريض، تحريض الجيش على حزب الله وهو ليس بجاهز ليُحرض، وتحريض حزب الله على الجيش وتخويف حزب الله من الجيش وحزب الله أيضاً ليس بوارد أن يُحرض.

أنا اليوم في ذكرى 13 أيلول ببركة هؤلاء الشهداء في المقاومة وهؤلاء الشهداء في الجيش اللبناني في تلك المعركة الشريفة أُريد أن أقول للأميركيين وغير الأميركيين: كما خابت كل رهاناتكم وفشلت كل سياساتكم وتكسرت كل مؤامراتكم بهذه النقطة بالتحديد، أيضاً ستفشلون وستخيبون وستبقى المعادلة الذهبية التي تحفظ لبنان في أمنهم الداخلي وفي حدوده وفي مواجهة العدوان وتثبت معادلات الردع وتحمي كل ما له صلة بهذا البلد وبهذا الوطن هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ولن تروا تلك المؤامرات إلا في أحلامكم لأن دماء شهدائنا وأبنائنا الزكية فاعلة وقوية ومؤثرة وحاضرة سقطت في يد الله وما يسقط في يد الله ينمو.

السلام عليكم ورحمة الله.

مجرزة 13 أيلولهادي نصر الله

إقرأ المزيد في: فصل الخطاب

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة