معركة أولي البأس

فصل الخطاب

كلمة السيد نصر الله خلال الحفل التأبيني للحاج حسين الشامي في 22/3/2023
23/03/2023

كلمة السيد نصر الله خلال الحفل التأبيني للحاج حسين الشامي في 22/3/2023

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال الحفل التأبيني للقائد المجاهد الحاج حسين الشامي في مجمع الإمام المجتبى (ع) – السان تريز في 22-3-2023

إلى روح فقيدنا الحبيب والعزيز والغالي الحاج أبو محمد الحاج حسين إلى روحه الطاهرة ثواب الفاتحة ‏مع الصلوات.‏

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم ‏مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)" صدق الله العليّ العظيم . ‏

من الرجال المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا يوما من الأيام ، وقضوا نحبهم في هذا ‏الطريق ، طريق ذات الشوكة ، طريق التضحيات و المقاومة والجهاد كان فقيدنا الغالي والعزيز . ‏

أوّلاً في البداية أتوجه إلى عائلته الكريمة ، إلى عائلته الشريفة فردا فردا بأحرّ التعازي وأسأل الله سبحانه و ‏تعالى أن يلهمهم الصبر و السلوان ، وأن يمُنّ على فقيدنا بالرحمةِ وعلوّ الدرجات ، وقبل ان أبدأ حديثي ، ‏كما أعزّي كل إخواني خصوصًا الحاضرين في هذا اللقاء التأبيني والذين هم رفاق دربه، إخوته ،أحبّائه ‏،أعزّته وأصدقائه. عزائنا واحد وفقدنا لهذا الأخ الغالي والحبيب واحد.من واجبي قبل أن أدخل إلى الكلمة ‏أن أعزّي بفقد أخٍ عزيزٍ و صديقٍ قديمٍ لي هو سماحة القاضي الشيخ عبد الإله دبوق رحمة الله عليه ، ‏أتوجّه أيضا إلى عائلته الشريفة والكريمة فردا فردا وأعزّيهم بفقد هذا العالم العامل الصادق المخلص ‏الطّيب، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمُنّ عليهم بالصبر و عليه بالرحمة وعلوِّ الدرجات .‏

حديثي أنا قسّمته عادةً أحيانا نفعل فهرسًا أحيانا لا نقوم به ، أريد أن أتكلّم قليلاً عن الحاج حسين ومن ‏إنجازاته النقطة الثانية أريد أن أدخل قليلاً إلى الوضع الحالي الداخليّ في لبنان . النقطة الثالثة أريد أن ‏أعقِّب على الحادثة الأخيرة في شمال فلسطين المحتلة وتهديدات العدوّ الإسرائيلي للبنان ، وكلمة مختصرةٍ ‏جدًّا في الوضع الإقليمي ، وآخر شيء تبريكات كي لا نضعهم في المقدمة بالمناسبات الموجودة . عندما ‏نتحدّث عن الأخ الحاج حسين الشامي لنقوم ببعض واجبنا تجاهه واتجاه تعريفه لناسنا وجمهورنا وأمّتنا ‏وشعبنا، لأنّ الكثير من إخواننا يعملون بعيدا عن الأضواء، يُضحّون، يجاهدون في الليل وفي النهار وقد لا ‏يعرفهم كثيرٌ من الناس في حياتهم، ويتعرفون عليهم بعد رحيلهم عن هذه الدنيا.هؤلاء المعروفون في ‏السماء المجهولون في الأرض عندما يتوفّاهم الله سبحانه وتعالى.على كلّ حال تتوفّر المناسبة للحديث ‏عنهم والتعريف بهم بعيدا عن أي اعتبارات. عندما نتحدث عن أخينا الحاج حسين الشامي القائد العزيز، ‏نحن هنا لا نتحدث فقط عن الجيل المؤسس، أنا دائما أقول أن الإخوة والأخوات في كل المواقع، القادة ‏والأفراد الّذين شكّلوا مسيرة حزب الله عام 1982، أسمِّيهم جميعا "الجيل المؤسس" جيل ‏‏1982،جيل82. لكن من بين الجيل المؤسس هناك قادة مؤسِسون، هناك رجال تحمّلوا المسؤوليات ‏الجِسام، وأشادوا هذا البنيان، وأسّسوا أُطره وكيانه ومؤسساته ووجوده في الأبعاد والمستويات المختلفة، كان ‏الحاج حسين الشامي أحد هؤلاء القادة المؤسسين أيضا . بالعودة إلى شخصه، الحاج حسين هو متدين منذ ‏الصغر، إبن عائلة متديّنة وعاملةٍ في سبيل الله سبحانه وتعالى، ومنذ صباه وشبابه حمل همّ الإسلام والدعوة ‏إلى الإسلام وهمّ فلسطين وهمّ الأمّة، وكان له حضوره الثقافي والتبليغيّ والإعلاميّ والسياسيّ والتنظيميّ ‏والعسكريّ أيضا والجهادي.وكان من أوائل الذين آمنوا بالثورة الإسلامية في إيران حتى قبل انتصارها، ‏ومن أوائل الذين عرفوا الإمام الخميني (قدس سرّه الشريف)، والتحقوا بقيادة الإمام من البدايات . في ‏ال1982 هو وإخوانه الذين كانوا يعملون سويا، كما هو الحال في أطرٍ وكياناتٍ إسلاميةٍ مجاهدةٍ مخلصةٍ ‏أخرى، اتخذوا قرار الذوبان والإندماج وترك كل الماضي ورائهم والتطلّع إلى المستقبل، وشكّلوا معًا ‏مسيرة حزب الله، هذه المجموعات من المخلصين المجاهدين، الذين تخلّوا عن كلِّ شيء،عن الأسماء،عن ‏الكيانات،عن الإعتبارات،عن الحيثيات الشخصية،عن الماضي وتطلّعوا إلى المستقبل من خلال صُنع ‏الحاضر، هؤلاء كان قرارهم لله و منهم الحاج حسين الشامي، كان قرارهم مخلصا لله عزوجل، ولذلك أنا ‏دائما أقول عن مسيرة حزب الله أنها مسيرة أُسِست على التقوى من أول يوم، لم يكن هؤلاء الأخوة ‏يتطلّعون إلى دنيا فانية، وإنّما كانوا يحملون دمائهم على أكفِّهم، وكانوا معرّضين للقتل،للإعتقال، للحوادث ‏الخطرة دائما ومنهم الأخ حسين الشامي، لكن بعض هؤلاء الإخوة منّ الله عليهم بالشهادة،بالموت قتلًا في ‏سبيله،بعض هؤلاء الإخوة إن شاء الله لهم أن يتوفاهم بعيداً عن القتل،بعض هؤلاء الإخوة منّ الله تعالى ‏عليهم بالعمر المبارك، والحاج حسين عاش عمرًا مباركا، مليئا بالعطاء وبالجهاد وبالفعل وبالإنجاز . من ‏بدايات هذه المسيرة تحمّل المسؤولية في مواقع كثيرة متعددة، كان عضوا في شورى حزب الله، في شورى ‏القرار في حزب الله، الشورى الثانية لسنوات، وتولى مسؤوليات مختلفة كما قلت، ولكن في أغلب ‏المسؤوليات التي تولاها كان مؤسسا،مؤسسا داخل التأسيس العام،يعني يُكلّف بمسؤولية هي في الأصل ‏غير موجودة،هو مطلوب الذهاب لإنجازها،هنا نقول أشادوا هذا البنيان،مثلا الأخ الحاج حسين الشامي هو ‏الذي عُيِّن أوّل مسؤول لمنطقة بيروت عندما بدأت قيادة حزب الله بتشكيل مناطق، في البقاع وفي بيروت ‏وفي الجنوب، فهو مؤسّس في تشكيل منطقة بيروت وأوّل مسؤول منطقة في بيروت، طُلب منه أن يؤسس ‏وأن يوجد مكتب لممثليّة حزب الله في طهران،فذهب إلى طهران وأوجد هذا المكتب. تولّى المسؤولية ‏الماليّة وهو الذي بنى وأسّس الإدارة المالية في حزب الله، ووضع الأنظمة والقواعد والقوانين والضوابط ‏والآليات التي ما زالت إدارتنا المالية تعمل عليها إلى اليوم، طبعا مع تطويرها، لكن الأسس والضوابط ‏والقواعد الأساسية،ما زالت كما وضعها الأخ الحاج حسين الشامي، وهذا كان اختصاصه على كل حال.تولّى ‏المسؤولية الإجتماعية في حزب الله مبكّرا،المركزية.في ذلك الحين كانت المسؤولية الإجتماعية واسعةً ‏جدا، وكانت البداية لإيجاد مؤسسات، الإخوة يذكرون تلك المرحلة في الثمانينات وبداية التسعينات.المسؤول ‏الإجتماعي المركزي يعني أنّه كان مسؤولا عن الخدمات الإجتماعية،عن العلاقات الإجتماعية، مسؤولا عن ‏عوائل الشهداء،عوئل الأسرى،عن الجرحى، مسؤول عن العمل الصحي،مسؤول عن جهاد البناء،مسؤول ‏عن النقابات،عن المهن الحرة، يعني فئات واسعة جدا كانت تنضم في هذه المسؤولية. ومن موقعه في ‏المسؤولية الإجتماعية، ساهم الحاج حسين الشامي في إيجاد المؤسسات، وبالتالي شخصه كمسؤول له عقل ‏مؤسّساتي وعقل علمي، كان له الدور المؤثّر والكبير جدا في إيجاد هذه المؤسسة، إضافة إلى جانب بقية ‏إخوانه، نحن دائما بأي إنجاز وجهد لا ننسب الإنجاز لفرد واحد، نتحدّث دائما عن المجموعة التي تعمل ‏سويا، لكن لكلّ فرد في المجموعة فضله الخاصّ، فتأسّست على سبيل المثال الهيئة الصحية الإسلامية، التي ‏تفرّع منها لاحقا مؤسسة الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية.تأسّست مؤسسة جهاد البناء الذي ساهم ‏في إيجادها، وأنتم تعلمون أن هذه  المؤسسة كان لها عناية خاصة من قبل سيدنا و قائدنا الشهيد السيد عباس ‏الموسوي (رضوان الله تعالى عليه). والحاج حسين كان متعاون جدا في هذا الأمر.الأخ الحاج حسين ‏الشامي ساهم في تأسيس العديد من المستشفيات والمراكز الصحية التي ما زالت تعمل حتى اليوم في ‏خدمة الناس.الحاج حسين الشامي هو الذي أسس مركز الدراسات الإنمائية، والذي تحول لاحقا إلى المركز ‏الإستشاري للدراسات والتوثيق،وكانت الفكرة مبكّرا أن علينا أن نمتلك دراسات و معلومات واقعيّة و‏حقيقيّة ليُبنى عليها خطط صحيحة وبرامج صحيحة وأعمال سليمة، ولذلك كان المؤسس لمركز الدراسات ‏الإنمائية الأول، إضافةً الى وقوفه إلى جانب المؤسسات الخدماتية الأخرى، مؤسسة الشهيد،مؤسسة لجنة ‏إمداد الإمام الخميني،لاحقا كانت مؤسسة الجرحى. في كل الأحوال أنا سأترك فقط هيئة الدعم ومؤسسة ‏القرض الحسن قليلا. بالعموم الأخ الحاج حسين الشامي أخذ مسارا منذ البداية،أنا ذكرت في الأسبوع ‏الماضي في ذكرى وفاة فقيدنا العزيز الحاج صالح، أن في مسيرتنا في حقول العمل ومسارات العمل يوجد ‏مسارات متنوعة ومتعددة.هناك إخوان وأخوات من بداية الطريق يأخذون مسار، ويتابعون به حتى النهاية، ‏مثلا المسار العسكري،المسار الأمني،المسار السياسي،المسار التنظيمي،المسار الثقافي،المسار ‏الإعلامي.الأخ الحاج حسين الشامي اختار منذ البداية هذا المسار الإجتماعي .كل ما يرتبط بخدمة ‏الناس،خدمة عوائل الشهداء،الجرحى،الأسرى،المحررين،خدمة المقاومة ودعم المقاومة، الخدمة ‏الصحية، العمل الإنمائي،عموما هذا المجال،هذا المسار هو الذي صرف كل شبابه وعمره المبارك في ‏خدمته طوال عشرات السنين الماضية، وكان دائماً لأنّه كان التقي المخلص الصادق،كان دائماً موفّقاً في ما ‏أسّس وفي ما أنجز وفي ما عمل،ولذلك نحن اليوم نرى هذه المؤسسات وهذه الإنجازات وهذه الملفات ‏حاضرة بقوة، وفاعلة بقوة، وخصوصاُ أمام التحديات التي واجهناها طوال السنوات الماضية، وبالخصوص ‏السنوات الأخيرة،وهي عودتنا اليوم في مواجهة التحديات الحياتيّة والمعيشيّة والإقتصاديّة والمالية ‏القاسية التي يواجهها شعبنا ومجتمعنا .‏

هناك مؤسستان أحببت أن أقف عندهما قليلاً، الأخ الحج حسين ساهم في تأسيس هيئة دعم المقاومة ‏الاسلامية، هيئة دعم المقاومة الاسلامية شارك في تأسيسها مجموعة من الإخوة كان منهم الأخ الحج ‏حسين الشامي وكان منهم الأخ العزيز والحبيب الراحل الشيخ حسين كوراني رحمة الله عليه ‏وإخوة آخرون، ولكنه أيضا تحمل مسؤولية رئاسة هيئة دعم المقاومة بعد سماحة الشيخ حسين ‏كوراني وعمل على تثبيتها، وعلى تمتينها، وعلى توسيعها، هذه مؤسسة في نهاية المطاف ذات ‏طابع مالي لأنها تجمع التبرعات من الناس وتُقدم هذه الامكانات للمقاومة ولمؤسسات المقاومة.‏

أيضاً الحج حسين ساهم في تأسيس مؤسسة القرض الحسن إلى جانب مجموعة من الإخوة وفي ‏مقدمهم سماحة الأخ الكبير السيد عيسى الطباطبائي حفظه الله، لكن كان للأخ الحج حسين الشامي دورا ‏أساسيا في ادارة هذه المؤسسة وفي وضع أنظمتها وقوانينها وآليات عملها وضوابطها، لماذا تركت ‏هذين العنوانين؟ لأنهما مؤسستان ماليتان كبيرتان، أموال كبيرة وطائلة كانت تتوفر لدى هاتين ‏المؤسستين، كانتا في عهدة الرجل أولاً التقي والأمين والمخلص والصادق والذي يخاف الله سبحانه ‏وتعالى وأيضا المدير والخبير والحريص والمتشدد في الموضوع المالي.‏

كل الإخوة يعرفون الحج حسين حتى عندما كان مسؤول مالي في حزب الله، يعني أنه إذا جاء القرار ‏بأن يصرف مبلغاً معيناً، هل كان ينفذ هذا القرار بسرعة؟ كلا، بل كان يناقش الجدوى وما الجدوى وزيادة وقليل، كان يتصرف مع ‏المال أنه مال الله ومال الناس، وفي النهاية هو مال الله، وبالتالي سيسأل يوم القيامة قبل الدنيا، ربما ‏في الدنيا يسأله أحد أو لا يسأله، لكن دائما عندما كنا نتناقش في الأمور كان يقول انا سأسأل عن كل ‏قرش يوم القيامة وعن كل ليرة، وعن كل مبلغ، وعلي أن أُجيب على هذا السؤال.‏

وبالتالي هو مسؤوليته صيانة هذا المال، حفظ هذا المال من الضياع، من الهدر، من السرقة، من ‏الفساد، وأيضا انفاق هذا المال في مكانه الصحيح الذي فيه رضا لله سبحانه وتعالى، ولذلك أنا دائما ‏في اللقاءات التي كانت تحصل مع الإخوة والأخوات في هيئة دعم المقاومة المعلنة وغير المعلنة، ‏كُنت أعتبر ان الإخوة والأخوات في هيئة دعم المقاومة أمناء على هذا المال وفي مقدمهم الأخ ‏الحج حسين الشامي، وكُنا نقول للناس بكل ثقة: هذه جهة موثوقة، مأمونة، صادقة، حريصة، ‏خبيرة، عندما تسلموها أموالكم لتصل إلى المقاومة، لأن هيئة دعم المقاومة كانت الوسيلة المتوفرة ‏للناس ليجاهدوا في سبيل الله بأموالهم، مثلما كان قبل قليل يتحدث الحج حسين، الله سبحانه وتعالى ‏في القرآن حدثنا عن الجهاد بالمال وعن الجهاد بالنفس، الجهاد بالنفس هؤلاء الذين إلتحقوا بقوافل ‏المقاومة، الجهاد بالمال عندما يقدم ماله لهذه المقاومة، وصيت المال المؤتمن كان الأخ الحج ‏حسين الشامي من خلال هيئة دعم المقاومة، وستستمر الهيئة ان شاء الله بعد أخينا الحج حسين ‏الشامي وتحمل أمانته وخبرته وتجربته.‏

في مؤسسة القرض الحسن وهذا تحدثنا عنه سابقاً والآن لا يوجد متسع من الوقت للحديث عنه ‏بالتفصيل، هذه مؤسسة مهمة جدا، عظيمة جدا، نمت بشكل طبيعي وتدريجي وإن كان في السنوات ‏الأخيرة خطها البياني تصاعدياً وكانت سابقاً تسير ببطء ولكن في السنوات الأخيرة تصاعد خطها البياني، ‏طبعا ببركة الأمريكان، تقولون العدو أليس لديه بركة. العدو لديه بركة، العدو أحيانا قد يكون من ‏حيث لا يقصد سببا للخير، على كل حال بعض الأمثال الشعبية تتحدث عن هذا، والله سبحانه وتعالى يقول "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" أَقصد بالضبط سنة 2015 عندما ‏بدأ الأمريكان وحتى قبل ال2015 يضعون قادة المقاومة، وقادة حزب الله، ونواب حزب الله، ‏ومسؤولي حزب الله على لوائح الارهاب ويُعطون أوامر للبنك المركزي والبنك المركزي في ‏لبنان يصدر أوامر للبنوك بمنع هؤلاء الأشخاص من أن  يكون لديهم حسابات في البنوك.‏

بعد ال2015 أو في جو ال2015 عندما وضعوا الحزب وكثير من مؤسساته للأسف الشديد أن غالبية البنوك في لبنان، ‏حتى قبل صدور القرار الأمريكي، هم اتخذوا اجراء ذاتي وبدأوا كل شخص قريب من حزب الله، ‏حزب الله قريب من حزب الله فيه رائحة حزب الله يطلبوا منهم سحب ودائعهم من البنوك، وأنا قلت ‏في مرحلة من المراحل هذه البنوك قامت بعمل سيئ، سيئ في ظاهر الحال، في ذلك الوقت قامت تلك البنوك ‏بطرد اصحاب هذه الحسابات وبطريقة مؤذية ومسيئة، يعني إلى هذا المستوى كان الخضوع للأمريكان، ‏يا عمي الأمريكان لم يتخذوا القرار بعد، وما زالوا يُعدون مسودة القرار، القرار نُفذ في لبنان، لكن عسى أن ‏تكرهوا شيئا وهو خير لكم.‏

ولأننا اليوم سنتحدث قليلا ماليات أحب دائما أن أوضح ولا يوم من الأيام كان في البنوك اللبنانية ‏أموال لحزب الله، أصلا حزب الله ليس لديه أموال في البنوك ولا يوم، وليس لدى حزب الله أموال ليدخرها أصلا، حيث أن المال الذي يصله مساعدات، او تبرعات، أو دعم من الجمهورية الاسلامية وهذا ‏ليس خافياً خلال الأيام الأولى يوزع على الرواتب ويصرف الموازنات الجارية، لديه مشاريع ‏يتابعها وينفق عليها، لم يكن لدى حزب الله في يوم من الأيام أموال ليودعها في البنوك.‏

نعم الناس كناس هذا لديه مبلغ صغير، مبلغ وسط، مبلغ كبير بالنهاية جمهورنا جمهور واسع ‏وكبير وفيه ناس لديهم تجارات، ومصانع، وزراعة وأعمال، مع ذلك هؤلاء تمت ملاحقتهم وأخرجت ‏أموالهم من البنوك، هنا عندما أقول عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، هذا المال إلى أين سيذهب؟ ‏جاء إلى مؤسسة القرض الحسن بشكل طبيعي، لأن الناس تريد مكان مأمون تضع أموالها، بالعكس ‏عندما جاءوا بأموالهم على مؤسسة القرض الحسن عند الحج حسين الشامي، هذا المال صار مبارك ‏أكثر وسبب للثواب، وللأجر، وللقرب من الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لأن هذا المال عندما أنا أضعه ‏أو أنت تضعه بمؤسسة القرض الحسن وهي إدارة موثوقة، نفوضها أن تقرض من هذا المال  الذي هو أموالنا، ‏أن تقرض الناس لقضاء حوائجهم، من يريد أن يتعلم بالجامعة، ومن لديه حاجة يريد الدخول إلى ‏المستشفى،  أو من يود الزواج أو يزرع أو من لديه مصلحة صغيرة يود انشاءها، وأنت تجلس في ‏بيتك مالك محفوظ ويسجل لك ثواب وأجر، لأهل الآخرة ربحوا، الأمريكان ربحوكم دنيا وآخرة عندما أمروا البنوك أو استجابت لهم البنوك ‏بإخراج أموال هؤلاء الناس من المصارف ونقلوها إلى مؤسسة القرض الحسن.‏

في كل الأحوال اليوم هذه المؤسسة أيضاً إذا نمت وصمدت وكانت متينة خلال كل هذه السنوات ‏أنا واخواني جميعا نعرف أن الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود لشخص الأخ الحج حسين ‏الشامي نتيجة إلتزامه وصلابته وتعهده، يعني هو عمل قوانين لأنه هنا عندما تتحدث بالمؤسسات المالية أهم أمر هو ضمانة المال، الأمر الأهم هو العمل ‏المضمون، الحاج حسين لم يكن يذهب إلى مخاطرات، كان لديه شركة خاصة الكل يعلم شركة يسر، ‏وشركة يسر كان يضع الناس فيها الأموال للاستثمار وكل مشاريع الحاج حسين الاستثمارية كانت ‏ناجحة ورابحة.، لكنه لم يقبل في يوم من الأيام أن يُدخل مال هيئة دعم المقاومة في الإستثمار، لأنه فيها ولو مخاطرة ‏صغيرة، ولم يقبل أن يدخل أموال مؤسسة القرض الحسن في الاستثمار لأنه في مخاطرة وهذه ‏أموال الناس التي سيسأل عنها يوم القيامة.‏

هذه الصرامة وهذا الإلتزام الدقيق والذي أدعو الحمد لله مؤسسة القرض الحسن مستمرة بنفس هذه ‏السياسة وأنا أدعوها أن تستمر بهذه السياسة، أنا أذكر في يوم من الأيام تعرفون قبل حرب تموز ‏كان مكتب الأمانة العامة مفتوح والناس تروح وتجيء ونلتقي مع الناس ليس كما الآن، فهناك من ‏طلب مني إذا تعمل كتاب لمؤسسة القرض الحسن للحصول على قرض، وأنت أمين عام حزب الله ‏أكيد يردوا عليك، أنا عملت كتاب للأخ الحاج حسين الشامي رئيس المؤسسة انه هذه عائلة محتاجة ‏إذا يمكن أن تعطوها  قرضاً وكذا ..الخ.، الحاج يتصل بي يقول لي بالنهاية أنت موقعك محترم وكذا.. لكن سيدنا نحن عندنا نظام، النظام يقول ‏إذا بدك أنت توصي بأحد بدك تكون كفيل وإذا بدك تكون كفيل يجب ان يكون لديك عندنا مال ‏بالمؤسسة وأنت لم تودع مالا، فأنا اعتذر منك لأنه بحسب النظام الذي لدينا أنا لا أستطيع ان اعطيهم القرض، أنا أكبرته لأنه هكذا حفظت المؤسسة، لأنه لو الحج حسين كان يجاملني أنا ويجامل الأخ فلان والأخ ‏فلان، لم يكن معلوما مؤسسة القرض الحسن أين كانت ستصبح، وهي اليوم من ‏المؤسسات المالية الكبيرة جدا والمحسودة والمستهدفة.‏

في ظل ما يُعانيه القطاع المصرفي، في ظل الانهيارات في مصارف عالمية كبرى في العالم، لدينا ‏مؤسسة مالية كبيرة، ومهمة، ومتينة، كان الحاج حسين الشامي يقول: ان نسير ببطء بشكل متين ‏ومضمون ومدروس أفضل بكثير من أن نسير بسرعة نكبر بسرعة وقد ننهار بسرعة، هذه واحدة من أفكاره الأساسية الصحيحة التي عمل بالمؤسسات فيها بهذه الطريقة.‏

اليوم نحن في ذكراه وبعد أن غادرنا من هذه الدنيا، هذا العمل الحسن هذه الأعمال الحسنة المباركة ‏الجليلة التي انجزها الحج حسين، سوف يبقى ثوابها يتبعه  ويلاحقه ويلاحقه في العالم الآخر، لأنه ‏هو من ساهم بسن هذه السنة الحسنة ومن سنة سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم ‏القيامة. طبعا هذا بالعمل المباشر أما كجزء من مسيرة حزب الله في موقف المقاومة في موقع ‏المقاومة في كل الآلام في كل التضحيات في كل التحديات في كل المواجهات، حيث كان يُطلب ‏الصبر، وكظم الغيظ، حيث كان يُطلب الوحدة والانسجام، حيث كان يُطلب التضحية والعطاء كان الحج ‏حسين الشامي دائما في الخطوط الأمامية.‏

أيها الإخوة والأخوات من قلب هذه الانجازات أود أن أتحدث عن بعض النقاط:‏

في مسألة مؤسسة القرض الحسن، نحن حريصون أن تكون هذه المؤسسة للجميع وهي لا تميز بين ‏خط سياسي وخط سياسي ولا بين طائفة وطائفة ولا بين منطقة ومنطقة.‏

أحيانا هذه المؤسسة تريد أن تفتتح لها مركزاً في مدينة ما فيخرج بعض الخصوم السياسيين ‏ويعترضون، أنا أحب أن أقول نحن نريد أن نخدم الناس حيث يحب الناس لا نريد أن نفرض أنفسنا ‏على أحد، ولذلك أنا قلت للإخوة المعنيين أنتم انظروا فتح أي مركز صح فيه خدمة للناس خدمة ‏كبيرة، خصوصا الآن مع غلاء المحروقات، من يود الحصول على قرض إذا في قريته أو مدينته في ‏مركز للقرض الحسن يستطيع أن يتوجه إليه سيرا على الأقدام لكن إن كان في مكان آخر سيدفع تكاليف نقل ‏أو ثمن  للوقود، لكن مع ذلك نحن لا نريد ان نفرض أنفسنا على أحد، المكان الذي يقبلكم يريدكم ويرحب بكم ليس ‏لدينا مشكلة، أما إذا كان فتح مركز في أي مكان يمكن أن يؤدي إلى حساسية لا ما في داعي، ‏وبالتالي أهل المدينة تلك أو أهل القرية تلك هم سيتحملون أعباء إذا كانوا حقيقة يودون الاستفادة ‏من مراكز القرض الحسن أن يذهبوا إلى الأماكن الأخرى.‏

سمعت أيضا خلال السجال القائم حول هذه المؤسسة أنه البعض نحن أيضا نريد انشاء قرض ‏حسن، أحدهم قال نريد أن نعمل قرض حسن ارثوذكسي، مع العلم نحن لم نسميه القرض الحسن ‏الشيعي أو القرض الحسن الاسلامي، لكن لا مشكلة، نحن نُشجع كل الجهات في لبنان ان تنشأ ‏مؤسسات مشابهة لأنه أهمية القرض الحسن أنها لا تأخذ فوائد من الناس لا تحصل على ربا من ‏الناس، هي لا تبحث عن ارباح بل هي تقدم خدمة جليلة وعظيمة للناس، وبالتالي هذا من أعظم الأعمال ‏التي تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، جيد نحن نُشجع أن يصبح هناك مئة مؤسسة قرض حسن وكل ‏مجموعة من الناس تعمل قرض حسن وكل قرية وكل مدينة تعمل قرض حسن، ونحن جاهزين لنقل هذه التجربة، ‏التجربة التي كان أساسها فقيدنا الغالي الحج حسين الشامي، الإخوة والأخوات في مؤسسة القرض ‏الحسن يحملون هذه التجربة وهذه الخبرة، ونحن جاهزون  أن ننقلها إلى الجميع، لأن هذا النوع ‏من المؤسسات هي في الحقيقة قادرة ومناسبة دائما، ولكنها مناسبة جدا للمرحلة الصعبة التي ‏يواجهها الناس، إذا استطعنا إيجاد مؤسسات وصناديق تقدم قروض بدون فوائد للمرضى، لأصحاب ‏الحاجات، لأصحاب المصالح الصغيرة، لطلاب الجامعات، للذين يريدون أن يتخصصوا هذا عمل ‏عظيم ومطلوب اليوم في البلد.‏

بالوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب وحركة الدولار صعودا وهبوطا أقول كلمة، بالنهاية لا ‏يمكن للدولة أن تقول أنا غير قادرة على فعل شيء، هناك تدابير يجب أن تُتخذ، صحيح تدابير الدولة ‏لن تعالج الموضوع جذريا ولكنها تستطيع أن تخفف، لأن ما يحدث ليس منطقيا، يعني تارة نسير مع ‏تطورات يرتفع الدولار 1000 ليرة 500 ليرة 2000 ليرة  3000 ليرة، لكن حاليا لم يعد يرتفع الف والفين ‏الآن لم يعد يحلى له إلا ان يصعد 10000 20000 30000 40000 دفعة واحدة، وهذا ليس ‏منطقيا وقد سألت بعض الجهات المختصة، هذا ليس منطقيا وليس له أي أساس منطقي.‏

وبالتالي هناك ادارة مسؤولة، هناك أمر على أهل الاختصاص مناقشته، أنا شخصياً لا استطيع تقديم ‏فكرة قبل سؤال أهل الاختصاص، يعني موضوع المضاربات هذا البيع والشراء الذي يحصل، تارة تقول لي ‏هناك تاجر يريد دولار فيسحب الدولار من السوق لأنه يريد استيراد بضائع من الخارج تقول هذا ‏ضرورة للعمل التجاري، لكن في حالة ثانية هناك ناس محتاجين للدولار لأنه هناك دولرة في البلد ‏لكثير من الأمور، لكن هناك ناس عملهم فقط بيع وشراء الدولار ويلعب بالدولار ويرفع سعر ‏الدولار ويخفض سعر العملة الوطنية، هذا الموضوع مسؤوليته الأخلاقية والوطنية وحتى يمكن أن يكون ‏هناك نقاش ديني وشرعي بهذا النوع من العمل و هنا على الدولة  أن تتحمل مسؤوليتها.‏

موضوع طبع الليرة بهذا الشكل كلما ارتفع حجم السيولة النقدية ما يؤدي حكما لانخفاض قيمة ‏العملة هذا موضوع يحتاج لنقاش إن كان صحيحا أو غير صحيح.‏

بالنهاية اليوم متروك مصير البلد وكلما يتحدث أحد بكلمة يقال لك قانون النقد والتسليف ‏والموضوع عند الحاكم، الموضوع المعيشي والاقتصادي اليوم لم يعد عند الحاكم ولا عند رئيس ‏الحكومة ولا عند المجلس النيابي، هذه المسؤولية هي مسؤولية كل القوى السياسية في البلد، لطالما في ‏الماضي دعونا أنه يا اخوان في لبنان القوى السياسية في خلاف سياسي في خصومات سياسية لكن ‏هناك وضع ينهار تعالوا نضع خلافنا السياسي جانبا ونعقد طاولة حوار اقتصادية.‏

الآن من أجل سلاح المقاومة الكل جاهز لعقد طاولة حوار، من أجل مناقشة استراتيجية ‏دفاعية الكل جاهز لعقد طاولة حوار، لكن إذا تدعوهم لعقد طاولة حوار للانقاذ المعيشي ‏والاقتصادي لأن وضع الناس صعب جدا ووضع العملة صعب جدا والحياة صارت قاسية، هذا الكلام ‏لا يقف أحد عنده أساساً، لأنهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين، وهذا خطأ ونحن نعود ونجدد الدعوة له، ان تجلس الناس ‏وتتحمل المسؤولية، تقاذف المسؤوليات أيضا في الموضوع الاقتصادي والمعيشي أيضا لن يحل ‏مشكلة، والناس الذين يؤيدون هذه الجماعة سيبقون يؤيدونها ومن يؤيدوا هذا الزعيم سوف يبقوا ‏يؤيدونه، أصلا المساحة الرمادية التي يقولون عنها رمادية، المساحة الرمادية في لبنان بين القوى ‏السياسية والزعامات تقلصت جدا وألف دليل الآن لا أُريد الدخول بهذا التفصيل.‏

وبالتالي تحميل المسؤليات لن يُنقذ الوضع، انك تخاول أن تُقنع خصومي أنه أنا 1 2 3 أصلاً هم مقتنعين خالصين شو ‏عن تزيدهم تهم، وأنا نفس الأمر، هذا يجب أن نضعه جانبا، طيب لسنا قادرين على انتخاب رئيس جمهورية ‏مختلفين عليه ولسنا قادرين على تشكيل حكومة، لا يوجد مبرر على الاطلاق وهذا ليس له علاقة ‏بأي أمر آخر، ان يُدعى إلى طاولة حوار اقتصادية للإنقاذ، انقاذ الوضع الاقتصادي، يقعدون  لِيتراشقوا من بعيد ‏خطة التعافي مقبولة وغير مقبولة وعامة ومفصلة ولا اعرف ماذا ومطلوب هيك وفلان عمل هيك ‏والحكومة عملت هيك  وبعدين؟؟.‏

على كل حال، جميعنا نعرف ان انقاذ الوضع وحتى انقاذ الليرة ليس فقط في تدابير محدودة وإنما ‏بحاجة إلى خطة شاملة، إلى خطة حقيقية شاملة متعددة الأبعاد انقاذية واصلاحية وعلى مراحل، ‏لكن أنا بانتظار الخطة الانقاذية الاصلاحية ليس معلوماً أن تحصل بعد سنة او سنتين أو بعد دفن ‏الميت، هناك أمر أود الاستفادة من الأجواء الاقليمية والدولية المستجدة وأطرح وأُذكر بِموقف ‏وأُطالب به بشكل حثيث، الذي له علاقة بالصين.‏

الكل يُجمع بأنه من يساعد بتحسين وضع الليرة والذي يساعد بتحسين الوضع المعيشي وتقوية ‏الاقتصاد، أحد اشكال وأسباب تقوية الاقتصاد هو الحصول على استثمارات لن نقول الآن نأتي ‏بمساعدات لأن الأمريكان لن يسمحوا لاحد بتقديم مساعدات إلى لبنان، أو الحصول على ودائع لأن الأمريكان لن يسمحوا لأحد بوضع ودائع في لبنان، لكن هل هناك إمكانية ‏لجلب استثمارات؟ نعم توجد إمكانية، طيب هذا الصيني جاهز والصيني مليء وكان حاضر ان يبدأ بمشاريع ‏اللبناني لا يدفع فيها أي فلس ومشاريع تبدأ من 12 ملياردولار، تصوروا أن هناك دولة مليئة مثل ‏الصين قادمة كي تبدأ بِمشاريع في لبنان ولا تتخاف من الأمريكان ولا تخاف من الصعوبات الاقتصادية ‏الموجودة في لبنان لأنها قوية ومليئة، ستبدأ ب12 مليار دولار، وقد تصل ل20 و25 و30 ، هذا ما ‏الذي يفعله بالبلد؟ هذا مباشرةً بمجرد أن يُصبح جدياً وعلى الطريق، سوف يُحسّن العملة ويُعيد الثقة بالبلد ‏ويُحرك الاقتصاد ويُؤمن فرص عمل ويُخفف من البطالة، طيب هل هذا متاح أم غير متاح؟ وهذا الآن متاح.‏

طيب بالسابق أن الصين وما الصين والاتجاه شرقاً عندما كُنا نَتحدث بالإتجاه شرقاً، بعض القوى ‏السياسية كانوا يَسخرون، طيب اليوم أحباءكم وأعزاءكم، في السعودية الاتجاه شرقًا، الإمارات الاتجاه شرقًا، دول الخليج الاتجاه شرقا، ‏مصر الاتجاه شرقا، العالم كله الاتجاه شرقا، الاتجاه شرقا بالاقتصاد وبالحرب، كله الاتجاه شرقا.‏

حسنًا، اليوم لن أحتج لكم بإيران لأنه أعرف موقفكم من ايران، سأحتج لكم بالسعودية، هذه السعودية ‏دعت الرئيس الصيني إلى الرياض وعقدت له ثلاث قمم، القمة السعودية الصينية والقمة الخليجية ‏الصينية والقمة العربية الصينية، جمعت له كل الدول العربية وعقدت له قمة للرئيس الصيني. لن ‏أدخل برقم لأن هناك تفاوت بالأرقام، لكن هناك استثمارات دخلت فيها السعودية مع الصين الآن، ‏استثمارات ومبادلات ووو... كل هذا العالم، مئات مليارات الدولارات، وخير إن شاء الله لم يقترب أحد ‏صوبهم، لماذا نحن في لبنان خائفين كثيرًا ومرعوبين كثيرًا وجامدين كثيراً وبطيئين كثيرًا؟ لماذا؟ ‏ممكن أن يقول لي أحد أن هذا الموضوع عند رئيس الحكومة، لا، ليس فقط عند رئيس الحكومة، طبعًا ‏عند رئيس الحكومة ولكن ليس فقط عنده، عند كل الحكومة بمكوناتها وعند القوى السياسية، لأنه أيضًا ‏إذا جاءت القوى السياسية وشجعت الحكومة على مسار من هذا النوع هذا يساعد أن تسير الحكومة ‏بمسار من هذا النوع، لماذا لا؟ هناك دولة اقتصادية مالية ضخمة، اليوم كل النقاش في كل الكرة ‏الأرضية على الصدارة بين أميركا وبين الصين وهناك دولة جاهزة وتقول ليس عندنا مشكلة، نحن ‏جاهزين أن نستثمر في لبنان، لماذا الأبواب موصدة؟ أيمكن أن يجيب أحد؟ هذا نستطيع أن نقوم به ‏دون الحاجة لأن ننتظر خطط التعافي التي تحتاج لسنة وسنتين وثلاثة من الجدل البيزنطي، هذا سهل ‏وواضح وبيّن، فقط يحتاج إلى قرار سياسي وشجاعة سياسية. ‏

طبعًا بالموضوع الاقتصادي والمعيشي يجب أن نعيد ونؤكد دائمًا على الزراعة والصناعة، الآن هناك ‏أرقام تُحكى أن هناك تحسن بإقبال الناس على الزراعة، هناك تحسن في إقبال الناس على الصناعة، ‏هذا مهم إخواني الأعزاء لماذا؟ أولًا كي نستطيع النهوض، ثانيًا أصلًا نحن لا نعرف ماذا يحصل في هذا ‏العالم، ماذا يحصل في هذا العالم الله أعلم. اليوم هناك اقتصاديات كبرى في العالم يمكن أن ننام مساءً ‏ونستيقظ نجدها منهارة، لا تتفاجأوا بشيء، الاتحاد السوفياتي انهار في ليلة واحدة وبعض هذه القوى ‏التي تسمي نفسها كبرى وأساسية في العالم قد تنهار في ليلة من الليالي، ما نراه الآن هو كما يقال رأس ‏جبل الجيلد، بعض الانهيارات البنكية الكبيرة. بكل الأحوال، أيًا يكن الوضع في الخارج صعب أم جيد ‏يجب أن تكون لدينا إمكانيات ذاتية وإكتفاءات ذاتية حتى يستطيع هذا البلد أن يستمر في أي ظروف ‏سواءً كانت سيئة أم كانت جيدة. ‏

في هذه المرحلة أيضًا بالموضوع المعيشي والحياتي نُجدد الدعوة للتعاون والتكافل بين الناس، أن ‏يحمل الناس بعض وأن يعينوا بعض وأن يساعدوا بعض، شهر رمضان قادم – في آخر الكلمة أتحدث ‏عنه بكلمة – التراحم، التعاون، التكامل، التساند، الجشع الموجود عند بعض الأشخاص، عند بعض ‏الجهات، مثلًا إضراب البنوك والمصارف لم يعد مقبولًا على الإطلاق لأنه بالنهاية يساهم بتأزيم ‏الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي، هذه المسؤوليات جميعها يجب أن نتشارك فيها جميعًا. ‏

أحب أن أؤكد كما في الماضي بالنسبة لبنا، بالنسبة لحزب الله، بوجوده بمؤسساته بجمعياته بكل أفراده ‏برجاله ونسائه بكباره وصغاره هو إلى جانب الناس، من اليوم الأول ذهبنا إلى المقاومة وكنا نقاتل ‏ولكن كنا إلى جانب الناس، البيوت التي تتأذى كنا بجانبها، البيوت التي تُنهدم كنا بجانبها، الناس الذين ‏يُهجّروا كنا إلى جانبهم، الجرحى من كل الناس كنا إلى جانبهم، الشهداء من كل الناس كنا إلى جانبهم، ‏وهكذا. هذه كانت مسؤولية أخونا الحاج حسين الشامي رحمه الله. ‏

اليوم أيضا نؤكد أن حزب الله بكل ما يمتلك من إمكانيات وقدرات وبكل إخلاص وبكل صدق هو إلى ‏جانب الناس كل الناس ولن يتخلى عن هذه المسؤولية على الإطلاق.‏

في الوضع المحلي، في موضوع رئاسة الجمهورية، طبعا الأمور تسير ببطء، المساعي مستمرة، نأمل ‏ان التواصل الاقليمي الذي حصل في الآونة الأخيرة والاتفاق السعودي الايراني والهدوء الاقليمي ‏والعلاقات الاقليمية التي بدأت تفتح قد تساعد على إنجاز هذا الاستحقاق في لبنان ولكن كما يقول ‏إخواني في كل الأيام والمناسبات هذا الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على الداخل، الخارج هو عامل ‏مساعد، يساعد يوجد مناخ مؤاتي، أما القرار والمسألة هي مسألة داخلية بالدرجة الأولى. ‏

قرأت مقالات وتعليقات وتحليلات تتحدث عن ملحقات للبيان الذي صدر عن اللقاء السعودي الإيراني، ‏وعلى كل حال في ذاك اليوم قلت لكم عندما أعلن الخبر العاجل، قلت لكم أنه في لبنان الليلة وغدًا ‏ستسمعون مقالات وتحليلات وكأن المحللين جالسين بلقاء بكين، فهناك أناس أصبح لهم عدة أيام ‏يقولون أن هناك ملحق اتفق عليه بين السعودية وإيران له علاقة بلبنان، له علاقة بملفات المنطقة، له ‏علاقة باليمن، طبعا هذا الخبر غير صحيح، فلنتحدث عن لبنان، فيما يتعلق بلبنان ليس له أي أساس ‏من الصحة، أصلا لم يأتوا على سيرة لبنان كلمة لبنان لم تذكر في ذلك اللقاء لا من قريب ولا من بعيد، ‏لذلك فَلِنُخفف منها قليلا ونأخذ الأمور بواقعية، هذا المناخ الايجابي هو مناخ مساعد يجب أن نستفيد داخليًا ‏من هذا المناخ الايجابي لنحقق هذا الانجاز وهذا الاستحقاق. ‏

في حادثة الشمال، شمال فلسطين المحتلة، الكل مواكب أنه حصل حادثة الأسبوع الماضي وأدت إلى ‏ارتباك كبير عند العدو بمختلف مستوياته وأصبح لها كثير من التحليلات، أنا لا يهمني أن أحلل ‏الحادثة وفصلها ووزع المسؤوليات، سأقف فقط عند نقطتين: ‏

النقطة الأولى، أن كثر علقوا على صمت حزب الله، أن حزب الله لم يقل شيئًا، لم يعلق على شيء، لم ‏يقل له علاقة، لم يقل ليس له علاقة، لم يقل إن كان عنده معطيات مثلًا أن هذا المجاهد الشهيد المقاوم ‏الذي استشهد هل هو أصلا داخل فلسطين، جاء من داخل فلسطين، دخل من لبنان، هذا الصمت ما ‏قصته؟ هذا الصمت من حزب الله هو جزء من إدارته للمعركة، هذا الصمت ينم عن حكمة وهذا يربك ‏العدو، أصلا هل مطلوب منا أن نحل مشكلة العدو؟ العدو ضائع والعدو متفاجئ ومش فاهم شي من ‏شي وما عرف كوعو من بوعو، هل مطلوب من حزب الله إن كان عنده معطيات أو معلومات لسبب ‏أو لآخر أن يصدر بيان ويشرح هذا الموضوع، فقط من أجل ألا يتهم أو أن يدافع عن نفسه، هل هو ‏خائف ليدافع عن نفسه؟ هل هو خائف من التهمة؟ هو ليس خائفًا. لذلك هنا الصمت هو جزء من ‏المعركة السياسية الاعلامية النفسية العسكرية مع هذا العدو، فليحقق هو ويأخذ وقته ويبحث إذا هذا ‏المقاوم دخل من لبنان أو لم يدخل من لبنان وإذا دخل من لبنان كيف دخل من لبنان ومن أرسله من ‏لبنان وخير إن شاء الله، عندما يصل إلى النتائج يُبنى على الشيء مقتضاه، هذه النقطة الأولى. ومشان ‏بعدين مثل قبلين، نحن غير معنيين في كل حادث أن نعلق عليه، أحيانا يكون التعليق في عدم التعليق، ‏هذا جزء من المعركة، جزء من إدارة المعركة في الموضوع الاعلامي والنفسي. ‏

النقطة الثانية، التهديدات الاسرائيلية، أنه جاء وزير الحرب الاسرائيي واقترب من الحدود، لا شك أن ‏الذي حصل في الشمال سبب لهم هزة، هناك شيء كبير حصل، بمعزل أنه نتيجة العملية المباشرة ‏الفيزيائية ما كانت، لكن بدلالاتها، بعناوينها.. جاء هدد وأرعد وأزبد وأنه إذا ثبت أن حزب الله له ‏علاقة، إذا ثبت، إذا ثبت، كله على نحو القضية الشرطية، بدنا نعمل بدنا نساوي بدنا نشيل بدنا نحط، ‏أنا اليوم سأقول له "روح بلط البحر"، افعل ما تريد، والإسرائليين يعرفون وهم بكل الأحوال تحدثوا، ‏هم قالوا شيئًا صحيحًا بالتقدير، قالوا أنه إذا حزب الله له علاقة بهذه العملية وهو الذي أرسل هذا ‏المقاومة وهو الذي دار هذه العملية معنى هذا أن حزب الله ليس خائف بأن يذهب إلى مواجهة وجاهز ‏أن يذهب إلى مواجهة، إذا كانت الأمور هكذا فهذا التهديد كله ليس له طعمة ولا يقدم ولا يؤخر. ‏

على كل حال، اليوم الاسرائيلي إخواني وأخواتي أنا أحب أن أقول شيء بهذه النقطة بختامها، ‏الاسرائيلي اليوم مأزوم مثل ما تتابعون لم يمر بتاريخ هذا الكيان الغاصب المؤقت وهن وضعف، ليس ‏ضعف أنه غدا سينهار، لكن نتحدث بالنسبة، الموضوع نسبة، وهن وضعف ومأزق وأزمة وارتباك ‏وصراع داخلي ويأس وعدم ثقة ببعضهم وبمستقبلهم مثل ما يحصل الآن بالكيان، نحن لا نقول أنهم لن ‏يصلوا إلى ثمانين سنة، هم كلهم يتحدثون وخائفون من أن لا يصلوا إلى ثمانين سنة ويمكن لا يصلوا ‏إلى ثمانين سنة وإن شاء الله لا يصلوا إلى ثمانين سنة، ثمانين سنة يعني بعد عدة سنوات. هذا الكيان ‏الذي عنده هذا المأزق، الذي هذه قياداته السياسية وهذه انقساماته وهذا جيشه وهذا ضباطه وهذا ‏طيارينوا وهذا وزراؤه، تتذكروا أول ما تشكلت الحكومة قلنا هذه حكومة فاسدين ومجانين ومتطرفين، ‏يعني هل هناك أحد برأسه عقل، بعقل يعني بالحسابات الاسرائيلية، ويريد أن يطبع مع العالم العربي ‏ويريد أن يقدم نفسه دولة صديقة وأن العدو هي إيران ووو، مثل وزير المالية، هذا بن غفير هو ‏ويتحدث "بضل يقفز"، هذا لا، هذا يقف جامدًا لكن "حكياتو قفازين"، هل هناك في قليل من العقل ‏يقول أنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني، هذا لم يقرأ تاريخ أصلًا، هذا لم يقرأ حتى عهده القديم، ‏ويخرج ويقول لك لا يوجد شعب فلسطيني، وقبلها يقول لك مسح بلدة حوارة وفيها رجال ونساء ‏وأطفال. على كل حال هذا كله ممتاز لماذا؟ لأن هؤلاء الحمقى هم يكشفون حقيقة الطبيعة الاسرائيلية ‏والنفاق الاسرائيلي، ما يخفيه الآخرون من الصهاينة يعلنه هؤلاء، حسنًا عندما يصبح في قيادة العدو ‏هناك حمقى بهذا المستوى معنى ذلك أن النهاية تقترب، اليوم العدو يعرف وتعرفون أنه يخاف كثيرا ‏وهذه المعادلة كانت موجودة بموضوع الحدود البحرية، هو يخشى وهو يعلم أو بالحد الأدنى يخشى أن ‏فتح حرب مع لبنان أولا ليس معلوما أن الاعتداء على لبنان لا يؤدي إلى حرب، يعني هذه يجب أن ‏تكون بحسابات الجميع، ثانيا فتح حرب على لبنان يمكن أن يؤدي إلى حرب في كل المنطقة وهذا ‏يخشاه الاسرائيلي، الذي تهددنا فيه يمكن أن يكون سبب نهايتك، الذي تهددنا فيه يمكن أن يكون سبب ‏زوالك، الذي تهددنا فيه يمكن هو الذي لا يسمح لك أن تصل إلى سنة الثمانين. ‏

على كل حال أختم بهذه النقطة لأقول أن المقاومة في لبنان عند وعدها وعند قرارها وعند عهدها وأنا ‏أقول لكم أي اعتداء صهيوني على لبنان عسكري أو أمني، أي اعتداء يطال أي منطقة في لبنان ويطال ‏أي انسان متواجد على الأرض اللبنانية سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا أو من جنسية أخرى المقاومة ‏سترد عليه قطعا وسريعا، وهذا يجب أن يكون مفهوما في حسابات الاسرائيليين. ‏

في الموضوع الاقليمي نقطتين، هذه الأيام يعني في 26 آذار يكون قد اكتمل 8 سنوات من العدوان ‏على اليمن، من الحرب العدوانية على اليمن، نحن من اليوم الأول في حزب الله وقفنا إلى جانب ‏الشعب اليمني ونحن نعتز بموقفنا ونفتخر بموقفنا في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله، ومنذ اليوم الأول ‏دعونا إلى وقف هذا العدوان ووقف هذه الحرب ودائما كان هذا منطقنا وهذا موقفنا، اليوم بنتيجة ‏المناخات الاقليمية من جهة، بنتيجة فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه في اليمن من جهة أخرى، ‏بنتيجة صمود وصلابة مقاومة الشعب اليمني، هناك أمال كبيرة بالتوصل إلى حل وهذا ما ندعو إليه، ‏ندعو الناس ونسأل الله أن يمكن منه، ما نرغب به ليس فقط في حزب الله في كل العالم العربي ‏والاسلامي أن نرى أن هذه الحرب قد توقفت، قبل أيام أعلن عن توافق لتبادل أسرى في شهر رمضان ‏هذا الأمر يسعد كل إنسان شريف، نأمل أن هذا الأمر يكتمل ونأمل أن تسير الأمور في مسار الحل ‏وإنهاء الحرب ورفع الحصار وعودة اليمن والشعب اليمني إلى حياته الطبيعية. ‏

النقطة الثانية بالوضع الاقليمي أيضًا باختصار، في مثل هذه الأيام الذكرى السنوية العشرين للغزو ‏الأميركي للعراق، احتلال العراق، طبعًا كان لنا في حزب الله قبل عشرين سنة موقف واضح من ‏الغزو الأميركي للعراق وانجلدنا عليه ولكننا نعتز به ونفتخر به، ومشروع الغزو كان مشروع خطير ‏جدا، كان مطلوب من هذا الاحتلال للعراق أن يكون مقدمة لاحتلال دول ستة أخرى كما اعترف ‏جنرالات كبار في البنتاغون التي هي سوريا لبنان الصومال السودان ليبيا وإيران في نهاية المطاف، ‏وأيضا كان المخطط لهذا الاحتلال أن يبقى لعشرات السنين ولمئات السنين، ما جاء الأميركيون ‏ليخرجوا جاءوا ليحتلوا وليبقوا ولينهبوا النفط والغاز والمياه والخيرات ويحافظوا على مصالحهم ‏بجيوشهم وأساطيلهم وحاملات طائراتهم، هذا حصل قبل عشرين عاما، لكن ببركة المقاومة العراقية ‏الباسلة، المقاومة التي كانت تقاتل الغزاة المحتلين وليس أولئك الاراهابيين التكفيريين، الذين كانوا ‏يزرعون الموت والارهاب والدمار في المساجد والكنائس والحسينيات والجامعات ومراقد الأئمة ‏والأسواق وعند الشيعة والسنة والعرب والكرد والمسيحيين، يعني أقصد الجماعات الارهابية التكفيرية، ‏المقاومة الصادقة الحقيقية التي تكونت من فصائل عراقية وقاتلت الأميركان وفرضت عليهم أن ‏يخرجوا، هذا الاحتلال الأميركي الذي جاء ليبقى لمئات لاسنين في العراق خرج بعد ما يقارب 8 ‏سنوات، صح خرج في اتفاق ولكن الكل يعلم بأن هذا الخروج ما كان ليكون لولا فعل المقاومة اليومي ‏والاستنزاف اليومي لقوات الاحتلال الأميركي في العراق، وهذا درس آخر أيضا لجدوى المقاومة التي ‏تستطيع أن تُغير ليس مصير بلد وإنما مصير منطقة بل مصير العالم، المقاومة في العراق من جهة، ‏صمود ايران الجمهورية الاسلامية الذي صار في قواعد أميركية في أفغانستان عند حدودها وفي ‏العراق عند حدودها، صمود سوريا التي جاءها كولن باول ويحمل لها لائحة المطالب، هذا الصمود ‏زائد هذه المقاومة العراقية الباسلة هي التي أنتجت فشل المشروع الأميركي في المنطقة وليس فقط في ‏العراق، فشل المشروع الأميركي في المنطقة، عندما عجزت عن البقاء في العراق حينئذ لا تستطيع أن ‏تذهب لتحتل سوريا ولتحتل ليبيا ولتحتل السودان والصومال فضلا عن أن تحتل ايران. ‏

في كل أحوال أيضا هذه ذكرى مهمة وعزيزة وأنا دائما أقول أن المقاومة العراقية ومجاهديها وقادتها ‏وشهداءها واسراها وجرحاها وعوائل شهدائها لم يحصلوا من الأمة على ما يستحقون من اجلال ‏وتقدير للانجاز العظيم التاريخي الذي حققوه على أرض العراق من خلال إلحاق الهزيمة بالاحتلال ‏الأميركي وبالتالي بالمشروع الأميركي، طبعا هناك تحديات كبرى ما زالت قائمة في العراق وأمام ‏الشعب العراقي، مواجهة النفوذ الأميركي الذي يأخذ أشكالا أخرى على طريق الحرية والاستقلال ‏والسيادة الحقيقية. ‏

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، في هذه الأيام أود أن أبارك بعض المناسبات على السريع، مناسبة عيد ‏الأم، مبارك لكل الأمهات، لكل أمهاتنا، لكل السيدات الجليلات العزيزات، لمن الجنة تحت أقدامهن ‏مبارك عيدهن ويومهن وخصوصا أمهات الشهداء الذين فقدوا فلذات الأكباد وأحب الناس إليهم وأسأل ‏الله سبحانه وتعالى لهن جميعا طول العمر والعافية والصحة والسلامة والخير في الدنيا وفي الآخرة. ‏

من جملة المناسبات هناك شعوب إسلامية عزيزة في إيران في أفغانستان في العديد من دول المنطقة ‏تُحيي عيد النيروز يعني بداية العام الهجري الشمسي، مبارك أيضا هذا العام الجديد لكل المسلمين ‏ولكل الشعوب الذين يحيون هذه المناسبة. ‏

وأخيرا قدوم شهر رمضان المبارك، الظاهر على الأقوى – أنا لا اريد أن أستبق لنرى الليلة ماذا ‏سيعلنوا مراجعنا – لكن إن شاء الله يكون غدا أوله وتكون هذه بادرة خير أن العالم الاسلامي سنة ‏وشيعة سيصومون مع بعضهم وإن شاء الله يعيدوا مع بعضهم، في كل الأحوال أبارك للجميع قدوم ‏شهر رمضان المبارك، شهر الله، شهر التوبة والإنابة، شهر الفرصة الإلهية العظيمة، شهر الرجوع ‏إلى الله سبحانه وتعالى، إن شاء الله في الأيام المقبلة نتحدث قليلا عن شهر رمضان، لكن ما يجب أن ‏أؤكد عليه في الدعوة إلى الاستفادة القصوى من هذا الشهر على المستوى الروحي الديني العبادي ‏الايماني وأيضا على المستوى الاجتماعي، تعاون الناس، تكافل الناس، تكامل الناس، أنا أود أن ‏أتوجه بالشكر إلى كل الأخوة والأخوات في كل المناطق الذين بدأوا منذ أسابيع بتحضير كل ما يلزم ‏لمساعدة كل العائلات، حتى لا يكون أحد حقا ليس عنده قدرة إفطار في لبنان، هذا مشروعنا الذي ‏سينجز إن شاء الله بدعم من حزب الله وبمساهمة كريمة من كل الناس، النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‏يقول لنا اتقوا الله ولو بشق تمرة ولو بشربة ماء، لا أحد يستهين أو يستصغر أي مساعدة، أي دعم، أي ‏مساهمة هي تقرب إلى الله سبحانه وتعالى وتبلسم الجراح. ‏

لفقيدنا الغالي والعزيز الحاج حسين الشامي ونحن أخوانه ورفاق دربه الذين مشينا سويا منذ أكثر من ‏‏40 عاما نُعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل الطريق الذي بدأناه سويا طريق الجهاد والمقاومة الشهداء ‏حتى تتحقق كل تلك الأهداف التي استشهد من أجلها أحباؤنا وأعزاؤنا، والتي ناضل وجاهد من أجلها ‏كل أخواننا الذين سبقوا ما عاهدوا الله عليه وقضوا نحبهم وما بدلوا في يوم من الأيام تبديلا، نؤكد ‏للحاج حسين الشامي لن نُبدل مهما كانت التحديات، مهما كانت المخاطر، مهما كانت الصعوبات ‏ومهما كانت التضحيات، إنجازاتك يا أخانا الحبيب سوف تبقى وتقوى وتكبر وتستمر حتى تصل إلى ‏النهاية. الرحمة وعلو الدرجات لفقيدنا الغالي لكل الذين رحلوا لشهدائنا الأعزاء وإلى أرواحهم مجددًا ‏ثواب الفاتحة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

الامين العام لحزب الله

إقرأ المزيد في: فصل الخطاب

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة