فصل الخطاب
تعليق السيد نصرالله على الاساءة للقرآن في السويد
مقطع التعليق على ما جرى اليوم في السويد من كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال المجلس العاشورائي المركزي في الليلة الثالثة من محرم 1445 هجري:
يُؤسقنا ويَحزننا ما جرى اليوم من عملٍ قبيحٍ جديدٍ يُدنس مصحفنا الشريف، هذا ما سوف أعود إليه في آخر الكلمة، نتوقف عنده قليلاً، نقول ماذا يجب أن نَعمل، والمسؤوليات المُلقاة على عاتقنا، وأقل الواجب الذي يجب أن نتحمّله في هذه الأيام إتجاه هذا الإنتهاك الصارخ.
أنا سوف أجعل المقطع الأخير بهذا الموضوع، وبالتالي حديثي سوف أضغطه قليلاً......
نأتي بكلمتين إلى الذي صار أمس واليوم، للدقة هناك من قال أنه تمّ حرق القرآن من قبل هذا الملعون، وهناك من قال أنه دنس القرآن، هذا بحاجة إلى تدقيق لأنه من الفيديوهات التي شاهدناها على التلفزيون لا يظهر الحرق لكن يوجد تدنيس، لأنه كان يُمسك القرآن والعياذ بالله المصحف ومن ثم يضعه على الأرض ولا نعرف ماذا يفعل به لأن الصورة مُعتمة (مغبشة)، الواضح أنه يدوس عليه، أيضاً علم دولة مهمة جداً في المنطقة، الدولة العراقية علم العراق، الذي هو إهانة لدولة العراق وشعب العراق كله، وأيضاً صور زعماء دينيين، الواضح أنه وبإذنٍ من الحكومة السويدية، مع العلم أنه في المرة الماضية الحكومة السويدية قالت: هذا غلط ونحن لسنا موافقين وكذا .. وكذا.. وكذا.. وكذا..، لكنهم رجعوا أجازوا، هذا الذي صار اليوم.
أنا أُريد أن أَرجع أُلفت لأنه نفس الشخص الذي هو فلان الفلاني، وهو عراقي مسيحي، يعني هذا مقصود أن يكون عراقي مسيحي، من نفس الدولة ويتكرر بشكلٍ آخر الإهانة والتدنيس، وعندما أتى ودنس العلم ودنس الصور، لا تُؤاخذونني أنا لا أتكلم عن أسماء لأنني لم أرَى بعد الفيلم الخاص بالصور، لكن قالوا لي أنها صور لِقادة، يعني سماحة القائد وأيضاً صورة السيد مقتدى وآخرين، لا أعرف إذا كانت توجد صور أخرى أم لا.
بِكل الأحوال، هذا لِمزيد من الإستفزاز، يعني هو يستفز الإيرانيين ويستفز العراقيين ويستفز الدولة في العراق ويستفز الشعب العراقي ويستفز الدولة في إيران ويستفز الشعب الإيراني، ويمكن هذه الجهة الحمقى التي تقف خلفه ذهبت إلى هذا المستوى، كأنها تُريد أن تعمل المشكل أنه مع إيران والعراق فقط أو مع الشيعة، أن هذه رموز شيعية، وهؤلاء حمقى والله جعل أعدائنا من الحمقى، تدنيس المصحف يمس كل المسلمين، سنة وشيعة أياً كان مذهبهم، كل مسلم على وجه الأرض يعتبر هذا المصحف مصحفه وقرآنه ومُقدسه، ولا يُمكن أن يتحمل هذا المستوى من الإساءة المُتكررة.
يبدو ان هناك إصرار إسرائيلي موسادي على الإستفزاز من أجل الدفع إلى الفتنة، رأوا أنه في المرة الأولى لم تأخذ إلى الفتنة في العراق، خصوصاً في العراق بين المسلمين والمسيحيين، يبدو أنهم يدفعون أكثر بإتجاه هذه الفتنة، التي يجب أن نَحذر منها جميعاً في العراق وفي غير العراق.
طيب هذا صار، الرد العراقي، ما قامت به الحكومة العراقية مهم جداً وشجاع وحكيم ومُناسب وصحيح، عندما استدعت القائم بالأعمال العراقي من السويد، وطلبت من السفيرة السويدية أن تُغادر (العراق)، هذا الموقف (كتير) ممتاز، لأنه أولاً الآن الواحد أول شيء يسأل: لماذا العراق؟ لأن هذا الشخص الذي فعل ذلك هو عراقي، والقضاء العراقي طالب بإعاته إلى العراق والسويد لم تُسلمه، عندما نَصل إلى هنا والذي يتبين أنه يوجد تكرار ويوجد إصرار على الإعتداء على المصحف،من حق الناس أن تُعبّر عن سخطها وعن غضبها، هذا طبيعي جداً، لكن مثلما تكلمت بآخر الكلمة، أُريد أن أُعيد، إذا نُريد أن هذا الموضوع لا يتكرر، إذا نُريد أن لا يُعاد، يحتاج من كل الدول العربية والإسلامية أن تعمل كما عمل العراق، أنا في آخر مرة قُلت أن الحل هو تهديد السويد بِقطع العلاقات معها.
طيب تصوروا الآن أن الدول العربية والإسلامية فوق الخمسين دولة، إذا كلها الآن تسحب سفراءها من السويد، وأن تطلب من سفراء السويد أن يُغادروا بلداننا ودولنا العربية والإسلامية، ماذا يحصل بالسويد وبحكومة السويد وبمصالح السويد؟
الآن فكرة مًقاطعة البضائع السويدية جيدة، لكن هذا الذي يَهز، هذه خطوة، لكن الذي يَهز السويد وحكومة السويد، ويُربي كل دول العالم، عندما يَروا، والدول الإسلامية ليست دولاً ضعيفة ولا دولا فقيرة، بل أن السويد لها مصالح ضخمة مع العربية والإسلامية، أكيد هذا الموضوع يُوقف ويُصبح له حد.
أنا أدعو الشعوب العربية والإسلامية إلى مُطالبة حكوماتها من الليلة وغداً، وغداً هو يوم جمعة، مُطالبة حكوماتها بأن تسحب سفراءها من السويد، وأن تطرد سفراء السويد من بلداننا العربية والإسلامية، هذا أضعف الإيمان، وإذا عادوا إلى ذلك، الخطوة اللاحقة يجب أن تكون قطع العلاقات الديبلوماسية مع السويد، يعني أن نُعاقبهم كعقاب موسى للسامري: لا مِساس، إبتعد عنا، أنت بحالك ونحن بحالنا طالما أنت مُصر على العدوان، هذا لا مِساس.
الشيء الذي قاله الأخ في البداية، يوجد أمرين نُريد أن ندعو إليهما الليلة:
* الدعوة الأولى: هي على ضوء هذا التطور الذي صار، أنا أدعو جميع الإخوة والأخوات غداً إلى أن يحضروا إلى المساجد لصلاة الظهرين، صلاة الجمعة حسب الصلاة التي تُقام، في كل القرى في كل المدن في كل الأحياء، وأن لا يكون يوم غد يوم جمعة عادي، يجب أن تمتلأ المساجد والمُصليات ومحيط المساجد بالمصلين، نُصرةً لِمصحفهم ومُقدسهم، وبعد الإنتهاء من الصلاة، سواءً الذين صلّوا أو أهل البلدة أو أهل الحي التجمع أمام المسجد، الإعتصام أمام المسجد لمدة من الزمن، وأرجو من الإخوة أئمة المساجد حتى لا نَعود نُوزع المسؤولين على المساجد، أئمة المساجد هم يتكفلون بِتوضيح الموقف للناس، فظاعة ما يُرتكب بِحق مُقدساتنا، وعنوان إعتصامنا غداً أمام جميع المساجد في لبنان، في كل قرانا وأحيائنا ومدننا يجب أن يكون قسمين:
- عنوان عام: نحن كجزء من الشعوب العربية والإسلامية نُطالب حكومات العالم العربي والإسلامي إلى سحب السفراء من السويد، وطرد سفراء السويد من دولنا العربية والإسلامية.
- هذا نداء عام، واثنين: نداء خاص: أُوجهه أنا الليلة وغداً كلنا نُريد أن نُؤكد عليه في اعتصامات بعد صلاة الجمعة، وبعد صلاة الظهرين يوم الجمعة، وهو أن نُطالب الحكومة اللبنانية بِسحب السفير إذا كان يوجد سفير أو القائم بالأعمال إذا كان يوجد قائم بالاعمال من السويد، احتجاجاً على تدنيس مُقدس المسلمين، وهذا لا يُناقش فيه أحد من المسؤولين، وأعتقد أن أهلنا وأحبائنا من المسيحيين في لبنان يتضمنون معنا أيضاً في هذا الأمر، ويتكافلون معنا أيضاً في هذا الامر، وأيضاً نُطالب الحكومة اللبنانية إذا كان يوجد سفير للسويد في لبنان أو قائم بالأعمال، أقول إذا.. وإذا.. لأنني لم ألحق لأتأكد اليوم، إذا كان يوجد سفير للسويد في لبنان أو قائم بالأعمال، أن تقوم بِطرده من لبنان، هذا أضعف الإيمان، إخواني وأخواتي هذا أضعف الإيمان.
* الدعوة الثانية: كان قد اتفق عليها بين حزب الله وحركة أمل قبل أيام، ونزل بيان بِخصوصها، لكن هذا اتفقنا عليه قبل التدنيس الجديد، وهذا نُريد ان نُكمل فيه، في كل مجالس غداً، مجالس حزب الله ومجالس حركة أمل، المجالس المشتركة بيننا، وندعو بقية المجالس إلى قراءة جماعية لِعدة دقائق، كل الحُضّار ( الحاضرين) أنا أدعوهم إلى أن يجلبوا معهم المصاحف، في يوم غد يجب أن يرى العالم كُله عندما يُدنس مصحفنا كيف نَحتضنه هنا ونفتحه ونقرأه، ونُسمع صوتنا للعالم، ونَقول لكل العالم: هذا المصحف سنحميه، سنحميه بأرواحنا، سنحميه بقلوبنا، سنحميه بدمائنا، سنحميه بفلذات أكبادنا، وهذه هي مسؤوليتنا جميعاً.
أمام المساجد ظهراً كُلكم مُدعوون لِنصرة مُقدسكم ومُصحف نبيكم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي ليل الغد كُلكم مُدعوون كما في الظهرين، في الظهر، كُلكم مُدعوون أن نأتي رجالاً ونساءً، ونحتضن نسخةً من المصحف، ونأتي بها إلى مجالسنا، لِيرى العالم كيف نَحتضن مُقدسنا ومُصحفنا.
واللقاء غداً إن شاء الله بينكم وبين هذه المسؤولية الكبيرة.
إقرأ المزيد في: فصل الخطاب
25/08/2024