عاشوراء 2024

فصل الخطاب

كلمة الأمين العام لحزب الله في اليوم الخامس من ‏شهر محرم
12/07/2024

كلمة الأمين العام لحزب الله في اليوم الخامس من ‏شهر محرم

المقطع السياسي من كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في اليوم الخامس من ‏شهر محرم ‌‌‏1446 هـ الموافق 11-07-2024:‏
 
اليوم نحن على أبواب ذكرى حرب تموز 12 تموز 2006. نحن من خلال المقاومة ننتمي إلى هذه ‏المدرسة ‏التي تكلمنا عنها، إلى هذه الثقافة، ثقافة الحياة الحقيقيّة التي نرى أن المقاومة فيها تصنع الحياة وأنّ ‏الشهادة ‏فيها تصنع الحياة، وعندما نُقدّم الشهداء كما في فيتنام وفرنسا وألمانيا، أنا لم أضرب أمثلة من ‏البلدان ‏الإسلامية مثل الجزائر مليون مليونين شهيد، ولكن كما هو حال الشعوب في العالم، أنت تُقدّم ‌‏1000 شهيد أو ‌‏2000 شهيد لِيحيا الملايين، تُقدّم عشرات آلاف الشهداء ليحيى ملايين الناس، عشرات ‏ملايين الناس ليحيوا ‏بكرامة وعزّة وأمن، لِيشعروا بسيادتهم، لِتبقى لهم كرامتهم وخيرات بلدهم، هذه ‏هي ثقافة المقاومة وثقافة ‏الشهادة، وهذا ما نريده نحن للبنان ولِشعب لبنان. هذا ما نريده، لبنان الذي عانى ‏من الاحتلال والاجتياح منذ ‏عام 1948 والعدوان، ماذا كانت نتيجة المقاومة؟ تحرير الأرض، الأمن، ‏السيادة، الكرامة، العزّة، الحفاظ ‏على الخيرات، وعندما يَعتدي نُواجهه.‏


‏وفقاً لاعترافات العدو، فإن المقاومة تُشكّل اليوم عامل ردع وحماية حقيقيّة. دَعك من بعض ‏التقييمات ‏الأخرى، ما أنتجته المقاومة، ما صنعته المقاومة حتى الآن، أمّا ثقافة الموت من أين تأتي؟ تأتي ‏من أمريكا. نحن لم نعتدِ على أحد. أميركا هي التي جاءت واعتدت على شعوب منطقتنا. ‏إسرائيل هي التي ‏جاءت واعتدت على فلسطين ولبنان وسورية والأردن ومصر وعلى المنطقة كلها، ‏وإسرائيل هي التي تُهدد ‏بالقتل وبالدمار، وأميركا وإسرائيل هما اللذان يملكان الأسلحة النوويّة، ثقافة ‏الحياة لا تأتي من أمريكا بل تأتي ‏من أمريكا ثقافة الموت. في وقت ما أُجريت دراسة إحصائية حول الحروب التي شنّتها أميركا خلال القرن الماضي ‏والقرن الذي سبق، وأعداد من قتلتهم، دعونا من هذه ‏الإحصائية، ولكن منذ بضعة سنوات أنا وأنتم عشنا هذه التجربة. ماذا ‏فعلت في أفغانستان؟ وماذا فعلت في العراق؟ وماذا ‏فعلت في الصومال؟ مباشرةً القوّات الأمريكية، في ‏فلسطين عندما أتوا لنا بإسرائيل والكيان. مجموع من ‏قُتل في هذه المنطقة في عقود من الزمن ملايين. من ‏قَتلهم؟ الأمريكيون والإسرائيليون، هل هؤلاء هم الذين ‏سينشرون ثقافة الحياة عندنا وفي منطقتنا؟! واليوم ‏الذي يُعبّر عن ثقافة الحياة هو من يُدافع، من يُقاوم، ‏من يُضحّي، من يُقاتل، من يُستشهد، من يَصمد، من يَقف في وجه العدو والاحتلال والهيمنة والتسلّط ‏والمشروع ‏الأمريكي الإسرائيلي في بلدنا وفي منطقتنا. هذه هي الحقيقة وهذه هي الثقافة التي ندعو ‏إليها، على الإطلاق ‏الناس تُريد أن تعيش بسعادة، لا بأس، فلتعِش الحياة السعيدة التي تتوخّاها. وتُريد أن تفرح فلتفرح وتُريد أن توسع فلتوسّع بيوتها ‏وتزيد أموالها فلتزِد ‏أموالها وتتاجر وتزرع وتصنع، لا مشكلة في هذا الموضوع، لكن المهم كيف يمكن ‏أن تُشكّل الحاجز ‏المتين والقوي الذي يَحمي شعبك وناسك، والذي يحمي أرواحهم، دماءهم، أعراضهم، أموالهم، ‏خيراتهم، ‏كرامتهم، حريتهم، هذا جزء من ثقافة الحياة التي تعلّمناها في كربلاء، ولذلك شهداؤنا كانوا كشهداء كربلاء ‏صنّاع حياة وصنّاع نصر، وشهداء اليوم في غزّة وفي لبنان وفي اليمن وفي سورية وفي ‏العراق وفي فلسطين ‏وفي إيران وفي كل منطقة، هم أيضاً صنّاع نصر وصنّاع حياة، والذي ينشر الدمار ‏والموت في هذه المنطقة ‏هو أميركا وربيبتها وأداتها ومعسكرها المُتقدّم إسرائيل، هذه هي فكرتنا وهذه هي ثقافتنا.‏


أحببنا أن نتكلم في هذا الموضوع حتى نكون جميعًا على وضوح وعلى بيّنة ولا نؤخذ بالكلمات الرنّانة ‌‏وبالاصطلاحات المُضلّلة، حيث يجب أن نَبحث عن المضمون الحقيقي ونُعطي الاسم الحقيقي للمضمون ‌‏الحقيقي.‏
‏ السلام على الحسين الذي أعطانا هذه الروح وهذه الثقافة وهذا الفكر وهذا الأمل وهذا النفس ‏وهذا الإحساس ‏وهذه المشاعر.‏


‏ السلام عليك يا سيّدنا ومولانا يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت ‏بفنائك، عليكم منّي جميعًا سلام الله أبدًا ‏ما بقيت وبقي الليل والنهار، السلام على الحسين وعلى علي بن ‏الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب ‏الحسين والسلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته وعظّم الله ‏أجركم.‏

الامين العام لحزب اللهعاشوراء_٢٠٢٤

إقرأ المزيد في: فصل الخطاب

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة