معركة أولي البأس

ترجمات

تخبط إدارة ترامب عنوانه الخوف من حزب الله
23/11/2019

تخبط إدارة ترامب عنوانه الخوف من حزب الله

كتب المحرر العبري في صحيفة "هآرتس" أمير تايبون (Amir Tibon) - الترجمة حرفية دون تحرير

*تمّت ترجمته عبر موقع العهد باللغة الانكليزية

"ترسل إدارة ترامب إشارات متضاربة حول مسألة المساعدات الأمنية الأمريكية للبنان. في الأيام الأخيرة، أكد كبار المسؤولين داخل الإدارة أن البيت الأبيض قد علق 105 ملايين دولار من المساعدات للبنان. ولكن في وقت سابق من هذا الشهر، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية خلال زيارة لـ"إسرائيل" إن المساعدات للبنان لم يتم حجبها ورفضت الطلبات الإسرائيلية بحظرها.

تزود الولايات المتحدة لبنان بالمساعدات الأمنية بما في ذلك المعدات والتدريب لقواتها المسلحة. لقد ضغطت "إسرائيل" على الولايات المتحدة لتأكيد استمرار هذه المساعدات كخطوات ملموسة من قبل القوات المسلحة اللبنانية كي تنأى بنفسها عن حزب الله. اتهمت "إسرائيل" الجيش اللبناني بكونه مخروقا من حزب الله. قدمت "إسرائيل" طلبات مماثلة إلى دول أخرى لتقديم المساعدات للبنان، مثل فرنسا والمملكة المتحدة.

في واشنطن، تواجه الإدارة ضغوطاً من اتجاهين بشأن مسألة المساعدات اللبنانية. فمن ناحية، يروج المشرعون لتشريعات من شأنها أن تحد من المساعدات إلى لبنان إلا إذا استطاعت القوات المسلحة اللبنانية إثبات أنها تتخذ خطوات ملموسة لتنأى بنفسها عن حزب الله. في مجلس النواب، اقترح مشروع قانون حول هذا الموضوع، يسمى "مواجهة حزب الله في القانون العسكري اللبناني"، وسيتعين على الإدارة تقديم تقرير إلى الكونغرس يتناول علاقات القوات المسلحة اللبنانية مع حزب الله، مع التركيز على أعضاء حزب الله المنخرطين في الجيش.

إذا لم يُظهر التقرير تقدماً من جانب الحكومة اللبنانية في تقليص نفوذ حزب الله على الجيش، فسيتم حجب 20 بالمائة من المساعدات الأمريكية المخصصة للبنان. يضم مشروع القانون 12 من الرعاة الجمهوريين برئاسة النائب لي زيلدين من نيويورك والراعي الديمقراطي المشارك، النائب إلين لوريا من فرجينيا. ويشمل "تنازلًا عن الأمن القومي" يسمح للإدارة بتجنب الحد من المساعدات فعليًا، لكنه يتطلب من الرئيس توقيع وثيقة تعلن عن قرار كهذا.

من ناحية أخرى، يدفع كبار المشرعين الديمقراطيين الإدارة لشرح سبب حجبها حالياً 105 ملايين دولار من المساعدات التي كان من المفترض أن تذهب إلى لبنان. في خطاب علني حول هذا الموضوع، سعى النائب إليوت إنجل (ديمقراطي من نيويورك)، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والنائب تيد ديوتش (ديمقراطي من فلوريدا)، الذي يرأس لجنة فرعية معنية بالشرق الأوسط، إلى ما اعتبروه إجابات حول تعليق "غير مبرر وغير محدد" على المساعدات الأمنية للبنان.

أوضح إنجل ودوتش، اللذان يعتبران مشرعين موالين لـ"إسرائيل" تربطهما صلات وثيقة بمنظمات اللوبي المؤيدة لـ"إسرائيل"، في رسالتهم أن مبلغ الـ 105 ملايين دولار المحتجز حالياً من لبنان "ضروري لبناء قدرة الحكومة اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار" ودعم القوات المسلحة اللبنانية في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وأمن الحدود وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

إضافة إلى الإرتباك في هذه المسألة، هناك بيانان أخيران صادران عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية. قال ديفيد شينكر- مساعد وزير شؤون الشرق الأدنى - خلال زيارة إلى القدس المحتلة في وقت سابق من هذا الشهر، إن المساعدات لم يتم حجبها، بل تمر بعملية مراجعة. دافع عن المساعدات وقال إن حجبها يمكن أن يدفع المؤسسة العسكرية اللبنانية بشكل فعلي إلى حضن حزب الله وإيران.

في واشنطن وفي الوقت نفسه، أبلغ وكيل وزارة الشؤون السياسية ديفيد هيل المشرعين أنه تم تعليق "المساعدات" إلى لبنان خلال فصل الصيف. ذكر هيل القضية كجزء من الإيداع المتعلق بالتحقيق الجاري في الاقالة بشأن سلوك الرئيس دونالد ترامب تجاه أوكرانيا. وقال هيل إن المساعدات للبنان كانت متوقفة في نفس الوقت الذي تم فيه وقف المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا.

في القضية الأوكرانية، يحقق الكونغرس فيما إذا كان ترامب قد أوقف المساعدات من أجل الضغط على الحكومة في كييف لفتح تحقيق ذي دوافع سياسية ضد المنافس السياسي للرئيس، نائب الرئيس السابق جو بايدن بشأن تعاملات ابنه التجارية في البلاد.

في الشأن اللبناني، قال هيل إنه لم يتم الإفراج عن المساعدات بعد، وأضاف إن هناك "نزاعًا حول فعالية المساعدة".

وفي هذا السياق، أخبر مصدران مقربان من الإدارة، طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر، صحيفة "هآرتس" أن البيت الأبيض بدأ قرار حجب المساعدات، وأن وزارة الخارجية والبنتاغون يحاولان حاليًا الإفراج عن الأموال.

بالنسبة للبنتاغون ، القلق هو أن حجب الأموال يمكن أن يسهم في زيادة عدم الاستقرار في البلاد وتعزيز حزب الله وإيران. كانت اعتراضات البنتاغون معروفة للبيت الأبيض قبل اتخاذ القرار. يحذر مؤيدو خطوة حجب المساعدات الأمنية من أن الدعم الأمريكي سينتهي به الأمر في أيدي حزب الله، ويدّعون أن تكييف المساعدات سيمنح معارضي حزب الله حجة قوية لتقليص تورط المنظمة في الجيش.

إحدى المنظمات التي تدفع باتجاه تغيير السياسة فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية للبنان هي منظمة المسيحيين المتحدين من أجل "إسرائيل"، وهي أكبر مجموعة مسيحية إنجيلية موالية لـ"إسرائيل" في أمريكا. وكتبت المنظمة في موجز للسياسة في وقت سابق من هذا العام أنه "بدلاً من استخدامها لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية في تعزيز حدودها وحماية سيادتها على النحو المتوخى من قبل وزارة الخارجية، يتم استخدام المساعدات الأمريكية لتسليح المنظمة الإرهابية ذاتها التي تهدد سيادة لبنان".

أخبر بوريس زيلبرمان، مدير السياسة العامة والإستراتيجية منظمة المسيحيين المتحدين من أجل "إسرائيل"، صحيفة "هآرتس" أن خطوة مفيدة لتوضيح موقف الإدارة بالضبط من القضية ستكون جلسة استماع حولها في الكابيتول هيل. "مع تطور الوضع السياسي في لبنان، بما في ذلك المخاوف المتزايدة بشأن نفوذ حزب الله المتزايد والأسئلة حول وضع المساعدة الأمريكية للقوات المسلحة اللبنانية، سيكون الآن هو الوقت المهم للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لعقد جلسة استماع مع مسؤولي الإدارة".

وأضاف زيلبرمان أنه "يجب على الكونغرس الإصرار على مراقبة أكبر للمساعدات المقدمة إلى القوات المسلحة اللبنانية، ويمكنه البدء بإصدار تشريع من الحزبين تم تقديمه بالفعل والذي سيشترط جزءًا صغيرًا من هذه المساعدات لضمان عدم استخدامها ضد المصالح الأمريكية". تخبط إدارة ترامب عنوانه الخوف من حزب الله".

 

إقرأ المزيد في: ترجمات

خبر عاجل