باحث أميركي يحذّر: دعم "إسرائيل" يعني دعم حرب متعددة الجبهات

كتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولورادو "ديفيد هندريسكن" David Hendrickson مقالة نُشرت على موقع Responsible Statecraft سلّط فيها الضوء على مقالة كتبها مؤخرًا الكاتب الإسرائيلي Gadi Taub في مجلة Tablet، حيث قال Hendrickson أن Taub يبيّن بشكل واضح في مقالته أن الحرب الإسرائيلية على غزة ليست الأخيرة.

وأشار الكاتب إلى ما كتبه Taub عن تخلي "إسرائيل" عن إستراتيجيتها الدفاعية والانتقال إلى الموقع الهجومي، والذي يعني الهجوم على حزب الله ومن ثم خوض "صراع متعدد الأوجه" ضد إيران.

ولفت Hendrickson إلى أن إدارة بايدن حذرت "إسرائيل" من عملية هجومية كبيرة ضد لبنان، معتبرًا أن هذا التحذير هو "خطوة صائبة". كما أشار إلى المعلومات التي تتحدث عن امتلاك حزب الله ما بين 100000 و150000 صاروخ، وإلى أن القوة هذه أكبر بكثير من القوة التي تملكها حركة حماس.

وبينما قال إن إخلاء حوالي 80000 إسرائيلي من المناطق المحاذية للبنان لا شك أنه نتيجة غير مقبولة لـ "إسرائيل"، شدد في المقابل على أن "تل أبيب" لا يمكنها السعي لـ "القضاء" على حزب الله من دون أن تعرض سكانها لمخاطر كبيرة، وفق تعبيره.

وتابع الكاتب بأنه إذا كانت مواقف Taub تعكس المواقف الإسرائيلية الحقيقية، فهذا يعني أن الإسرائيليين فقدوا الأمل بالرئيس الأميركي جو بايدن و"الديمقراطيين" عمومًا، لافتًا في هذا السياق إلى ما قاله Taub عن إستراتيجية معدّة مسبقًا للحزب الديمقراطي "بتقوية إيران على حساب حلفاء أمريكا التقليديين"، وفق زعمه.

وتابع الكاتب بأن إدارة بايدن هي في موقف لا تُحسد عليه، إذ من جهة هناك "الكارثة الجيوسياسية" الناتجة عن الدعم المطلق لـ "إسرائيل"، بينما هناك من جهة أخرى المخاطر الداخلية الناتجة عن الدخول في معركة كبرى مع نتنياهو و"إسرائيل" عمومًا.

وتساءل Hendrickson عما إذا كان بايدن سيختار "البلد بدلًا من الحزب"، مضيفًا بأنه لا يملك إجابة على هذا السؤال.

واعتبر الكاتب أنّ "الشيء الواضح الذي لا لبس فيه هو أن دعم "إسرائيل" يعني دعم مخطط كبير يتضمن الحرب على عدّة جبهات، وبتمويل وتمكين أميركي". كما قال إن "الإسرائيليين، على ما يبدو، غير مدركين لحقيقة أن استخدام القوة سابقًا في لبنان وفلسطين لم تحل مشاكلهم الأمنية، بل يرون أن المزيد من الدمار الهائل سينجح هذه المرة".

واعتبر Hendrickson أن "الاعتقاد الإسرائيلي هذا يبدو غير منطقي كون "إسرائيل" هي وحدها "في بحر من المسلمين""، وفق تعبيره.

وأردف بأن "إسرائيل" لا يمكنها أن تتخلص من مشاكلها الأمنية أو من أعدائها عبر الاستخدام المفرط للقوة. كذلك أضاف بأن التصعيد يعرض "إسرائيل" للخطر بقدر ما يعرّض جيرانها للخطر.

إقرأ المزيد في: ترجمات