معركة أولي البأس

ترجمات

الجامعات الأميركية خاضعة للنفوذ السياسي والمالي
01/05/2024

الجامعات الأميركية خاضعة للنفوذ السياسي والمالي

كتب أستاذ القضايا الدولية "كاس مود"، في جامعة جورجيا الأميركية، مقالة نُشرت في صحيفة الغارديان قال فيها إن: "أرض الأحرار وموطن الشجعان" (لقب الولايات المتحدة) لم تبدُ حرّة ولا شجاعة، باستثناء المتظاهرين الشجعان الذين يُواصلون الوقوف بوجه قمع الدولة والجامعات".

وأكّد أنّ القمع الذي تمارسه الدولة يعكس، إلى حدٍ كبير، أزمة الديمقراطية الليبرالية الحالية التي قال إنها عالقة بين فكي كماشة اللاليبرالية والنيوليبرالية، لافتًا إلى أن: "المظاهرات في المجمل ليست معادية للسامية ولا عنيفة، إلا أنه ومع ذلك، اليمين المتطرّف اغتنم الفرصة من أجل تكثيف الهجوم ضدّ الجامعات".

وأشار الكاتب إلى أن هذا اليمين المتطرّف وصف الجامعات بأنها بؤر للمتعاطفين مع الإرهاب وثقافة wokeness (اليقظة) التي تصنّف بالفكر اليساري، والتي يقول اليمين المتطرّف إنها تهدّد "قيمًا أميركية" أساسية؛ مثل حرية التعبير. وقال: "إنه وعلى الرغم من وجود اختلافات أساسية، على الصعيدين المالي والسياسي بين الجامعات الغنية مثل هارفرد والجامعات الحكومية، إلا أن المنطق النيوليبرالي في التعليم العالي المعاصر جعل إدارات الجامعات أكثر طاعة للمانحين من القطاع الخاص والسياسيين الحكوميين"، منبهًا إلى أن هؤلاء في الغالب يناصرون قضايا يمينية.

أضاف الكاتب أن: "ما يميز المظاهرات الطلابية والقمع الذي تمارسه الدولة اليوم، ليس فقط الوتيرة، وإنما النطاق أيضًا.. وبينما تركزت هجمات اليمين، خلال العقد المنصرم، على جامعات حكومية في ولايات جمهورية مثل فلوريدا، شهد الأسبوع الفائت قمع الطلاب المتظاهرين في جامعات حكومية أخرى مثل جامعة تكساس، ولكن أيضًا في جامعات خاصة في ولايات جمهورية مثل جامعة "إيموري" في مدينة أتلانتا، وحتّى في جامعات خاصة في ولايات يقودها حكّام من الحزب الديمقراطي، مثل جامعتا كولومبيا وجنوب كاليفورنيا".

وتابع مود يقول: "إن أولى مؤشرات القمع الذي يمارس حاليًّا كان جلسات الاستماع في الكونغرس حول معاداة السامية في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، حين استجوب السياسيون الجمهوريون ثلاثة رؤساء من الجامعات النخبوية حول مزاعم بتنظيم مظاهرات معادية للسامية في جامعاتهم"، مشيرًا إلى أن الناشطين من اليمين المتطرّف كثّفوا التهم بمعاداة السامية وحققوا نجاحًا، فاستقال اثنان من رؤساء الجامعات الثلاث الذين أدلوا بشهاداتهم، وهما رئيسة جامعة هارفرد "كلودين جاي" ورئيسة جامعة بنسلفانيا "ليز ماجيل".

ولفت الكاتب إلى أنه: "وكما جرت العادة، أدى قمع الدولة لمظاهرة صغيرة نسبيًا إلى نشوء حركة احتجاج على نطاق أوسع بكثير، فانتشرت في أنحاء البلاد كافة، من نيويورك إلى كاليفورنيا ومن ميشيغن إلى تكساس".

ورأى الكاتب أنّ الهجمات التي تتعرض لها الجامعات الأميركية اليوم هي من دون شك نصر سياسي لليمين المتطرّف، وأن ما حصل لا يجيش ويوحد صفوف القاعدة المحافظة فحسب، بل يقسّم المعارضة الليبرالية. لكنّه رأى أن: "هناك دروسًا مهمة لليبراليين الديمقراطيين في البلاد، الأول هو أن الجامعات النيوليبرالية لا تستطيع مواجهة السياسات غير الليبرالية. أما الدرس الثاني فمفاده أن أي جامعة ليست في مأمن، وأن ما يجري ليس عبارة عن القطاع الخاص ضدّ القطاع العام أو الولاية الحمراء (الجمهورية) ضدّ الولاية الزرقاء (الديمقراطية)، وثالثًا وأخيرًا أن الهجمات الحاصلة اليوم هي فقط مقدمة لما سيحصل لليبرالية الديمقراطية عمومًا، والتعليم العالي خصوصًا، إذا ما عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الحكم".

إقرأ المزيد في: ترجمات

خبر عاجل