ترجمات
كاتب أميركي: على ترامب اغتنام الفرصة للحل الدبلوماسي مع إيران
تطرق الكاتب الأميركي جون هوفمان في مقالة نشرت على موقع "ذا هيل" قال فيها إن الدبلوماسية تبقى ممكنة، رغم انعدام الثقة الكبير بين واشنطن وطهران، وعلى الرئيس المنتخب (دونالد) ترامب إعادة الانخراط مع إيران والاستفادة من النافذة الصغيرة الموجودة حالياً من أجل نزع فتيل برنامج إيران النووي بطريقة سلمية وخفض التصعيد مع الجمهورية الإسلامية.
وأضاف: "كما أن تفويت هذه الفرصة يحمل معه خطر دفع الولايات المتحدة باتجاه حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط، والتي تعهد (ترامب) للناخبين بأن يتجنبها".
وأشار إلى أنَّ "سياسة الضغوط القصوى التي مارسها ترامب على إيران فشلت، بتقليص برنامجها النووي والحد من سلوكها الخبيث، سواء في الداخل أم الخارج. زادت إيران بشكل كبير من مخزونها من اليورانيوم المخصب، بما يكفي لإنتاج الوقود لصنع عدد من القنابل النووية إذا ما اتجهت إيران نحو التسليح (تسليح برنامجها النووي)".
وتابع: "مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني يناير، هناك مؤشرات متباينة تأتي من ترامب ومستشاريه. فمن جهة هناك تقارير تفيد بأن الرئيس المنتخب يريد تجديد حملته المسماة "الضغوط القصوى" ضد إيران وبأنه ينظر حتى في تنفيذ ضربات جوية ضد منشآت إيران النووية. ومن جهة أخرى هناك مؤشرات تفيد بأن الرئيس السابق يدرس احتمالات الصفقة مع طهران".
ولفت إلى أنَّه "قد لا تبقى نافذته (نافذة ترامب) للمفاوضات مفتوحة لوقت طويل، وهناك عقبتان رئيسيتان أمام المفاوضات لدى الطرف الأميركي. ففي البداية هناك عقود من الجمود السياسي الذي يدفع بواشنطن نحو المواجهة مع إيران، وتعود جذور ذلك إلى مفهوم خطأ تمامًا للتهديد الذي تشكله إيران للمصالح الأميركية، وهو تهديد جرى تضخيمه بشكل كبير في واشنطن".
وأردف: "أما العقبة الثانية أمام المفاوضات فتنبع من اعتراضات "إسرائيل" والتصعيد المستمر في الشرق الأوسط. فقد شهد الشرق الأوسط على مدار أربعة عشر شهرًا موجة من التصعيد، شمل للمرة الأولى تبادل الهجمات العسكرية المباشرة بين إيران و"إسرائيل". وسيواجه أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران على الأرجح معارضة شرسة من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الذي طالما رحب بالتصعيد مع طهران".
وأضاف: "كما أن البديل المرجح عن الدبلوماسية هو الحرب بين الولايات المتحدة وإيران والتي ستكون كارثية للاستقرار الإقليمي والمصالح الأميركية. كذلك سيكون لها تداعيات عكسية على طهران، إذ إن الضربات الوقائية ضد منشآت إيران النووية والتي ستفشل على الأرجح في تدمير كامل برنامج إيران النووي، إنما تحمل معها خطر تحفيز إيران على الإسراع نحو امتلاك القنبلة. وستسبب دفاعات إيران الجوية وقدراتها في مجال الصواريخ البالستية بأثمان مالية وبشرية باهظة على الجيش الأميركي".
واعتبر أنَّه "ستشكل القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط صيدًا سهلًا لهجمات انتقامية من إيران وحلفائها الإقليميين. وستكون واشنطن بمنزلة من يرمي بنفسه إلى الهاوية في غياب المسار الواضح نحو النصر أو الرؤية حول نهاية نزاع مطول كهذا".
وختم: "عندما يتعلق الأمر بإيران، فإن الخيار الأفضل لترامب هو الدبلوماسية، وعليه أن يعمل على نزع فتيل التوتر مع طهران، والذي هو خطوة أولى باتجاه فك التشابك عن الشرق الأوسط والذي هو حاجة أميركية ماسة".
الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيراندونالد ترامب