توصيات لترامب من معسكر المحافظين الجدد حيال الشرق الأوسط

سلط الكاتب الأميركي جيم لوب الضوء على تقرير أعده تحالف "Vandenberg" تحت عنوان "صفقات القرن: حل الوضع في الشرق الأوسط"، وهو مجموعة أسسها ويرأسها إليوت أبرامز، وهو شخصية معروفة من معسكر المحافظين الجدد. 

وفي مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft"، أشار لوب إلى أن شخصية بارزة من المحافظين الجدد أصدرت سلسلة شاملة من التوصيات لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة، حول السياسة حيال الشرق الأوسط، وكلها تقريبًا أفكار لن يتردد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو وحزب "الليكود" بتبنيها.

وقال الكاتب إن التقرير الذي نشره تحالف "Vanderberg" يدعو الإدارة الجديدة إلى الاستفادة من كل عناصر القوة الأميركية من أجل منع إيران التي تعد "التهديد الأكبر للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط والسبب وراء أغلب المشاكل الأمنية في المنطقة"، (بحسب تعبير التقرير)، من امتلاك قنبلة نووية. 

كذلك يقول التقرير إن ""إسرائيل" حليفتنا الأساسية في المنطقة، ويجب أن تزودها واشنطن بكل الأسلحة التي تحتاجها من أجل مساعدتها على الانتصار في الحرب ومنع التصعيد على نطاق أوسع". وتدعو التوصيات واشنطن إلى البقاء على وجودها العسكري في كل من العراق وسورية، وتعليق كل المساعدات للجيش اللبناني "حتى يثبت استعداده للوقوف بوجه حزب الله"، وتسريع مبيعات السلاح الأميركي إلى دولة الإمارات وتوسيع التعاون الاستخباراتي معها، شريطة أن تبتعد عن الصين وروسيا.

كما يدعو التقرير السعوديين إلى "زيادة التزاماتهم بالاستثمار المباشر في الصناعات الأميركية"، و"الكف عن تصريحات علنية" تنتقد "إسرائيل" وتدعم إيران. ويصر التقرير على أن "تعزيز التعاون مع السعوديين يجب أن يكون مرهونًا بموقف واضح منهم حول الجهة التي يقفون معها".

كذلك على واشنطن، وفق التقرير، "تصنيف قوات الحشد الشعبي في العراق و"الميليشيات ذات الصلة بالمنظمات الإرهابية" (فصائل المقاومة العراقية)، والكف عن الانخراط السياسي معهم، والعمل مع مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ضد حركة أنصار الله"، بحسب تعبير التقرير.

وفي ما يخص الحكومة الجديدة في سورية، يعتبر التقرير أنه يجب عدم رفع العقوبات "إلا إذا تبين أن الحكومة الجديدة هي لاعب مسؤول"، من دون أن يوضح معنى ذلك عبر تقديم أي تفاصيل.

وإلى جانب تصنيف إيران بالعدو رقم واحد، يوجه التقرير انتقادات حادة إلى قطر، وكذلك إلى السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، ويقول إن على واشنطن وقف كل التمويل لكل من "الأونروا" و"اليونيفيل".

وبحسب ما ورد في التقرير، فقد "عملت قطر لتقويض المصالح الأميركية عبر التعاون مع إيران وإيواء "مجموعات إرهابية" مثل حماس"، وفق وصفه. كما يقول التقرير إن "واشنطن لم تعد تحتاج إلى القبول بسلوك قطر المزعزع للاستقرار، وعليها بالتالي نقل مقر القيادة الوسطى للقوات المسلحة الأميركية من قاعدة العديد، وسحب صفة الدوحة "كحليف رئيسي خارج حلف "الناتو"، إلا إذا تغير سلوكها". ووفق التقرير "يجب منح هذه المرتبة في المقابل إلى دولة الإمارات، شريطة أن تقلل من اعتمادها على روسيا والصين في مجال المعدات العسكرية".

ويضع التقرير "منع إيران من إنتاج سلاح نووي في أعلى اللائحة"، على صعيد المصالح الأميركية الحيوية في الشرق الأوسط، لكنه يعرب عن قلقه من دخول الحزب الشيوعي الصيني إلى المنطقة، حيث يلفت إلى أن الأخير هو "الخصم العالمي الأساس" لواشنطن.

وفي تكرار لخطاب الحرب العالمية المزعومة على "الإرهاب"، يقول التقرير إن على واشنطن أن "تمنع الإرهابيين الجهاديين" من الحصول على ملاذ آمن، وذلك في إشارة جزئية إلى شعور معدي التقرير بضرورة إبقاء القوات الأميركية في سورية والعراق.

ومن أجل زيادة الضغط على إيران، يجب على واشنطن ألا تعيد "حملة الضغوط القصوى" التي كان قد شنها ترامب فحسب، وإنما أيضًا إقناع كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإعادة فرض العقوبات على طهران في الأمم المتحدة عبر آلية "snapback". 

ويتحدث التقرير عن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد "يحظر على إيران تخصيب اليورانيوم بما يفوق الكميات الصغيرة المطلوبة من أجل برنامج نووي مدني"، وهو ما حققته خطة العمل المشتركة التي انسحب منها ترامب، بحسب قوله. كذلك يجب أن يجري التعامل مع أي اتفاق يجري التوصل إليه على أنه معاهدة، بحيث ينال على غالبية ثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ، وفق التقرير.

ويتوجب على الولايات المتحدة أن "تسمح بأن تسيطر وصاية عربية على غزة بعد الحرب"، كما يشير إلى أن "ضعف وعدم كفاءة السلطة الفلسطينية يعني أنها لا تستطيع ان تحكم غزة"، وأن على "إسرائيل" أن "تبقي على السيطرة الأمنية لمنع حماس من إعادة ترميم صفوفها".

دونالد ترامبالشرق الأوسط

إقرأ المزيد في: ترجمات