الرد القاسم
جريمة ترامب تُنهي احتمالات التهدئة في المنطقة
هبة العنان
أوقفت جريمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي ارتكبها بحق الشهيدين القائد الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، كل مساعي التهدئة في المنطقة. زيارة القائد سليماني لبغداد ليل الخميس (2/1/2020) لم تكن اعتيادية، بل كان من المقرّر أن يسلّم الشهيد ردّ طهران على رسالة سعودية سابقة سُلّمت عبر بغداد، وفق ما أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمس.
الجريمة الأميركية أكدت أن واشنطن ترفض أيّ تفاهم مُحتمل يمكن أن يحصل بين دول المنطقة، ما يعني أن التصعيد الذي اختارته واشنطن لا يُحقق إلّا مشاريع رئيسها ومصالحه دون اي اعتبار حتى لحلفائه أو وكلائه في المنطقة، كل ذلك بسلوك متهور وأحمق وجنوني.
رئيس تجمع "السند الوطني" العراقي النائب أحمد الأسدي
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس تجمع "السند الوطني" العراقي النائب أحمد الأسدي في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "جريمة ترامب قطعت كل احتمالات الحوار والتفاوض والتهدئة في المنطقة، مشيرًا إلى أنه "اختار التصعيد غير المسبوق معرقلا كل المساعي العراقية التي بذلت لحل الأزمة بين إيران والسعودية".
وقال الأسدي لـ"العهد": "تبين أن ترامب لا يسعى إلا إلى تحقيق مشاريعه ومصالحه دون اي اعتبار لوكلائه في المنطقة"، لافتا إلى أن "الرئيس الأميركي اجرى قبل الجريمة بيومين اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، إلا ان الجانب الأميركي أصر على قطع الطريق على كل مساعي التهدئة واختار التصعيد".
وأوضح الأسدي أن ما أقدم عليه ترامب من جريمة هو "تصعيد غير مسبوق وله نتائج تترتب عليها آثار كبيرة على مستوى المنطقة والعالم"، مضيفا: "لا نتوقع من الطريقة التي يدير بها ترامب الوضع غير التهوّر والجنون".
وجزم الأسدي لـ"العهد" بأن "العراق لن يكون بعد الجريمة الأخيرة وسيطًا لحلّ أزمات واشنطن وحلفائها في المنطقة"، مشيرًا إلى أن "الموقف العراقي سيكون مختلفًا تمامًا عمّا كان سابقًا في ما يتعلق بمسألة تخفيف التوترات في المنطقة".
وأضاف أن موقف العراق ومحور المقاومة سيتلاءم مع حجم وقيمة الشهيدين القديريْن"، موضحًا أن "الاستهداف لم يكن للشهيد سليماني والمهندس بل كان لكل مقاوم واجه أمريكا وحلفاءها يوما ما في المنطقة".
الكاتب وسيم بزي
من جهته، رجّح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني وسيم بزي أن يكون ترامب على علم بمضمون الرسالة التي أراد الشهيد سليماني إيصالها إلى عبد المهدي، باعتبار ان الإدارة الأميركية على علم بالاتصالات السياسية التي تجريها الرياض"، مضيفا أن ما "كشفه عبد المهدي له انعاسكات مرتبطة بنقطتين أساسيتين: أولهما أن زيارة الشهيد سليماني هذه كانت زيارة لموفد إيراني رسمي، وبالتالي ما قام به الأميركيون هو اعتداء موصوف ليس فقط على سيادة العراق بل على القرار السيادي الرسمي للحكومة العراقية باستقبال مبعوثين رسميين للدول، ما يسقط كل قائمة المبررات الاميركية المقدمة في سياق تبرير عملية الاغتيال".
ورأى بزي في حديثه لموقع "العهد" أن النقطة الثانية هي أن الأميركييين لا يريدون لابناء المنطقة وشعوبها ودولها اي تفاهم"، مشيرًا إلى أن " الجريمة الأميركية اثبتت قدرة واشنطن على إحداث المزيد من التفرقة بين ابناء المنطقة وشعوبها ودولها"، وقال: "من الطبيعي ان يقوم بقطع اي محاولات للتهدئة، باعتبارها يمكن ان تجري باتجاه معاكس لحساباته ومخططاته الفتنوية".
ولفت بزي الى أن "على السلطات السعودية ان توضح حقيقة ما كشفه الجانب العراقي في سياق محاولة التجسير الإيجابي بين ابناء المنطقة لمحاولة النأي بآثار ما سيجري من مواجهة كبيرة، خصوصًا بعد ان اقدمت الولايات المتحدة على جرّ المنطقة الى المواجهة المفتوحة".
وأوضح بزي لـ"العهد" أن "ترامب اقدم على جريمته بناء على اعتبارات عديدة، منها محاولة العزل من قبل خصومه في الداخل، ومنها ما له علاقة بحساباته الانتخابية في ظل لحظة مصيرية مرتقبة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بتشرين الأول، ومنها ما يأتي في سياق المخططات القادمة والنظرة القادمة في الولايات المتحدة لإعادة تشكيل المنطقة والدور المؤثر الذي يلعبه سليماني والمهندس في إفشال جزء من هذه المخططات الاميركية سواء على ساحة العراق او على الساحة الفلسطينية او على ساحة هزيمة الإرهاب الداعشي واخواته، والذي يستخدم كادوات من قبل الأميركيين".
وخلص بزي الى أن "ترامب لا يعطي اي وزن لما يمكن ان نسميهم حلفاء، بل يُعاملون كأدوات تنفيذية وكعملاء، وبالتالي من الطبيعي ألّا يُعطي هؤلاء أيّ حساب في اي قرار يتخذه بهذا الحجم والأهمية".
إقرأ المزيد في: الرد القاسم
23/01/2020