الرد القاسم
عبد الهادي لـ"العهد": لولا الشهيد سليماني لما أرست المقاومة الفلسطينية معادلة الرعب مع العدو
لا شك أنّ ما كشف في الأيام القليلة الماضية عن الشهيد الفريق قاسم سليماني، يُشكّل نقطة في بحر شخصية قيادية قل نظيرها في العالم. ولا شك أنّ الأيام القادمة ستكشف المزيد، ففي كل جبهة من جبهات الجهاد حكاية، ومع كل مجاهد قصة عن قائد مقدام، اجتمعت فيه كل صفات الشجاعة والعنفوان والاقتدار. شهيد محور المقاومة كان قائداً لكل الساحات والميادين، حمل كل قضايا الأمة وناضل لأجلها، لا بل دعمها بأغلى ما يملك، حتى قضى شهيداً.
ممثل حركة "حماس" في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي يُشدّد في حديث لموقع "العهد" الاخباري على أنّ الشهيد سليماني والجمهورية الاسلامية قدما الكثير للقضية الفلسطينية ولكتائب الشهيد عز الدين القسام. فالشهيد سليماني ساهم في تطوير مقدرات المقاومة خصوصا الصواريخ، وكل ذلك لقناعة تامة لديه بضرورة مواجهة الكيان الصهيوني واحتلاله لفلسطين وضرورة تحريرها. هذا الأمر -برأي عبدالهادي- دفع باتجاه تطوير مقدرات المقاومة الفلسطينية وباتجاه ايجاد معادلة ردع ورعب مع الكيان. الأخير وكلما فكر بالاعتداء على قطاع غزة يحسب الف حساب ويفكر مئة مرة، لماذا؟. لأنّ الرد سيكون قويا جدا بفضل الدعم الذي قدّمه سليماني. فلنتصور أن أي صاروخ سيسقط في الداخل الصهيوني، هناك ما يقارب المليون الى مليون ونصف مستوطن سيذهبون الى الملاجئ فورا، يضيف المتحدث.
ما سبق يعني -من وجهة نظر عبد الهادي- أن هناك معادلة رعب رادعة بشكل قوي، ساهم في صناعتها الحاج قاسم عبر الدعم الذي قدّمه وبأشكال مختلفة منها الصواريخ وتطوير مدياتها وقوتها. هذه القضية في غاية الأهمية، الا أننا لم نكن نتحدّث عنها لأنه لم يكن هناك ظرف أو بيئة مناسبة، ولكن من باب الوفاء لهذا الشهيد أقل ما نقول إنه ساهم في دعم المقاومة الفلسطينية حتى وصلت الى هذه المرحلة في حربها مع الكيان الصهيوني.
ويشدّد ممثل حركة "حماس" في لبنان على أننا ورغم خسارتنا لشخص كبير كالقائد سليماني، الا اننا نمتلك تجارب سابقة في المقاومة اللبنانية والفلسطينية تقول إنه عندما يرتقي عدد من قادتنا شهداء، فإنّ الدماء الزكية ستشكّل دافعا لكل قيادات المقاومة ومجاهديها لزيادة قوتهم وقدراتهم في مواجهة المشروع الاميركي و الصهيوني. على سبيل المثال، بعد اغتيال نائب القائد العام للجناح العسكري لحركة "حماس "الشهيد أحمد الجعبري، حصل تطور كبير جدا في قدرات المقاومة لأن الاستشهاد زاد المجاهدين اصرارا على المضي قدما خصوصا ان قناعاتنا الجهادية تقول إن من يسير في هذا الخط فإن عاقبته النصر أو الشهادة، وبالتالي فإنّ استشهاد القائد سليماني سيكون دافعا للمجاهدين لتطوير قدرات المقاومة والامعان في الاثخان في العدو الصهيوني.
ويتطرّق المتحدّث الى الرد الايراني على الجريمة الأميركية، فيقول "لنتصور المشهد، ايران تضرب بصواريخها قواعد دولة تعتبر نفسها القوة العظمى في العالم. لا بل بدل أن تفعل واشنطن أي شيء وترد، تراها تتذرّع بأن الضربة لم توقع خسائر بشرية". وهنا يضيف عبد الهادي " لنفترض لم تقع خسائر كما يزعمون، الا أن هذه الضربة مسحت هيبة واشنطن، وبيّنت أن المقاومة تتوعد وتفعل ولا تطلق المواقف جزافا في الهواء. كما أن المهم -بحسب عبد الهادي- ما عبرت عنه التصريحات لجهة أنّ الضربة ليست النهاية بل بداية الرد الاستراتيجي، وهذا أول الغيث لاخراج الاميركيين من العراق والمنطقة.
ويعرّج عبد الهادي على صفات الفريق سليماني، فيوضح أنه كان صاحب بعد ايماني كبير، وكان شهيدا يسير في الجبهات من حبه للشهادة. يمتلك اخلاقاً دمثة وتواضعا مميزاً. ولعل أهم ما يميزه هي تلك الجرأة التي كانت تسبقه في الميادين. فنحن نعرف ان القادة الكبار يديرون الجبهات من غرف عمليات مغلقة، الا ان الشهيد كان يتحرك على الارض ليعطي الدافعية والمعنويات والتوجيهات اللازمة للمجاهدين والقيادات.
وفي الختام، يعد عبد الهادي الشهيد سليماني بالوفاء وبأن نمضي قدما ونكمل المسار في مقارعة العدو كجزء من محور المقاومة.
إقرأ المزيد في: الرد القاسم
23/01/2020