#عهدنا_مقاومة
فضل الله: "العهد" هي الكلمة الصحافية الأولى للمقاومة الاسلامية
د. حسن فضل الله - عضو كتلة الوفاء للمقاومة
"العهد" هي الكلمة الصحافية الأولى للمقاومة الاسلامية. عندما بدأت صفحاتها الأولى بين أيدي الناس كان هناك اقبال شديد عليها لأن المقاومة منذ نشاتها عام 1982 الى اطلاق جريدة "العهد" كان طابعها طابعًا سريًا على مستوى الاطلالة السياسية والاعلامية باستثناء بعض الخطابات التي كان يطلقها العلماء الذين قادوا المسيرة آنذاك.
أما وجود المقاومين وقيادات المقاومة وصوت المقاومة فلم يكن ظاهرًا للعيان، ولم يكن الناس يعرفون الا القليل القليل أو ما يصدر عن وسائل اعلام بأغلبها كانت تثير الشكوك والشبهات والأسئلة وتحاولة تحريف الموضوعات المرتبطة بهذه المقاومة، ولكن يكن آنذاك هناك تعاطٍ اعلامي جاد مع المقاومة بعنوانها الميداني العسكري ولا باطارها السياسي، فجاءت "العهد" لتكون الحاجة الملحة للمقاومة من جهة، ولجمهور هذه المقاومة.
كان توزيعها يتم بشكل يدوي على المارة أو في المحال أو البيوت، ومن ثم أخذت تتطور شيئا فشيئا وتُعرَف من قبل جمهور المقاومة في المرحلة الأولى، ومن ثم من الجمهور الأوسع فالأوسع. لم يكن آنذاك لدى المقاومة وسائل اعلام مرئية ومسموعة باستثناء اذاعة "صوت المتسضعفين" في البقاع وكان انتشارها على نطاق محدود لان التقنيات لم تكن قادرة على ايصال الصوت الى أغلب المناطق اللبنانية.
اذًا، "العهد" هي الكلمة التي بدأت تنتشر شيئًا فشيئًا على مستوى الجمهور الخاص بالمقاومة والجمهور العام.
بَدَأتُ في مطلع العام 1987 - وكنت آنذاك طالبًا في كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية - عملي في جريدة "العهد" ككاتب في صفحات المقالات، وثم في هيئة التحرير، وتطور هذا العمل على مدى سنوات طويلة، مع أني بدأت في اذاعة النور منذ تأسيسها في أيار عام 1988 لكني حافظت على هذه العلاقة التحريرية مع الجريدة لأني كنت أعتبر أن الكتابة في الجريدة تعمق الكتابة أكثر وتطور من قدرات الاعلامي أكثر من العمل الاذاعي ولاحقًا العمل التلفزيوني.
بين عام 1987 و1995 كنت أمارس عملي الاعلامي في كتابة المقالات والتحقيقات في صفحات متنوعة، وعلى مستويات مختلفة، الى أن تقرر تسلمي لرئاسة تحرير الجريدة على مدى عامين، وعملنا مع فريق مهني، وكان التطور قد أصاب الاعلام بشكل عام، وهذا ما لحق أيضًا بجريدة "العهد"، سواء على المستوى التقني أو على المستوى التحريري. وأصبحت "العهد" معروفة على مستوى وطني عام لأنها كانت صوت المقاومة، وقدّمت معطيات كثيرة وتحقيقات ونشرت ملفات وكانت تُنتَظَر عند صباح كل جمعة لأنها كانت تجمع أيضَا مسيرة المقاومة وعملياتها فضلا عن الملفات الأخرى التي لم تعد مختصة بشأن محدد انما أصبحت تتعاطى مع كل الاوضاع اللبنانية والعربية والاسلامية.
أستحضر هنا بعض المحطات الأساسية خلال هذه الفترة، مثلًا عروض يوم القدس التي كنا ننشرها بالألوان وكان الجمهور ينتظرها، وملفات ملاحقة العملاء وكانت "العهد" مصدرًا أساسيًا في هذا المضمار.
أيضًا في حرب نيسان 1996 تسنى لي أن أكون موجودًا مع وفد حزب الله برئاسة سماحة الأمين العام آنذاك في دمشق لمواكبة المفاوضات، وأذكر أني عدت يوم الاربعاء الى بيروت لأشرف على اصدار جريدة "العهد"، وثم عدت الى دمشق لأكمل المهمة مع الوفد آنذاك، وهذا إن دل على شيء يدل على حجم الاهتمام بالجريدة لأنه كان يمكن أن أبقى في دمشق، لكن بالتشاور مع سماحة الأمين العام ولأهمية الجريدة ودورها اتفقنا أن نأتي بخلاصة المفاوضات الى بيروت وننشر ما يمكن أن ينشر في الجريدة من معطيات لها علاقة بالتفاوض الذي أفضى الى تفاهم نيسان.
أصبح لدى الجريدة كادر أساسي وهو اليوم منتشر في العديد من وسائل الاعلام التابعة للمقاومة. خرّجت الجريدة نخبة من السياسيين في حزب الله بعضهم نواب وبعضهم قيادات. فريق "العهد" الاعلامي هو اليوم جزء أساسي من الفريق السياسي في حزب الله. ربما أغلب من عملوا في المجال السياسي كتبوا في جريدة "العهد" أو عملوا في "العهد"، وهذه واحدة من مفاخر هذه المؤسسة العميقة التي أنتجت لنا المثقفين والكتاب والسياسيين والاعلاميين والنواب.
اليوم نحن في العيد رقم 36 لجريدة "العهد" وبالتالي لموقع "العهد". أنا أريد أن أقول لكل الذين مرّوا على هذه الجريدة، إنها من دون شك أسهمت اسهامًا فعالًا في تنمية ثقافتنا وصقل شخصياتنا الاعلامية وفي رفدنا بالكثير الكثير على المستوى الاعلامي والسياسي والثقافي. وأقول للذين أتوا الى هذه الجريدة لاحقا أو الذين لا يزالون في هذا الموقع المتقدم من المواقع الاعلامية التي تعنى بالمقاومة، إن هذا التاريخ علينا دائمًا أن نطلع الأجيال الآتية عليه، ليعرفوا كيف كانت بدايات هذه المقاومة، ما هي التحديات والصعوبات وفي أي ظروف عملت هذه المقاومة، وكيف كانت في فترة من الفترات تحاصر إعلاميا، وكيف استطاعت جريدة مثل جريدة "العهد" أن تخرق هذا الحصار.
واليوم في ظل كل هذا التضليل والتشويه والحملات التي تستهدف هذه المقاومة، لا شك أن موقع "العهد" هو موقع ريادي في نقل صوت وصورة هذه المقاومة. في هذا العيد نقول لكل العاملين، ولادراة هذا الموقع، إنكم اليوم في موقع متقدم ونحن نحتاج الى كل صوت وصورة وكلمة الى جانب المقاومة. بوركت لكم هذه المؤسسة والى مزيد من التطور والتقدم، وحمل هموم مقاومتنا وشعبنا في لبنان وقضايانا المحقة.
في البداية كنا نحمل الجريدة لنعطيها للمواطن ليقراها كل أسبوع، أما اليوم موقع "العهد" يستطيع أن يصل الى أي بقعة في العالم، وبالتالي أصبحت المسؤوليات أكبر والمهمات أكثر تعقيدًا.. كل عام وأنتم بخير.
إقرأ المزيد في: #عهدنا_مقاومة
18/06/2021
السيّد على صفحات "العهد"
18/06/2021
الإعلام الإلكتروني للمقاومة: سلاحٌ دقيقٌ
18/06/2021
"العهد" فاتحةُ إخباريات المقاومة
21/06/2020
رحلتي الاولى مع جريدة "العهد"
21/06/2020
من طهران.. هنا
20/06/2020