معركة أولي البأس

#عهدنا_مقاومة

علمتنا
19/06/2020

علمتنا "العهد"


د.علي مطر

يمر العمر مر السحاب. وفي كل تفاصيله يسعى المرء إلى اكتساب العلوم والخبرات وخوض التجارب. مر عقد من الزمن بل أكثر على خوضي تجربة العمل الصحافي. كنت حينها لا أزال طالباً في العلوم السياسية عندما انتميت إلى أسرة التحرير في موقع العهد. كنت قبلها ومنذ اول سني الجامعة أبحث عن فرصة في صحيفة ما أكتب فيها أفكاري وقناعاتي. كانت الأوضاع السياسية في لبنان ملبدة، لكن قناعاتي منذ الصغر كانت أن لا بديل عن مبادئ المقاومة. كنت اجول بين هذه الصحيفة وتلك ككل شاب طموح لديه أفكاره ومعتقداته ويحمل قلمه ليعبر عما يختلج في صدره اتجاه شعبه وأمته، إلى أن كانت فرصتي لانتمي إلى مؤسسة إعلامية رائجة من مؤسسات المقاومة وهي جريدة العهد ولكن في نسختها الالكترونية.

منذ طفولتي كنت أسير خلف بائع الصحف، كنت طفلاً ولكنني أنتظر أن أقرأ صحيفة العهد لما حفرت فينا من وجدان المقاومة، وأحياناً كثيرة كان يأتي شاب يكبرني سناً وعليه سيماء المقاومين ليوزع لنا الصحيفة، أو كنت عندما أذهب إلى المدرسة أجد شباناً على الطريق يحملونها ويبيعونها، فأنظر إليهم وأسر في نفسي قائلاً هل سيأتي يوم واصبح صحفياً؟ هل سيأتي ذلك اليوم الذي أكتب فيه مقالتي الثورية في صحيفة المقاومة؟ وكنت أقول ربما يكون ذلك بعيداً، ولكنه في نهاية المطاف تحقق.

وإن كنت اشتاق وأصبو لأن تكون العهد ورقية إلا أن ما قمنا به خلال سنوات في الموقع الالكتروني لا يقل أهمية عن الورق، حيث كنا من الجيل المواكب للتطور التكنولوجي، وكانت العهد سباقةً لمحاكاة هذا التطور لتصل إلى كل بيت وإلى كل فرد وإلى كل باحث عن الحقيقة.

عشر سنوات قضيتها، كنت في البداية طالباً جامعياً شدني الشغف السياسي إلى دراسة العلوم السياسية، وشدتني الدراسة إلى ضرورة الكتابة والتعبير عن الرأي، فكانت فرصتي في الصحيفة التي تحمل في طياتها مسيرة المقاومين. أتيت إليها ولا أنسى أنني لم أكن ذا خبرة ومعرفة بالتحرير فبدأ مشوار تعلم جديد ومعه كانت البداية، بداية حملت في طياتها تحقيق حلم في الكتابة السياسية، وبين دفتيها ذكريات كثيرة، تعلمت خلالها الكثير الكثير وأضافت إلى شخصيتي الكثير الكثير، ومنها كانت انطلاقات عملية وتعلمية أخرى، فكانت العهد كما المقاومة معطاءة لا تبخل.

عشر سنوات تعلمت خلالها أن الصحافة هي نقل الحقيقة والدقة على عكس من يمتهنون التلفيق والكذب..أن الصحافة هي الكلمة الصادقة والكلمة المسؤولة، أنها كلمة الفقراء وصوت المستضعفين، تعلمت أنه علينا أن نواكب الحدث كما هو، أن نكون مرآة الحقيقة في عالم كثرت فيه الصحافة الصفراء واشتبهت فيه الحقائق.

عشر سنوات مرت والعهد حفرت فينا جميعاً، وصقلت شخصيتنا وعلمتنا أن الموقف سلاح، وأن المبادئ لا تباع أو تشترى، علمتنا أن الصدق مفتاح الانتصار، وأن الأخلاق سمة لا تتغير ولا تتبدل وأنها الأساس في مهنة الصحافة، علمتنا أن الصحافة مقاومة وجهاد في ميدان أصبح فيه الكذب ملح الكثير من وسائل الإعلام، علمتنا العهد أن نكون على العهد.

إقرأ المزيد في: #عهدنا_مقاومة

خبر عاجل