#زمن_النصر
"ثُم إلتقينا، في بيتنا"
حسين خازم
وضعَت الحربُ أوزارها، ثُم عدنا إلى أنقاض بيتنا أو ما كان بالأمس بيتنا. أذكرُ جيدًا إصرار والديّ أن ألبس "الكمامة" التي باتت اليوم سلاح المعركة في وجه "كورونا". والرايات الحمراء التي صُممت بأسلوب فني رائع فيه من زيتونة الشّعار مزيّنة بعبارة "نصرٌ من الله".
أما الآن، فقد جاء دوري لأُكمل الحكاية، عن حقيبتي الحمراء وصورة التخرّج التي كانت مُعلقةً على يسار خزانتي الخشبية، وشريط "الشّعب استيقظ يا عبّاس" المُفضل الذي تناثر في عصف الانفجار.
بدأت ورشةُ الإعمار، ذكرَ اللهُ أبي وآخرين أذكر منهم المرحوم أبو ابراهيم حمقة بالخير الذينَ لم يوفروا جهدًا لمُتابعة الانتصار الثاني ألا وهو عودتنا إلى البيوت "أجمل ممّا كانت"، ثُم عدنا.
في أقل من سنة، عادت شبكة العلاقات تتجددُ بفعل المسجد الذي كان انطلاقتي وإخوانٍ لي آخرين، ثُم دعاء كميل وأفلام "العمليّات" في بيتنا. ولا أُخفي سرًا إذ إنني حتّى الساعة لم أقتنع أنني كنتُ أعيش بينَ شهداء، وإنهُ في يوم من الأيام كان ببيتنا شُهداء، وإنهُ طرقَ باب بيتنا فجرًا شُهداء، حتّى وصلت بنا الحال أن ينال جارُنا لقب "الشّهيد" رُغم ادعائي الدائم أنني في الطليعة إلا أنهُ كان في الظل قلبَ القافلة.
١٤ عامًا هو الفاصل الزمني، الانتصار كأنهُ الأمس أمّا شُهداء بيتنا فهُم يوميًا هُنا، اسألوا الأرائك والنوافذ وكل شيء. عادَ المجمّع وعُدنا ولم يتغيّر سوى تفاصيل قليلة: أطفالُ المجمع المشاغبون منهُم من قضى نحبه على سواتر تدمر، ومنهُم من ينتظر فرصة اللحاق ونالَ شرف المُشاركة ولن يبدلُوا تبديلًا. حُسين صغيرُ أبيه حينها ما زالَ أول همومه "السيّد"، لم يتغيّر عليه شيء سوى بعض الأوسمة وخير الصحب وكثير ممّا لا يُحكى.
لقد عُدنا إلى بيتنا، زينّاه بشهداء ومجاهدين، رُبما حنيني يبقى الى بيتنا القديم، إلّا أنني أعلمُ أن هذا البيت هو الأجمَل، الأجمَل لأننا عُدنا إليه بالنصر الذي نُحب، لأننا شهدنا فيه زمن الانتصارات، لأنهُ تزيّن بشهداء ومجاهدين، ولأن "السيّد" وعدنا بأن يعُود "أجمل ممّا كان" وحاشى لله أن يكذّب وعد السيّد.
كُتب هذا النص إستنادًا إلى مقال "إلى موعدٍ قريب في بيتنا" الذي نشرتهُ جريدة الإنتقاد في أيلول ٢٠٠٦
العدد ١١٧٩ - ٨ أيلول ٢٠٠٦
حرب تموز 2006عدوان تموز 2006#زمن_النصر
إقرأ المزيد في: #زمن_النصر
30/08/2020
الشهيد هلال وطفا.. على درب أصحاب الحسين(ع)
27/08/2020