#فارس_القدس
"يقيناً كله خير" أمس واليوم وغدًا
فيصل الأشمر
قال الإمام الخامنئي: "اللهمّ إنا لا نعلم منهم إلا خيراً"، وبكى وأبكى منّا من لم يكن قد بكى بعد، وأوجع قلوب الذين لم تكن قلوبهم قد أحست بالوجع إلى تلك اللحظة.
لا أحد يعرف أولئك الشهداء -لا سيما الحاج قاسماً والحاج المهندس- أكثر مما يعرفهم السيد القائد، الذي قال لأبي مهدي المهندس وهو يحتضنه: "كل ليلة أدعو لك باسمك"، والذي يدعو -لا شكّ- لكل قادة الجهاد والمقاومة ولكل المجاهدين والمقاومين كل ليلة.
هذا البكاء من القائد والذين كانوا يصلون خلفه، والبكاء الذي كنا نشاهده في كل مناسبة للشهيد الحاج قاسم سليماني ذكرٌ فيها، وبكاء محبي الحاج قاسم في بيوتهم حين يشاهدون القنوات الفضائية، كل هذا البكاء له دلالات تفوق ما في البكاء من حزن في أغلب الأوقات، هو بكاء يجمع بين الحزن والعشق وتلك الصلة السامية الرقيقة التي تربط بين قادة الجهاد والمقاومة وبين مسؤوليهم وبينهم وبين مرؤوسيهم وبينهم وبين الجماهير المحبة لهم.
هذا النوع الجامع من البكاء هو بكاء الذين عرفوا هؤلاء القادة الشهداء فبكوا بكاء الفقد والأخوّة أو الأبوّة، الأخوة أو الأبوة التي ليست من نسبٍ وقرابة، إنما من علاقة تفوق علاقة الأبوة أو الأخوّة.
وهو بكاء الذين رؤوا هؤلاء القادة وأحبوهم، وكان بينهم وبينهم سلام عابر أو عناق أو حتى صورة عابرة، هي عندهم بكل العمر وما كان وما يكون من سنيّ الحياة.
و
"اللهمّ إنا لا نعلم منهم إلا خيراً"، وماذا يكون من هؤلاء الشهداء غير الخير وقد قدموا أعمارهم في سبيل الله والحق والمظلومين، وفي سبيل الأوطان التي لم تثنهم حدودها المصطَنعة -التي رسمها يوماً مستعمرون متسلّطون- عن تجاوزها لتلتقي الرايات معاً في مشهد نصر بهيّ بهيج؟
"اللهمّ إنا لا نعلم منهم إلا خيراً"، ولا نعلم من قادتنا الباقين على قيد الحياة -حفظهم الله- إلا خيرًا، فهؤلاء من سنْخ أولئك، إخوةً لهم أو أبناءً أوفياء، يحملون همّ الأمة نفسه، وعزم أولئك الشهداء نفسه، ويصنعون لنا، كأولئك الشهداء، كل الخير، لأن الغالبَ هو الحق والخير، ولأنه "يقيناً كله خير".
أبو مهدي المهندسقاسم سليماني#فارس_القدس
إقرأ المزيد في: #فارس_القدس
09/01/2021
صانعُ المعجزات على طريق فلسطين
03/01/2021