#عشرة_الفجر
الثورة الإسلامية.. واقتدار البلاد
العهد - مختار حداد
دور الجيش في عهد نظام الشاه البائد في ايران والهدف من تقويته كان ببساطة لدعم مصالح الدول الغربية في المنطقة. على سبيل المثال يقول الشاه في حوار مع مجلة نيوزويك في (24 يناير 1977): "إذا لم يكن لديكم قوات إيرانية تدعم أمنكم وتكون في جميع أنحاء المنطقة وتدعم أمن الخليج الفارسي وتحمي المحيط الهندي، ماذا ستفعل في المستقبل؟ هل سيبقى المليون جندي الأمريكي في المنطقة؟ وهل ستنشأ فيتنام أخرى؟". ويقول أيضًا في لقاء مع كينيث الكسندر دمران رئيس الجهاز الجاسوسي الفرنسي عام 1978م: "أنا أفضل وسيلة دفاع عن الغرب في هذا الجزء من العالم".
في تلك الأيام كان إسراف الشاه وصرفه مبالغ طائلة في شراء الأسلحة ظاهرًا، ولم يكن يفكر في تطوير قدرات الصناعة الدفاعية للبلاد بل كان في الكثير من الأحيان يدفع مبالغ أكثر من السعر الحقيقي للسلاح، ولاحظ الأميركيون رغبة الشاه في شراء الأسلحة، وحاولوا رفع الأسعار لأنهم كانوا على يقين من أنه سيشتري منهم الأسلحة.
أما في الجانب الأخر، فكان للأميركيين حضورهم في الجيش، حيث يقول سوليفان سفير الولايات المتحدة آنذاك في مذكراته: الفرق بين المهمة العسكرية الأمريكية في إيران والمهام العسكرية في أجزاء أخرى من العالم هو أنه كان هناك أفراد الجيش الأمريكي في إيران، كانوا يُعتبرون عمومًا جزءًا من القوات المسلحة الإيرانية.
وكان المستشارون الأمريكيون العاملون في القوات المسلحة الإيرانية يتلقون رواتب ومزايا ونفقات ومصروفاتهم حتى مصاريف تعليم أطفالهم من قبل الحكومة الإيرانية.
ما قيل يدل على أن الشاه الذي كان يحب إنفاق الكثير من المال وشراء الأسلحة يريد إثبات نفسه كشخص قوي، وفي الواقع كان يحافظ على مصالح الغرب في المنطقة وحتى أنه في مواجهة الشعب كان يخضع للأوامر الأجنبية والأميركية والبريطانية فهم من كانوا يختارون رئيس الوزراء، وكان يعمل الشاه وفق التنسيق معهم ودعمهم له. وفي هذا الاطار يقول روبرت شولزينغر حول اعلان الأحكام العرفية في 7 سبتمبر 1978إبان الثورة الاسلامية إن نظام الشاه البائد اتخذ هذا القرار بناءً على نصيحة مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي.
ويقول ضابط استخبارات السفارة الأمريكية جون ستامبل في كتابه إنه بعد يومين من الجمعة السوداء (حين قام الشاه بمجزرة في طهران حيث استشهد المئات من المتظاهرين في 8 سبتمبر من عام 1978 م) اتصل بريجنسكي بالشاه وقال له "قم بأي شيء لاستعادة النظام".
أما بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة بقيادة الامام الخميني (قدس سره الشريف)، فانقلبت الأمور. تم طرد جميع المستشارين العسكريين واتجهت ايران وقواتها المسلحة الى مرحلة الاكتفاء الذاتي الدفاعي. وكانت مرحلة الدفاع المقدس تجربة كبيرة للجمهورية الاسلامية الايرانية. هذه الاجراءات حولت ايران اليوم الى دولة ذات اكتفاء ذاتي في المجال الدفاعي، وأصبحت قوة دفاعية حقيقية على المستوى الاقليمي والدولي وتمتلك قوة ردع لمواجهة الأعداء بدون أي مساعدة أجنبية وبسواعد شبابها.
وخلال سنوات ما بعد انتصار الثورة الاسلامية، سطر أبناء القوات المسلحة الايرانية ملاحم كبرى في الدفاع عن حياض الوطن حيث أصبحت ايران دولة آمنة في منطقة شهدت العديد من الأزمات. ووضعت ايران هذه القوة وتجاربها في خدمة شعوب ودول هذه المنطقة في مواجهة الارهاب التكفيري والصهيوني. والشهيد الحاج قاسم سليماني وأبناؤه المجاهدون هم النموذج.
اليوم تمتلك القوات المسلحة في الجمهورية الاسلامية وببركة الثورة الاسلامية روحية الاستشهاد والتضحية حتى آخر قطرة دم. وقدمت تجربة الدفاع المقدس رؤية جديدة حول دور وأهمية المعدات المختلفة في ساحة المعركة. ونظراً للامكانيات العلمية والاقتصادية تم اعداد خارطة للصناعة الدفاعية في البلاد.
إن ايران قبل انتصار الثورة الاسلامية كان تعرف بشرطي المنطقة، وكانت تدعم القرارات العسكرية الأميركية وعملاء واشنطن في المنطقة والعالم وكانت بأمر من أمريكا تزودهم بالأموال مثل حكومة فيتنام الجنوبية والنظام في زائير والملك حسن في المغرب.
ولكن بعد انتصار الثورة الاسلامية رفعت الجمهورية الاسلامية راية الدفاع عن المظلومين والمستضعفين وحركات التحرر المستقلة في العالم الذين كانوا يواجهون الاستكبار والاستعمار والاحتلال ومنها دعم الشعب الفلسطيني ومجموعات المقاومة المناضلة ضد الصهاينة ودعم مسلمي البوسنة ضد صربيا، ودعم تحالف شمال أفغانستان في الحرب ضد طالبان، ودعم شعب البحرين المظلوم ودعم الشعب اليمني و...
وكما ذكرنا أعلاه إن ايران بعد تعرض الشعوب المظلومة في المنطقة للارهاب الصهيو-أمريكي الداعشي تحركت لدعم حكومات هذه الدول وشعوبها واستطاعت بمساعدة أبناء هذه الدول ومحور المقاومة تدمير هذه الجماعة الارهابية ودولتها الوهمية.
اليوم ايران الثورة اكتسبت اقتدارها ليس بدعم من الغرب والتبعية لأمريكا بل بسواعد شبابها واتكالها على الله عز وجل ورفع راية الدفاع عن المظلومين والحركة على نهج الثورة الاسلامية الذي رسمه الامام الخميني قدس سره الشريف.
ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران
إقرأ المزيد في: #عشرة_الفجر
01/02/2024