نصر من الله

#القرار_1982

عن روح "الروح لي بتقاتل"‎‎
12/02/2022

عن روح "الروح لي بتقاتل"‎‎

ليلى عماشا
القلبُ ضئيلٌ في محضر يومك.. يستجمعُ ما تسرّب إليه من ضوء عبورك، يستعين بما عُرف من حكاياتك كي يجيد الحبّ، كي يصل أعتاب مخاطبتك.. أو يحاول.

لن نحصي السنين، فلا غيابك أزمنة تُعدّ، ولا حضورك يتيح تعداد الغياب..

ولن نقول في مثل هذا اليوم عبرت، فعبورك استحال سماءً تظلّل كلّ الدروب وترسمُ الحبّ صراطًا لكلّ العابرين.. منهم من وصل، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا يا روحهم تبديلًا..

يا الرّوح.. يا عمادها وسماءها وقمحها والماء، ربّما، لم تُجهّز قلوبنا لفيضٍ يشبه ذاك النور، فوقفت في ذهول تتلقى النبأ وتدرك بحاسّة تتخطى "المعرفة" أنّ هذا الفقد ليس جرحًا سيُشفى بالالتئام، وليس حزنًا سيداويه الوقت ولا وجعًا سيسكن بجرعة العزّ المصفى التي رويت به كلّ الأرض.. منذ اللحظة الأولى، قصم الخبر الروح، وأشعل بها حريقًا من ذاك النّوع الذي يطهّر، يصقل، ويؤلم.. ما ظننّا قبلك أن الرّوح تُشقُّ وتتألّم. والألم مصباح العاشقين..

عماد..

أبانا الجميل، راوي عطش زماننا إلى حكاية البطل الذي منّا، وراوي حكايات البطولة الذاهبة عميقًا في أرض الزّمن.. السرّ الذي يأبى الخضوع لطوع الأنا، والقيادة التي وضّبت اليقين رصاصًا في بيت نار الفقراء الأنقياء..

عماد..

العاشق الحيّ الحييّ، الصادق الحرّ القويّ، الأسطورة التي سطّرت سرّها في صخر الحقيقة، فصارت أرضًا مصانة، وصار كلّ ما عداها، وكلّ من عاداها محض سراب..

وعماد..

حبيبُ الضاحية وابن القرى ورفيق صبا القتال وشيخ الانتصارات الحكيم.. حامل الهمّ والحلم وصانع الطلقات الأبيّة وراهب التراب الشريف..

ليس دمعًا ما ذرفه صوت الحاج علي المسمار ـ رحمه الله ـ وهو ينعى "الجنوبيّ الذي غفا"، بل كان السيل الذي سيتواصل من القلوب..

وليس بكاء ذاك الذي غمر وجه الحاج قاسم مستذكرًا رفيقه، بل كانت جمرة الشوق المتوهجة في كلّ مواقد العشق وقد اختارت أجمل الوجوه كي تطلّ منها على وجودنا..

ليست شهقة السيّد الأمين حين قال "إلى الرّضوان يا رضوان" سوى غضبة كلّ الثائرين إذا رفعوا حبيبهم قربانًا إلى السماء وقالوا للربّ "خذ حتى ترضى"..

في مثل هذا اليوم، يا أهل الأرض، غادر الأرض عمادٌ ملثّم ثائر.. بل عماد كلّ الثوّار وكلّ الملثّمين وكلّ الذين مثله ما أزيح طرف اللثام عن وجوههم إلّا يوم أتمّوا وهب أعمارهم للأمّة، ومنحونا، ممّا منحونا، نعمة السعي لأن نعرفهم، لأجلنا وليس لأجلهم..

إقرأ المزيد في: #القرار_1982

خبر عاجل