الأربعون ربيعاً
الدفاع المدني: جناح صحّي للمقاومة في خدمة المجتمع
مصطفى عواضة
* التأسيس والأهداف
الدفاع المدني - الهيئة الصحية هي جمعية صحيّة غير حكوميّة تأسست عام 1982 في ظل الظروف المأساوية التي كان يعيشها اللبنانيون جراء الاجتياح الإسرائيلي والحرب الأهلية اللبنانية. آنذاك تعطّلت أجهزة الدولة ومؤسساتها، فقامت الجمعية بأعباء الإسعاف الأوّلي والدفاع المدني قبل أن تنشئ بعد ذلك المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات بالإضافة إلى مراكز الإطفاء في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة المحرومة منها.
تهدف الجمعية بحسب مدير عام الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية عدنان مقدّم إلى خدمة المستضعفين والمحرومين خصوصًا في المناطق الفقيرة والمهملة من قبل الدولة اللبنانية على الصعيد الصحي والاجتماعي. تساهم الجمعية في بلورة سياسة صحية واجتماعيّة واضحة لدى المواطن اللبناني بعيدًا عن الاختلاف الطائفي والمذهبي.
كما تلبي جمعيّة الدفاع المدني - الهيئة الصحية الاسلامية حاجة المجتمع اللبناني عموماً من حيث خدمات الانقاذ والاطفاء والاسعاف الكفوءة والفعالة في الظروف كافة، وتنمية الوعي في تفادي ومواجهة المخاطر الناشئة عن الحوادث والحرائق والكوارث والحروب، بما يعين الملهوف ويخفف الالام ويبلسم الجراح وينقذ الارواح.
* التاريخ والظروف المحيطة
تعاون الدفاع المدني في عمله أثناء الاجتياح مع بعض الجمعيات اللبنانية المرخصة من أجل تأمين غطاء قانوني ورسمي، وحصل على ترخيص وزارة الداخلية اللبنانية في 15 نيسان/ابريل عام 1984 وبعده على صفة المنفعة العامة.
يشير مقدّم في حديثه لموقع "العهد" الاخباري الى أن الجمعيّة افتتحت مركزها الطبي الأول في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، والثاني في بيروت عام 1985، ثم 4 مراكز في الجنوب و4 في البقاع حتى العام 1992.
ومع تحرير الجنوب عام 2000 والاندحار الإسرائيلي، وازدياد الحاجة إلى إعانة الناس وتغيّر الظروف، عمل حزب الله على إعادة هيكلة الدفاع المدني وزيادة عدد المراكز والطاقم البشري والمعدات.
* التطوّر
إبان تحرير الجنوب عام 2000، دخل الدفاع المدني في عصر جديد بحسب مدير عام الدفاع المدني، وافتتحت مديرية الدفاع المدني عدة مراكز اسعافية في قرى بنت جبيل، الخيام، الطيبة، صور وغيرها من القرى المحرّرة، ليصبح عدد الأفراد في الدفاع المدني ما يقارب 75 متعاقدًا و100 متطوّع و75 سيارة إسعاف.
* حرب تموز 2006
بهذه الأرقام البسطية والإمكانيات المتواضعة خاض الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية حرب تموز/يوليو عام 2006، وعمل على نقل الشهداء والجرحى الذين استهدفوا خلال عدوان 33 يومًا وإخماد النيران الناجمة عن القصف الصهيوني بالتنسيق مع جمعيات أهليّة أخرى.
* انتهاء الحرب
مع انتهاء الحرب في 14 آب/ أغسطس 2006، ولمدة 3 أشهر تقريبًا، واكب الدفاع المدني عمليّة رفع الركام وعودة النازحين، إذ تولى التنسيق مع الدول التي قدمت هبات وساهمت في إعادة الإعمار، وشارك الدفاع المدني بتوزيع الحصص الغذائية والمستلزمات الأساسيّة للمتضررين خاصة في القرى الجنوبية وذلك حتى بدايات العام 2007.
هذا، وعمدت الجمعية الى الاستعانة بهيئات دولية لاعادة تدريب أفرادها على اسس وقواعد جديدة بعد تجربة عدوان 2006 حيث تمت زيارة عدة مراكز تدريب لمؤسسات وجمعيات دولية للاطلاع على تجاربها والاستفادة من خبراتها.
بناء على تطور التجربة الناتجة عن هذه الحرب، تقرر إعادة هيكلة الدفاع المدني وزيادة العدة والعديد ليصبح عدد سيارات الإسعاف اليوم حوالي 400 سيارة،وعدد المراكز 22 مركز إسعاف، 72 مركزًا تطوعيًا في الجنوب. وتم افتتاح 4 مراكز في البقاع، ليصبح عددها في المنطقة 6 بعد أن كانت لا تحوي إلا مركزين قبيل حرب تموز 2006.
يكشف مدير عام الدفاع المدني في الهيئة الصحية لـ"العهد" أن عدد الموظفين والمتعاقدين بالدفاع المدني حاليًا قرابة 500 فرد، وعدد المتطوعين حوالي 3500 فرد، وكل مركز من مراكز المديرية مجهز بعدد من الآليات بما يتناسب مع حجم المنطقة والنطاق الجغرافي الذي يغطيه هذا المركز.
في هذا السياق، افتتح الدفاع المدني مراكز ومنشآت تدريبية للإسعاف والإنقاذ والإطفاء في مختلف المناطق اللبنانية تحوي مجسمات تحاكي أساليب التدريب على العمل أهمها منشأة كفرا في الجنوب والتي تبلغ مساحتها 18 دنمًا وتعد الأكبر في لبنان، كما تم البدء ببناء منشأة بمنطقة رسم الحدث البقاعية والتي تعنى بالتدريب على الاسعاف والانقاذ والاطفاء، حيث تبلغ مساحة المنشأة 48 دونم.
كذلك، يدير الدفاع المدني عددًا من افواج الاطفاء بالتعاون مع اتحادات البلديات منها فوج إطفاء الضاحية التابع لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، كذلك فوج اطفاء اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، وفوج اطفاء اتحاد بلديات الريحان وفوج اطفاء اتحاد بلديات إقليم التفاح، بالاضافة الى عدد من سيارات الاطفاء الموجودة في القرى.
هذا، ووضعت مديرية الدفاع المدني حجر أساس لمركزي إطفاء وإسعاف في الهرمل وبعلبك، وتم تسليم 7 سيارات إطفاء جديدة، وضعت في تصرف المنطقة لحين الانتهاء من بناء المراكز.
ويكشف مقدّم لـ"العهد" عن خطوة هامة واستثنائية على صعيد لبنان، حيث أنشأ الدفاع المدني مشغلا فنياً لتجهيز سيارات الاسعاف والإطفاء وظّف فيه نخبة من الخبرات المتخصصة في هذا المجال، وبات الدفاع المدني يجهّز سيارات الإسعاف والإطفاء معتمداً على قدراته الذاتية.
* مواجهة جائحة كورونا
ومع تفشي جائحة كورونا عام 2020 أعلن حزب الله خطته لمساندة الدولة في التصدي للوباء، وبالتالي، وظّف الدفاع المدني في الهيئة الصحية إمكانياته الطبية من مشافٍ ومستوصفات وطاقات تحت تصرف وزارة الصحة على مدى عامين ونصف.
وتصدى الدفاع المدني للجائحة بشكل أساسي ما ساهم بالتخفيف من مخاطر توسع انتشار الوباء، فتولى منذ اللحظة الأولى دفن موتى الوباء في كل لبنان، وإنشاء مغاسل مخصصة وبدلات مجهزة من تصنيعه الخاص للعمل بمواجهة الوباء.
وبعد تشكيل لجنة علمية متخصصة بعلم الأوبئة جرى تدريب طواقم وفرق تطوعية من المسعفين للتغسيل والتكفين والدفن ـ كل فريق على حدة ـ، وذلك ضمن بروتوكولات وضعت لهذه الغاية.
كما تولت فرق الدفاع المدني نقل المصابين الى المحاجر ومتابعة الحالات النشطة للمصابين ونقلهم إلى المشافي، إذ يجري تعبئة استمارات بالمعلومات الشخصية لمتابعة كل منها وتزويدها بما يلزم للتعافي دون أي بدل مادي وذلك بهدف تخفيف الضغط عن المشافي.
وانشأ الدفاع المدني فريقا خاصا يعنى بملف التدخل المنزلي لتخفيف الضغط عن المستشفيات وبالتالي ايضاً عن كاهل المواطن خصوصاً في ظل الازمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد، كما وضع الدفاع المدني 1500 جهاز تنفس (أوكسجين جينريتر) في خدمة المواطنين، يعمل على توليد الاوكسيجين اضافة الى العديد من التجهيزات الطبية الضرورية، وكل ذلك كان مجاناً.
منذ الانطلاقة الأولى للمقاومة، كان الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية الى جانب أهله وناسه، يضمد الجراح ويخفف من ألم المعاناة، في بلد تخلت فيه السلطة عن أبسط مسؤولياتها.
في ما يلي لمحة عن أبرز الخدمات التي قدمها الدفاع المدني خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة:
* عام 2021:
خدمات اسعافية (نقل حالات مرضية – طارئة – وفاة): 41355 خدمة
خدمات غرف الطوارئ داخل المراكز : 38150 خدمة
5962 جهازًا استفاد منها 25634 مواطنًا
خدمات الانقاذ : 467 خدمة
خدمات الاطفاء : 2146
وعلى صعيد كورونا: 13421 خدمة نقل حالات كورنا منها 1927 حالة وفاة
92112 خدمة تدخل اسعافي منزلي لاسعاف 97969 مخالطاً او مصاباً
11315 خدمة تعقيم
29623 خدمة توعية
* عام 2020:
خدمات اسعافية (نقل حالات مرضية – طارئة – وفاة) : 34198 خدمة
خدمات غرف الطوارئ داخل المراكز : 11949 خدمة
خدمات اعارة الاجهزة الطبية: بلغ عدد المستفيدين 4153
خدمات الانقاذ: 770
خدمات الاطفاء: 1424
وعلى صعيد كورونا: 4153 خدمة نقل حالات كورنا منها 718 حالة وفاة
خدمات تعقيم: 114133 خدمة
عام 2019:
خدمات اسعافية (نقل حالات مرضية – طارئة – وفاة : 13359 خدمة
خدمات غرف الطوارئ داخل المراكز: 13034 خدمة
خدمات اعارة الاجهزة الطبية: بلغ عدد المستفيدين 4005
خدمات الاطفاء: 1024
خدمات الانقاذ: 614
إقرأ المزيد في: الأربعون ربيعاً
02/09/2022
"عهد الأربعين".. للتحميل
26/08/2022
قناة "الصراط".. قبس من نور الولاية
23/08/2022