معركة أولي البأس

تجربة حزب الله

الهيئة الصحيّة الإسلاميّة: "نواة رفع الآلام وبلسمة الجراح"
13/07/2022

الهيئة الصحيّة الإسلاميّة: "نواة رفع الآلام وبلسمة الجراح"

مصطفى عواضة

نشأة الجمعية

تأسست جمعية الهيئة الصحيّة الإسلاميّة عام 1984 في أوضاع حَرِجة عاشها اللبنانيون خلال فترة الحرب الأهلية، فتولّت مساندة الناس في الجانب الصحي حفاظًا على مجتمع سليم معافى، وتصدّت لأعباء الإسعاف الأوّلي والدفاع المدني قبل أن تنشئ المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة تلك المحرومة منها.

بعد أربعة أعوام على الانطلاقة، حصلت الجمعية من وزارة الداخلية اللبنانية عام 1988 على الترخيص تحت علم وخبر 291/أ.د وبعده على صفة المنفعة العامة.

منذ انطلاقتها، تسعى الهيئة الصحية الإسلامية إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية والرعائية للمجتمع اللبناني المقاوم والمستضعف مرتكزة على المصداقية والقيم الانسانية المستمدة من الدين الإسلامي الأصيل، وفي الوقت نفسه، تعمل من منطلق وطني جامع، فتستقبل قاصديها وتؤمن لهم الخدمات دون تمييز أو تطرّق إلى طائفة أو مذهب أو انتماء سياسي.

المراحل التي مرت بها الجمعيّة

مراحل عدّة عاشتها الجمعيّة في رحلة تطوّرها المستمر ومواكبتها للأوضاع في لبنان، يتحدث عنها نائب مدير الجمعيّة الحاج مالك حمزة في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري في أجواء إحياء مناسبة "الأربعون ربيعًا" على انطلاقة حزب الله.

يستذكر حمزة مع "العهد" أيام البدايات: "الهيئة الصحيّة نشأت بجهود مجموعة من الشباب الذي كان يسعى حينها إلى التخفيف من الإفلاس الصحي الذي كان يفتك بلبنان، فبدأت بنشاطها في شقة مكونة من غرفتين، وقامت بأعباء الإسعاف الأوّلي والدفاع المدني قبل أن تنشئ الهيئة بعد ذلك المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة المحرومة منها، حيث الحاجة ملحة لذلك".

الهيئة الصحيّة الإسلاميّة: "نواة رفع الآلام وبلسمة الجراح"

المرحلة الأولى (1984-1992)

تمتد المرحلة الاولى في مسيرة جمعية الهيئة الصحية الاسلامية بحسب حمزة بين عامي 1984 و1992: "عمل الشباب المؤسسون للهيئة على فتح مراكز للإسعاف والإنقاذ والحالات الطارئة والتدخل في الجنوب والبقاع وبيروت، ليُعمَل بعدها على فتح مراكز للتوليد. في ذلك الوقت واجهنا نتيجة ظروف الحرب مشاكل في التنقل بين المسشفيات والمناطق مما اضطرنا إلى التوسع واستحداث مركز "دار الحوراء" والاستعانة بقابلات ومتخصصات بالطب النسائي، الأمر الذي فتح الطريق لتأسيس منظومة طبية مصغّرة في الضاحية الجنوبيّة".

المرحلة الثانية (1992 -2000)

يتطرق نائب مدير الجمعية في مقابلته مع "العهد" للمرحلة الثانية التي وظّف فيها حزب الله إمكانياته من أجل تطوير المراكز التي أسسها إبان الاجتياح: "منذ العام 1992 واكبت الجمعية المستضعفين لا سيّما في الأحداث الكبيرة كعدوان تموز 1993 وعدوان نيسان 1996. وجرى خلال هذه المرحلة تطوير المراكز وتجهيزها، وزيادة نقاط تواجد الهيئة في المناطق".

الهيئة الصحيّة الإسلاميّة: "نواة رفع الآلام وبلسمة الجراح"
حملات الكشف الصحي المدرسي

المرحلة الثالثة (2000 - 2006)

مع تحرير العام 2000 وفي ظل غياب الدولة وأجهزتها ومؤسساتها عن المناطق المحرّرة، عملت الجمعية على زيادة مراكزها لتشمل مهام تكثيف التوعيّة والإرشاد الصحيّ، وتأمين الخدمات الطبيّة والصحيّة، بالإضافة إلى إبرام الاتفاقيات مع المستشفيات ووزارة الصحة لتأمين ما يلزم لخدمة المقاومة ومجتمعها خاصة في المناطق المحرّرة كخطوة لاحتضان العائدين إلى قراهم.

المرحلة الرابعة (2006 -2021)

- في العام 2006 ورغم التدمير الممنهج الذي مارسه العدو ضد المدنيين طيلة فترة العدوان على لبنان، صمدت الهيئة الصحية وقدّمت أفضل الخدمات الطبية والصحية والانقاذية على مدى ثلاثة وثلاثين يومًا، مسخّرة كل طاقاتها في خدمة اللبنانيين. وفي سبيل ذلك، قسّمت الجمعية فرقها إلى عدة أقسام تولّت رصد حركة النزوح وأماكن النازحين وتحديد طرق الوصول إليهم، والتواصل مع الجمعيات الأهلية والدولية لتأمين المعونات والهبات كالأدوية والمستلزمات الطبية، فضلًا عن عشرات الفرق الطبية التي جالت على مراكز النزوح دوريّا، وضمّت كل فرقة منها طبيبًا وممرضًا أو ممرضة.

طالت خدمات الهيئة الصحية المناطق اللبنانية كافة في مهمّة توزّعت فيها عشرات الفرق الطبية لتغطي حوالي 200 ألف نازح. واستحدثت خلالها صيدليات ومستوصفات ثابتة وأخرى نقّالة بالتعاون مع مختلف المؤسسات والجمعات الصحية الأخرى.

يوضح حمزة في حديثه لـ"العهد" أنه "منذ تحرير عام 2000 بدأت الهيئة بالعمل على تأسيس مستشفيات عدة استكملتها بعد عدوان تموز 2006 بالتعاون مع الهلال الأحمر الإيراني منها مستشفى البتول في الهرمل، مستشفى البقاع الغربي في سحمر، مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل، ومستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب في تول- النبطية".

ويلفت حمزة الى مستشفيين تخصصيين أنشأتهما الهيئة، هما مستشفى عرمون للأمراض العصبية والنفسيّة، ومستشفى جويا لمعالجة الإدمان، إضافة الى مركز إعادة تأهيل للمتعافين من الإدمان في كيفون.

الهيئة الصحيّة الإسلاميّة: "نواة رفع الآلام وبلسمة الجراح"
الهيئة في خدمة أهلها لتأمين صمود المجتمع المقاوم

ومنذ العام 2012، عملت الهيئة على إطلاق ورش صحيّة لأصحاب المطاعم ومحال المواد الغذائية حول الالتزام بالمعايير الصحيّة وبيع الغذاء السليم، حاضَرَ فيها أطباء متخصصون من الجامعتين اللبنانية والأمريكية، عدا عن إطلاق ورش الصحة النفسية، مكافحة الإدمان، الصحة المدرسيّة، صحة المرأة والطفل، التحصين ضد فيروس كورونا ومضاعفات الإصابة به.

واليوم، لدى الهيئة الصحيّة الإسلامية أكثر من 50 مركزًا طبيًا نقدم الخدمات الطبيّة والصور الشعاعيّة يشغلها العديد من الأطباء المتخصصين بأسعار زهيدة شبه مجانيّة مع تقديم الأدوية المختلفة مجانا رغم الأزمة الاقصادية الواقعة. كما تقيم الهيئة أيامًا صحية مجانية في مختلف المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية وكافة المدارس، بالإضافة إلى المستوصفات المتنقلة في جميع المناطق اللبنانية.

ونتيجة هذه التقديمات يزور مراكز الهيئة في مختلف المناطق اللبنانية حوالي 90000 مريض يوميا من مختلف المناطق والطوائف.

محاربة وباء كورونا

اجتاح وباء كورونا العام كشبح متنقل عجزت عن التصدي له الكثير من الدول المتقدمة. وفي لبنان كان للهيئة الصحية الاسلامية ولـ"الدفاع المدني" دور هام في مواجهة الوباء. يقول حمزة: "استنفرت الهيئة الصحيّة الإسلامية كل طاقاتها لمواجهة الوباء المستجد ووضعتها بتصرّف الدولة، كما وضعت الهيئة على كاهلها تحمل مشقات المرحلة، فعملت منذ الحظات الأولى على إجراء عمليات التعقيم للأماكن العامة، واجراء فحوص الـPCR ومواكبة ماراثونات اللقاحات في كافة المناطق اللبنانية، وتدريب وتأهيل الأشخاص على كيفية إجراء الفحص، والقيام بجولات ميدانية في المدارس لمتابعة مدى تطبيق الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا".

كما أمّنت الجمعية خدمة المتابعة المنزلية للمصابين وتأمين حاجاتهم الطبيّة للتماثل إلى الشفاء وذلك بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات".

الهيئة الصحية الاسلامية هي واحدة من الأذرع الصحية لحزب الله التي سخّرها لخدمة المجتمع وتعزيز صموده، فسعت منذ تأسيسها الى خدمة المستضعفين والمحرومين، وتأمين الخدمات للمستفيدين من برامج التقديمات الصحية المتوفرة لديها، والمساهمة في رفع مستوى الوعي الصحي والبيئي لدى المواطنين كافة.

الأربعون ربيعاً

إقرأ المزيد في: تجربة حزب الله