هل ينجح DeepSeek الصيني في كسر احتكار عمالقة التكنولوجيا في الغرب؟

عندما أطلقت شركة DeepSeek AI نموذجها الذكي DeepSeek-R1 في مطلع العام 2025، أحدث ضجة عالمية في أسواق التكنولوجيا، حيث استطاع خلال فترة وجيزة أن يتصدر التطبيقات الأكثر تحميلًا في متجر Apple متجاوزًا حتىChatGPT. هذا التطور غير المتوقع أثار حالة من الذعر بين عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، مثل OpenAI وGoogle  وMicrosoft، خاصة أن DeepSeek  أظهر أداءً مقاربًا للنماذج المتقدمة مثل GPT-4، ولكن بتكلفة أقل بعشرات المرات. 

أهمية هذا الحدث لا تكمن فقط في القدرات التقنية لـ  DeepSeek، وإنما في الرسالة التي حملها للعالم والمتمثلة بعدم الاستسلام لهيمنة الشركات الكبرى والمبادرة إلى تنفيذ مشاريع مستقلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، بدلًا من الاكتفاء باستخدام المنتجات الجاهزة والقبول بها كما هي. يمثل DeepSeek  دليلًا عمليًا على أن الدول والشركات التي تمتلك الرؤية والإرادة تستطيع أن تنافس حتى في أكثر القطاعات تعقيدًا مثل الذكاء الاصطناعي. إن ظهور هذا النموذج الصيني القوي يعد برهانًا على أن الابتكار ليس حكرًا على الغرب، وإنما يمكن لأي دولة أو مؤسسة أن تنافس وتبدع إذا استثمرت في البحث والتطوير بجدية.  

في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين منصتي ChatGPT و DeepSeek من حيث التأسيس، القدرات، الأداء، والتكلفة، مع تقديم جدول مقارنة يوضح مزايا وعيوب كل منهما.  

تم تطوير ChatGPT بواسطة شركة OpenAI، وهو نموذج ذكاء اصطناعي يعتمد على تقنية المحولات (Transformers) لمعالجة النصوص وتوليد محتوى لغوي متقدم. اشتهر ChatGPT بقدرته العالية على فهم اللغة الطبيعية وإنتاج ردود متسقة ومترابطة في مختلف المجالات، مما جعله أداة قوية في الكتابة الإبداعية، الترجمة، البرمجة، وحل المشكلات التقنية.  

في المقابل فإن DeepSeek AI  هو نموذج ذكاء اصطناعي تم تطويره بواسطة شركة DeepSeek  الصينية. يعتمد DeepSeek على تقنية Mixture of Experts (MoE) التي تتيح للنموذج تفعيل مجموعة فرعية فقط من المعلمات (Parameters) لكل استفسار، مما يجعله أكثر كفاءة في استهلاك الموارد مع تحسين دقة الإجابات في المجالات التخصصية. يتميز DeepSeek بدقته العالية في تحليل البيانات التقنية، الرياضيات، والبرمجة، مما يجعله منافسًا قويًا لـChatGPT  في هذه المجالات، وفي الجدول أدناه مقارنه بسيطة بين النموذجين.

الميزة	ChatGPT	DeepSeek
الإصدار	تم إطلاق الإصدار الأول عام 2022، وأحدث إصدار منه في 2024	تم إطلاق DeepSeek-R1 في يناير 2025
كلفة التطوير	تكلفة تطوير GPT-4 تقدر بنحو 100 مليون دولار	تم تدريبه باستخدام 2000 وحدة Nvidia H800 بتكلفة 5.6 مليون دولار
القدرة على توليد النصوص	قوي جدًا، يستخدم في الكتابة الإبداعية والمحتوى التسويقي	أكثر دقة في النصوص التقنية والتقارير العلمية
القدرة على البرمجة	ممتاز في كتابة الأكواد وتقديم الشروحات التفصيلية	سريع في توليد الأكواد ولكن بشروحات أقل تفصيلًا
حل المعادلات الرياضية	جيد ولكنه قد يخطئ في المعادلات المعقدة	أظهرت بعض التقييمات الأولية أن DeepSeek يتمتع بدقة عالية في حل المسائل الرياضية، خصوصًا في الحسابات المتقدمة، مما يجعله أكثر موثوقية في هذا المجال مقارنة بنماذج أخرى
فهم المرفقات كالصور  والـ pdf	يدعم تحليل الصور وملفات الـ PDF في الإصدارات الحديثة	غير قادر على تحليل الصور والنصوص المكتوبة بخط اليد
القدرة على رسم الصور	يدعم رسم الصور من خلال نموذج  DALL·E	لا يدعم رسم الصور
الاستجابة للسياقات الطويلة	قوي جدًا لكنه قد يفقد بعض التفاصيل في المحادثات الطويلة	يتميز بحفظ السياق بشكل أكثر دقة لفترات أطول
التعامل مع اللغات المختلفة	يدعم العديد من اللغات ويتميز بفهم اللهجات العامية	يدعم عدة لغات لكنه أقل كفاءة في فهم اللهجات
تكلفة الاستخدام	مجاني بإصدار محدود، ونسخة مدفوعة بمزايا متقدمة	مجاني ومفتوح المصدر بالكامل
سهولة الاستخدام	واجهة بسيطة وسهلة الاستخدام للجميع	يتطلب بعض المعرفة التقنية لاستخدامه بكفاءة

يعتمد الاختيار بين ChatGPT وDeepSeek على الغرض من الاستخدام، فإذا كنت تبحث عن أداة قوية في الكتابة الإبداعية، تحليل الصور، دعم اللغات المتعددة، أو البرمجة مع شروحات مفصلة، فإن ChatGPT هو الخيار الأفضل، وإذا كنت بحاجة إلى نموذج سريع، دقيق، وأكثر كفاءة من حيث التكلفة، خاصة في حل المسائل الرياضية والبرمجة، فإن DeepSeek يعد خيارًا جيدًا. 

 يتميز كل من ChatGPT وDeepSeek  بخصائص فريدة، مما يجعلهما مكملين لبعضهما بعضاً بدلاً من أن يكون أحدهما بديلًا مطلقًا للآخر. فإذا كنت بحاجة إلى نموذج متكامل وشامل في المهام المختلفة، فإن ChatGPT هو الخيار الأنسب، بينما يعد DeepSeek خيارًا ممتازًا لأولئك الذين يركزون على دقة الحسابات الرياضية والبرمجة التقنية.

إن دخول DeepSeek إلى المنافسة يفتح الباب أمام نماذج أخرى قد تأتي من دول مختلفة، مما يعزز التنوع والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. يبقى التحدي الرئيسي هو قدرة هذه النماذج على تقديم أداء متفوق مع ضمان الاستدامة، لا سيما في مواجهة احتكار الموارد الحاسوبية والبيانات الضخمة من قبل عمالقة التكنولوجيا.
 

الانترنتالذكاء الاصطناعي

إقرأ المزيد في: تكنولوجيا وأمن معلومات