وكان حقّاً علينا..
"العهد" في تموز 2006.. مغامرة الصدور المنتظم
بقلم الزميل الراحل محمود ريا - العدد 1177 من "العهد - الانتقاد" بتاريخ الجمعة 25 / 8 / 2006
من "الوعد الصادق" إلى "نصر من الله"، سبعة أعداد صدرت عن "العهد - الانتقاد" خلال العدوان الصهيوني السافر على لبنان، في مواكبة ميدانية وسياسية لكل التطورات التي شهدها هذا العدوان والتصدي البطولي الذي قامت به المقاومة الإسلامية لآلة الحرب الصهيونية، والصمود الأسطوري للمواطنين اللبنانيين الذين كواهم الإرهاب المعادي على مدى أكثر من ستة أسابيع.
منذ اليوم الأول للعدوان، كانت "العهد - الانتقاد" حاضرة في تغطية لعملية أسر الجنديين الصهيونيين يوم الأربعاء في الثاني عشر من تموز / يوليو، وما تلاه من انطلاق للعدوان الهمجي، ورد مقاوم على مختلف المستويات، وصولًا إلى وقف الأعمال الحربية يوم الاثنين في الرابع عشر من آب / اغسطس.
في الأسبوع الأول من العدوان أصدرت "العهد - الانتقاد" عددين لمتابعة سير المواجهات، وذلك بالرغم من توسع العدوان الصهيوني، والاجراءات التي اتخذت لضمان أمن العاملين في الجريدة التزامًا بخطة الطوارئ الموضوعة مسبقًا، وبالرغم من الصعوبات التقنية واللوجستية على مستوى التحرير والطباعة، وحتى على مستوى التوزيع.
"العهد - الانتقاد" ثابرت على الصدور بعد ذلك بشكل أسبوعي، ووزعت في المكتبات ومراكز البيع، أما على الأرض فإن توزيعها كان يتم مجانًا في مختلف المناطق التي كان من الممكن الوصول اليها، ولا سيما في العاصمة وأطراف الضاحية ومراكز نزوح المواطنين في الجبل والشمال.
وقد بذل فريق التوزيع جهودًا جبارة من أجل نشر الجريدة في أوسع دائرة يمكن الوصول إليها، وذلك في محاولة لإيصال الموقف والصورة والخبر والتقرير الخاص للقارئ في مختلف المناطق.
أما على مستوى التحرير والاخراج، فقد كانت عملية الإصدار مغامرة بحد ذاتها، هي مغامرة جميلة بلا شك، نتذكر تفاصيلها، وكأننا نتذكر تفاصيل معركة مواجهة مع العدو الصهيوني الذي استهدف مبنى الجريدة في محاولة لمنع صدورها ولإيقاف موقعها على شبكة الانترنت.
وتبقى عملية تنفيذ الجريدة وطباعتها، وهي عملية قام بها فريق كان يتحرك تحت الخطر للوصول بالجريدة الى القارئ.
إنه التزام بالاستمرار، أخذه فريق "العهد - الانتقاد" على نفسه، كي يسهم في إفشال كل أهداف العدوان الصهيوني، من ضرب المقاومة إلى اسكات صوت - أصوات - المقاومة.
.. وقد نجحنا في التحدي.