طوفان الأقصى
الشيخ بلال شعبان لـ"العهد": تاريخ طرابلس حافل إلى جانب حركات المقاومة
أكد الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان، في حديث لموقع العهد الإخباري، أن عملية "طوفان الاقصى" هي عملية عسكرية بطولية فدائية وجهادية غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو. ولها الكثير من الدلالات على أرض الواقع، فقد أثبتت أن العين تقاوم المخرز، وأن الجيش الصهيوني الذي كان يدّعي أمام العالم بأنه الجيش الذي لا يقهر، قد قُهر وأن ما تسمى بأسطورة دبابة الميركافا التي يتباهى بها يمكن تدميرها بسواعد المقاومين وبإمكاناتهم البسيطة. ورأى أن كل هذه المعطيات تثبت هشاشة الكيان الصهيوني أمام بطولات قوى المقاومة، كما أثبت ٧ تشرين أن الكيان الصهيونى أكذوبة وهو كيان عنكبوتي ووجوده وهمي لا أكثر، وإن زواله حتمي مهما حاول الأمريكيون إطالة عمره.
وأضاف الشيخ شعبان: "من أهم نتائج معركة "طوفان الاقصى" هو تغيير الرأي العام الدولي والرأي العالمي، فقد أيقظت العالمين الإسلامي والعربي، وأكدت أن زمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الانتصارات، كما أيقظت المستضعفين في العالم، وخلقت حالًا من الفرز؛ حيث ظهر قسمان من العرب، عرب الجهل والخيانة، وعرب محمد(ص)، وأثبت وجود إخوة مستضعفين لنا ليسوا عربًا، مثل جنوب أفريقيا والبرازيل وفنزويلا والكثير من الدول، وظهرت خيانة الأنظمة والدول العربية والدول التي سارت في درب التطبيع ودرب الخيانة الإبراهيمية بدعوة إقامة شرق أوسط يقوم على العبقرية الصهيونية وعلى المال العربي".
وأسف فضيلته لأصوات البعض في الإعلام العربي الذي يحاول تسليط الضوء فقط على كمّ البيوت المهدمة في جنوب لبنان وغزة وكمّ الشهداء والخسائر من أجل استخدامها في المعركة المشبوهة التي يقومون بها تجاه قوى المقاومة في خدمة مجانية للعدو الصهيوني ومشروعه في منطقتنا. لذلك :"نحن نؤكد لهؤلاء الاعلاميين أن الدماء الذكية تدفع في الميدان الصحيح، وخير دليل على ذلك عندما يخسر المواطن الفلسطيني وابن الجنوب اللبناني أهله وماله وكل ما لديه ويقول للعالم أجمع إن كل ذلك فداءً لفلسطين والمسجد الأقصى والقدس مكتفيًا بحسبنا الله ونعم الوكيل، وإن كل ما يمكن أن يحصل فداء للمقاومة. ومن هذا المنطلق؛ لا يحق لعرب التطبيع ولأصحاب الحرب الأهلية في لبنان الذين ذبحوا على الهوية، ومن تعاطى مع الكيان الصهيوني، ومن يرى أن استراتيجية المواجهة والحرب مع الكيان الصهيوني الغاصب تحتاج فقط الى السلم فهو واهم واهم.
وأضاف الشيخ شعبان إن غزة اليوم كشفت من مع الحق ومن يقف مع الباطل؟ فكل من يقف مع فلسطين والمقاومين في لبنان هو مع الحق، وكل الساكتين عن الجرائم والمجازر الصهيونية هم خونة ومتآمرون، وكل من يقدم ولو قطرة ماء للكيان الصهيوني ويمدّ جسور برية لدعمه هو متآمر على أمته، ولو صلى خمس أوقات مع كل السنن، لأن المتعاون مع العدو بأي وسيلة كانت هو عميل بدرجة امتياز، والعميل في ديننا وعقيدتنا لا يمكن التعامل معه تحت أي ذريعة.
وأكد شعبان أن التضحيات التي يقوم بها مجاهدو المقاومة الاسلامية وقوات الفجر وحركة أمل وكل الفصائل الوطنية اللبنانية في جنوب لبنان، إضافة لتضحيات الأبطال من المسعفين في الجمعية الطبية الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية وغيرها هي تضحيات نيابةً عن الأمه جمعاء، فهم يقدمون دماءهم وأرضهم ومنازلهم في هذه المعركة :"ويجب أن يعلم المجاهدون في الجنوب أننا في شمال لبنان عونهم وساعدهم، وتاريخ طرابلس مع حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية هو تاريخ حافل، حيث كان أهل الشمال يرابطون في الجنوب إبتداءً من مسيرة الأسير يحيى سكاف والشهيد عامر عمرية إلى مواجهات الاجتياحات المستمرة حتى العام الـ ٨٢ فقد قدم الشمال العديد من أبنائه شهداء مع فصائل المقاومة الفلسطينية، لذلك طرابلس والشمال ليست مع مشروع المقاومة؛ بل هي مقاومة فعلية، ونحن مستعدون للمشاركة في أي لحظة عندما يتطلب الأمر للوقوف مع إخواننا في الجنوب اللبناني بكل إمكاناتنا المتاحة".
وختم فضيلته المقابلة بالتوجه بالتحية إلى قائد المقاومة الإسلامية في لبنان سماحة السيد حسن نصرالله :"الذي جعلنا نعيش في أمن واستقرار من خلال معادلته التي فرضها عندما قال للعدو الصهيوني إذا قصفت عاصمتنا بيروت والضاحية سنقصف "تل ابيب"، وإذا ضربت مطار بيروت سنضرب مطار بن غوريون، فقد شكّل بهذه التهديدات معادلة ردع وأمان واستقرار لوطننا، وبفضل المقاومة الباسلة سننتصر- بإذن الله العلّي القدير- ونسأل الله تعالى أن يحفظ ويرفع قدر وشأن مجاهدي المقاومة في الميادين كافة".