طوفان الأقصى
تصاعد عمليات الاعتقال في الضفة.. أين المجتمع الدولي من مواجهة الانتهاكات المتزايدة؟
منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشهد الفلسطينيون في الضفة الغربية حملة اعتقالات واسعة لم يسبق لها مثيل، حيث تجاوز حتى الآن عدد حالات الاعتقال حوالي 10,300حالة، وهو ما يعكس حجم العدوان "الإسرائيلي" وتوسعه على الأرض، فضلًا عن تسجيل آلاف الاعتقالات في قطاع غزة.
الناطق الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى في فلسطين ثائر شريتح أكد أن هذه العمليات العدوانية العسكرية ليست مجرد تصعيد عابر، بل هي جزء من إستراتيجية أمنية "إسرائيلية" مستمرة تهدف إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتفكيك أي مقاومة قد تواجهها، وتتضمن استخدام القوة المفرطة، والاعتقالات الجماعية، وتدمير البنية التحتية، بهدف خلق حالة من الرعب والفوضى بين المدنيين الفلسطينيين.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، قال شريتح: "إن ما يثير القلق بشكل خاص هو الاستمرار في تنفيذ هذه السياسات دون أي تغيّر في النهج، مما يدل على عدم وجود نية لإيجاد حلول سلمية أو مراعاة لحقوق الإنسان، وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري طرح سؤال جوهري: "هل سيتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين؟".
وأضاف: "أن الصمت الدولي وتخاذل المؤسسات العالمية في مواجهة هذه الانتهاكات يعكس سقوطًا إنسانيًا وأخلاقيًا واضحًا، على الرغم من بعض التصريحات التي تصدرت عناوين الأخبار، فإن الردود الدولية غالبًا ما تكون غير كافية أو غير فعالة".
كما أن المؤسسات الدولية، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، بحسب شريتح، "تبدو عاجزة عن اتخاذ خطوات ملموسة لردع الاحتلال "الإسرائيلي"، مما يساهم في تقليص فعاليتها كهيئات تراقب وتفرض القانون الدولي".
داخل السجون الإسرائيلية، يواجه الأسرى الفلسطينيون كذلك ظروفًا مأساوية، تشمل سوء المعاملة والحرمان من الحقوق الأساسية، يؤكد شريتح، ويتابع "إن هذه الانتهاكات تساهم في تفاقم معاناة الأسرى، وتضيف أعباء جديدة على الشعب الفلسطيني الذي يواجه أصلًا تحديات وصعوبات هائلة".
في الوقت نفسه، أشار الناطق الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى إلى أن "هناك مخاوف صهيونية متزايدة من أن يؤدي استمرار هذه السياسات إلى تفجّر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية"، وقال إن "السياسات القمعية والاعتقالات المتزايدة قد تؤدي إلى حالة من الاستياء والغضب بين الفلسطينيين، مما يهدد استقرار المنطقة بأسرها".
ورأى شريتح في حديثه لـ"العهد" أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تدخل دولي عاجل وجاد بشكل حقيقي وفعّال، من خلال اتخاذ خطوات ملموسة للتصدي للعدوان "الإسرائيلي"، واستخدام جميع الأدوات المتاحة، بما في ذلك الضغط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية، للضغط على "إسرائيل" لوقف انتهاكاتها واحترام حقوق الإنسان.
وشدد على أن الوقت قد حان لتغيير النهج الدولي في التعامل مع هذه الأزمة، وأن تتجاوز الخطوات الدولية مجرد التصريحات إلى إجراءات عملية تهدف إلى حماية حقوق الفلسطينيين وضمان العدالة.
وأوضح شريتح في ختام حديثه لموقعنا أنه "إذا استمر المجتمع الدولي في تجاهل هذه الانتهاكات، فإن ذلك لن يساهم فقط في تفاقم معاناة الفلسطينيين، بل سيؤدي أيضًا إلى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب والتشجيع على استمرار السياسات القمعية".
فلسطين المحتلةالكيان الصهيونيغزةالأسرىالضفة الغربيةطوفان الأقصى