معركة أولي البأس

يوم القدس 2024

"طوفان الأحرار".. وللبحرين شهداء على طريق القدس
04/04/2024

"طوفان الأحرار".. وللبحرين شهداء على طريق القدس

علي عوباني

تلبيةً لنداء الإمام روح الله الخميني (قده) بإحياء يوم القدس العالمي، وتحت شعار "طوفان الأحرار"، يستعد البحرينيون هذا العام لإحياء يوم القدس العالمي كما اعتادوا كلّ عام، بالخروج يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان بتظاهرات ومسيرات في مختلف أرجاء البلاد، تأكيدًا على دعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني بمواجهة إجرام وهمجية الكيان الصهيوني، وتعبيرًا عن وقوفهم الدائم إلى جانب قضيتهم الأم دون أن يحول بينهم وبينها اضطهاد نظام آل خليفة وممارساته القمعية ولا حتّى تطبيعه المخزي مع الكيان الغاصب.

وفاء الشعب البحريني التاريخي لفلسطين ليس غريبًا ولا مستغربًا، فما بين نكبة 1948 وطوفان الأقصى الذي باركه البحرينيون محطات مفصلية كثيرة ومسار زمني طويل ينبض بسجل حافل بمناصرة أشقائهم الفلسطينيين، فلطالما تفاعل البحرينيون كسواهم من الشعوب العربية مع القدس وفلسطين، وذاكرتهم السياسية شاهدة على إحيائهم مناسبة يوم القدس العالمي بشكل سنوي منذ انطلاقتها، سواء عبر الفعاليات التضامنية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني أو المنددة بالاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ خمسة وسبعين عامًا، وآخرها حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزّة منذ ستة أشهر.  

فما عاناه ويعانيه شعب البحرين في مسيرته النضالية ومطالبته بحقوقه المشروعة لم يحل دون أن تبقى بوصلته مصوّبة دومًا باتّجاه نصرة فلسطين وأهلها ومقدساتها، وهو قدّم على طريقها الشهداء ومنهم الشهيد مزاحم الشتر، أول شهيد بحريني سجل على درب القضية، انضم إلى صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1978، ليستشهد لاحقًا خلال الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، ويدفن في مقابر الشهداء في النبطية جنوب لبنان، فيما روحه ودماؤه لا تزال تجري في عروق البحارنة حتّى يومنا هذا. ومنهم أيضًا الشهيد محمد جمعة الشاخوري، الذي سجّل في نيسان عام 2002 كأول شهيد للأقصى يسقط من البحرين من خارج فلسطين، يوم ارتقى أثناء مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بالقرب من السفارة الأميركية بالتزامن مع انتفاضة الفلسطينيين الثانية.

وحول أهمية يوم القدس العالمي في روزنامة الشعب البحريني، يؤكد رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش، في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن إحياء هذه المناسبة يحتل أهمية ومكانة كبيرة في البحرين، ويرجع ذلك لاعتبارات عدة أولها الالتزام الأساسي بالقضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية، وثانيها أن البحرين في واجهة الدول التي انخرط نظامها الرسمي بمخالفة الإرادة الشعبية في مشروع التطبيع، وثالثها تداعيات طوفان الأقصى بظلّ  الحرب المجنونة والوحشية التي يقودها الكيان المحتل ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني، واعتداءاته المتكرّرة على مختلف ساحات الإسناد، كما هو حال الاعتداء الأخير على مقر القنصلية الإيرانية في سورية.

ويرى درويش أن إحياء الشعب البحريني ليوم القدس العالمي، واجب أخلاقي وديني وإنساني، غايته التعبير بمختلف الأشكال المشروعة عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وللتأكيد على حقه الثابت في تحرير أراضيه. لكن المفارقة وفق درويش أن تداعيات طوفان الأقصى هذا العام وحّدت الكثير من المكونات البحرينية للخروج بموقف جامع متضامن مع الفلسطينيين، رغم محاولات الماكنة الإعلامية البحرينية الرسمية تشويه صورة القضية الفلسطينية، وشيطنة مكونات الشعب الفلسطيني، ومواصلة درب التطبيع المشبوه.

أما صور تضامن أهل البحرين مع فلسطين فمتنوعة - وفق درويش - وهي تبدأ ظهيرة يوم القدس العالمي بتنظيم الفعاليات السياسية والتظاهرات في عدة مناطق، وتتوج بمواقف القيادات الدينية والسياسية والخطاب المركزي لآية الله سماحة الشيخ عيسى قاسم، بينما يشارك البحرينيون المبعدون إلى الخارج بمختلف أنواع أنشطة الإحياء إما بتنظيمها أو بالحضور الفاعل ضمنها في شتّى دول العالم، المتواجدين فيها، فضلًا عن تفعيل البحرينيين بمختلف انتماءاتهم منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن تضامنهم الدائم مع الشعب الفلسطيني بالتزامن مع إحياء يوم القدس العالمي.

بات من الواضح أن يوم القدس العالمي هذا العام ليس كسابقه من الأعوام، ميزته أن عنوانه "طوفان الأحرار"، النابع من "طوفان الأقصى"، وأنه يتزامن مع عدوان همجي على قطاع غزّة، لذا يرتقب أن يشكّل مناسبة لإعادة إحياء قضية فلسطين ووضعها في صدارة أولوية الشعوب العربية والإسلامية بعدما كادت طعنات تطبيع البحرين وخيانة سواها من الدول ومساندتها للجلاد "الإسرائيلي" بدلًا من الضحية الفلسطينية أن تزج القضية في غياهب النسيان والتآمر والخذلان، وأن تضيع معها نضالات وتضحيات فلسطينية جسام، فيما كان لأحرار العالم وللشعب البحريني دومًا الكلمة الفصل، إذ بقيت مواقفهم رغم كلّ الجراحات على ثباتها ومبدئيتها حافظة لأمانة فلسطين وعاصمتها القدس ولم تفرط بشبر منها مراهنة في كلّ المسارات والمحطات على المقاومة لتحريرها من البحر إلى النهر.

 

إقرأ المزيد في: يوم القدس 2024