طوفان الأقصى

منوعات ومجتمع

د.يوسف مروة.. مبدع عاملي دُفن في الغربة
19/01/2019

د.يوسف مروة.. مبدع عاملي دُفن في الغربة

درجنا على متابعة الأعلام في بلادنا، ولأن الحاكم هو من يكتب السيرة يغيب عن التاريخ والتراث الأفذاذ والمتميزين في جبل عامل. اليوم دفن البروفيسور العاملي يوسف مروة في كندا، ولم يزل الكثير من فصول تاريخ هذا العالم المجد والصبور والمكافح غائب عن أبناء عالمنا العربي والإسلامي.

يحدثنا الراحل عن نفسه فيقول: "كان بيتنا قريب من ضريح المرحوم كامل الصبَّاح، كنت كلما استيقظت ونظرت من خلال النافذة تطالعني قبة ضريح كامل الصباح، لذلك تأثرت كتير بكامل الصباح وبتراثه العلمي وغيره".

ويتابع عن ارتباطه الديني : "عائلة ال مروة عائلة يعني معروفة في الجنوب كعائلة عريقة، وفي فترة من الفترات يمكن كان أكثر من 40 قرية رجال الدين فيها كلهم من آل مُروَّة كمبلغين وأئمة مساجدون".

من سيرته:
غادر لبنان بعد حصوله على الثانوية العامة إلى لندن، حيث نال البكالوريوس في الفيزياء الهندسية، ثم إلى ألمانيا لينال منها الماجستير في علوم هندسة الطاقة، ثم إلى الولايات المتحدة للتحضير للدكتوراه في تخصصه الأشهر في الفيزياء الإشعاعية.

85 عاماً هي عمره أمضى منه 65 في طلب العلم والعطاء العلمي المتواصل توجت بنظرية "الوحدانية الكونية التماثلية العظمى"، وكشفه عن ظاهرة "تفاعلات التلاؤم النووي"، هذا بالإضافة إلى العديد من براءات الاختراع المسجلة باسمه في حقل الفيزياء الهندسية والعديد من الإجازات العلمية الخاصة باستخدام التقنيات في الصناعات النووية.

يمكن أن نسميه ابن بطوطة العاملية فقد زار 47 بلداً منها للدراسة وللتدريس نذكر منها: سوريا، والمغرب والبحرين والجزائر حيث عمل عدة سنوات كرئيس لمختبر الإشعاع النووي الجزائري والسودان وليبيا ومصر وإسبانيا والبرتغال وهولندا والقائمة تطول.

إستقر منذ العام ١٩٧٣ في كندا حيث عمل كرئيس مختبر للاختبارات والفحوصات غير الاتلافية، وكمهندسٍ خبير في ضبط النوعية النووية، حيث ساهم ببناء وتشغيل وفحص واختبار وضبط نوعية في عدة منشآت نووية لتوليد الطاقة الكهربائية. تقاعد في العام ١٩٩٣. حائز على باكالوريوس علوم في الهندسة الفيزيائية، وماجستير علوم في هندسة الطاقة ودكتوراة في فيزياء الإشعاع.

تمحورت دراساته العلمية حول التطبيقات الصناعية والتقنية للنظائر المشعة، أشعة اللايزر، فيزياء الإنشطار والإندماج النووي والحماية ضد تأثير الاشعاع والطرق التقنية لقياس وضبط الاشعاع النووي. له العديد من المؤلفات والدراسات العلمية، والإقتراحات البحثية والعلمية للبنان والدول العربية، ابرزها مذكرة للقمة العربية الرابعة في الخرطوم العام ١٩٦٨ حول إنشاء مؤسسة عربية للطاقة الذرية وأخرى للأبحاث العلمية...
 

د.يوسف مروة.. مبدع عاملي دُفن في الغربة

بالإضافة إلى الانتاج العلمي، إهتم بالشؤون الفكرية والثقافية فمن أبرز كتبه المنشورة:
ـ كامل الصباح.. عبقري من بلادي
ـ أخطار التقدم العلمي في "إسرائيل"
ـ العبقرية المنسية
ـ الأثر العربي في العلم الحديث
ـ مؤشرات ورموز العلوم الطبيعية في القرأن
ـ مؤشرات ورموز العلوم الطبيعية في تراث الامام علي
ـ محنة المثقف العربي
ـ الله والكون والانسان
ـ مفهوم الله والفيزياء الحديثة
ـ النقد الديني في الفكر العربي المعاصر وغيره، وله أيضاً الكثير من المساهمات الثقافية والفكرية في بلاد الإغتراب عن الحضارة الاسلامية والعربية وأشهرها مقالته:
ـ الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس
Pre Columbian Muslims in the Americas

ـ اختارته جريدة المهاجر الجديد الكندية في العام 2013 كشخصية العام.

قال عنه الإمام المغيب السيد موسى الصدر في تقديمه لكتاب "العلوم الطبيعية في القرآن":
"احترمت هذا الانتاج السخيّ، من مؤلفه الشاب، الباحث، الاستاذ يوسف مروة، ودعوت له بالتوفيق، وسوف اضع كتابه دائما بين الكتب التي، هي امامي، وفي عقلي، وقلبي، حيث ان اجواء الدعوة الدينية في يومنا العصيب هذا، بحاجة الى هذا المنطق العلمي، العزيز فلله دره و عليه اجره".

أما الشاعر سعيد عقل فكتب في تقديمه لكتاب "العبقرية المنسية" عن العالم حسن كامل الصباح:
"صفحات وفاء، من عالم شاب، يحل محل دولة؟ بل اكثر. انّها صيحة مناضل ،من اجل تحويل العالم حسن كامل الصباح الى نهضة. صيحة مقنعة، كالامل كاغنية، تهدهد وكالحب. وياشرف ما يدعو اليه، وفيّ بعظمة عظيم!".

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع