طوفان الأقصى

خاص العهد

سوق المزارع في صور: خطوة على طريق الاكتفاء
03/07/2020

سوق المزارع في صور: خطوة على طريق الاكتفاء

سامر الحاج علي

لطالما شكّل عدم وجود أسواق لتصريف الإنتاج عائقاً أمام تطوير القطاع الزراعي في لبنان، خاصة لدى صغار المزارعين أو أولئك العاملين في مجال صناعة المونة البلدية التي تعتمد على منتجات الزراعة كمادة أساسية. ومن هذا المنطلق كانت تنظم في العديد من المناطق اللبنانية فعاليات ومعارض تساعد على ربط المزارع أو المنتِج بالعديد من الجهات وفعاليات المجتمع التي تشكل فيما بعد جزءًا من سوق الاستهلاك فتساعد على تصريف ولو القليل من الإنتاج السنوي الذي كان يكدّس أو يباع بأثمان تكاد لا تغطي أبسط مراحل الإنتاج.

سوق المزارع في صور: خطوة على طريق الاكتفاء

ومن هنا كانت خطوة جمعية الشجرة الطيبة لابتكار أسلوب متجدد يدور في فلك هذه المعارض، فأطلقت سوق المزارع في بيروت وفي البقاع وتتحضر اليوم لإطلاقه في الجنوب متخذة من حديقة تحاذي الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة صور عند مفرق الشبريحا موقعاً له. فما هو سوق المزارع؟

يتحدث مدير المعرض في الجنوب حسن حمد لموقع "العهد" الإخباري عن التجربة التي ستنطلق برعاية وزير الصناعة د. عماد حب الله هذا السبت في فعالية تحمل عنوان "معرض خيرات جبل عامل" وتأتي بالتعاون مع الاتحاد التعاوني الإقليمي في جنوب لبنان والبلديات واتحاداتها، فيلفت إلى أن هذا السوق ينظم لأول مرة في الجنوب بهدف إيجاد حلقة وصل بين المزارع والمستهلك بشكل مباشر دون أي وسيط بينهما، وسيضم العديد من الأقسام التي تباع فيها أنواع الخضار والفاكهة والحبوب والصناعات المتعلقة بها إضافة إلى المونة البلدية والعسل والألبان والأجبان والحرفيات وغيرها، ويمكن لأي منتج لبناني أن يشارك دون أي تكاليف أو رسوم.

ويقول حمد إن أهمية السوق هذه تكمن في أن المنتِج سيبيع إنتاجه للمستهلك مباشرة، وهو ما يخفف من كلفة المُنتَج على المشتري ويرفع في الوقت عينه من نسبة ربح البائع الذي كان في السابق يسعى لتصريف إنتاجه عبر الأسواق المركزية للخضار ويجني الخسائر ليس إلا.
وإلى ما بعد الأسعار يتجه حمد، فيشير إلى أن المزارع الذي سيحقق الأرباح لمجرد أنه تمكن من تصريف إنتاجه، سيتجه إلى المزيد من العمل وتعزيز مواصفات منتوجاته التي بات يؤمن تماماً بأنه ينتجها ليبيعها لا لتتكدس أو تتلف وليرفع من مستواه الاجتماعي والاقتصادي الذي بات يلامس الحضيض نتيجة للسياسات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومات اللبنانية والتي همشت طوال عقود كل محاولات النهوض بقطاعات الإنتاج.

سوق المزارع في صور: خطوة على طريق الاكتفاء

وينطلق سوق المزارع هذا السبت على أن تتواصل فعالياته من التاسعة صباحاً وحتى الثامنة من مساء كل سبت حتى نهاية الصيف الحالي على أقرب تقدير ليستقبل الزوار من مختلف المناطق اللبنانية والذين سيجدون فيه أسعاراً منافسة لكافة المنتوجات الغذائية التي تشترى من الأسواق، فالفارق هنا أن ما يباع في المعرض من انتاج محلي لا يتأثر بسعر صرف الدولار الآخذ بالارتفاع، وهنا تكمن أهمية التوجه نحو شراء الإنتاج المحلي ومقاطعة المنتوجات المستوردة التي تضعف أسعارها من القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي هذا الصدد يرى رئيس الاتحاد التعاوني الإقليمي في جنوب لبنان عماد قصير أن هذا السوق يشكل بداية لنقلة نوعية فهو يخفف عن المستهلك سعر المنتج الذي يشتريه، ويؤمن له حاجات ذات مواصفات جيدة ويشجع في الوقت نفسه المواطنين على الإنتاج المنزلي.

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري يشدد قصير على أن خطوة افتتاح السوق تؤمن لكل من يرغب بالدخول اليوم في عملية الإنتاج حتى من منزله مكاناً يبيع فيه إنتاجه وبذلك يكون قد وفّر لنفسه فرصة عمل حققت له مردوداً مالياً، متمنياً على المجتمع اللبناني أن يتفاعل مع الخطوة بغية الوصول إلى تحقيق الدرجات المؤدية إلى الاكتفاء الذاتي وخصوصاً في مثل الظروف التي نمر بها.

ويدعو قصير كل من يريد أن يتبضع مواد غذائية إلى التوجه نحو سوق المزارع في صور بدلاً من شراء المنتوجات المستوردة التي يعتمد عليها المجتمع اللبناني بشكل شبه كامل، بهدف تقوية الاقتصاد الذاتي المستنزف حتى في أبسط عناصره.

ولحين موعد الافتتاح تكون الصورة قد اكتملت في صور لانطلاقة فعالية جديدة من فعاليات مواجهة الأزمة الاقتصادية وتعزيز القطاع الإنتاجي الذي له في الجنوب شرايين تستطيع أن تعيده إلى الحياة إذا ما أعطيت سبل البقاء والدعم والاستمرار..

الزراعةجمعية الشجرة الطيبةسوق المزارع

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة