طوفان الأقصى

عين على العدو

ماذا سيطلب العدو من ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض‎؟
10/11/2020

ماذا سيطلب العدو من ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض‎؟

تحدث الكاتب الصهيوني رفائيل أهرين في مقال نشره موقع "تايمز أوف يسرائيل" الإسرائيلي عن استغلال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أيام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب في السلطة، عبر طلبات قد يتقدم بها قبل انتقال جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وبحسب أهرين، فإنه "يمكن فعل الكثير في 72 يوما المتبقية، إذ من المتوقع أن يكون نتنياهو قد بدأ بالفعل في التفكير فيما يود أن يطلبه من ترامب قبل انتقال بايدن"، مضيفا أن حكومة العدو "اعتبرت أن إدارة ترامب كانت بمثابة هدية قيمة تواصل تقدم العطاء لـ"تل أبيب"".

وذكر الكاتب أنه "في غضون أربع سنوات فقط، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في العام 2015، ونُقلت السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وقُطعت كل المساعدات عن الفلسطينيين، وتم الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على الجولان السوري المحتل، وجرى التأكيد على شرعية مستوطنات الضفة الغربية وتأييد ضمها لـ"إسرائيل""، وقال: "ماذا يمكن أيضا أن تطلب "إسرائيل" من إدارة أعطتها بالفعل أي شيء تريده؟".

واعتبر أنه "يمكن لنتنياهو استخدام الأسابيع العشرة المتبقية لتسريع وتيرة البناء في الضفة الغربية (قبل أن تطلب منه إدارة بايدن على الأرجح تجميد ذلك أو على الأقل إبطاء التوسعات الاستيطانية) أو تكثيف الهجمات العسكرية على أهداف إيرانية في سوريا ولبنان".

العمل حتى اللحظة الأخيرة

ورأى الكاتب أن "الجانب الإسرائيلي لن يتخذ تدابير جذرية – مثل تطبيق السيادة من جانب واحد على أجزاء من الضفة الغربية – دون مباركة ترامب، لكن مساعديه قد يكونون حريصين على دفع أجندتهم الخاصة بهم بالشرق الأوسط قبل مغادرة مناصبهم، وأهدافهم السياسية في كثير من الأحيان تتداخل مع تلك الإسرائيلية".

كما ذكر أن مسؤولا أمريكيا قال لهيئة البث "كان" الإسرائيلية "جرى انتخابنا لأربع سنوات وقد جئنا إلى العمل، ونعتزم استخدام الوقت حتى اللحظة الأخيرة"، مضيفا "لدينا أمور كثيرة لنفعلها مع "إسرائيل" ومن أجلها – وسنواصل العمل".

أهرين قال إنه "ليس من الواضح إلى أي مدى سيستخدم ترامب الوقت المتبقي له في منصبه لاتخاذ خطوات دراماتيكية من شأنها أن تتعارض مع مواقف الرئيس المقبل، الذي يعارض الضم ويسعى لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران".

أهرين نقل عن إيتان غلبواع الخبير في السياسة الداخلية الأمريكية وفي العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية في جامعة "بار إيلان" إن "هناك تقليدا أمريكيا بأن لا يقوم الرؤساء في الفترة الانتقالية المسماة بـ "البطة العرجاء" عادة باتخاذ مبادرات جديدة جريئة في الفترات الانتقالية.. إلا أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كسر هذه القاعدة في كانون الأول/ديسمبر 2016، عندما بادر بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334، الذي أعلن أن المستوطنات غير قانونية".

وأضاف أن "ترامب كان حينها رئيسا منتخبا وأوباما ونائبه بايدن عرفا أن ترامب عارض مشروع القرار، لذلك لا يمكن لبايدن أن يجادل بأنه لا ينبغي لترامب أن يشرع في أي خطوات يعارضها هو"، وقال إن "ترامب لديه كل الصلاحية للقيام بكل ما يريده بصفته رئيسا، وباعتبار انه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، قد يفعل أكثر مما هو مقبول عادة".

وذكر أن موقع "أكسيوس"، أفاد أن "إدارة ترامب تخطط  لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامج الصواريخ البالستية الخاص بها، ودعمها لمنظمات إرهابية وانتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان"، على حد قوله.

وقال مصدر صهيوني مطلع على الخطة للموقع إن "الهدف هو فرض أكبر عدد ممكن من العقوبات على إيران حتى 20 كانون الثاني/يناير".

ونقل الكاتب عن عضو "الكنيست" عوزي ديان وهو جنرال سابق في جيش الاحتلال، قوله إن "الأولوية الأولى لنتنياهو يجب أن تكون جعل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران دائما"، مضيفا أننا "بحاجة إلى ترسيخ عدم عودة أمريكا إلى الاتفاق السابق مع إيران قدر الإمكان".

وأهرين أكد أن ديان لم يتمكن من تحديد كيفية القيام بذلك، لكنه اقترح إعلانا رئاسيا من شأنه جعل إحياء الاتفاق المتعثر مهمة صعبة على إدارة بايدن.

بدوره، قال مارك دوبوفيتس، الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، إن "الشيء الأهم الذي يمكن لنتنياهو أن يطلبه من الإدارة المنتهية ولايتها هو مواصلة فرض عقوبات على قطاعات رئيسية في الاقتصاد الإيراني"، معتبرا أن "هذا لن يزيد من قوة تأثير بايدن عند دخوله إلى المنصب فحسب، بل سيعزز من جدار عقوبات السوق وقوة الردع السياسي"، وأضاف أن "جدار العقوبات هذا سيجعل من الصعب على بايدن العودة بكل بساطة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".

وتابع الكاتب أن "سياسيين مختلفين في اليمين أعربوا عن أملهم بأن تعطي إدارة ترامب الضوء الأخضر لـ"إسرائيل" لضم أجزاء من الضفة الغربية، مثل غور الأردن، لكن معظم المحللين يستبعدون هذه الفكرة باعتبارها مجرد أمنيات"، مضيفا أن "أحد أكبر انجازات الإدارة الأمريكية في السياسة الخارجية كان التوسط في ما تُسمى بـ"اتفاقيات ابراهام"".

وقال دوبوفيتس إن "الضم لن يحدث، وما يمكن أن يكون هدية وداع مثيرة للاهتمام من ترامب، هو "خيار خطة الدفع المؤجل"، الذي من شأنه أن يسمح لـ"إسرائيل" بالوصول الآن إلى المساعدات العسكرية المخصصة للمستقبل".

وأوضح دوبوفيتس أن "هذا قد يسمح لـ"إسرائيل" بالتوقيع على عقود جديدة لمنصات أسلحة متطورة لا تستطيع تحمل نفقاتها حاليا"، مضيفا أن "هناك فكرة أخرى تتمثل في زيادة أنظمة الدفاع والذخيرة الأمريكية في "إسرائيل"،  عندها يمكن لتل أبيب الوصول إليها خلال حالة الطوارئ، وقد تكون هذه ذخيرة، وقد تكون أيضا منظومة "القبة الحديدية" أو "مقلاع داوود" أو ربما صواريخ "تمير" و"ستنر" الاعتراضية".

وبحسب غلبواع، فإن أهم طلب يجب أن يطلبه نتنياهو من الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها هو الضغط على المزيد من الدول العربية من أجل الانضمام إلى "اتفاقيات ابراهام"، معتبرا أن "بايدن سيسعى إلى إعادة التواصل مع إيران، ومن المحتمل أن يوقف التحالف الإستراتيجي العربي-الإسرائيلي لأن الولايات المتحدة لا تستطيع جذب إيران في الوقت الذي تواصل فيه تعزيز خصوم طهران الإقليميين".

وقال غلبواع إنه "ينبغي لـ"إسرائيل" الضغط من أجل دخول أعضاء جدد إلى التحالف المناهض لإيران قبل فوات الأوان".

الكاتب ذكر أن "آخرين يعتبرون أن ترامب لن يشرع في أي مبادرات رئيسية للسياسة الخارجية في الأسابيع الأخيرة من ولايته".

ونقل أهرين عن داني أيالون السفير الإسرائيلي الأسبق لدى الولايات المتحدة، إنه "يمكن لبطة عرجاء أن تتسبب بأضرار تفوق المنافع"، مقترحا أن تخفض "إسرائيل" من سقف توقعاتها".

وقال أيالون إن "ما يمكن لنتنياهو أن يطلبه هو أمور عملية.. ربما المزيد من المساعدة العسكرية، وبضعة أنظمة دفاع إضافية أو معدات محددة، مثل قنابل خارقة للتحصينات.. ولكن لا شيء من حيث السياسة على المدى الطويل أو تغييرات في النموذج الإستراتيجي".

إقرأ المزيد في: عين على العدو

خبر عاجل