طوفان الأقصى

خاص العهد

23/11/2020

"جبهة النصرة" إرهابية وإن تغيرت التسميات

محمد عيد

تواصل "هيئة تحرير الشام" اطلاق رسائل الود إلى الغرب متمنية عليه رفع اسمها من قوائم الإرهاب أسوة بالحزب التركستاني، محاولة اثبات نفسها أداة طيعة بيد الغرب ضد محور المقاومة.

* إرهابية وإن تغيرت التسميات

يقول ما يسمى بمسؤول العلاقات العامة في "هيئة تحرير الشام" الارهابي تقي الدين عمر إن الهيئة تنظر إلى إدراج اسمها على لوائح الإرهاب "باعتباره تصنيفًا سياسيًا ليس مبنيًا على أي حقائق أو معطيات". وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري يعلق الخبير السياسي والعسكري العميد علي مقصود على ذلك بالقول "ينسى الرجل أو يتناسى أن الإرهاب الدموي كان وسم سلوك الهيئة منذ خرجت من أقبية المخابرات الغربية والتركية لتكون حربة في صراع الغرب مع محور المقاومة وحتى حين غيرت اسمها من "جبهة النصرة" إلى "هيئة تحرير الشام" لم تغير من ارهابها المتمثل بقطع الرؤوس وبقر البطون والقتل على الهوية السياسية والمذهبية والفتك بكل من يعارضها بمن فيهم أخوتها في "الجهاد" الأمريكي ضد الإسلام الحقيقي المنزه عن أذية الخلق".

مقصود أشار إلى محاولة الهيئة تملق الغرب بحديث "شرعييها" شبه الصريح عن رغبتهم في الالتزام بكل ما يقرره من سلوك "سياسي وإنساني"، مؤكدًا أن "رفع اسم الحزب التركستاني الذي لا تزال أيادي مقاتليه ملطخة بدماء السوريين من لوائح الإرهاب يعتبر رسالة صريحة للصين بالرغبة والقدرة على تبني كل من يعاديها وكل ذلك في سياق حرب سياسية اقتصادية تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد هذا العملاق القادم بقوة، وهي رسالة عنوانها الوضوح في الغاية والنوايا على اعتبار أن أمريكا يمكن لها أن تجير هذا الحزب لمصلحتها دون الاعتراف به منزّهًا عن الإرهاب كما تفعل تركيا مع جبهة "النصرة"، فيما لا يحتاج الأمر حاليًا على الأقل إلى رفع اسم "جبهة النصرة" عن قوائم الإرهاب لتنفيذ المآرب الأمريكية، فالجبهة تفعل ذلك وتحارب أعداء الغرب في محور المقاومة بقوة عبر الشريك التركي الذي يستخدمها في محاربة الجيش العربي السوري والسعي لاقتطاع إدلب ومناطق من الشمال السوري من أجل ضمها إلى تركيا، وهو أمر لا يبدو أن أمريكا تقف منه موقف المعارض".

ماذا تريد الهيئة؟  

المحلل السياسي عادل ابراهيم أكد بدوره لموقع "العهد" الإخباري أن ""هيئة تحرير الشام" تسعى لتحسين صورتها أمام الغرب وتقديم نفسها كشريكة له على الأرض السورية وكجهة سياسية ذات ذراع عسكرية، يمكن لها استمالة الغرب لمساعدتها في تطبيق أجندتها السورية سواء عبر إعادة طرح فكرة الحسم العسكري بدعم غربي مفتوح أو على الأرجح من خلال الحصول على حصة وازنة في أية تسوية سياسية مقبلة، وهو أمر تعيه الحكومة السورية مدعومة من محور المقاومة الذي يبسط معادلة أكثر شفافية تتعلق برغبة الشعب وخياراته كما أشار الرئيس بشار الأسد غير مرة".

في أكثر من مناسبة إذًا أشارت "هيئة تحرير الشام" إلى أنها ليست كـ"تنظيم الدولة"، ولا تكن أية عداوة للغرب وتسعى للتطبيع مع دوله وتحسين صورتها أمام شعوبه، وهي لهذه الغاية عمدت إلى إجراء تغييرات كبيرة في بنيتها وسلوكها عبر تغيير اسمها والتخلص من قيادييها من غير السوريين وملاحقتهم إضافة إلى قيامها بضرب وتفكيك كل الفصائل المصنفة على لوائح الإرهاب والتي سبق وأعلنت ارتباطها بتنظيم "القاعدة"،
فهل ينسى العالم أن من تقدم نفسها اليوم كحربة متقدمة في محاربة الإرهاب هي الإرهاب عينه الذي طعن السوريين بحرابه خدمة للغرب الذي تستعطفه اليوم؟  

 

الارهابجبهة النصرة

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة