ramadan2024

هداة الدرب

آخر كلمات سيد شهداء المقاومة الإسلامية في ذكرى شيخ الشهداء
16/02/2019

آخر كلمات سيد شهداء المقاومة الإسلامية في ذكرى شيخ الشهداء

بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

 

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.‏

قبل أن أبتدأ بكلمتي أحب أن أعبر عن الفرحة التي تغمرني في هذه المرحلة. سيما في منطقتكم هذه. فرحتنا بجمع الشمل ووحدة الكلمة. هذا الاجتماع وهذه الوحدة التي طالما انتظرناها، سيما في هذه المنطقة، التي هي أحوج ما تكون إلى هذه الوحدة، وإلى هذا الانسجام. لذلك ما أدعو إليه نفسي أولا، وأدعو إليه أبناء هذه المنطقة جميعا أن يحافظوا على هذه النعمة. هذه نعمة إلهية كبرى يجب أن نتحمل جميعا مسؤولية حفظها. 

أما بالنسبة إلى ما يمكن قوله في مناسبة أسبوع المقاومة، ومناسبة شيخ الشهداء الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب (رض). هناك مسألة أعتقد على مستوى المشروع الإلهي للخليفة على وجه هذه الأرض، كان المشروع الأساس والأول. هذا المشروع عبرت عنه بعض الآيات القرآنية في سورة البقرة، من خلال قوله تعالى "بسم الله الرحمن الرحيم، وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" صدق الله العلي العظيم.‏

هذه الآية تعبر على لسان الملائكة عن سنة طبيعية في حياة الإنسان. يعني عن سنة من سنن التاريخ في حياة الإنسان. وهذه السنة هي سنة سفك الدماء والإفساد في الأرض " قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء". أنت أيها الإله تخلق إنسانا يحمل غرائز معينة ويتركب من شهوات معينة. مثل هذا الإنسان إذا خلق على وجه هذه الأرض ليكون خليفة لك، سيكثر الفساد في الأرض، وسيسفك الدماء. هذه السنة الإلهية التي تنبئ بها الملائكة، الله تبارك وتعإلى لم يقل أنها خطأ. لم يقل في مقام جواب الملائكة، هذا خطأ. وإنما عبر ببعض الكلمات التي سأجعلها موضوعاً لهذه الكلمة.‏

إذا الملائكة منذ اليوم الأول عبروا عن الحقيقة التي تنتظر هذا الإنسان. كيف سيكون تاريخ هذا الإنسان. كيف ستكون حياة هذا الإنسان. هل سيحقق الحلم الإلهي على وجه هذه الأرض، أو أنه لن يستطيع. هذه المسألة عبر عنها الملائكة، بأن هؤلاء إذا ما أمسكوا بزمام الأمر، سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء. الواقع هذه السنة التي تنبئ بها الملائكة، نستطيع أن نفهمها من خلال قراءة سريعة للتاريخ الإنساني على امتداد التاريخ. على امتداد مراحل حياة الإنسان. على امتداد تاريخ الإنسان وحضارات الإنسان. تستطيع أن تستكشف هذه الحقيقة. أنه ليست هناك مرحلة من مراحل التاريخ، إلا وكان فيها إفساد في الأرض وسفك للدماء. حتى أن كتاب التاريخ الآن، عندما يكتبون تاريخ الأمم، كما يكتبون حضارة الأمم، ماذا صنعت تلك الأمم بمختلف المستويات. جزء من هذا التاريخ المكتوب حروب تلك الأمة. أو حروب تلك البلدة أو حروب تلك القومية وهكذا. لا تقرأ تاريخا من تاريخ الأمم، أو القوميات، أو الاوطان، إلا وتجد جزءا أساسيا من تاريخهم، الحروب. يعني سفك الدماء. أما مسألة الإفساد في الأرض فتلك مسألة أوضح. كل الحضارات التي أقيمت في التاريخ، طبعا لا أقول الحضارات التي قادها الرسل والأنبياء. باستثناء تلك الحضارات الإلهية، تجد أن مسألة الإفساد في الأرض كانت أساس. تقرأ في تاريخ الرومان، في تاريخ الفرس، في تاريخ الصين، في كل التواريخ القديمة. ثم تقرأ في تاريخنا المعاصر، تجد معالم الفساد كما تجد معالم السفك للدماء. إذا الملائكة عندما تحدثوا بحديثهم كانوا يتنبؤون عن واقع. درسوا طبيعة هذا الإنسان جيدا. عرفوا نزاعات هذا الإنسان. شهوات هذا الإنسان. تركيبة هذا الإنسان. وعلى ضوء هذه المعرفة الكاملة والواضحة تنبؤا بهذه الأنبوءة.‏

نحن ملائكة نسبح لك ونقدس لك لا يمكن أن نرتكب جريمة قتل. لا يمكن أن نرتكب إفسادا في الأرض. فنحن الأهل لهذه الخلافة. أما الإنسان لا يمكن أن يكون أهلا لهذه الخلافة، لأنه بسبب تركيبته حتما سيفسد في الأرض ويسفك الدماء. من هذا المنطلق دعوات الرسل، دعوات الأنبياء، إنما جاءت لتنظم حياة الإنسان تنظيما كاملا. تمنعه من الإفساد في الأرض، كما تمنعه من سفك الدماء مجانا. أنا أضرب لكم مثلا من واقع حياة رسول الله (ص). قبل أن يبعث رسول الله (ص) كيف كان وضع الناس. كيف كان وضع روما. كيف كان وضع فارس. وهكذا الحبشة والجزيرة العربية. كيف كان وضع العالم بشكل عام. على مستوى الفساد كان هناك فسادا شاملا. فسادا عقائديا. فسادا أخلاقيا. فسادا مسلكيا. على كل المستويات. أما مسألة سفك الدماء فحدث ولا حرج. بلدة تغزو بلدة. عشيرة تغزو عشيرة. إلى اليوم الذي بعث فيه محمد بن عبدالله (ص)، كان قد مضى على الحروب بين الأوس والخزرج في المدينة المنورة أربعين عاما. هكذا تسفك الدماء دون أية ثمرة أو فائدة. السؤال الذي يطرح نفسه، وهذا ما يطرحه عادة الأنبياء والرسل. الدماء تسفك على كل حال. هذه الدماء بسبب طبيعة الإنسان وتركيبة الإنسان هذه الدماء تسفك. إن لم تسفك على طريق الحق فستسفك على طريق الباطل. هذه سنة دائمة في حياة الإنسان. لكن الفرق بين أن تسفك هذه الدماء على طريق الحق، أو تسفك على طريق الباطل. بأن سفكها على طريق الحق يحقق أهدافا إنسانية عليا. قد يحقق بالنتيجة سلاما حقيقيا. قد يحقق على مستوى النتيجة عدلا إلهيا حقيقيا. قد يمكن الإنسان من إقامة حضارة حقيقية. بينما سفك الدماء على طريق الباطل لا يزيد الناس على عداوة ومزيدا من الاحقاد ومزيدا من سفك الدماء والفساد.‏

عندما بعث محمد بن عبدالله (ص) أول ما أطل رسول الله على الناس أطل عليهم بالحجة. أطل عليهم مسالما. عبر لهم رسول الله عن مقدرة الإنسان على الوصول إلى قمة الصبر في مواجهة الاعتداءات. برهن لهم رسول الله طيلة ثلاثة عشر عاما، يعني ما يقرب الجيل، أن الإنسان يمكن بفضل التربية الإسلامية والإلهية أن يتربى على الصبر. أن يبتعد عن الإنفعال. أن لا يكون الأساس في مسيرته ومسلكيته الأخذ بالثأر. وفعلا عبر هذه الفترة اعتدي شخصيا على رسول الله عدة مرات. اعتدي على المؤمنين رجالا ونساء. فكانت أول شهيدة سمية وأول شهيد ياسر. كل ذلك ورسول الله محمد بن عبدالله (ص) يبرهن عن النهج الجديد. عن قدرة الإنسان عن التعالي عن الجراحات. أن الإنسان اذا ما اراد يستطيع. كانت طبيعة الإنسان العربي لا تتحمل هذا المستوى. كانت طبيعية الإنسان العربي إذا ما استفز يقاتل سريعا. أما هؤلاء محمد والذين معه كانوا قمة الصبر وقمة التعالي عن الجراحات وفعلا جسد بذلك رسول الله نموذجا مثاليا على كفاءة هذا الإنسان. وقدرة هذا الإنسان، على خلافة الله على وجه هذه الأرض.‏

وهذا هو جواب الله للملائكة. أن الإنسان صحيح قد ينجر إلى سفك الدماء. لكن سنمكنه بالارادة. سنمكنه بالصبر. سنمكنه من خلال التربية الدينية حتى يتعالى على كل شيء. يتعالى على الفساد ويتعالى على سفك الدماء. وبالتالي يتعالى ويتعالى حتى يجسد الخلافة الحقيقية لله عزوجل على وجه هذه الأرض. ثم بعد أن إنتهت مرحلة مكة، وإنتقل رسول الله برسالته إلى المدينة المنورة، هناك كان لا بد بعد أن أصبحت الأهداف جلية وواضحة وفرزت كل المجتمعات على مستوى الجزيرة العربية. فرز الإنسان الذي يريد الإسلام بالسلام. بالحجة والبرهان. والإنسان الذي لا يريد إسلاما يرفع سيفه ويقاتل من أجل أن لا تقوم قائمة لهذا الدين. من هنا إضطر رسول الله . إضطر إلى إجازة دفاع. ليس إلى إعلان حرب. إلى اجازة دفاع " بسم الله الرحمن الرحيم، اليوم أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير". في المدينة المنورة أذن للمؤمنين بالجهاد دفاعا عن أنفسهم. كي لا يبقوا في موقع المظلومية. والآن أصبح القتال لأهداف سامية. كما كان عدم القتال في مكة لأهداف سامية. أيضا القتال في المدينة المنورة اليوم لهدف ألهي سامي. وفعلا أي هدف أعظم من أن يحول رسول بسيف علي بن أبي طالب وبسيف أصحابه أن يحول الإنسان من عصر سمي بالتاريخ بعصر الجاهلية إلى عصر الإسلام. ثم تبنى حضارة لا تزال معلما حضاريا عظيما. يعتبر من أعظم الحضارات الإنسانية التي أقيمت على امتداد التاريخ الماضي والحاضر وانتهت كل الحروب الصغيرة والبسيطة هنا وهناك. لم يعد ابن الأوس يقتل ابن الخزرج لثارات شخصية. لم يعد ابن مكة يحقد على ابن المدينة. لم يعد ابن الطائف يحقد على أبناء المدينة او أبناء مكة. وهكذا، تحول الناس بفضل السيف وبفضل كلمة رسول الله بالسيف والقرآن. بالكتاب والسيف، تحول ذلك المجتمع إلى مجتمع مثالي. هكذا عندما تحوَّل مسألة سفك الدماء من قنوات الباطل باتجاه قناة الحق.‏

نطل من خلال هذه الامثلة، من خلال مثل رسول الله والحضارة التي بنيت على يدي محمد (ص). نطل من خلال ذلك على الواقع الذي نعيشه في عصرنا الحاضر. هذا العصر كما ترون معالم فساد وسفك دماء في كل أنحاء العالم. هل تجد بلدا من بلاد العالم في عصرنا الحاضر إلا وتعيش حالة الحروب وحالة الفساد. إذا تركت المسألة هكذا دون أن يوجه السلاح وجهته الحقيقية فسيبقى السلاح بين أيدي الناس. لكن لا يستخدم إلا من أجل الباطل. إسرائيل زرعت في المنطقة في فلسطين. ثم أصبحت إسرائيل تتهدد كل المنطقة. والشعوب تدفع الضريبة. ابن البقاع الغربي كم دفع من ضرائب، نتيجة عدم الموقف الصارم من الزعماء جميعا. ابن الجنوب كم دفع من ضرائب. لبنان بشكل عام كم دفع من ضرائب. لم تبقى دولة من الدول إلا دفعت ضريبة نفس الوجود الإسرائيلي في المنطقة. الدماء تسفك لكن الآن مجانا. كل يوم تسفك فيه دماء على يدي الإسرائيلي لكن مجانا دون أي ثمرة. نحن الذي نطالب به فقط هو نفس ما طالب به محمد بن عبدالله (ص). عندما رأى رسول الله أن الدماء تسفك مجانا في الجزيرة وغيرها دونما فائدة. نحن ما نقوله أنه يجب على الأمة الإسلامية أن تحزم أمرها. أن تحسم موقفها ثم ترفع لواء المقاومة والمواجهة ضد العدو الإسرائيلي. حتى إذا سفكت هذه الدماء تسفك بحق. كان النبي من الأنبياء عندما يدلل على صدقه، كان يقول للناس "لا أسألكم عليه أجر" لا أريد منكم شيئا.‏

قولوا لي محمد بن عبدالله أخذ معه شيء من الدنيا. كذلك هم أبناء المقاومة الإسلامية دليل صدقهم أنهم يدفعون كل شيء ولا يأخذون شيئا. يدفعون دماءهم الطاهرة. يدفعون أنفسهم. يرمّلون نساءهم. ييتمون أطفالهم. يدفعون كل شيء. ألا يكفي ذلك كدليل على صدقهم. الشهيد محمد بجيجي في البقاع ماذا أخذ معه. الشهيد رضا الشاعر ماذا أخذ معه. شيخ الشهداء صاحب هذه الذكرى الطاهرة العطرة ماذا أخذ معه. كان كل ما يبلغه شيخ الشهداء، أن أريد عزة هذه الأمة. أريد الكرامة لهذه الأمة. أريد لهذه الأمة أن ترجع إلى حضارتها. أن تبني مجدها وعزها وقوتها. أعظم دليل على صدق هؤلاء دماؤهم. أعظم دليل على صدق هؤلاء أنهم تحولوا إلى تحت التراب. هذا دليل صدقهم. كيف يمكن أن أتصور حدثا دنيويا لشاب في مقبل الحياة في سن السابعة عشرة من عمره، في زهرة عمره، يعيش في مغارة في جبل صافي. هذا الشاب يستطيع أن يكون في فرنسا. وفرنسا كلها شهوات ولذائذ. هذا الشاب يستطيع وهو في مقتبل العمر، أن يحصل ما يريد من الشهوات. لكنه تخلى عن دنيانا. تركنا. طلقنا وكل أموالنا وحبس نفسه لله في مغارة. ثم كان أقصر طريق له إلى الله الشهادة. أليست كل هذه الأدلة كافية للبرهان على صدق هؤلاء. نعم أيها الشهداء يا أبناء المقاومة الإسلامية الطاهرة.‏

يا شيخ الشهداء. صدقكم حتى الطفل في فلسطين. صدقكم أبناء الإنتفاضة. رأوا فيكم لأول مرة أملهم وحلمهم الكبير. لم يصدقوا طيلة السنوات الماضية كل الزعماء العرب. كذبوهم وعاشوا في ظلال ادعاءاتهم اليأس والقنوط. بينما عندما رأوا دماءكم، رأوا فيها المنارة. رأوا في كل قطرة من دماءكم الطاهرة طريقا لهم إلى التحرير. ودليل على أن التحرير بات قريبا بإذن الله. ويكفي أن يصدقنا هذا الطفل البريء في فلسطين. وبعد أن يصدقنا يستعد من قلب جرحه أن يتحمل مسؤولية المواجهة مع العدو الإسرائيلي بكل جبروته. أن يتحمل المسؤولية وليس في يده إلا حجر. ثم هذا هو العالم الإسلامي على امتداد بقاع الأرض، آمن بكم يا شهداء. آمن بك يا شيخ الشهداء. آمنوا بصدق موقفك. رأوا أن الوحيد الذي يحرم على نفسه حتى المصافحة للعدو الاسرائيلي. عندما دخل الضباط الاسرائيليون إلى بيت الشهيد من أجل أسره، تقدم الضابط الاسرائيلي وهو يمد يده، وكان يتصور أن الشيخ سيخاف. سيرعب من منظر القوة إسرائيل بكل قدرها وعنفوانها وقوتها، تقتحم على بيت رجل سيملئ رعبا وسيمد يده للمصافحة. تبقى يده العزيزة في مكانها وقال له لن أصافحك. حتى عندما مد المحقق يده والشهيد في السجن في داخل فلسطين في الأسر مد يده ليسلم على الشهيد رفض الشهيد. قال له ماذا تريد؟ ما تريد يا شيخ؟ لماذا تحرض الناس علينا؟. قال أريد منكم أن تخرجوا من المنطقة. قال له من أين؟ من لبنان؟ قال له لا حتى من فلسطين يجب أن تخرجوا من هنا. هذه المنطقة ليست لكم. عندما يرى المسلمون في العالم موقفا بهذا المستوى سيصدقون. بينما كل الادعاءات التي كان يدعيها الزعماء هنا وهناك، في الوقت الذي بين أيديهم أكداسا من الجيوش. نحن الذي ندعوا إليه هو هذه الدعوة فقط. ندعوا أن تسفك الدماء لكن في قنواتها الطبيعية. أن تسفك الدماء تحت راية الحق. عندما نقول المقاومة يجب أن تكون على أساس الإسلام، وعلى أساس المبادئ الإسلامية، وعلى أساس فكر رسول الله (ص). الذي جسده الإمام الخميني ويستمر في تجسيده آية الله الخامنائي. عندما نصر على ذلك، لأننا نعرف أن هذه الراية راية صادقة، لا يمكن أن يكون معها نفاق، لا يمكن أن يكون معها كذب. في نفس الوقت لا نمانع أحدا أن يكون إلى جانبنا. كل من يريد أن يتشرف بشرف المواجهة مع إسرائيل، فليتفضل وسيرانا في خدمته.‏

من هنا وجهنا مرارا دعواتنا للجميع من أجل أن يحمل السلاح ضد اسرائيل. وقلنا لهم نحن في خدمتكم، حتى من نختلف معهم عقائديا. ليس الذين نختلف معهم تنظيميا فقط. ليس الذين نختلف معهم حزبيا فقط، حتى الذين نختلف معهم عقائديا حتى هؤلاء، قلنا لهم تفضلوا سنقاتل جنبا إلى جنب، وسنكون في خدمتكم المهم أن تتوجه كل البنادق إلى وجه العدو الاسرائيلي. إننا نريد من الجميع أن يبقوا صفا واحدا وأن يوجهوا دماءهم ويوجهوا سلاحهم في وجه إسرائيل. هذا أساس عندنا، ولذلك قبلنا بكل شيء وقبلنا أن نتنازل عن كثير من الأشياء، المهم أن لا يكون هناك تنازل عن البندقية الواحدة في وجه العدو الصهيوني. والكلمة الأخيرة التي أختم كلمتي بها هي وصية وتمني. وصية لأهلنا هنا في البقاع الغربي. نحن سنكون في خدمتكم دائما وسنعمل المستحيل وبأشفار عيوننا لنكون في خدمتكم. لكن الوصية الأساس أن المقاومة التي كانت دائما في حمايتكم، والتي احتضنتموها بكل قوة، فقدمت سحمر الشهداء على الطريق، وقدمت مشغرة الشهداء على هذا الطريق، وقدمت ميدون وعين التينة وقليا ولبايا وزلايا وكل القرى هنا قدمت الشهداء على هذا الطريق. كرعبون وفاء على صدق موقفكم اتجاه المقاومة. وصيتنا أن تقفوا ونقف إلى جانبكم صفا واحدا في مواجهة كل المؤامرات، وخصوصا المؤامرات الاسرائيلية. إذا استهدفت المقاومة بسوء. هذا العدو الذي يعتبر سرطانيا حقيقيا في جسم أمتنا عندما يتكاتف الجميع في المواجهة سيكون النصر بإذن الله حليفنا جميعا .‏

اسأل الله أخيرا لشيخ الشهداء الشيخ السعيد راغب حرب الرضوان والرحمة ولجميع الشهداء وأسال الله أن يبارك لنا هذا الأسبوع وهذا الاحتفال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

(*) الكلمة التي ألقاها واستشهد هو وزوجته ونجله حسين وهم عائدون من إحياء الذكرى في 16-2-1991

إقرأ المزيد في: هداة الدرب

خبر عاجل