لبنان

ميقاتي يتحدث عن أجواء إيجابية..وتضامن لبناني ضد الاعتداءات الإسرائيلية
06/08/2021

ميقاتي يتحدث عن أجواء إيجابية..وتضامن لبناني ضد الاعتداءات الإسرائيلية

ركزت الصحف اللبنانية اليوم على ملف تشكيل الحكومة، حيث أشارت إلى أنه بالرغم من الاجواء الايجابية التي يتحدث عنها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلا أن عقداً عدة تحول دون التأليف، فيما تطرقت من ناحية اخرى إلى التضامن اللبناني في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.

"الأخبار": برّي لعون: خذوا الماليّة واعطونا الداخلية

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الاخبار" إنه بالرغم من التفاؤل الذي حاول الرئيس نجيب ميقاتي «فرضه» على الناس، وبالرغم من إيحائه إحراز تقدم في ملف تأليف الحكومة، إلا أن ذلك بدا أقرب إلى بث الشائعات، فيما الواقع أن لا شيء تغيّر، إلا لناحية تأجيل الملفات الخلافية مجدداً، ربما إلى أن يحين موعد الاعتذار. وقد برز في الأيام الماضية اقتراح الرئيس نبيه بري التخلي عن وزارة المالية في مقابل حصوله على حقيبة الداخلية، وهو ما يرفضه ميقاتي.

واضافت الصحيفة انه بعدما سبق أن أعلن أن مهلة التأليف ليست مفتوحة، ملمّحاً إلى إمكانية اعتذاره، عاد الرئيس نجيب ميقاتي أمس ليعطي أملاً بإمكانية تأليف الحكومة، معلناً أن ذلك لا يزال ممكناً. لكن هذا الأمل، لم يضعه متابعون للقاءاته المستمرة مع رئيس الجمهورية سوى في خانة الإيهام، فيما الواقع هو أن ميشال عون ونجيب ميقاتي صارا يتعاملان مع عملية التأليف كأنها انتهت. لكن بالرغم من ذلك، يرفض ميقاتي الاعتذار سريعاً، كي لا يظهر أمام الرأي العام وأمام الفرنسيين أنه غير جدي، أو أنه جاء ليستكمل خطة محاصرة ميشال عون التي بدأها سعد الحريري، علماً بأن مقرّبين منه صاروا على اقتناع بأنه لن ينتظر كثيراً قبل إعلان اعتذاره، فالقرار متخذ لكن يبقى إيجاد التوقيت المناسب. ولذلك، فإن حديث ميقاتي عن تقدّم لا يعبّر عن الواقع، هو الذي وجد أمس أن «المشكلة هي في احتراف اللبنانيين للإحباط»، فيما هو يدرك أن الناس هم الضحية الوحيدة في هذه المعادلة. فلا ميقاتي، ومن خلفه نادي رؤساء الحكومات السابقين، يريدون تأليف حكومة تنقذ عهد ميشال عون، ولا الأخير يريد تأليف حكومة تكون خنجراً في خاصرته. وخارجياً، بعيداً عن الفرنسيين الذين لا يملكون أي تأثير يذكر، فإن الأميركيين لا يبدون في وارد التنازل عن ورقة الانهيار في مواجهة حزب الله بسهولة. وإذا كان مؤتمر باريس واضحاً بالإشارة إلى أن لا مساعدات للبنان من دون تأليف حكومة، فإن وضع العراقيل أمام تأليف الحكومة لا يعني سوى تعميق الانهيار.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بين هذين الحدّين، يخرج ميقاتي ليعلن «لا ألتزم بمهلة زمنية ولا بعدد معين للحكومة، بل أسعى إلى تأليف حكومة، فهذا هو هدفي. لم أقبل التكليف حتى لا أؤلّف حكومة. أما إذا وصلت إلى طريق مسدود فسأعلن ذلك».

واشارت إلى أنه بالرغم من أنه لم يعد خافياً أن المشكلة تتعلق حالياً بحقيبة الداخلية وبالمداورة في الحقائب السيادية، إلا أن ميقاتي قرر تسطيح الخلاف، معتبراً أن «لا وقت لدينا للدخول في مشاكل جانبية، ونتحدث بإعطاء هذه الحقيبة لهذه الطائفة أو تلك، فلنترك المشاكل ونذهب باتجاه تأليف حكومة».

قالت الصحيفة "لذلك، فإن الإيجابية التي تحدّث عنها ميقاتي تتعلّق بالسعي مجدداً إلى تأجيل البحث في مسألة حقيبة الداخلية، مقابل استكمال النقاش في توزيع الحقائب الأخرى، علماً بأن هذا النقاش يطال أيضاً الأسماء. إلا أن شيئاً لم يُحسم بعد، مع اقتناع نادي رؤساء الحكومات بأنه حتى لو تم التنازل عن حقيبة الداخلية، فإن عقبة ثانية ستبرز هي مطالبة ميشال عون بتسمية ثمانية وزراء مسيحيين، من دون نسيان مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين سيكونان من حصة رئيس الحكومة. وفيما قرر عون وميقاتي تأجيل البحث بمسألة حقيبتَي الداخلية والعدل، وسط رفض الرئيس المكلف البحث في مسألة المداورة، علمت «الأخبار» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ رئيس الجمهورية استعداده التخلي عن حقيبة المالية في مقابل حصوله على «الداخلية»، إلا أن هذا الاقتراح يصطدم بتمسّك ميقاتي بالداخلية".

واضافت الصحيفة أنه بالنتيجة، صار المتابعون للتطورات الحكومية يدركون أن لا شيء يمكن أن يكسر المراوحة، علماً بأن نصائح تُقدّم إلى ميقاتي بوجوب أن يلتقي النائب جبران باسيل مباشرة، علّهما يجدان قاسماً مشتركاً يمكن البناء عليه لتأليف الحكومة.
إلى ذلك، فإن إحياء ذكرى جريمة ٤ آب وما رافقه من اعتداءات على المتظاهرين من قبل ميليشيا القوات اللبنانية، ظل أمس يتفاعل شعبياً وحزبياً. وحتى عندما أراد سمير جعجع أن يوضح ما حصل، أثبت، ربما عمداً، أن «القوات» هي المعتدية وأن ما حصل من تصرفات ميليشيوية ليس صدفة، بل قرار قواتي مسبق. حتى الاعتداء على أحد أهالي الشهداء لمجرد أن طالب بالاكتفاء برفع الإعلام اللبنانية، برّره جعجع بانتماء هذا الشخص إلى الحزب القومي السوري الاجتماعي.

وقالت "الاخبار" "أما بشأن اعتداء الجميزة، فروى جعجع روايته له، في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب اجتماعه مع وفد من «تيار المستقبل» ناقش معه الاقتراح المتعلّق برفع الحصانات. وبرّر اعتداء زعرانه على المتظاهرين المنتمين إلى الحزب الشيوعي بالدفاع عن النفس. فشدد على أنه «لا نريد أن نتهجم على أحد أو أن يتهجم أحد علينا، ولن نسمح لأحد بذلك، فهذا حد أدنى من الدفاع عن النفس»، قبل أن يهاجم قيادة «الشيوعي».
في المقابل، حذّر الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الاستمرار بالدفاع عن «سلوك عصاباته القواتية».
ورأى «القومي» أن مجاهرةَ جعجع بـ«هذا السلوك، وقيام عصابات القوات بتصوير ضحاياهم من المواطنين، تُشبهُ تماماً ما كانت تقوم به العصابات الإرهابية المسلحة خلال السنوات الماضية، بهدف بثِّ الرّعب في صفوف أبناء شعبنا وتذكية النعرات الهدّامة واستثارة العصبيات الطائفية والمذهبية».
واتّهم «القومي» جعجع بأنهُ يحملُ «عقلية إلغاء فاشيّة عنصرية ضدّ كل من يخالفه الرأي والانتماء»، ويعتمدُ «لغة الحرب»، ومُستعدٌ لـ«توفير البيئة الفتنوية المناسبة لإشعال صراعٍ أهلي، تنفيذاً لرغبة العدو الإسرائيلي». كما ذكّر «الخارج بعفو (جعجع)، بعدما تلطّخت يداهُ بتفجير الكنائس ودماء الأبرياء والتعامل مع العدو، بما قاله مؤسّس الحزب أنطون سعاده: الطغيان يسير إلى مصيره والتدجيل يسير إلى مصيره والخيانة تسعى إلى مصيرها… نشأنا نبحثُ عن القتال، ولا يبحث عنا القتال أبداً».

"البناء": عون وميقاتي يلتقطان الأنفاس بعد تلقي نصائح بعدم التسرّع بإعلان الفشل 

من جهتها صحيفة "البناء" قالت إن الأحداث التي شهدها يوم الإحياء الوطني لذكرى تفجير مرفأ بيروت، كشفت أنّ القوى التي وضعت يدها على المناسبة لا تريده يوماً للتضامن الوحدة والتأكيد على أولوية كشف الحقيقة كمقدّمة لإحقاق العدالة، وأنّ البرنامج المرافق للمناسبة تحوّل الى اتهام وشيطنة لأطراف لبنانيين وتنظيم أعمال شغب فشلت في جرّ البلاد الى فوضى مصمّمة، وفلتان يهزّ الأمن، لأنّ حجر الرحى في الخطة كان قائماً على التداعيات المتوقعة لكمين خلدة، والتي كانت مبنية على استدراج حزب الله إلى الانفعال والغضب والتورّط في ردود فعل تورّطه في مسلسل أمني يصعب انهاؤه، ويشكل بوابة للفتنة، وكان الغيظ واضحاً في سلوك القوات اللبنانية الذي انفجر بوجه مناصري الحزب الشيوعي الذين كانوا يحيون ذكرى التفجير ضمن إطار البرنامج الموحد لقوى المعارضة، التي يفترض أنّ القوات تحسب نفسها ضمن صفوفها.

ولفتت إلى أنه في الشأن الحكومي أظهر لقاء الأمس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أنّ محاولات البحث عن مخارج ستستمرّ رغم العقد التي تحول  دون ولادة الحكومة، وتحدثت مصادر مواكبة للمسار الحكومي أنّ الرئيسين تلقيا نصائح داخلية وخارجية على إيقاع مؤتمر الدعم الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعدم التسرّع بإعلان الفشل، وقالت المصادر إنه بالرغم من جدية العقد بنظر الفريقين وتموضعها على خط العناد في تمسك كلّ منهما بنظرته لمبرّرات تمسكه بوزارة الداخلية، من خلال تمسك ميقاتي ببقاء الحقائب على توزيعها السابق طائفياً انسجاماً مع الرغبة ببقاء وزارة المال عن الطائفة الشيعية، وفي المقابل تمسك عون بالمداورة ولو أدت إلى التصادم مع الثنائي حركة أمل وحزب الله حول مصير وزارة المال، ضمن عرض مبادلة المال بالداخلية، سعياً للحصول على وزارة المال، التي تعوّض بنظر الفريق الرئاسي الثلث المعطل لجهة حق التوقيع غير الملزم بمهلة الذي يتمتع به وزير المال، ووفقاً للمصادر فإنّ التفاؤل الذي خرج به ميقاتي ليس نابعاً من تقدّم تمّ تحقيقه بل من رغبة بالتقاط الأنفاس يتفق الرئيسان على الحاجة إليها، ويشاركهما الرئيس الفرنسي تلك الحاجة، لأنه يتعامل مع تكليف ميقاتي كفرصة أخيرة لقيادة فرنسا للمساعي الدولية نحو لبنان ولا يريد أن يخسر هذه الفرصة، وقالت المصادر انّ لقاء اليوم بين عون وميقاتي سيظهر حجم التقدّم الذي تحدث عنه ميقاتي.

وقالت الصخيفة إنه في الجنوب جاء عدوان جيش الاحتلال بالقصف المدفعي أول أمس وقصف الطيران فجر أمس، تحت شعار الردّ على الصواريخ التي سقطت في خراج بلدة الخالصة الفلسطينية المحتلة وتسبّبت بإشعال حرائق، وقال جيش الاحتلال إنها أطلقت من جنوب لبنان، ليكشف مأزقه المزدوج، فهو لا يستطيع الظهور بمظهر الضعف وعدم القيام بردّ، وفي المقابل يخشى التورّط في ردّ يستدرج رداً ويتمّ الانزلاق نحو مواجهة يخشاها، لذلك قام بقصف مناطق مفتوحة تجنباً لإيقاع خسائر بشرية أو أضرار مادية فادحة، لكن العدوان بما هو انتهاك للسيادة، كان محور مواقف وتعليقات، وقد تناوله رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي النائب أسعد حردان بالدعوة لتحرك عاجل نحو تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي، من جهة، وتسريع تشكيل الحكومة كحاجة لحماية التماسك الوطني وحفظ السيادة، من جهة موازية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأيام القليلة الماضية حفلت بجملة أحداث وتطورات على المستويين الأمني والسياسي. ففيما كان لبنان واللبنانيون يُحيون الذكرى السنوية الأولى لتفجير 4 آب ويستذكرون الشهداء واللحظات الأليمة والمشاهد المأساوية التي خلفها الانفجار، كان العدو «الإسرائيلي» يدخل عسكرياً على خط تعقيدات المشهد الداخلي بكليته ويستبيح الأراضي اللبنانية متذرّعاً بسقوط صاروخين مجهولي المصدر على المستوطنات في فلسطين المحتلة لإطلاق العنان لدباباته وطائراته بالقصف والإغارة على خراج عدد من القرى الجنوبية.

واشارت إلى أنه على الصعيد الحكومي، برزت بقعة ضوء من بعبدا غداة اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي قال على الأثر: «فرنسا كانت واضحة بأن لا مساعدة قبل تشكيل الحكومة ولهذا اجتمعت مع الرئيس وهذا الاجتماع له أهمية خاصة بعد ما حصل أمس (الأربعاء) ويجب أن نأخذ العبر من صوت المتضرّرين من انفجار 4 آب كما من مؤتمر الدول المانحة». وأضاف: «أكدت للرئيس ضرورة تشكيل الحكومة وإلا نرتكب إثماً إذا لم نسرّع بالتشكيل وكان هناك تقدم ولو كان بطيئاً ومثابرون ومصرون على تشكيل الحكومة لأن في ذلك خيراً للبنان ونريد حكومة تكون رافعة لا نقطة إحباط وأتمنى من اللبنانيين إلا نحترف التشاؤم. من مبدأ الحسّ الوطني لن أترك المهلة مفتوحة وجلسة اليوم (أمس) خطوة إيجابية للأمام ولا ألتزم بأي مهلة زمنية إنما أسعى إلى تشكيل الحكومة وقبلت التكليف لتأليف ولم آتِ على ذكر الاعتذار الذي لا مكان له حتى الساعة. وعندما أشعر أنّ الطريق بات مسدوداً للتجانس سأخبر اللبنانيين والآن لن أخلق مشكلا»ً.

وأضاف ميقاتي: «المرحلة صعبة جداً على الصعد الاقتصادية والمالية وكيفية إعادة لبنان على الخارطة المالية الدولية، أو على صعيد استحقاق الانتخابات النيابية، وهي استحقاق مهم جداً، وأقول للجميع أنني منفتح على كل الآراء، ولكن لا مكان للانقلابات في لبنان، بل عبور إلزامي بمرحلة دستورية إلزامية للوصول إلى الانتخابات، ولتقرّر الانتخابات بطريقة ديمقراطية المستقبل في لبنان. لا مانع لدينا بل أؤكد وألتزم بنزاهة الانتخابات المقبلة».

وسجل ميقاتي خفضاً لنبرته عن اللقاء السابق بقوله: «ليس هناك عملية تحدٍّ لأحد، ولا أحد متمسك بحقيبة معينة، وما من حقيبة مرتبطة بطائفة أو مذهب دستورياً، ولكن أنا قلت في التصريح الأخير أن لا وقت لدينا للدخول في مشاكل جانبية، ونتحدث بإعطاء هذه الحقيبة لهذه الطائفة أو تلك. لنترك المشاكل ونذهب باتجاه تشكيل حكومة».

وأشارت مصادر المعلومات إلى أن «لقاء الأمس بين الرئيسين أظهر نقاط تباين عدة أهمها الحقائب السيادية»، مشيرة إلى أنّ «الاجتماع حقق تقدماً في صيغة توزيع الحقائب على نحو يكون له انعكاسات إيجابية على الحقائب السيادية التي هي موضع بحث». وأشارت المصادر إلى أنه «من المتوقع استكمال النقاش في الاجتماع المقبل اليوم»، لافتة إلى أنّ «أجواء الاجتماع كانت إيجابية»، مؤكدة أنّ «عون وميقاتي لم يدخلا في مرحلة البحث في الأسماء بعد». وشدّدت على أنه في اجتماع الأمس حصل توزيع للحقائب أكثر ملاءمة من السابق. ووفق معلومات «البناء» فإنّ وزارة الداخلية هي أم العقد نظراً لأهمية هذا الموقع في الإشراف على الانتخابات النيابية وعلى صدور نتائجها، فعون والنائب جبران باسيل يعتبران أنها ضمانة لهما ضد أي محاولة للتلاعب بنتائج الانتخابات لمصلحة معارضيهم وتحديداً منافسهم على الساحة المسيحية أي القوات اللبنانية التي تصر على إجراء انتخابات نيابية مبكرة لتعديل موازين القوى على الساحة المسيحية. وفيما أُفيد أن أحد المخارج هو منح الشيعة الداخلية مقابل إعطاء المالية للرئيس عون، لم تظهر حقيقة هذا الطرح  وجديته لدى ثنائي أمل وحزب الله. إلا أن مصادر التيار لا تزال تعتقد بأن العقدة خارجية وليست داخلية ولو كانت كذلك لتم تأليف الحكومة خلال أسبوع كحد أقصى.

ولفتت إلى أنه فور انتهاء تصريح ميقاتي سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء، تراجعاً حيث بلغ 20400 ليرة للشراء و20450 ليرة للبيع مقابل الدولار الواحد.

واوضحت أنه على وقع الأحداث الأمنية، انعقد مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باريس عبر تقنية الـ video conference والذي شاركت فيه 33 دولة و13 منظمة دولية و5 ممثلين عن المجتمع المدني اللبناني، وشدّد رئيس البنك الدولي دافيد مالباس والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا على «أهمية التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان»، مركزين على «ضرورة قيام لبنان بإصلاحات جذرية في العديد من قطاعاته». وكشفا عن نية المؤتمر دعم لبنان بمبلغ يقدر بـ «860 مليون دولار في هذا الوقت العصيب لزيادة احتياطاته التي استُنزفت وكذلك للمساعدة في تلبية الاحتياجات العاجلة الكثيرة للشعب اللبناني».

وأبدت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" استغرابها الشديد إزاء الاستغلال الإعلامي والسياسي لذكرى تفجير المرفأ ولدماء الشهداء ومآسي وغضب أهاليهم للتصويب على قوى وجهات سياسية للنيل منها، داعية هذه القوى للإقلاع عن هذه الأساليب التي لا تفيد بشيء سوى التحريض وبث التفرقة والكره بين اللبنانيين، محذرة من تسييس التحقيق لأهداف مبيتة وخدمة لمشاريع خارجية ستظهر حلقاتها لاحقاً، تزامناً مع استمرار الحصار الاقتصادي والمالي الأميركي الغربي الخليجي الأوروبي على لبنان وتمادي العدو «الإسرائيلي» بعدوانه المتكرر وسط صمت أميركي دولي مطبق. وأفادت معلومات «البناء» أنّ قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار سيؤجل الإعلان عن تقريره الأول حول الجريمة إلى أيلول المقبل ريثما يتم صدور تقرير الاستخبارات الفرنسية، إلا أنّ خبراء عسكريين تساءلوا عن سبب رفض الأميركيين والأوروبيين حتى الآن تزويد لبنان بصور الأقمار الصناعية لمعرفة ما حصل قبل التفجير وما إذا كان ناتجاً عن عدوان «إسرائيلي» بصاروخ أو بعمل إرهابي أو حادث عرضي، وكشف الخبراء لـ»البناء» عن تعقيدات في الملف لجهة كشف حقيقة وسبب التفجير نظراً لارتباط ذلك بضلوع «إسرائيلي» بدور ما في التفجير، وثانياً لجهة تعويض شركات التأمين بمليارات الدولارات على المتضررين، لا سيما أنه في حال ظهر أنّ السبب عدوان «إسرائيلي» أو عمل إرهابي فلن يتم التعويض، أما في حال ثبت أنه حادث عرضي فشركات التأمين ملزمة بالتعويض، بحسب القوانين المرعية الإجراء.

وقالت الصحيفة إنه لم يسلك طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري بإحالة الوزراء والرؤساء المتهمين بالإهمال الوظيفي في قضية المرفأ إلى المحاكمة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الوزراء والرؤساء في ظلّ معارضة مسيحية لهذه الخطوة، بحسب ما كشفت مصادر نيابية لـ»البناء» كاشفة أنّ «التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحتى تيار المردة رفضوا التوقيع على هذا الطرح».

ولفتت إلى أنه خطف التصعيد «الإسرائيلي» جنوباً الاهتمام الرسمي، بعد سلسلة اعتداءات «إسرائيلية» برية وجوية طالت عدداً من القرى الجنوبية بذريعة سقوط صاروخين من الأراضي اللبنانية على مستوطنات في فلسطين المحتلة. وأعلنت قيادة الجيش «تعرض وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام، إضافة إلى سهل بلاط، لقصف بمدفعية الجيش «الإسرائيلي» وأحصي عدد القذائف بحوالى 92 وذلك بعد إطلاق صواريخ من إحدى المناطق الجنوبية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أدى إلى نشوب حريق في بلدة راشيا الفخار. وسيّر الجيش دوريات في المنطقة وأقام عدداً من الحواجز، كما باشر التحقيقات لكشف هوية مطلقي الصواريخ. وتتم متابعة الوضع مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان».

وأشارت مصادر ميدانية لـ"البناء" إلى أنّ «الهدوء سيد الموقف ولم تشهد المنطقة أي تطورات جديدة رغم شدة القصف الإسرائيلي البري والجوي»، ملاحظة أنّ «الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق غير مأهولة بالسكان لتجنب استهداف المدنيين اللبنانيين، وبالتالي عدم استفزاز حزب الله واختراق قواعد الاشتباك القائمة منذ حرب تموز 2006. فالقصف الإسرائيلي لا يزال ضمن المعادلة رغم شموله مناطق متقدمة في الجنوب». ورجحت المصادر أن «يكون العملاء الإسرائيليون هم من أطلقوا الصواريخ لخلق مبرّر للتصعيد الإسرائيلي، لا سيّما أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تحوي فصائل مقاومة وفصائل أخرى متناقضة ولها ارتباطات خارجية إسرائيلية واستخبارية عدة».

وفي سياق ذلك، أشار الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور العميد هشام جابر لـ"البناء" إلى أن «التصعيد الإسرائيلي في الجنوب بتعلق بتطورات المنطقة، لا سيما حرب الناقلات بين إيران واسرائيل والملف النووي الإيراني.

واستبعد جابر حصول تداعيات للتصعيد جنوباً على صعيد الجبهة مع لبنان ولا على صعيد جبهات المنطقة»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة لن ترد على استهداف الناقلة الإسرائيلية لأسباب عدة رغم تهديد مسؤوليها». وميّز جابر بين «الحرب العسكرية الواسعة النطاق والمستبعدة حالياً، وبين الحرب الاستخبارية القائمة بين طهران من جهة وكل من الأميركيين والإسرائيليين من جهة ثانية، لا سيّما حرب الناقلات واستهداف معمل «نطنز» الإيراني النووي وتنفيذ عمليات اغتيال لعلماء نوويين ايرانيين».

كما أوضح جابر أنّ «إسرائيل لن تستطيع تحمّل أن تكون المبادرة بالضربة الأولى على لبنان لخشيتها من الخسائر الفادحة التي سلتحق بها جرّاء ردة فعل حزب الله الذي يملك 150 ألف صاروخ يحذّر منها القادة العسكريون في إسرائيل، لكنّ الأخيرة تريد استدراج حزب الله للمبادرة بمهاجمة إسرائيل لاستمالة المجتمع الدولي والإدارة الأميركية خصيصاً إلى جانبها، لفرض شروط وقواعد اشتباك جديدة على الحزب».

في المواقف الرسمية، اطلع رئيس الجمهورية من قيادة الجيش على نتائج التحقيقات المتعلقة بإطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية والإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الشأن، واعتبر أنّ «تقديم الشكوى إلى الأمم المتحدة خطوة لا بد منها لردع إسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان». وأعلن أنّ «استخدام إسرائيل سلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ العام 2006، ويؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته، وما حصل انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب».

وفي السياق، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر «الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان».

وتوقفت أوساط سياسية وعسكرية مطلعة عند التوقيت المريب والمشبوه للدخول «الإسرائيلي» على خط التوتر والأحداث والأزمات في لبنان، إذ تزامن هذا الانخراط المفاجئ مع جملة تطوّرات داخلية خلال الأسبوع الماضي:

ـ حوادث خلدة الأمنية ومحاولات إحداث فتنة مذهبية تخدم المصلحة والأهداف «الإسرائيلية»

ـ إحياء ذكرى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب والأحداث الأمنية التي رافقتها في وسط بيروت

ـ تعثر تأليف الحكومة الجديدة في ظل الخلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف

ـ تفاقم الأزمات الحياتية وتمدُّد الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية وخطر الفوضى الشاملة

ـ الإعلان عن إطلالة مرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت المقبل في ذكرى الانتصار في حرب تموز، والمواقف التي نقلت عنه في جلسة داخلية عن توجّه للحزب لاستيراد النفط والأدوية والمواد الغذائية من إيران في القريب العاجل.

ولفتت الأوساط إلى أنّ سياق الأحداث الأمنية الداخلية من خلدة إلى اشتباكات وسط بيروت والدخول «الإسرائيلي» على خطها، تؤكد تورط جهات خارجية وسفارات دول حليفة لها بكمين خلدة المدبر، لاستدراج حزب الله إلى مستنقع الفتنة المذهبية، كاشفة أنه لو انزلق الحزب إلى اشتباك واسع في خلدة لكانت مجموعات أخرى تنتظر ذلك لفتح جبهات عدة في المناطق ذات الحساسية المذهبية في الشمال والبقاع والخط الساحلي بين بيروت وصيدا، وبالتالي إغراق الحزب في فتنة كبيرة قد تدخل فيها خلايا إرهابية وتعقبها ضغوط دولية وتدخل «إسرائيلي» عسكري ظهرت نذره أمس الأول في الاعتداءات «الإسرائيلية» وأعمال الشغب المخطّطة في وسط بيروت ومحيط المرفأ التي رافقت إحياء ذكرى التفجير.

وذكّرت المصادر ببنود خطة وزير الخارجية الأميركية السابق مايك بومبيو، التي تتضمن في بندها الأول تعميم الفراغ في المؤسسات، لا سيّما في مجلس الوزراء، وثم تفجير الأزمات الحياتية وأخذ البلد إلى انهيارات اقتصادية ومالية متتالية وفوضى اجتماعية وأمنية، ثم إشعال الوضع الأمني بشكل واسع تمهيداً لعدوان «إسرائيلي» مفاجئ يليه تدخل دولي لفرض الوصاية الأجنبية الأوروبية الأميركية على لبنان، على كافة الصعد السياسية والعسكرية والمالية والاقتصادية، ما يدلّ على أنّ خطة بومبيو لا تزال سارية المفعول لغياب استراتيجية أميركية جديدة للملف اللبناني.

"النهار": ملامح حلحلة حكومية أم احتواء للضغوط؟

وقالت صحيفة "النهار" من ناحيتها إنه على رغم الخشية المبررة والمباغتة التي اثارتها المواجهة الحدودية المريبة في الجنوب في الساعات الثماني والأربعين الماضية وشكلت مؤشرا خطرا لجهة خرق قواعد الاشتباك السائدة منذ نهاية حرب تموز 2006، ليس من المغالاة القول ان خطر الإغراق في التلاعب بمصير الملف الحكومي لا يزال يتقدم الاخطار والمحاذير والمحظورات ويتجاوزها بأشواط لجهة الاخطار والتداعيات التي يرتبها على لبنان . فلقد ساد لدى بعض الجهات ظن او لعله كان رهانا جديدا، في ان انعقاد مؤتمر الدعم الدولي الثالث للشعب اللبناني بمبادرة متكررة من فرنسا ونجاحه المعقول في جمع "موازنة" للحاجات الأكثر الحاحا من الأغذية والأدوية والحاجات التربوية بقيمة تناهز ال370 مليون دولار لسنة مقبلة سيشكل الحافز الكافي لتحريك استثنائي لعملية تشكيل الحكومة خصوصا بعدما سدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضربات قاسية جديدة للطبقة السياسية متهما إياها بالرهان على اهتراء لبنان . 

واضافت أنه تزامنت عراضة الدعم الدولي الذي نجحت عبره فرنسا في جمع زعماء وممثلي اكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية مع تجاوز "يوم الغضب" في 4 آب كل التوقعات وتحوله الى يوم مشهود من أيام التعبير الاحتجاجي الثائر العارم في ذكرى انفجار مرفأ بيروت الامر الذي اطلق رسائل مدوية في اتجاه سلطة وسياسيين استعصت عليهم كل أنواع الضغوط الخارجية والداخلية منذ سنة . كل ذلك سلط الضؤ على نحو غير مسبوق على مسؤولية بعبدا الأساسية في مبارحة سياسة التعطيل واسقاط الشروط الاستعصائية امام اهوال ما يكابده اللبنانيون .
ولفتت إلى أن ما فضح واقع السلطة والسياسيين في لبنان امام المجتمع الدولي ان ذكرى انفجار المرفأ استقطبت للبنان تعاطفا قويا وواسعا وانعقد من اجل شعبه مؤتمر دولي شاركت فيه نحو أربعون دولة ومنظمة الدولية كما استبق البابا فرنسيس المؤتمر ووجه نداء مؤثرا للبنان مؤكدا رغبته في زيارته، في حين كان المشهد السياسي الداخلي يجرجر ذيول الإخفاق والمبررات الساقطة وغير المقنعة للمضي في تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة . واعتبر المشاركون ان هذا الدعم لا يشكل حلا دائما علما ان العديد من الدول أعلنت انه لا يمكنها الاستمرار في الدعم في ظل عدم تجاوب السلطات اللبنانية لاي من متطلباتها الاصلاحية.
ورحب المشاركون بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل حكومة مهمتها انقاذ لبنان وانهاء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتحضير للانتخابات النيابية وحدد البيان التدابير المطلوبة وان رفع الدعم يجب ان يحصل بالتزامن مع انشاء شبكة امان اجتماعية، من ضمنها التطبيق الفوري لقرض البنك الدولي وان يكون استعمال السحب الخاص لصندوق النقد الدولي لمعالجة الركود والازمات وفق طريقة شفافة تخضع للمراقبة . 
 
اللقاء الخامس 
واشارت الصحيفة إلى أنه غداة يوم احياء ذكرى 4 آب وانعقاد مؤتمر الدعم الدولي الثالث لم يخرج اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد اجتماعهما الخامس بالحد الأدنى المنتظر من رفع منسوب الامل باختراق إستثنائي لكنه على ذمة التسريبات المتفائلة التي أعقبته بدا باجوائه ومداولاته افضل من الاجتماع السابق .
 
ووفق هذه المعلومات انه خلافاً لاجتماع الاثنين الماضي الذي حصل فيه تباين حول نقاط عدة سجّل في اجتماع امس تقدم بصيغة توزيع الحقائب غير السيادية على نحو قد يكون له انعكاسات ايجابية على توزيع الحقائب السيادية . 
 
وذكرت الصحيفة ان اتصالات ستجرى خلال الـ٢٤ساعة المقبلة الفاصلة عن اجتماع اليوم الجمعة للبحث بصيغة تسوية حول الحقائب السيادية وسط اجماع سياسي على ضرورة الاسراع في تذليل العقبات الحكومية. وصيغة التسوية المطروحة والتي لم تحسم بعد هي بإبقاء الحقائب السيادية على توزيعها الطائفي الحالي على ان يكون اختيار اسماء المرشحين لها بالتفاهم بمن فيهم وزير المال المفترض الا يكون على ارتباط بمصرف لبنان وان يكون قادراً على اجراء التدقيق الجنائي المطلوب داخلياً ومن المجتمع الدولي كأحد أبرز الاصلاحات .
 
واشارت إلى أنه بعبدا كما ميقاتي عكسا الاجواء الايجابية بعد الاجتماع . وميقاتي استبعد خيار الاعتذار ونفى رداً على سؤال لدى مغادرته ان يكون رئيس الجمهورية متمسكاً بالمالية او بالداخلية. 
 
ووفق المصادر المطلعة ان ثمة اجماعاً اليوم اكثر من اي وقت مضى على ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة والذهاب الى تسوية وتنازلات متبادلة تسهل ولادتها. واليومان المقبلان كفيلان بترجمة ذلك والا فإنها العودة مجدداً الى سيناريو المراوحة والتعطيل.
 
ونوه ميقاتي بعد اللقاء بان أن "اللقاء كانت له أهمية وخصوصاً بعد ما حصل  أمس وأخذنا عبراً منه"، شاكراً "فرنسا والدول على مؤتمر الدعم الدولي، وقال" شددت للرئيس على ضرورة تشكيل حكومة، ونكون نرتكب إثماً كبيراً إذا لم نسرع في ذلك، وتقدّمنا اليوم في المشاورات، ولو كان التقدم بطيئاً لكننا مثابرون ومصرّون على تشكيل الحكومة". وقال: "أنا أسمع للجميع، ولا انقلابات في لبنان ويجب أن نمرّ بالمراحل الدستورية حتّى الوصول إلى الانتخابات التي ستقرّر المستقبل في البلد، وألتزم نزاهة الانتخابات التي ستحصل". وأشار الى أن "أيّ كلمة أقولها ستزيد من العراقيل، ولن أقول أي شيء لتفادي "القال والقيل" والعراقيل الإضافية، ولا حقيبة مرتبطة بطائفة أو مذهب دستورياً".
 
وأوضح أنّه "لا مهلة دستورياً لرئيس الوزراء المكلف، ولكن قلتُ ما قلتُه سابقاً من حسّي الوطني الذي يقضي بأنه "إذا في حدا غيري بيحب يحمل هيدا الحمل يتفضل"، ولا ألتزم مهلة بل أسعى الى أن تكون هناك حكومة. وقبلتُ التكليف كي أؤلّف و"ما جبت سيرة الاعتذار"، ولكن إذا أصبح الطريق مسدوداً أمامي لإيجاد فريق عمل متجانس للنهضة، فسأخاطب اللبنانيين ولكن لم أرَ أي مشكلة حتى الآن". مشيراً الى لقاء آخر اليوم مع الرئيس عون".
 
التصعيد جنوبا 

وقالت الصحيفة إنه وسط هذه الاجواء، احتل التصعيد المفاجئ على الحدود الجنوبية صدارة الاهتمام الرسمي والعسكري والدبلوماسي بعد التطور الخطير الذي تمثل في اطلاق زخة صواريخ على مستوطنة كريات شمونه ورد إسرائيل بقصف مدفعي كثيف ثم باستعمال سلاح الطيران بشن غارة على منطقة ملاصقة للعيشية للمرة الأولى منذ عام 2006 .  وبحسب قيادة الجيش تعرضت وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام اضافة إلى سهل بلاط إلى قصف بمدفعية الجيش الإسرائيلي وأحصي عدد القذائف بحوالى 92 وذلك بعد اطلاق صواريخ من احدى المناطق الجنوبية باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، مما أدى إلى نشوب حريق في بلدة راشيا الفخار. وسيّر الجيش دوريات في المنطقة وأقام عدداً من الحواجز، كما باشر التحقيقات لكشف هوية مطلقي الصواريخ.
 
واضافت انه تتم متابعة الوضع مع قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان". وترأس رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الحنرال ستيفانو دل كول، أمس، اجتماعا ثلاثيا مع ضباط القوات المسلحة اللبنانية الكبار والجيش الإسرائيلي، في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة. وافاد بيان لـ"اليونيفيل" انه "في ضوء الصواريخ التي جرى إطلاقها من لبنان ورد إسرائيل بعشرات القذائف والغارات الجوية الإسرائيلية دعا الجنرال دل كول الجانبين إلى "استخدام هذا المنتدى الثلاثي على أكمل وجه، لاستكشاف سبل تعزيز الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق". وقال: "في هذه الفترة التي تشهد تقلبات إقليمية، يجب أن يحترم جميع الأطراف دور "اليونيفيل" في الارتباط والتنسيق أكثر من أي وقت مضى، ففي أكثر الأوقات صعوبة، عملت هذه الآلية بشكل جيد، والآن حان الوقت لإعادة التزامها وعدم السماح للعابثين بانتهاز الفرص". وأوضح البيان ان "المناقشات ركزت على الوضع على طول الخط الأزرق، والانتهاكات الجوية والبرية، إضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية "اليونيفيل" بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقرارات الأخرى ذات الصلة".
 
كذلك دعا دل كول الأطراف إلى "العمل على وجه السرعة" لتهدئة التوترات ومنع الانتهاكات ووقف الأعمال العدائية. كما دعا إلى التعاون "الكامل وفي الوقت المناسب" مع "اليونيفيل"، لضمان نجاح جميع التحقيقات الجارية في الحوادث الأخيرة". 
 
وفيما حذرت الجامعة العربية من مغبة التصعيد في جنوب لبنان، اعتبر رئيس الجمهورية ان "تقديم الشكوى الى الأمم المتحدة خطوة لا بد منها لردع اسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان". 

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل