يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

أوّل الغيث: سفينة
19/08/2021

أوّل الغيث: سفينة

ليلى عماشا

سيكتب التاريخ عن قوم لا يُهزمون، إذا حاربوا انتصروا، وإذا وعدوا صدقوا، وإذا حوصروا كسروا الحصار وأهله.. سيكتب أنّهم أهل كرامة لا تُهان، ولا يُهان بلد هم حماته وصوّان سيادته وهم لأهله من بعد الله السّند..

سيحدّث عن جمهورية تسلّحت بالحق فانتصرت ونصرت كلّ المستضعفين في الأرض، وعن حزب لا يخشى في الحق لومة محاصِر متوحّش أو خائف اعتاد النطق بلغة الهزيمة.. ويحدّث، عن سيّد اقترن قوله بالفعل، ووعده بالصدق، وصوته بالحكمة وباليقين..

يا كلّ العالم، يا أهل الأرض كلّهم، نحن القوم الذين لا نترك أسرانا في السجون، لا نترك الناس أسرى الحصار وطوابير الإذلال.. فاشهدوا، أنّ سفينة من جمهورية الحقّ ستبحر في الساعات القليلة المقبلة نحونا، محمّلة بمؤونة المحروقات التي ترفع الإذلال عن الناس وتعفيهم من مهانة انتظار شفقة المحتكرين وترفع عنهم وجع الخضوع لمفتعلي الأزمة..

نهارًا جهارًا، وعلى مرأى العالم كلّه، تبحر إلينا السفينة و"بسم الله مجراها ومرساها"، وهي أرض لبنانية بكلّ الاعتبارات، فمن تسوّل له نفسه أن يعتدي عليها فليعرف منذ الآن أنّ العدوان مردود عليه وفي عقر دار أهله..

هذا حصاركم حرب علينا ونحن أهل الإنتصار في كلّ حرب. لقد هزمت ثقافتنا المعجونة بالكرامة والإباء ثقافتكم المعجونة بالخضوع والذلّ.. ولقد هزمَ رجالنا رجالكم في أرض المعركة وما زال التراب ناطقًا بدمنا المنتصر وبصوت جنودكم المهزومين.. وفي الإقتصاد، ها نحن اليوم تحت حصاركم نجابهه برأس مرفوع يأبى أن يُذل ويأبى للناس الخضوع لكم.. أمّا أدواتكم الجاهزة لترمينا بحجارة الكذب فتعلمون ويعلم كلّ أهل الأرض أنّنا في كساء الصدق محميّون لا يصيبنا من هذه الحجارة أذى أو جرح..

في العاشر، في هذا اليوم الذي ينصت فيه العالم كلّه لصوت إمام الحق الحسين (ع)، وقف سليلٌ لذاك الإمام يكسر الحصار رغمًا عن أنوف الظالمين في هذا الزمان وقال، وصوته صدى صوت جدّه: "سفينتنا الأولى التي ستنطلق من إيران محمّلة بالمواد أنجزت كلّ الترتيبات وستبحر خلال ساعات إلى لبنان ببركة الإمام الحسين ع"..

من إيران، أي من وطن الحقّ الحسينيّ المقاتل.. من بلاد محاصرة منذ أكثر من  أربعين عامًا وما خضعت ولا خضع أهلها..
اليوم، أثلج السيّد صدورًا اكتوت بنار الأزمة وصبرت وكان صبرها وقودًا للحقّ وللفرج، وما احترقت إلّا القلوب التي جنّدت نبضها لخدمة الظالمين ولمعاداة الحق..

اليوم رأينا بعيون الروح بسمة الحاج قاسم الذي اعتادت روحه السّعي لرفع الظلم عن قلوب المستضعفين، فما تركنا في حربٍ ولا في رفع لأثارها.. ورأينا أقمار المحور المقاوِم الشهداء يرفعون بسماتهم صوتًا واحدًا، يعبر الزّمان، ويكثّف صوت أهل الحقّ في الأرض وهم يرفعونه إلى السماء مردّدين أن "هيهات مِنّا الذلّة".

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل