يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

معركة تحرير الجرود في عيون الخبراء العسكريين السوريين
02/09/2021

معركة تحرير الجرود في عيون الخبراء العسكريين السوريين

محمد عيد  

 لا يزال صدى انتصارات الجيش السوري والمقاومة الإسلامية في معركة تحرير الجرود أو ما بات يعرف بـ"التحرير الثاني" حديث مراكز الأبحاث الغربية عمومًا والصهيونية خصوصًا لفرط الإنجاز الناجم عن قتال أعتى التنظيمات التكفيرية في أشد الجغرافيا وعورة.
"العهد" استمزجت آراء خبيرين عسكريين واستراتيجيين سوريين تحدثا عن هذا الانجاز وانعكاساته المباشرة على الساحتين اللبنانية والسورية وعلى المنطقة عمومًا.

إنجاز يلامس الاعجاز

يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد قاسم قنبر في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري أن "الانتصار العظيم الذي أدى إلى تطهير الجرود من واحد من أكثر التنظيمات الإرهابية توحشًا وتمسكًا بعقيدة مضلة ومضللة لم يأخذ حقه بعد من الدراسة والبحث باعتبار أن منجزاته فاقت كل التوقعات، الأمر الذي يستدعي دراسة معمقة وهادئة له وعلى مدى زمني طويل للأخذ بأسباب هذا الانتصار، وهو ما تقوم به مراكز الأبحاث الصهيونية التي هالتها سرعة انهيار أدواتها التكفيرية في جرود حصينة وشاهقة".
 
وبحسب قنبر فإن سر هذا الانتصار المزلزل هو كالحقيقة على قارعة الطريق ولكن أعداء محور المقاومة لا يمكن أن يعوه لأنه يتعلق بحالة الإيمان واليقين التي يعيشها المقاومون ومعهم عناصر الجيش العربي السوري ممن مارسوا دورًا تكامليًا مع مجاهدي المقاومة الإسلامية، وهذا الدمج العبقري في القتال بين جيش نظامي ومقاومة تتبع أسلوب الغارات الخاطفة أصبحت ماركة مسجلة باسم محور المقاومة تجاوزت بكثير من المراحل ما قرأنا عنه في معارك الحركات الوطنية ضد قوى الاستعمار عبر مراحل التاريخ.
 
فشل الخطة الصهيونية

الخبير العسكري والإستراتيجي أشار إلى أن الخطة الإسرائيلية التي أوكلت مهمة تنفيذها للمجموعات التكفيرية عبر انتشار الآلاف من مقاتليها في الجرود تمثلت في السعي إلى تقطيع الأراضي السورية من البحر المتوسط إلى البادية مروراً بالقلمون الشرقي من جانب ووصل الحرمون بالقلمون عقب التمدد نحو الغرب بعد أن تصبح هذه الجرود منطلقاً لارسال السيارات المتفجرة والانغماسيين إلى بيروت وضاحيتها الجنوبية وكذلك نحو دمشق وبقية الأراضي السورية. وهو ما تم في مرحلة زمنية معينة نتيجة وجود ثغرة سرعان ما ردمها التكتيك السريع للجيش السوري والمقاومة اللبنانية التي انتقلت برشاقتها المعهودة من الدفاع الإيجابي إلى الهجوم الاستراتيجي فكان التحرير الثاني الذي أراح سوريا ولبنان تحديداً من عواقب كارثية بعدما استطاعت المقاومة ومعها الجيش السوري تسييج هذا الوطن من الوحش التكفيري الذي كان ليفتك بالجميع بمن فيهم بعض الأحزاب والشخصيات اللبنانية ووسائل الإعلام التابعة لها ممن غطت اجرامه وساندته معنويا ومادياً "باخرة لطف الله" التي كانت مليئة بمختلف صنوف الأسلحة وأكثرها تطورا وخصوصاً تقنيات الاتصال الحديثة التي وضعت تحت تصرف الإرهابيين التكفيريين وبوجود عملاء الاستخبارات الغربية والصهيونية حين استدعى الأمر ذلك ومع ذلك ترفعت المقاومة الإسلامية في لبنان عن الرد على هذه التيارات والأحزاب.

تداعيات نصر الجرود

من جانبه الخبير العسكري والإستراتيجي العميد علي مقصود أكد لموقع "العهد" الإخباري أن حرب تحرير الجرود اعتمدت تكتيكات عسكرية جديدة تتناسب مع طبيعة الجغرافيا الجبلية المعقدة وكذلك مع جغرافيا الإمداد للتكفيريين والتي كانت مختلفة أحياناً حسب الجهة التي يأتي منها الدعم سهلية كانت أو عبر البادية.

وأضاف مقصود إن الجيش السوري والمقاومة كانا يعلمان بوجود ممرات قهرية لا بديل للمسلحين عن المرور بها مثل منطقة المراح التي كانت ممر المسلحين من البادية إلى القلمون الشرقي وهذا ما استدعى قيامها بنصب كمائن ناجحة ألحقت بالتكفيريين خسائر فادحة.

الخبير العسكري والإستراتيجي أشار إلى أن نتائج معركة الجرود سرعان ما انسحبت نصرًا مؤزرًا على بقية الجغرافيا السورية الواسعة التي كان الإرهابيون لا يزالون يسيطرون عليها في مناطق ريف دمشق والجنوب السوري عمومًا.

التحرير الثاني

إقرأ المزيد في: خاص العهد