يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

مسلحو درعا البلد لـ
17/09/2021

مسلحو درعا البلد لـ"العهد": التسويات أعادتنا إلى حياتنا الطبيعية

دمشق ـ محمد عيد
في إطار المواكبة المستمرة لمجريات استقرار الأوضاع في سوريا التقى موقع "العهد" الاخباري عدداً من مسلحي مدينة درعا البلد الذين أبرموا التسويات مع الجانب الحكومي السوري حيث بدا التبدل الواضح في لهجتهم بعد التسوية عما كانت عليه قبلها، فطعم الشعور بالأمان أكسب هؤلاء "رصانة" لطالما افتقدوها حين كانوا يتوعدون الدولة السورية بالويل والثبور.

مسلحو درعا البلد لـ"العهد": التسويات أعادتنا إلى حياتنا الطبيعية

"غيرت رأيي"

تبدل خطاب أحمد كثيراً بعدما أبرم التسوية مع الجانب الحكومي السوري، فابن درعا البلد البالغ من العمر 26 عاماً كان أثناء "مفاوضات التسوية " التي استغرقت أسابيع شاقة يتوعد مع العديد من زملائه بتحويل مدينته إلى "جهنم " تحرق كل من يحاول "اقتحامها" كما قال ويستدل على ثورة سخطه بإصراره على حمل "موس الكباس" أثناء قيامه بإجراء المقابلات مع وسائل الإعلام الكثيرة التي جاءت لتغطية الحدث. بيد أن أجواء السكينة التي أعقبت التسويات حولت أحمد إلى شخص آخر هبطت عليه السكينة من السماء.
 
بدا الشاب أكثر ودا وهو يتحدث لموقع "العهد" الإخباري عن الظروف القاسية التي دفعته لحمل السلاح ضد الحكومة السورية مشيراً إلى أنه كان يافعا حين بدأت الأحداث في درعا قبل عشرة أعوام ولم يكن يملك الوعي لـ "فهم" ما كان يجري حينها، لكنه الآن سيحاول أن يشق طريقه في الحياة " على نحو مختلف " بعدما تأكد أنه لم يعد مطلوباً لأية جهة أمنية".

سلوك أحمد ينسحب على سلوك الكثير من زملائه المسلحين. خالد لم يخف في حديثه لـ"العهد" توجسه بداية من التسوية بعدما حاول الكثيرون إشاعة أجواء الخوف والتشكيك بـ "نوايا"  اللجنة الأمنية السورية المفاوضة قبل أن "يتسلل" الأمان إلى القلوب وتبدأ "صفحة جديدة " في العلاقة مع الجهات الرسمية.

خالد تذكر أمنيته القديمة في أن يعمل مزارعا في سهول حوران الخصبة، ولا يخفي حسرته على المحاصيل الزراعية التي احترقت أثناء المعارك لكنه يؤكد أنه سيعود عما قريب لمزاولة العمل في الأرض.

أيمن تحدث لـ "العهد" عن الهدف الأول له من وراء التسوية والمتمثل في إبرامها ثم الخروج لاحقاً خارج البلاد في هجرة دائمة قبل أن يفكر في إخضاع نفسه ومن "أبرم معهم" التسوية لمرحلة اختبار يؤكد أيمن أنها "تمر بنجاح".

اللافت انه وبعد أيام قليلة على التسويات اختار الكثير من المسلحين السابقين التفكير جديا في ممارسة الأعمال التي كانوا يفكرون بها منذ طفولتهم. كثيرون منهم كما يقول جاسم لـ"العهد" مروا على حواجز الجيش العربي السوري ليتأكدوا بأنفسهم من أنهم غير مطلوبين وأن بإمكانهم التحرك بحرية في كل مكان.  

مسلحو درعا البلد لـ"العهد": التسويات أعادتنا إلى حياتنا الطبيعية

بناء الثقة

العميد محمد يوسف الشيخ أحمد رئيس قسم المنشية أكد لموقع "العهد" أن قيادة الشرطة في محافظة درعا أصدرت توجيهاتها "الصارمة" بأن راحة المواطنين فوق أي اعتبار مع ضرورة التركيز على كل البيانات الثبوتية التي لم يتمكن المسلحون وعائلاتهم سابقا من الحصول عليها مثل بيانات الولادة والوفاة وغيرها.

الشيخ احمد شدد على أن "التعاطي مع المواطنين يتم بكل احترام وبمنتهى اللياقة وهو أمر  ساعد إلى حد بعيد في عملية بناء الثقة وتعزيزها لاحقاً الأمر الذي أدى الى النتائج التي كانت مرجوة منذ البداية"

الإرهاب

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل