طوفان الأقصى

خاص العهد

التسوية في دير الزور: إقبال كثيف وحضور بارز لـ"وجهاء العشائر"
22/11/2021

التسوية في دير الزور: إقبال كثيف وحضور بارز لـ"وجهاء العشائر"

محمد عيد

أعداد كبيرة من المسلحين والفارين والمطلوبين يقبلون على المراكز الحكومية في دير الزور من أجل عقد تسوية مع الحكومة السورية تسمح لهم بمزاولة نشاطاتهم المعتادة والعودة إلى الحياة الطبيعية التي كانوا عليها قبل انخراطهم في الأزمة. كثافة الإقبال تعكس اتساع سيطرة الدولة السورية في المنطقة الشرقية وحرص من حملوا السلاح يومًا على الانضواء مجددًا تحت عباءتها.

ربع ساعة تطوي سنوات الضياع

خمس سنوات قضاها خالد وهو متوار عن الأنظار، لم يلتحق ابن دير الزور بالخدمة العسكرية حين تم استدعاؤه إليها، خاف في حينها من انتقام التنظيمات التكفيرية من عائلته فاختار أن يعتزل الجميع ويقضي حياته في رعاية الأغنام بعيدًا عن الأعين.

ومع استعادة سيطرة الدولة السورية على مناطق واسعة في ريف دير الزور بعد فك الحصار عن المدينة، خشي خالد من "انتقام المنتصر" وفق ما قال لموقع "العهد" الإخباري، لكن مراسيم العفو التي صدرت تباعًا والأخبار السارة التي نقلها إليه شركاؤه في الخوف والترقب عن حسن المعاملة واعطاء الوقت المناسب لتيسير الأمور الشخصية وتبرئة الذمة القانونية قبل الالتحاق مجددًا بخدمة العلم شجعت خالد على اتخاذ القرار الصائب بالتوجه نحو الصالة الرياضية في مدينة دير الزور حيث احتاج الأمر لمدة ربع ساعة فقط قبل أن يعود حرًا طليقًا يسير في المدينة بكل راحته دون أن يُسأل مٍن أحد عما سلف، بحسب ما أكد الشاب لموقع "العهد" الإخباري.

كما خالد تواجد الكثيرون في الصالة من أجل إبرام التسوية، لم يقتصر ذلك على أبناء دير الزور، بل تعداه إلى أبناء عموم الجزيرة ممن تقطعت بهم السبل قبل أن يجدوا "الراحة الكبرى" في تسوية أوضاعهم كما يقول جاسم ابن مدينة الرقة التي هجرها حين دخل الدواعش إليها قبل سنوات.

التسوية في دير الزور: إقبال كثيف وحضور بارز لـ"وجهاء العشائر"

لا ينكر جاسم في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أنه شعر ببعض القلق بداية قبل تسوية وضعه، لكنه سرعان ما استجمع قواه ليكتشف أن الأمر أسهل مما كان يتوقع.
 
أحمد خريج معهد الالكترونيات سوّى وضعه بسرعة وقفل عائدًا إلى بلدته الميادين في الريف الشرقي لدير الزور من أجل أن يفتتح محلًا يسترزق منه بغية إعالة والدته المريضة كما أكد لموقع "العهد" الإخباري، ليجزم بعدها بأن القرار الشجاع يحل كل المشاكل فيما التردد "آفة كبرى".
 
كان لافتًا كذلك قدوم أعداد كبيرة من الفارين والمتخلفين عن الخدمة من مناطق سيطرة "قسد" حيث الخدمة في "جيش الوطن" أشرف من خدمة "أعوان الأمريكي" كما يقول عبد القادر، وهو الذي جرته "قسد" عنوة للخدمة العسكرية فاختار الفرار لخدمة "العلم السوري" كما يؤكد لموقع "العهد" الإخباري.

مصدر أمني في دير الزور أكد لـ "العهد" أن عدد المدنيين والعسكريين الذين أبرموا التسويات دون أن تتلطخ أيديهم بدماء السوريين وصل إلى أكثر من أربعة آلاف، مؤكدًا أن "لجنة التسوية التي تضم إليها قضاة وعددًا من المعنيين ستبقى في المدينة طالما أن هنالك الكثير ممن يرغبون في تسوية أوضاعهم".
 
منشقون عن "قسد"

الشيخ محمد الشمري من شيوخ عشيرة العكيدات الذي كان منذ الصباح الباكر في الصالة الرياضية حيث تعقد التسويات، أكد لموقع "العهد "الاخباري قدوم الآلاف لتسوية أوضاعهم من مدنيين وعسكرين والأهم من ذلك كله حسب الشيخ الشمري كان قدوم وجهاء عشائر من "قسد" لتسوية أوضاعهم والانخراط مجددًا في العمل الوطني بكامل "ثقلهم العشائري"، وهو الأمر الذي ستنتج عنه إعادة ترتيب "المشهد العشائري" في المنطقة الشرقية والجزيرة وعموم أنحاء سوريا.

إقرأ المزيد في: خاص العهد