طوفان الأقصى

فلسطين

الأسرى الفلسطينيون المصابون بالسرطان في سجون الاحتلال بين سندان الأسر ومطرقة المرض
07/02/2022

الأسرى الفلسطينيون المصابون بالسرطان في سجون الاحتلال بين سندان الأسر ومطرقة المرض

أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن 15 أسيراً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" يعانون من أورام سرطانية بمختلف أنواعها، دون أن تقدم لهم إدارة السجون علاجًا مناسبًا لحالتهم الصحية سوى المسكّنات، الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم ويعرّضهم للموت في أي لحظة.

وفي تقرير لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان -الذي يصادف في الرابع من شباط/فبراير من كل عام- أوضح مركز فلسطين أنّ حياة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال مهددة بالخطر، نظرًا لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، وبالمقابل يرفض الاحتلال إطلاق سراحهم ولا يقدّم لهم سوى ما يبقيهم أحياء فقط، حتى لا يتحمّل مسؤولية وفاتهم داخل السجون.

وأضاف مركز فلسطين أن" الاحتلال إذا وصل لقناعة بأن الأسير قد وصل إلى مرحلة متقدمة من المرض بحيث يستحيل شفاؤه منها، أو أن حياته مهددة بالانتهاء خلال فترة قريبة يقوم بإطلاق سراحه، حتى يتوفى خارج أسوار السجون، لكي لا يضطر إلى فتح ملفات تحقيق أو يتعرض للمساءلة، وهذا حدث مع الكثير من الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، وكان آخرهم الأسير المحرر الشهيد  حسين المسالمة من بيت لحم، والذي عانى مدة طويلة من السرطان، حيث أمضى 18 عامًا في سجون الاحتلال، وحين قارب على الموت قام بإطلاق سراحه ليستشهد بعد عدة شهور من الإفراج عنه".

مدير المركز الباحث رياض الأشقر، أشار إلى "أنّ مرض السرطان يعتبر السبب الأول في استشهاد الأسرى داخل السجون الذين ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وكان آخرهم الأسير الشهيد كمال نجيب أبو وعر من جنين، الذي عانى من مرض السرطان لسنوات دون أن يقدم له علاج مناسب، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه حتى استشهد في سجون الاحتلال في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020".

وأوضح الأشقر أن" الأسرى المصابين بالسرطان يعانون بشكل مضاعف، ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة مرض السرطان الذي يفتك بأجسادهم  في ظل استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم توفير العلاج اللازم لهم".

وقد تدهورت مؤخراً وبشكل خطير للغاية صحة الأسير ناصر ابو حميد، من سكان رام الله، وتحديدًا في شهر آب/أغسطس الماضي، وتبين أنه مصاب بسرطان الرئة، وخضع لعملية جراحية في مستشفى "برزلاي" ، لاستئصال الورم في الرئتين، ولكن نتيجة تأخر اكتشاف السرطان والإهمال الطبي الذى تعرّض له تراجعت صحته بشكل كبير، ونقل الى العناية المكثّفة في مستشفيات الداخل المحتل، ولا زالت حالته خطرة وإمكانية استشهاده قائمة في أي لحظة، وهو معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبّد مدى الحياة وله 4 أشقاء آخرين يواجهون أحكامًا بالسجن المؤبد.

كذلك تراجعت صحة الأسير جمال عمرو (50 عاماً) من مدينة الخليل، والذي يعاني من ورم سرطاني في الكبد والكلى، ومؤخرًا أصيب بمشاكل في الأعصاب ورجفة في اليدين، وهو بحاجة ماسة لرعاية طبية حثيثة، بينما تتعمّد إدارة السجون إهماله طبيًا، وتكتفي بإعطائه المسكنات دون علاج حقيقي، وهو معتقل منذ عام 2004 ومحكوم بالسجن المؤبد.  

وكذلك الأسير أحمد عبيد من سكان قطاع غزة، تراجعت صحته بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين وماطل الاحتلال في إجراء الفحوصات اللازمة له، حيث تبين أنه مصاب بسرطان في الأمعاء، وحالته الصحية صعبة، وهو بحاجة لعملية جراحية عاجلة لاستئصال الأورام، وهو معتقل منذ 2017 ومحكوم بالسجن لمدة 6 سنوات.

الأشقر أكد أن الأسرى الذين يصابون بأمراض السرطان داخل السجن تلاحقهم آثاره خارج السجن، وقد أدت في كثير من الحالات إلى استشهاد الأسرى بعد التحرر كالأسير المحرر محمد عايد صلاح الدين (20 عاما) من بلدة حزما بقضاء القدس، والذي استشهد بعد 4 شهور فقط من الإفراج عنه نتيجة معاناته من مرض السرطان الذي أصيب به خلال اعتقاله، وقد أمضى عامين في سجون الاحتلال.

وبيّن الأشقر أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال مواطنين مصابين بالسرطان رغم خطورة حالتهم وحاجتهم الملحة للعلاج والمتابعة وجلسات الاشعاع الكيماوي، حيث اعتقل الأسير المحرر المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان (49 عامًا) من قرية برقة قضاء مدينة رام الله، وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي أصدرت بحقه محكمة الاحتلال قرار اعتقال إداري رغم أنه مصاب بسرطان القولون والغدد وحالته الصحية صعبة، وقبل اعتقاله خضع لعدة عمليات جراحية لاستئصال جزء من القولون، وخضع لجلسات علاج كيميائي أثرت على حالته وأدت إلى إصابته بـ"ديسكات" في ظهره، وهناك خطورة على حياته ويرفض الاحتلال إطلاق سراحه رغم أنه معتقل إداري.

وكشف الأشقر أنّ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى تصاعد إصابة الأسرى بالسرطان داخل سجون الاحتلال، أبرزها قرب بعض السجون من مفاعل "ديمونا" وهي النقب وسجن نفحة وريمون والسبع نتيجة الاشعاعات التي تصدر عنه، ووجود مكبّات النفايات النووية قرب المنطقة، كذلك استخدام أجهزة الفحص الالكترونية بشكل كبير خلال تنقلات الأسرى، إضافة الى وضع أجهزة التشويش بكثرة في السجون بحجة التأثير على الاتصالات من الأجهزة المهرّبة للسجون، وقد أكّدت الأبحاث خطورتها على صحة الانسان، أيضاً تلوث مياه الشرب والاستحمام، واستخدام الأغذية المحفوظة والمعلبة والتي تشكل المصدر الأول لطعام الأسرى في سجون الاحتلال.

ودعا الأشقر كافة المهتمين والمعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام لتسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء إصابة الأسرى بالسرطان، والعمل على ضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل.

كما طالب المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة العمل من أجل إطلاق سراح الأسرى المصابين بالسرطان، والذين يهددهم الموت في كل لحظة نظرًا لخطورة أوضاعهم الصحية.

المرضىالسجونالأسرى والمعتقلون

إقرأ المزيد في: فلسطين

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل