ramadan2024

خاص العهد

طلاب لبنان في أوكرانيا: "حياتنا في خطر"
25/02/2022

طلاب لبنان في أوكرانيا: "حياتنا في خطر"

فاطمة سلامة

على وقع الخوف والهلع يعيش أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا. تبدُّل الساحة من سلم الى حرب بدّل "الروتين" اليومي، وغيّر معالم الحياة. ليست سهلة أن يعيش الفرد وسط ساحة حرب مفتوحة على كل الاحتمالات والجبهات. الطلاب اللبنانيون في أوكرانيا أول ضحايا الوضع القائم. بعضهم يعيش على "أعصابه" خوفًا من تدهور أكثر للأوضاع يتهدّد حياتهم. الطالب عبد الله المصري (طب أسنان - سنة رابعة) يروي لموقع "العهد" الإخباري معاناته وأربعة شبان عالقين في منزل واحد في منطقة خاركوف. "لم نتمكّن من الخروج من هذه المنطقة التي تبعد عن أماكن القصف حوالى 4 كيلومتر"، يقول المصري الذي يوضح أنّ القصف لم يهدأ البارحة وصوت القذائف بقي في الأجواء "ما دفعنا الى تمضية  جُل وقتنا في الملاجئ". 

"حياتنا في خطر"

يلفت المصري الى أنّ أكثر الطلاب باتوا ليلتهم في "المترو"، "كما بقيت وأصدقائي نحو 5 ساعات محتجزين في "المترو" جرّاء القصف العنيف". لا يطلب الطالب سوى خروج آمن من هذه المنطقة علّه وأخوه وأصدقاؤهما يتمكّنون من النجاة. وفق المصري، "لا حل أمامنا سوى النزوح نحو الحدود مع بولندا أو ألمانيا، لكنّ المشكلة الكبرى أن لا سيارات ولا "باصات" ولا أي وسيلة نقل تتمكّن من إخراجنا من دائرة القصف". 

يشدّد المصري على ضرورة الخروج بأسرع وقت من خاركوف التي تنوي روسيا السيطرة عليها نظرًا لكثرة الروس المتواجدين فيها، فهي المنطقة التي نشأ فيها الاتحاد السوفيتي. وفي هذا السياق، يلفت المصري الى أن لا طلب لديه سوى أن تتمكّن السلطات اللبنانية من تأمين وسائل نقل لنقل أبناء الجالية اللبنانية ومنهم الطلاب الى الحدود، أقله الى بولندا أو ألمانيا لأن "حياتنا في خطر، فالقصف يبعد بضعة كيلومترات عن أماكن تواجدنا والواضح أنّ الجيش الأوكراني لن يستطيع المقاومة كثيرًا".

الحياة معدومة

الطالبة ملاك لوباني (طب أسنان - سنة ثالثة)، تعبّر عن شعورها الشديد بالخوف والقلق نظرًا لأنها فتاة تعيش حاليًا بمفردها بعد أن غادر جميع أصدقائها الى لبنان. تتحدّث لوباني ومعالم الخوف والقلق تبدو واضحة في نبرة صوتها، موضحة أن لا صوت لأحد من الجيران في المبنى الذي تقطن فيه، وعليه، تشعر بوحشة وغربة لا تعرف إزاءهما ماذا تفعل. الحياة شبه معدومة حتى أنّ أهلها أرسلوا لها أموالًا من لبنان ولكن لا إمكانية لسحبها. 

أكثر ما يثير قلق لوباني هي تلك المعلومات التي تتحدّث عن تمدد القصف الى قلب دنيبرو المنطقة التي تقطنها. وهنا، تؤكّد لوباني أنها وبعض الطلاب اللبنانيين ينتظرون تأمين البنزين للذهاب نحو حدود بولندا ولكن في المقابل تصف هذه الخطوة بالمخاطرة لأن القصف "شغّال" من كل حدب وصوب.

"حالة رعب نعيشها لأول مرة" 

الطالب عبد الرحمان، وهو من سكان العاصمة كييف، يرفض بداية الإفصاح عن اسم عائلته كي لا يتسبّب الأمر بهلع لأهله، لكنّه يشير الى أنّ الوضع صعب "حيث نعيش في الملاجئ مع الشعب الأوكراني. نعيش حالة رعب لأول مرة نمُر بها، فنحن في حرب حقيقية بكل ما للكلمة من معنى، حيث نسمع أصوات الرصاص، والمدافع والطائرات الحربية، فيما نحن عاجزون عن فعل أي شيء. قبل قليل تواصلت مع أحد الزملاء الأوكران -يقول عبد الرحمان- للانتقال الى المدينة التي يقطن فيها على اعتبار أنها آمنة لكن سرعان ما بدأ القصف فيها ما جعلنا نصرف النظر عن ذلك". يقول المتحدّث "ننتظر ما وعدتنا به السفارة اللبنانية من إجلاء للمواطنين اللبنانيين عن طريق باصات كبيرة". 

جامعات "طب الأسنان"  تتحمّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية 

الدكتور شادي الخطيب، وهو أحد أبناء الجالية اللبنانية ويقطن في أوكرانيا منذ حوالى 30 عامًا، يشير في حديث لموقعنا الى أنّ الوضع الأمني متعثّر. البنوك أوقفت كافة معاملات العملة، فيما ارتفعت الأسعار في المحال التجارية. مادة البنزين تعطى بالقطارة ومن غير المسموح أكثر من 10 الى 20 ليترًا ما يجعل إمكانية الهروب الى بلد آخر بمثابة المغامرة، أما حركة المرور فشبه معدومة اذ نادرًا ما تمر سيارة في الشارع. المنطقة شهدت نزوحًا كثيفًا، فـ"المبنى الذي أسكن فيه لم يتبق فيه سوى 4 سيارات بينما يتسع عادة لمئتي سيارة". 
 
يلفت الخطيب الى أنّه لم يترك منزله رغم أنه يعيش في قلب العاصمة كييف، فيما فتحت جامعة الطيران -المسؤول فيها- الملاجئ للطلاب وغيرهم. لكنّ الخطيب يحمّل في هذا الصدد المسؤولية لجامعات "طب الأسنان" في أوكرانيا التي لم تتجاوب أبدًا مع المطالبات التي دعتها الى الاستعاضة عن التعليم الحضوري بالأونلاين مؤقتًا. يوضح الخطيب أنّ السفارة اللبنانية أرسلت كتابًا منذ حوالى الشهر في هذا الخصوص وتمنت على الجامعات متابعة التعلم عن بعد لأسبوعين، كما صدرت توصية في هذا الأمر عن وزير التعليم الأوكراني لكن الجامعات لم تمتثل للقرار طمعًا بالحصول على الأموال. وهنا يوضح الخطيب "عندما سألت أحد المسؤولين بالجامعة: ماذا يفعل الطلاب؟ أجاب بالقول "لا أعلم"". 

وفيما يوضح الخطيب "كلبنانيين نتمنى الخير لأوكرانيا"، يتمنى على الطلاب عدم اتخاذ أي موقف يعرّضهم للمساءلة القانونية في أوكرانيا، ويلفت الى أنّ كافة السفراء الأجانب غادروا أوكرانيا، باستثناء السفير اللبناني علي ضاهر وعائلته حيث لا يزال متواجدًا مع الجالية ولم يتركها، فيما تسأل السفارة اللبنانية بشكل دائم عن الجميع وما اذا كانوا بحاجة لأي أمر. 

الخارجية تتابع القضية 

لدى سؤال مصادر في الخارجية اللبنانية عن خطة الوزارة، تكتفي بالإشارة لموقعنا الى أنّ وزارة الخارجية اللبنانية تتابع قضية الجالية اللبنانية في أوكرانيا باهتمام، وتعقد في سبيل ذلك العديد من اللقاءات مع السفراء.

إقرأ المزيد في: خاص العهد