طوفان الأقصى

لبنان

حزب الله يطلق ماكينته الانتخابية..ولا "ميغاسنتر" نيابية..هوكشتين يبدع في مراضاة "إسرائيل"
04/03/2022

حزب الله يطلق ماكينته الانتخابية..ولا "ميغاسنتر" نيابية..هوكشتين يبدع في مراضاة "إسرائيل"

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على مواضيع عدة، أبرزها انطلاق الماكينة الانتخابية لحزب الله، ودخول الانتخابات المنافسة الجدية، بالإضافة إلى إنعكاس الأزمة الأوكرانية على لبنان، كما تطرقت إلى ما تبلغه الرؤساء من رسالة أميركية خطية من المبعوث الخاص بالترسيم آموس هوكشتاين، تقوم على رسم خط جديد متعرج ما بين خط هوف والخط 23.

"الأخبار": عرض مكتوب من هوكشتين: البلوك 8 لإسرائيل... وقطر للحقول المشتركة

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "الأخبار" إنه ليس صدفة، في خضمّ الغليان الذي يعيشه العالم في ضوء الحرب الروسية ــــ الأوكرانية، أن تُعطي الولايات المتحدة إشارات على استمرار اهتمامها بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. فالضجّة المثارة حول الملف سياسياً وإعلامياً في العلن، و«التخبيص» في إدارته سراً لأسباب لا يُستطاع التستّر عليها وانشغال الجميع بمخاطر الحرب شرق القارة الأوروبية، أوحى بإمكانية تجميد الملف في الوقت الراهن. إلا أن الرسالة التي حملتها السفيرة الأميركية دورثي شيا إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أول من أمس، وتضمّنت عرضاً مكتوباً ترجمة للعرض الشفهي الذي حمله كبير المفاوضين في وزارة الطاقة الأميركية غاموس هوكشتين، بناءً على طلب لبنان، بدّد التساؤلات مؤقتاً".

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة، بحسب مصادر معنية بالملف، هي «رسالة تؤكّد في الشكل قبل المضمون أن الأميركيين مستمرون في عملية التفاوض»، ويؤكد ذلك، تطرق مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند إلى الملف في اتصال مع عون أخيراً، علماً بأن الأميركيين استعاضوا بهذه الرسالة عن الزيارة التي كانت مقررة لهوكشتين إلى بيروت قريباً. إذ أكدت المصادر أن «التصعيد الذي حصلَ أخيراً في ما خص ملف الترسيم والخطين 23 و29، والكلام عن صفقات مشبوهة ستؤدي الى تخلّي لبنان عن جزء من ثروته النفطية»، فضلاً عن الموقف الأخير لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، كلها دفعت إلى تأجيل الزيارة وتسليم الرسالة كنوع من «جس النبض»، وإذا تعامل لبنان معها بإيجابية فسيحدد الوسيط الأميركي موعداً جديداً للزيارة، وإلا فإنه «لن يُضيّع وقته».

وتؤكد المصادر أن ما يريده هوكشتين هو «جواب نهائي على العرض الذي يقترح حصول لبنان على الخط 23 مشوّهاً». ماذا يعني ذلك؟ يعني أن تكون حصة لبنان الخط 23، ينحرف صعوداً عند البلوكين 8 و10، فيكونان هما والجزء الخارجي من حقل قانا مع العدو الإسرائيلي»، إضافة إلى عرض آخر يتضمّن أن تقوم شركة «توتال» من الجانب اللبناني وشركة «هاليبرتون» من الجانب الآخر بإدارة الحقول المشتركة، على أن يتم العمل على الحدود برعاية قطرية.

ووفقَ مطّلعين على جو الاتصالات، فإن «الأميركيين مصرّون على أن يكون البلوك الرقم 8 من حصة العدو الإسرائيلي من دون توضيح الأسباب»، مرجحة أن «يكون العدو قد أجرى مسوحات أظهرت وجود كمية كبيرة من الثروة فيه، أو أنه يريد أن يضمن عدم المس بحقل كاريش، وأن يكون هذا البلوك ممراً لخط الغاز الممتدّ من إسرائيل إلى قبرص، وصولاً إلى تركيا».

مصادر بعبدا قالت إن "الرسالة هي مرحلة من مراحل التفاوض، وهي وثّقت فقط محاضر الاجتماعات التي عقدها الوسيط الأميركي في زيارته الأخيرة"، مشيرة إلى أن "لا خلاصات نهائية لدى الجانب اللبناني وأن العرض لا يزال يخضع للدراسة عند الرؤساء الثلاثة".

"البناء": هوكشتاين خطياً: ما بين الخطين هوف والـ 23… فاتحاً الباب لضمّ حقل قانا

من جهتها، صحيفة "البناء" قالت إن الحرب الأوكرانيّة تنهي الأسبوع الأول على اتفاق تفاوضي عنوانه ممرات إنسانية في مناطق النزاع، لكن الحرب ستستمرّ، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى تتحقق الأهداف، ففي مقابل إصرار أميركي على تحويلها الى حرب لإسقاط الرئيس الروسي عبر حشد أوسع حلف دولي في مواجهة روسيا، وإخضاع كل عناوين السياسات والعلاقات الأميركية بدول العالم لأجندة واحدة عنوانها، تأمين أسواق الطاقة من تداعيات المواجهة المفتوحة التي تخوضها واشنطن ضد الرئيس الروسي، بعدما ضمنت استعداد الرئيس الأوكراني لوضع بلده كبش فداء لهذه الحرب، وضمنت عنصرية أوروبية انتحارية مستعدة لحرق الأسواق في حرب أسعار تدفع ثمنها أوروبا قبل سواها، لتحجيم روسيا خلف الأسوار، خشية أن تحرك واشنطن أصابعها داخل المجتمعات السياسية الأوروبية وتفتح باب التغيير في الحكومات والزعامات".

وأضافت الصحيفة إن حكومات الخليج ولبنان ليست أحسن حالاً من حال أوروبا وأوكرانيا، حيث السعي لاسترضاء الأميركي لا يخضع لحسابات المصالح الوطنية بل الخشية الشخصية للحكام، وحتى في كيان الاحتلال حيث النقاش الدائر بقوة حول خطر التورط في الحرب على موسكو إعادة تموضع خشية اليد الأميركية في اللعبة السياسية الإسرائيلية الداخلية، وجاء التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع القرار الأميركي ضد روسيا، ليكشف حجم الضغوط التي أعادت تموضع الامتناع عن التصويت الى التصويت مع، بمثل ما ضمنت التصويت اللبناني واعادة نظر خليجية و”إسرائيلية” بالامتناع والتصويت الى جانب الموقف الأميركي، بينما بقيت دول عربية على مواقفها كحال سورية التي صوتت الى جانب روسيا، والعراق والجزائر وسواهما التي امتنعت عن التصويت.

أما لبنانياً، فقالت الصحيفة إنه بين مواقف حكومية تثير الإشكالات والالتباسات حول وجهة المصلحة الوطنية فيها، تمعن واشنطن في سياسات الإخضاع والاستتباع عبر ما تسرّب من انضباط لبناني في العقوبات الأميركية على روسيا، ويخشى أن يخضع ملف ترسيم الحدود البحرية للمعايير ذاتها في عدم التجرؤ على رفض الإملاءات الأميركية.

الصحيفة قالت ايضاً إن ما تتداوله مصادر متابعة لملف ترسيم الحدود البحرية كشفت عن تبلغ الرؤساء رسالة أميركية خطية من المبعوث الخاص بالترسيم آموس هوكشتاين، تقوم على رسم خط جديد متعرج ما بين خط هوف والخط 23، مفتوح على فرضية ضم حقل قانا الى الحصة اللبنانية. وهنا قالت المصادر إن موازين القوى والاعتبارات القانونية والسيادية تفرضان تمسكاً لبنانياً بالاثنتين، الخط 23 وحقل قانا، كحد أدنى للمصلحة الوطنية التي تحميها موازين قوى حقيقية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في الشأن السياسي الداخلي، بعدما أعلن حزب الله مرشحيه وتقدم رئيس مجلس النواب بترشيحه، ينتظر أن تعلن حركة أمل ترشيحاتها اليوم، حاملة تغييرات ستطال بين 3 و5 نواب، منهم محمد نصرالله وياسين جابر وعلي بزي، واحتمال أن تطال علي عسيران وعلي خريس أيضاً.

وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات النيابية والرئاسية كانت في إطلالة للنائب السابق والمرشح الرئاسي الطبيعي سليمان فرنجية، تخللتها مواقف واضحة من الملف الرئاسي قال فيها فرنجية إن الوقت لم يحن بعد للبدء بالتحدث جدياً عن الاستحقاق الرئاسي وأن الأمور بأوقاتها، وأن الظروف هي التي تقرر المعايير التي يتم تحديد مواصفات الرئيس وشخصه، لكن سليمان فرنجية صاحب خط سياسي واضح وتحالفات ثابتة، وانفتاح على الجميع واستعداد للتحاور مع الجميع، وحول مواصفات الرئيس المقبل قال فرنجية، المطلوب رئيس صاحب حيثية مسيحية مقبول من غير المسيحيين، وقادر على التحدث مع الجميع.

واضافت انه فيما بدأت المرحلة الأولى من معركة الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل، وافتتحها ثنائيّ أمل وحزب الله بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيحه والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مرشحي حزب الله، لا يزال المشهد الداخلي متأثراً بتداعيات الحرب الروسيّة – الأوكرانية على المستويين السياسي والاقتصادي.

وتابعت انه لاقى تصويت لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة الى جانب الأوروبيين والولايات المتحدة الاميركية ضد روسيا أمس الأول، استغراب الأوساط السياسية وترك استياءً لدى مراجع سياسية وقوى حزبية عدة. فقد لفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “موقف لبنان من الحرب في أوكرانيا من بيان وزارة الخارجية الى التأكيد على البيان في الاجتماع الحكومي الأخير في بعبدا، ثم موقف لبنان في الامم المتحدة، هو إعلان رسمي بالانضمام الى المحور الغربي – الاميركي الاوروبي ضد المحور الروسي، من دون أي مقابل من الاميركيين ولا من الاوروبيين الذين يستمرون بحصار لبنان على كافة المستويات، فيما روسيا وقفت مع لبنان في مختلف المراحل والظروف، ولا زالت، فضلاً عن أن هذا الموقف يُشكل تفرداً بالقرار لدى ثلاثي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية وتهميش مؤسسة مجلس الوزراء الذي هو مصنع القرار السياسي وتحديداً في السياسة الخارجية والذي يمثل المكونات السياسية كافة”.

وتشير المصادر الى أن “هذا الموقف الاستنسابي والانتقائي لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يخدم المصالح السياسية والمالية لدى البعض، وبالتالي سيرتب تداعيات خارجية على لبنان وعلى الموقف اللبناني الداخلي بسبب استبعاد وتهميش مكونات أساسية عن القرار بما يخالف الميثاقية والشراكة في اتخاذ القرار”، محذرة من أن رضوخ لبنان الى الضغوط الأميركية – الأوروبية في أكثر من ملف من ترسيم الحدود الى موقف لبنان من الحرب في أوكرانيا وقبلها في موضوع استقالة الوزير السابق جورج قرداحي استرضاء للسعودية، ما سيرتب تنازلات إضافية من دون أية مكاسب او أثمان تمكن لبنان من الخروج من أزماته والانهيار الذي يواجهه”. وتساءلت المصادر: هل اتخذ لبنان هذا الموقف في الحرب السعودية على اليمن؟ كاشفة عن ضغوط خارجية على لبنان لجرّه لاتخاذ موقف ضد روسيا والانخراط في الصراع القائم، ما يسقط مبدأ الحياد والنأي بالنفس الذي نادى به رئيس الحكومة والقوى التابعة للحلف الأميركي الأوروبي في لبنان”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في سياق ذلك، عقد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب أمس، اجتماعاً مشتركاً مع سفراء دول فنلندا تارجا فرنانديز، الدنمارك ميريت جول، السويد آن ديسمور والنروج مارتن إيترفيك، الذين شكروا للبنان موقفه تجاه الأزمة الأوكرانية – الروسية، كما تم البحث في إمكانية تقديمهم للمساعدة لإعادة اللبنانيين من أوكرانيا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه تواصلت عملية إجلاء اللبنانيين من اوكرانيا، وتصل اليوم دفعة جديدة يبلغ عددهم 70 شخصاً تم إجلاؤهم من اوكرانيا على ان تليهم دفعات اخرى. وكان السفير اللبناني في روسيا شوقي بو نصار أعلن عن بدء التواصل مع الجانب الروسي من أجل اللبنانيين العالقين في أوكرانيا.

الصحيفة قالت إنه على الصعيد الاقتصادي، ارتفع سعر المازوت 41000 ليرة وسعر الغاز 15000 ليرة. وأشار عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس إلى أنّ “انعكاس ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية، وتخطّي سعر برميل النفط الـ 116 دولاراً أميركيًّا، أدّى إلى ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان في ظل ثبات واستقرار في سعري صرف الدولار”.

وحضرت التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا في لقاءات رئيس الحكومة في السراي الحكومي، حيث اجتمع ميقاتي مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام الذي طمأن ميقاتي بشأن ثلاث نقاط: “بالنسبة لمادة القمح لدينا مخزون يكفي لمدة شهر أو شهر ونصف الشهر، ونحن حريصون كل الحرص على توافرها ونتواصل مع عدة دول بما فيها الولايات المتحدة ودول أخرى أبدت الاستعداد لمساعدتنا في حال اضطررنا لاستيراد كميات كبيرة منها”.

وقالت الصحيفة إنه فيما يترقب المواطنون بخوف وقلق تداعيات الحرب في اوكرانيا على بلدهم، لا سيما على صعيد فقدان مادة القمح والزيت وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية، فاجأهم ميقاتي بتعميم يحمل الرقم 4/2022، يتوجه خلاله عبر رئاسة مجلس الوزراء الى “الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمجالس والهيئات والصناديق والمصالح، طلبت فيه من العاملين في القطاع العام الذين يرغبون بالاستفادة من المساعدة الاجتماعية الموقتة التزام الدوام الرسمي العادي، وعلى أن لا تشمل هذه المساعدة الذين يتبعون نظام المداورة”.

وأثار هذا التعميم سخط الموظفين في مختلف القطاعات، وأعلنت رابطة موظفي الإدارة العامة رفض المساعدة الاجتماعية من الحكومة وأعلنت استمرارها بالإضراب. فيما رأى رئيس “الاتحاد العمالي العام في لبنان” بشارة الأسمر، أنّ “التّعميم رقم 4/2022 يؤكد عدم اكتراث رئيس مجلس الوزراء بأوضاع هذه الإدارات والعاملين فيها وتعبهم، خصوصًا أنّ الأكثريّة السّاحقة منهم لم تتقاضَ حتّى اليوم ما يُسمّى بالمساعدة، الّتي هي “فتات المائدة”.

وحذر في بيان، أنّ “هذا التّعميم سيؤدّي إلى مزيد من عدم الحضور ومزيد من الاهتراء في الإدارة والمؤسّسات ذات الطّابع الاستثماري والخدمي”، وأعلن أنّ “بداية الأسبوع سيكون التحرّك شاملًا، ليشمل كلّ المعنيّين بتعميم رئيس مجلس الوزراء، وصولًا إلى الإضراب التام في كلّ المؤسسات. وفي النهاية، لا نريد مساعدة اجتماعيّة، نريد أجرنا مقابل عملنا وتعبنا، نريد حقّنا بعيش كريم ولائق في دولة القانون والمؤسّسات”.

على صعيد الانتخابات النيابية، وبعد إعلان الرئيس بري ترشيحه والسيد نصرالله مرشحي حزب الله في مختلف الدوائر، أعلن النائب قاسم هاشم ترشحه عن دائرة الجنوب الثالثة، وعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل قبلان قبلان عن دائرة البقاع الغربي – راشيا، على أن تكتمل صورة مرشحي الحركة خلال ٧٢ ساعة وفي مدة اقصاها مطلع الاسبوع المقبل، بحسب مصادر “البناء».

وافادت معلومات “البناء” بأن التغيير سيشمل عدة نواب في حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير، فبالإضافة الى النائب محمد نصرالله الذي تم ترشيح قبلان قبلان مكانه، سيُستبدل النائب ياسين جابر الذي أعلن عدم ترشحه أمس الاول بالمرشح ناصر جابر، والنائب علي بزي بمرشح آخر من آل بيضون، وآخرون سيتم الإعلان عنهم قريباً، فيما بقي مصير النائبين علي خريس وعلي عسيران قيد الدرس على ان يحسم أمرهما خلال أيام. وذلك في إطار قرار لدى قيادة الحركة بإحداث تغيير ملحوظ ومقبول وإدخال وجوه جديدة لضخ دم جديد في العمل النيابي والتشريعي. وتُعلن اليوم دفعة جديدة من مرشحي الحركة منهم عناية عز الدين.

وفيما أكد مصدر سياسي لـ”البناء” أن الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، كشف عن اتفاق داخلي تزامن مع إرادة خارجية لإجراء هذا الاستحقاق، ولفت الى أنه لن يجري أي تعديلات على قانون الانتخاب في ظل ضيق المهل والوقت المتبقي للانتخابات والظروف المالية والاقتصادية في لبنان.

وفي سياق ذلك، أعدّت وزارة الداخلية دراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى (Mega Centers) في الانتخابات النيابية للعام 2022، وشملت هذه الدراسة النواحي القانونية، الإجرائية واللوجستية، والموارد البشرية المطلوبة. وخلُصت الوزارة إلى أنه “يتعذّر اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى ضمن المهل المفروضة في قانون الانتخاب الحالي في ظل الحاجة لإجراء تعديلات قانونية، إضافة إلى العقبات اللوجستية والإجرائية، والحاجات على صعيد الموارد البشرية والمادية، مشيرة إلى أن الوقت المطلوب لإنجاز التحضيرات لا يقلّ عن خمسة أشهر تبدأ من تاريخ نشر القانون وإصدار المراسيم التطبيقية عند الحاجة، وأنّ الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ حوالي 5،872،500 دولار أميركي”.
 
"النهار": "الانتخابات الثالثة" إلى تأجيل ولا "ميغاسنتر" نيابية

أما صحيفة "النهار" فقالت إن استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الذي كان يفترض ان يجري في الربيع المقبل يخرج من سياق "السنة الانتخابية" الحالية ذات الثلاثة استحقاقات متعاقبة بلدية ونيابية ورئاسية نظرا الى عجز الدولة عن الإيفاء بمتطلبات هذه الاستحقاقات الثلاثة في ظروف الانهيار المالي والاقتصادي والإداري الذي كاد يجهز على قدراتها كافة . 

وبحسب "ألنهار" "يتوقع ان تتخذ الحكومة اليوم قرار ارجاء الانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد سنة للمجالس البلدية والاختيارية القائمة في جلسة يعقدها مجلس الوزراء بعد الظهر في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى جدول اعمالها 26 بندا، ابرزها مشروع قانون معجل يرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وعرض وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي لدراسة أعدتها الوزارة حول الية اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى "ميغاسنتر" في الانتخابات النيابية العامة للسنة 2022، فضلا عن مشروعي قانون الأول لحفظ الطاقة والثاني لانتاج الطاقة المتجددة الموزعة إضافة الى بنود أخرى تتناول مواضيع مختلفة.

واضافت انه وإذ يسلط التمديد للمجلس البلدية والاختيارية الضوء على عجز الحكومة عن انجاز هذا الاستحقاق الثالث فان من شأن هذا الاجراء ان يضيء أيضا على أوجه العجز الكثيرة المحتملة والتي بدأت تطل برأسها من الان في إدارة عملية الانتخابات النيابية بكل مراحلها التنفيذية لناحية توفير الإجراءات اللوجستية الكافية لتأمين انتخابات لا تشوبها ثغرات وشوائب وانتهاكات تعرض صدقيتها للسقوط . ذلك ان الواقع المالي والخدماتي والإداري في البلاد ينذر بتفاقم خطير لجهة انعكاس الارتفاعات المطردة في أسعار المحروقات كما في واقع الكهرباء والخدمات الحيوية الأخرى على سلامة العملية الانتخابية وإتمام مراحلها بالحد الأدنى من المعايير التي تكفل شفافيتها . 

ولفتت إلى أنه قد تفاقمت المخاوف لهذه الجهة في ظل القفزات الطارئة على أسعار المحروقات متأثرة بالحرب الروسية على أوكرانيا بما ينذر بالمزيد لمدة طويلة مقبلة . وقد سُجّلت امس مثلا قفزة كبيرة في اسعار المحروقات ارتفع عبرها سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 28000 ليرة، كما ارتفع سعر المازوت 41000 ليرة وسعر الغاز 15000 ليرة. وعزي ذلك الى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وتخطّي سعر برميل النفط الـ 116 دولاراً أميركيًّا . واعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس "أننا في حالة استثنائية منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما نراه اليوم أمر غير مسبوق"، معتبراً "أن أحداً لا يمكن أن يتوقّع إلى أي مستوى يمكن أن تصل أسعار المحروقات فهي قد تتراجع أو ترتفع".

"الميغاسنتر"
لفتت الصحيفة إلى أنه في السياق الانتخابي أعدّت وزارة الداخلية دراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى "ميغاسنتر"في الانتخابات النيابية للعام 2022، وشملت هذه الدراسة النواحي القانونية، الاجرائية واللوجستية ، والموارد البشرية المطلوبة. وخلُصت الوزارة إلى أنه يتعذّر اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى ضمن المهل المفروضة في قانون الانتخاب الحالي في ظل الحاجة لاجراء تعديلات قانونية، إضافة إلى العقبات اللوجستية والاجرائية، والحاجات على صعيد الموارد البشرية والمادية، مشيرة إلى أن الوقت المطلوب لانجاز التحضيرات لا يقلّ عن خمسة أشهر تبدأ من تاريخ نشر القانون وإصدار المراسيم التطبيقية عند الحاجة، وأنّ الكلفة الاجمالية للمشروع تبلغ حوالي 5،872،500 دولار أميركي.

وأشارت في هذا السياق الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان طالب باعتماد "الميغاسنتر" في احدى جلسات مجلس الوزراء قبل فترة قصيرة عقب اثارة "التيار الوطني الحر" مجددا هذا المطلب رغم معرفة الجميع ان الوقت لم يعد يسمح بإعداد البلاد لهذا الاجراء . ولكن رئيس الحكومة طلب من وزير الداخلية اعداد دراسة حول هذا الامر ليتخذ القرار المناسب في ظلها.

لبنان واوروبا

وقالت الصحيفة "اما على الصعيد الديبلوماسي فغداة تصويت لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة الى جانب الاوروبيين والولايات المتحدة، ضد روسيا وغزوها لاوكرانيا بدا واضحا ان هذا الموقف شكل حافزا إيجابيا لدى الدول الغربية حيال لبنان خصوصا في ظل ازماته الخانقة . وفي هذا الاطار عقد امس وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اجتماعا مشتركا مع سفراء دول فنلندا والدانمارك والسويد والنروج الذين شكروا للبنان موقفه تجاه الازمة الاوكرانية- الروسية، كما تم البحث في إمكانية تقديمهم هذه الدول المساعدة لإعادة اللبنانيين من أوكرانيا الى لبنان".

وفي السياق، لفتت إلى ان دفعة جديدة من اللبنانيين يبلغ عددهم 70 شخصا تم اجلاؤهم من اوكرانيا سيصلون الى مطار بيروت فجر اليوم الجمعة، على ان تليهم دفعات اخرى.

اما في بعبدا، فالتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفيرة فرنسا آن غريو واجرى معها جولة افق تناولت مواضيع الساعة، ومنها، العلاقات اللبنانية -الفرنسية والتطورات العسكرية بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وموقف لبنان في الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر امس في نيويورك وما صدر عنها من قرارات. ووضعت السفيرة غريو الرئيس عون في تفاصيل الاتفاق الذي تم بين وزيري الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان والسعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائهما قبل أيام في باريس، على تمويل مشاريع إنسانية أولية عدة لمساعدة الشعب اللبناني تعنى خصوصا بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة كورونا وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، فضلا عن المساهمة في تمويل اعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضررا. وتطرق البحث أيضا الى ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتحضيرات الجارية لاجراء الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل وغيرها من المواضيع التي تهم البلدين.
 

الحدود البحرية اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان