طوفان الأقصى

خاص العهد

أزمة لحوم تلوح في الأفق.. كم سيبلغ سعرها؟
10/03/2022

أزمة لحوم تلوح في الأفق.. كم سيبلغ سعرها؟

حسن شريم

لم يكن ينقص لبنان من أزمات وويلات "لتكمل" إلاّ الغلاء الفاحش الذي طغى على أغلب السلع والخدمات في لبنان ومنها قطاع اللحوم، فقد حذّرت نقابة تجار ومستوردي اللحوم الحيّة والمبرّدة والمثلّجة من أنّها ستعمد إلى إقفال المزارع ومستودعات اللحوم والتوقّف عن الاستيراد في حال لم يبادر مصرف لبنان، قبل حلول شهر رمضان، إلى تسديد المستحقّات المتأخّرة لصالح المورّدين.

إضافة إلى مشكلة احتجاز مصرف لبنان مستحقّات المورّدين، تبرز مشكلات أخرى من بينها ارتفاع أسعار المحروقات وكلفة النقل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم والمواشي عالميًا، وهنا يبرز التساؤل هل ستنعكس الأزمة الأوكرانية على قطاع اللحوم وبالتالي سنشهد انقطاعًا وارتفاعًا فاحشًا في سعرها؟.

نائب رئيس نقابة تجار اللّحوم في لبنان الأستاذ عبد الغني ملّاح، وفي اتصال مع موقع "العهد" الاخباري، اعتبر أنّ قطاع اللحوم في لبنان ينقسم إلى قسمين: قطاع اللحوم وقطاع المواشي اللذان نستوردهما من الخارج كون لبنان لا يملك ثروة حيوانية تلبّي احتياجات مواطنيه.

وأفاد ملّاح أنّ السبب في ارتفاع أسعار اللحوم في لبنان لا يعزو إلى افتقار لبنان للثروة الحيوانيّة فحسب، إنّما يعود ذلك إلى أسباب أخرى تتلاعب بقطاع اللحوم كما حال العديد من القطاعات التي تلبّي احتياجات المواطن اللبناني، مضيفًا أنّ أعلاف المواشي ارتفع بنسبة 70% إلى 100%، ولكن ما -يزيد الطين بلّة- وساهم في ارتفاغ أسعار اللحوم، أنّه في السنة الماضية كانت أسعار اللحوم مدعومة من قبل الحكومة، وعندما استورد التاجر اللبناني من الخارج تمّ دفع مبلغ معيّن على أن يتم تسديد باقي المبلغ فيما بعد، وبعدما اجتمعنا مع حاكم مصرف لبنان وعدنا أن يصرف لنا الإعتمادات التي يستحقّها التجار لتسديد ما يترتّب عليهم للدول المورّدة والتي تقارب قيمتها الـ 40% من أصل المبلغ المودع لدى مصرف لبنان، إلاّ أنّه لم يفِ بوعده، خاصة بعد التدهور المالي والمصرفي الذي وصل إليه لبنان اليوم، الأمر الذي فاقم الأزمة وأدى إلى فقدان الثقة بالتاجر اللبناني من قبل المورّدين في دول الخارج لأنه امتنع عن دفع ديونه، وبالتالي امتنع الموردون عن تسليمه اللحوم والماشية، الأمر الذي سيؤدي إلى تضاؤل كميّة اللحوم في الأسواق.

ومن العوامل الرئيسيّة أيضًا التي تساهم في ارتفاع أسعار اللحوم، حسب ملّاح، هو ارتفاع كلفة النقل نتيجة ارتفاع أسعار البترول والفيول عالميًّا بنسبة 70% إلى 80%، فرحلة الباخرة من أميركا اللاتينيّة كانت تكلّف نحو 700 ألف دولار أصبحت اليوم تكلّف مليون ونصف دولارًا أميركيًا، ورحلة الباخرة من أوروبا والتي كانت كلفتها ما يقارب الـ 200 ألف دولار زادت كلفتها اليوم بمقدار الضعف.

وأشار ملاح إلى أنّ اجتماعًا عقد للنقابات الثلاث التي تُعنى بقطاع اللحوم وهي:
- نقابة تجار اللحوم في لبنان.
- نقابة تجار ومستوردي اللحوم الحيّة والمبرّدة والمثلّجة.
- نقابة اتحاد القصابين وتجار المواشي.

وعقب الإجتماع، وبعد لقائهم بوزير الإقتصاد اللبناني أمين سلام "وعدنا أنَّه سيتابع الموضوع مع رئيس مجلس الوزراء وحاكم مصرف لبنان، وأمل أن يتوصل لحلّ في أقرب وقت ممكن".

وبيّن سلام، أنّه إضافة لما سلف، فإنّ تحضير طلبية اللحوم لإرسالها إلى البلد المورد والتوقيت الذي تحتاجه لتوضيب البضاعة من شأنه أيضًا أن يؤثّر سلبًا على تأخير وصول البضاعة، خاصّة اللحوم الحيّة والطازحة، وأكّد أنّ اللحوم لن تنقطع إلاّ أنّها لن تتوفر بالكميّة الكافية كما في السابق، فضلًا عن غلاء أسعارها لما يقارب الـ 70% لاسيّما في ظلّ امتناع مصرف لبنان عن تسديد المستحقات المتأخّرة لصالح المورّدين.

ورأى أنّه إذا استمرّ الحال على ما هو عليه فإنّ ما تبقّى من مزارع محليّة ومؤسسات زراعية ستقفل نتيجة الوضع الإقصادي المتردّي وعدم نظر مصرف لبنان بجديّة بهذا الموضوع.

ولدى سؤاله عن خبر امتناع الدول الأوروبية عن توريد اللحوم نتيجة الأزمة العالمية والعملية العسكرية في أوكرانيا، أجاب ملّاح أنّه كل شيء ممكن إلاّ أنّه لا قرارات دوليّة ورسميّة صادرة بهذا الخصوص عن تلك الدول.

دكرمجيان: اللحوم في لبنان لن تنقطع لكن الكميّات ستتضاءل وسيرتفع سعرها

بدورها، نقابة تجار ومستوردي اللحوم الحيّة والمبرّدة والمثلّجة، ممثلة برئيسها الأستاذ غابي دكرمجيان يوافق الأستاذ ملّاح الرأي ويضيف أنّ "ارتفاع أسعار النفط أدّى إلى ارتفاع كلفة النقل بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العلف الذي انعكس أيضًا على أسعار اللحوم".

وقال دكرمجيان أنّ الدول الأوروبية خفّفت من تصدير المواد الغذائية واللحوم وهذا من شأنه أن ينعكس سلبًا على الأسعار عالميًا رغم أنّ لبنان يستورد في الأغلب من أميركا اللاتينية، مضيفًا أنّ مصرف لبنان يمتنع عن دفع المستحقات للتجار الأمر الذي هزّ ثقة الدول المورّدة بالتاجر اللبناني وجعلهم يطلبون الأسعار بـ "الكاش".

ورأى أن اللحوم في لبنان لن تنقطع لكن الكميّات ستتضاءل وسيرتفع سعرها نتيجة الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان على كافّة الصعد وفي دول العالم.

وأمل دكرمجيان أن تنتهي الأزمة لأنّ الشعب اللبناني عانى الكثير في السابق وما زال، ختم دكرمجيان.

غلاء الأسعاراللحوم

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة