طوفان الأقصى

ترجمات

مصداقية "الناتو" على المحك
25/03/2022

مصداقية "الناتو" على المحك

تحدّث السفير الأميركي الأسبق لدى حلف "الناتو" روبرت هنتر عن ضرورة بدء المساعي الهادفة إلى إعادة بناء مصداقية "الناتو" كحلف وإعادة بناء مصداقية الولايات المتحدة كقائد لهذا الحلف. 

وفي مقالة له، نُشرت على موقع "ريسبونسايبل ستاتيكرافت"، قال الكاتب "إنَّ هذه المصداقية تلقّت صفعة قوية جرّاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذ العملية العسكرية في أوكرانيا"، وأضاف أن "الأضرار التي ألحقت بمصداقية الولايات المتحدة و"الناتو" تعود جذورها إلى قمة حلف "الناتو" التي انعقدت عام ٢٠٠٨ في بوخارست حيث اقترح الرئيس الأميركي وقتها جورج بوش الابن إدراج أوكرانيا ضمن خطط العمل للانضمام إلى "الناتو" (مامبرشِب أكشن بلانز)، والذي يعدّ من آخر الخطوات قبل الانضمام إلى الحلف الأطلسي. 

وتابع الكاتب أن" الحلفاء الأوروبيين أدركوا وقتها أنّه يجب إعطاء الرئيس الأميركي شيئًا رغم رفضهم لانضمام أوكرانيا وجورجيا إلى "الناتو"، وبالتالي كانت النتيجة إعلان القمة عن أن هذين البلدين "سيصبحان (في المستقبل) دولتين عضوين في الحلف الأطلسي". 

وأضاف الكاتب أنَّ "المقصود من هذا الكلام كان تأجيل موضوع عضوية أوكرانيا وجورجيا في "الناتو" إلى أجل غير مسمى"، إلا أنه "أردف أن الرئيس الجورجي وقتها "ميخائيل ساكاشفلي" قرّر أن "يختبر الاقتراح" من خلال استخدام القوة العسكرية لمحاولة "استعادة مناطق محتلّة" من أوسيتيا الجنوبية، بيد أنه تلقى هزيمة على أيدي القوات الروسية، كما أشار إلى أن أي دولة في "الناتو" لم ترسل القوات من أجل "الدفاع عن جورجيا". 

ولفت الكاتب إلى أن "الناتو" ورغم ذلك استمر بطرح نفس الصيغة في كل قمة ولقاء وزاري، مشيرًا إلى أن مسؤولين كبارًا في إدارة بايدن استمروا بالحديث عن ترك أبواب "الناتو" مفتوحة لانضمام أوكرانيا رغم أن ذلك هو "من الخيال" (وفق تعبير الكاتب نفسه). 

كذلك أكمل الكاتب أن الحديث المستمر عن الانضمام المستقبلي إلى الحلف الأطلسي أنتج الالتزام السياسي والمعنوي لأوكرانيا (وجورجيا)، وأن ذلك زاد من التوقعات لكن من دون وجود نوايا حقيقية لتنفيذها وفي نفس الوقت دون توفير أي نوع من الردع ضد روسيا. 

الكاتب اعتبر أن فشل "الناتو" وخاصة الولايات المتحدة على هذا الصعيد يولّد أزمة مصداقية عميقة سواء للحلف الأطلسي أو لواشنطن، متحدّثًا عن تساؤلات بدأ يطرحها بعض القادة الأوروبيين عن مدى الالتزام الأميركي بالبند الخامس من اتفاقية "الناتو" والذي يتعلق بأمن الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي". 

وأضاف الكاتب أن "إعادة بناء مصداقية الولايات المتحدة و"الناتو" إلى المستوى المطلوب هي مهمة شاقة"، كما قال "إن الجهود يجب أن تتركّز في هذا الإطار على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا واتخاذ خطوات من أجل تأمين دول "الناتو" "المكشوفة"، وكذلك الكف عن تضليل كييف من خلال الحديث عن انضمامها المستقبلي إلى الحلف الأطلسي. 

وشدّد الكاتب على أن "الناتو" وخصوصًا الولايات المتحدة يجب أن تُدرك مدى خطورة المشكلة المتعلقة بالمصداقية وضرورة وضعها ضمن الأولويات على أجندة السياسية الخارجية لواشنطن والحلف الأطلسي.

الناتو

إقرأ المزيد في: ترجمات