طوفان الأقصى

خاص العهد

الحلويات الرمضانية هذه السنة لـ"ناس وناس"!
02/04/2022

الحلويات الرمضانية هذه السنة لـ"ناس وناس"!

إيمان مصطفى

لن تُجمّل زينة ع. سفرتها الرمضانية هذا العام بأصناف الحلويات. الأسعار باتت تفوق قدرتها الشرائية، فقد هلّ هلال شهر رمضان الفضيل على اللبنانين وجيوبهم خاوية. "الحلويات لم تعد من ضمن لائحة مأكولاتنا"، تقول زينة لـ "العهد"، وتضيف "بالكاد نستطيع تأمين وجبة الإفطار الأساسية بعدما حلّقت أسعار الخضر واللحوم والدجاج من دون أيّ رادع، إذ بات معلومًا أن أسعار السلع الغذائية بشكل خاص تشهد ارتفاعًا خلال شهر رمضان نظرًا لزيادة الطلب عليها"، ممّا يدفعها للتفكير "ألف مرة" قبل شراء الحلويات أو صناعتها حتى.

بحسب مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، فإن كلفة الإفطار اليومي المؤلّف من مكونات وجبة أساسية للفرد الواحد تُقدر بـ 38,700 ليرة بناء على أسعار السوق بتاريخ 14 آذار 2022. وبالتالي تحتاج أسرة مؤلفة من 5 أشخاص الى 193,500 ليرة يوميًا، والى حوالي 5 ملايين و800 الف ليرة لبنانية خلال الشهر الفضيل. وهذه الكلفة لا تتضمن المياه أو العصائر أو الحلويات، وكذلك لا تتضمّن فاتورة الغاز أو الكهرباء ومواد التنظيف. وبالمحصلة، ستتكبّد الأسر في شهر رمضان هذا العام أكثر من ثمانية ونصف الحد الأدنى للأجور لتأمين إفطارها. وبالتالي بات شراء الحلويات "لمن استطاع إليه سبيلًا". 

المواطنة زينب ع. "نسيَت أمر الحلويات" لأنها من الكماليات بحسب وصفها، ولسان حالها يسأل "بأي حال عدت يا رمضان؟". تستفيض زينب بالحديث عن الصعوبات المعيشية والأسعار الخيالية، معتبرة أن بالإمكان الاستغناء عن الحلويات والتوجه نحو شراء الضروريات من المواد الغذائية. وتؤكد لـ "العهد" أن السفرة الرمضانية هذا العام ستكون "على القد" و"محسوبة على البكلة"، آسفةً لأن التحضيرات الرمضانية لم تعد زاخرة كما جرت العادة، فوجبة الإفطار باتت مكلفة، وأسعار مستلزمات الأطباق اليومية "طايرة". وتضيف: "الحلويات الرمضانية من قطايف وكلاج وحلاوة الجبن ستكون خارج قائمة شهر رمضان، وتذوقها سيكون لمرتين كحد أقصى خلال الشهر في ظل دخل محدود لا يكفي لأسبوع واحد في الشهر".

أسعار خيالية 

حلويات رمضان لهذا العام جاءت مالحة الطعم إلى حد ما، لكون أسعارها ارتفعت عن الأعوام السابقة، ويعزو المصنعون أسباب الغلاء إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار المواد الأولية، وغلاء المحروقات والغاز من جهة ثانية.

وفي جولة على أسعار أصناف الحلويات المختلفة يظهر الارتفاع الجنوني، فسعر كيلو حلاوة الجبن على سبيل المثال وصل إلى 250 ألف ليرة لبنانية، بينما تصل أسعار المدلوقة والمفروكة الى 200 ألف ليرة، وتتراوح أسعار دزينة القطايف بأنواعها بين 130 ألف ليرة والـ 140 ألف ليرة، في حين تتخطى أسعار دزينة الصفوف والنمورة الـ 140 ألف ليرة. وارتفعت أسعار المعمول على أنواعه ووصلت لـ 160 ألف. وعن البقلاوة حدث ولا حرج، أسعارها تتخطى الـ 350 ألف.

وفي سابقة في لبنان، يشير بعض بائعي الحلويات إلى أن نوعًا بارزًا من حلوى رمضان سيغيب عن كثير من المحال بسبب الغلاء الجنوني لأسعار المواد الأولية. وهذه الحلوى هي "كلاج رمضان" التي أصبحت تكلفة صنعها كبيرة، بسبب غلاء الحليب والسكر والفستق وغيرها من المواد.

صناعة الحلويات منزليًا

على طاولة في مطبخها جمعت الحاجة فاطمة ع. مكونات "البسبوسة" والقطايف بمقاديرها المطلوبة. تعلّمت صناعة الحلويات من والدتها، ومع التجربة أصبحت تتقنها. تخلط الحاجة فاطمة السميد، وجوز الهند، والسكر، وقبل أن تضيف ظرفي "البايكينغ باودر" و"الفانيليا"، تؤكد أن صناعة الحلويات المنزلية تبقى أقل كلفة من السوق على الرغم من ارتفاع أسعار المكونات. 

ببسمة رقيقة، تشير الحاجة فاطمة الى أنها تفضل الحلويات المنزلية لضمان المكونات ونظافة صنعها. تجد الحاجة فاطمة في صناعة الحلويات سبيلًا كي لا تضطرّ عائلتها إلى الاستغناء عن الأصناف اللذيذة التي اعتادت أن تكون موجودة على مائدة الشهر الفضيل.

غلاء الأسعارشهر رمضان

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة