طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

"ديزينغوف" البداية.. ومنه الزوال
08/04/2022

"ديزينغوف" البداية.. ومنه الزوال

"الكبار يموتون.. والصغار ينسون". هكذا تحدث أوّل رئيس وزراء في كيان العدو دايفيد بن غوريون يومًا طامعًا في أن يكون مصير يافا هو أن تصبح "تل أبيب" في ذاكرة الفلسطينيين.

"ديزينغوف" البداية.. ومنه الزوال
من ذاكرة "ديزينغوف"

ولكن ما فات بن غوريون أن الشعب الفلسطيني ليس من طينة التجار، ولا من طينة العبيد، بل هو شعبٌ حرٌّ، وشعبٌ حيٌّ يعيش بروح اسمها فلسطين، يتنفسها مع كل شهقة صدر، وصلاة فجر في مساجدها.
هذا ما تثبته الأيام وكل تخطيط لعملية مواجهة بطولية. الهدف من كل عملية عادة ما يكون ذا قيمة تاريخية أو أمنية. وهذا هو الحال مع عملية شارع "ديزينغوف" التي وقعت في السابع من نيسان/ أبريل 2022، والتي تأتي في سياق متواصل من أجل التحرير الكامل لكل التراب الفلسطيني واستعادته من النهر إلى البحر.

لماذا ديزينغوف؟

مع بدايات التخطيط لإقامة الكيان المؤقت، عمد الصهاينة للبحث عن مكان ينطلقون منه، فكان العام 1911 هو النقطة الزمنية التي انطلق منها مسؤول لجنة التخطيط لإقامة عاصمة الكيان "تل أبيب" الصهيوني اليهودي الروسي "مائير ديزينغوف" على أرض مدينة يافا، وجعل الشارع الممتد من المنطقة الجنوبية في يافا باتجاه الميناء البحري فيها هو النقطة المركزية في عاصمتهم المزعومة.

تحول محل إقامة "ديزينغوف" في يافا إلى ما يسمى "قاعة الاستقلال" التي أعلن منها بن غوريون إقامة الكيان المؤقت، وعاصمته "تل أبيب".

"ديزينغوف" البداية.. ومنه الزوال
عملية الاستشهادي صالح صوي

فاتحة عمليات "ديزينغوف".. استشهادية

شكلت المواجهة مع العدو لا سيما على المستوى الفلسطيني قاعدة لإعادة الأسماء إلى أصولها، لا سيما مع تسلم الشهيد المجاهد المهندس يحيى عياش زمام المبادرة العسكرية في وجه الكيان الغاصب، فكانت أولى العمليات في "ديزينغوف" استشهادية نفذها المجاهد الحمساوي "صالح صوي" في 19 تشرين الاول/ أكتوبر 1994 ـ من أبناء مدينة قلقيلية التي تقع على خط أفقي مقابل يافا ـ حيث ركب حافلة عند موقف الحافلات شمال ساحة "ديزينغوف" وفجّر حزاماً ناسفاً كان يرتديه ويزن 20 كغم، ما أدى إلى مقتل 23 صهيونيا وإصابة 104 آخرين، تبعتها عملية المجاهد الاستشهادي رامز عبيد، ابن غزة هاشم وأحد أبطال حركة الجهاد الإسلامي في 4  آذار/ مارس 1996، عبر تفجير عبوة تزن 20 كغم كان من المفترض ان تزرع في مكان ما في شارع "ديزنغوف"، لكن منع رامز من دخول تقاطع يزدحم عادة بالصهاينة دفعه للتحول إلى استشهادي وتفجير العبوة  ما أدى لمقتل 13 صهيونيا وإصابة 125 آخرين.

"ديزينغوف" البداية.. ومنه الزوال
عملية الاستشهادي رامز عبيد

أما أبرز العلميات في "ديزينغوف" فكانت على ما يسمى ملهى "الدولفين" على شاطئ البحر في الأول من حزيران/ يونيو 2001، حيث فجر المجاهد الاستشهادي سعيد الحوتري من فوارس حركة المقاومة الاسلامية ـ  حماس نفسه في الملهى الذي كان يعج بالصهاينة وأدت العملية يومها إلى مقتل 21 صهيونياً وإصابة 120 آخرين.

"ديزينغوف" البداية.. ومنه الزوال
عملية الاستشهادي سعيد الحوتري

وفي 8 كانون الثاني/ يناير من العام 2016، قتل صهيونان اثنان وأصيب 5 آخرون في عملية إطلاق نار نفذها المجاهد الحمساوي نشأت ملحم داخل حانة بشارع "ديزينغوف".

وفي العام 2022 كان السابع من نيسان/ أبريل تاريخا مضيئا اقتحم فيه البطل رعد حازم مكان تجمع للصهاينة بشارع "ديزينغوف" فأصاب منهم مقتلا، اعترف بالعدو بقتيلين و8 جرحى اصابات بعضهم صنفت بين الخطرة جدا والخطرة.

.. وماذا بعد؟

هي معركة كي الوعي، يخوضها الشعب الفلسطيني بدقة متناهية، واحترافية عالية في التخطيط والتنفيذ، وفي الفترة التي يعاني منها الكيان المؤقت من تهديدات وجودية عدة أبرزها من أصحاب الأرض الحقيقيين والذين لا ينسون حتى لو رحل كبارهم، فصغارهم يحفظون وهم أجنة أسماء مدن فلسطين بالعربية الفصحى، ولن تكون يافا آخر مثال.

لن يجد الصهاينة مكاناً آمناً بعد اليوم، فـ"ديزينغوف" هو القلعة المحصنة بالكاميرات والمراكز الأمنية والعملياتية، ومركز اقتصاد الكيان الغاصب ونقطة بدايته، اليوم أكد المجاهد المقتحم الشهيد رعد حازم أن زوال هذا الكيان سيكون من حيث بدأ، والخراب سيحل على هذا الكيان مهما طال زمن الظلم والتسلط والجور.

"ديزينغوف" البداية.. ومنه الزوال
الشهيد رعد حازم

 

الكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف