طوفان الأقصى

الخليج والعالم

"نيويورك تايمز": بوتين باقٍ وواشنطن ستضطر إلى التعامل معه
12/04/2022

"نيويورك تايمز": بوتين باقٍ وواشنطن ستضطر إلى التعامل معه

توقّع الباحث الأمريكي في "مجلس العلاقات الخارجية" تشارلز كوبتشان أن يبقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منصبه رئيسًا  لروسيا خلال العقد القادم، مشيرًا إلى أنّ واشنطن ستضطر إلى التعامل معه. 

ورأى كوبتشان في مقالة نشرت بصحيفة "نيويورك تايمز" أنّ "الحرب في أوكرانيا تضع الولايات المتحدة أمام ضرورة العودة إلى السياسة الواقعية (realpolitik)". معتبرًا أنَّ "الاجتياح الروسي لأوكرانيا كشف عن الفجوة ما بين طموحات الولايات المتحدة الأيديولوجية والحقائق السياسية "الآخذة في الاتساع منذ حقبة التسعينيات".  

وأكّد الكاتب أنّ "الغرب أخطأ عندما تجاهل هواجس روسيا الأمنية المشروعة حول ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو". 

ولفت إلى أنَّ "جميع القوى الكبرى تريد منفذًا استراتيجيًا، هذا يفسر الرفض الروسي لتوسع الناتو شرقًا"، مبينًا أنَّ "اعتراضات موسكو على انضمام أوكرانيا إلى الناتو تنسجم إلى حدّ كبير مع السياسات الأميركية، إذ إنّ واشنطن طالما سعت إلى إبعاد قوى كبرى أخرى عن حدودها". 

وأضاف الكاتب: "كان من الأفضل لأوكرانيا ألّا تخاطر، وأن تكتفي ببناء نظام ديمقراطي مستقر، وتبني سياسة الحياد".

ورأى أنَّ "عدم استعداد الناتو لحماية أوكرانيا قد كشف الفجوة ما بين هدف الحلف الأطلسي المعلن عن ضمّ أوكرانيا من جهة، واعتباره أنّ التدخل من أجل الدفاع عن أوكرانيا لا يستحق الأثمان الناتجة عن هكذا تدخل من جهة أخرى". 

وأشار إلى أنَّ "الولايات المتحدة وحلفائها يكشفون فعليًا عن أنّ التدخل من أجل حماية أوكرانيا ليس مصلحة حيوية". 

وتابع الكاتب: "إنّ علاقات روسيا مع الغرب تتجه سريعًا إلى أن تصبح خصومة عسكرية"، محذرًا في الوقت نفسه من أنَّ الحرب الباردة المقبلة قد تكون بين الغرب وتكتل روسي صيني يمتد من المناطق الشرقية للمحيط الهادئ إلى أوروبا الشرقية. 

واعتبر أنَّ "عودة نظام القطبين إلى المسرح العالمي تقتضي من واشنطن أن تتراجع في مساعيها الهادفة إلى نشر النظام الليبرالي وأن تعود في المقابل إلى استراتيجية الاحتواء الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الجيوسياسي ومنع اندلاع الحرب بين القوى الكبرى". 

ولفت إلى أنَّ مثل هذه الاستراتيجية تتطلب الامتناع عن تكثيف الالتزامات العسكرية في المناطق الجغرافية التي تعتبرها الصين وروسيا مناطق تابعة لها، مؤكدًا أنَّ على الولايات المتحدة أن تسعى إلى خلق توازن القوة في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.  

وقال الكاتب: "روسيا تشكل التهديد الأكثر الحاحًا للاستقرار في منطقة يورو آسيا، اعتبر أن الصين تبقى التحدي الجيوسياسي الأكبر على الأمد الطويل". 

ونبَّه إلى أنَّ روسيا والصين قد تشكلان تكتلًا أقوى بكثير مما كان عليه الاتحاد السوفيتي. وبناءً عليه تحدث عن ضرورة أن تغتنم الولايات المتحدة الفرصة من أجل إيجاد الفجوات بين موسكو وبكين. 

كذلك نبَّه الكاتب إلى أنَّ إنشاء التكتلات المتخاصمة قد يعني الانقسام الاقتصادي أيضًا، ذاكرًا أنَّ "تأثير العقوبات التي فرضت على روسيا يسلّط الضوء على الجانب المظلم من العولمة". 

وخلص الكاتب إلى أنَّ "الاجتياح الروسي لأوكرانيا" يشكل مرحلة مفصلية على الصعيد الجيوسياسي، متوقعًا عودة نظام "الواقعية" إلى المسرح العالمي، مما يتطلب من أميركا الاعتراف بالواقع الاستراتيجي بعيدًا عن الطموحات الإيديولوجية.

حلف شمال الاطلسي

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم