خاص العهد
وفد أمريكي في شمال شرق سوريا.. وراء الأكمة ما وراءها
محمد عيد
وصل وفد أمريكي متابع للملف السوري إلى شمال شرق سوريا وعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في قوات سوريا الديموقراطية "قسد" ومجلس سوريا الديموقراطية "مسد" وبعض الشخصيات العشائرية في المنطقة. وضم الوفد بحسب ما نقله موقع السفارة الأمريكية في دمشق القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوي هود ترافقه نائبة مساعد وزير الخارجية والممثل الخاص بالنيابة لسوريا إيمي كترونا ونائب المبعوث الخاص لسوريا ديفيد براونشتاين ومديرة مجلس الأمن القومي للعراق وسوريا في البيت الأبيض زهرة بيل.
مساعد وزير الخارجية بالإنابة استعاد الحديث الأمريكي عن التنسيق في "التحالف" ضد تنظيم "داعش" في وقت تشير فيه كل المعطيات إلى أن هذا التنظيم التكفيري يعاود نشاطه برعاية أمريكية ودعم لوجستي لا ينقطع، فما الغاية الحقيقية إذًا من وراء هذه الزيارة؟
سوريا ساحة تصعيد بوجه روسيا
عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أكد أن ما تفعله أمريكا في شرق وشمال غرب سوريا تصعيد خطير في هذه المرحلة تحديدًا. فلقاءاتها المتكررة مع قيادات التنظيم الارهابي "قسد"، لا يمكن تفسيرها سوى بتصعيد، خاصة ان الخارجية الروسية أعلنت اليوم أن الولايات المتحدة تتهرب من الاتصالات الروسية المتعلقة بسوريا.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الحاج علي إلى أن هذا دليل على أن أمريكا اختارت سوريا لتكون ساحة تصعيد في مواجهة روسيا، وخير ما يساعدها على ذلك هو القوات الانفصالية "قسد" التي تسرق النفط والقمح السوري لصالح شركات أمريكية واسرائيلية.
ورأى الحاج علي ان "هذا التنظيم هو أداة تنفيذية لسياسات أمريكا في سوريا، كما أن نقل بعض القوات الامريكية الى شمال وشمال غرب حلب، جاء بطلب من اردوغان الذي طلب تدخل الـ"ناتو" لحماية مشروعه في شمال سوريا ببناء مدن للمهجرين حسب زعمه، وهذه القوات مهمتها حماية هذا المشروع".
وظيفة قسد ما زالت قائمة
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري في حديثه لموقعنا أن الهدف واضح ويتمثل في التصعيد ضد حلف المقاومة بشكل عام وسوريا بشكل خاص وهذا ناتج عن خيبة أمل امريكية بسبب عدم الوصول لنتيجة في الملف النووي الايراني وهزائمها المتكررة في سوريا وعدم قدرتها على اخضاع الشعب السوري وقيادته، واخيرا الهزيمة الاقتصادية والعسكرية المدوية في اوكرانيا. لذلك كان لا بد أمريكيا من الحفاظ على تنظيم "قسد" لأنه في المرحلة القادمة مطلوب منه أن يتابع سياسة التغيير الديموغرافي ومحاولة انشاء أي شكل من أشكال الفيدرالية أو الحكم الذاتي، ليس تلبية لطموحات الكرد الانفصالين أبدًا، بل لتحفظ امريكا القليل من ماء وجهها المهدور بسبب افول نجمها على المستوى العالمي. كما يجب عدم تجاهل اصابع الكيان الصهيوني التي تدعم تنظيم قسد اقتصاديا وتشتري منه النفط السوري المسروق.
كما أن لهذا الكيان كل المصلحة بتصدير أزماته بافتعال حرب مع حلف المقاومة ولو لعدة أيام، بغض النظر على أنه قادر أو غير قادر على خوضها ولكن الهدف هو الهروب من المشاكل الداخلية. لذلك تضغط اليوم امريكا بكل ثقلها في سوريا معتمدة على أدواتها لنفس الاغراض.
ولفت الحاج علي إلى فكرة أن هذا سيؤدي لاستعار المقاومة الشعبية التي بدأت تقوى يومًا بعد يوم وستزداد ضربات المقاومة المؤثرة على حقلي العمر وكونيكو المحتلين من الطرف الامريكي، بالاضافة لقاعدة التنف غير الشرعية. وهذا بالمحصلة سيؤدي لخروج الأمريكي لأنه غير قادر على تحمل كلفة الدم الناتج من عمليات المقاومة.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
14/10/2024