طوفان الأقصى

خاص العهد

هاجس الرغيف.. كيف يُحلّ؟
24/05/2022

هاجس الرغيف.. كيف يُحلّ؟

لطيفة الحسيني

أكثر ما بات يُشكّل هاجسًا للبنانيين ضمن خارطة التهديدات المعيشية اليومية رغيف خبزهم. شهريًا يتأزّم الوضع وتعود الطوابير الى الواجهة. مصرف لبنان، المطاحن، التجار، الأفران، كلّ من في الدائرة يُبرّر على طريقته والضحية ذاك الذي يقف منتظرًا الفوز بربطة بعد عناء طويل.

البارز في المِحنة المستمرّة ما طُرح الأسبوع الماضي: إمكانية الذهاب الى إيران أو تركيا أو روسيا. لدى أهل القطاع مُقاربة مفصّلة عمّا يجري. هل هذا الخيار قابل للتحقّق؟ هل يصلح الاستيراد بهذه الطريقة كمخرج؟

ناصر سرور، أمين سر نقابة الأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور يتحدّث لـ"العهد" مطوّلًا عن المعضلة الحالية وأين تكمن.

يقول سرور "عندما رُفع الدعم عن طحين الاكسترا والبلاتينيوم والزيرو (المخصّصين للحلويات والكعك) استفادت مجموعة من التجار كثيرًا، خاصة أن سعر طن الطحين في المطحنة يبلغ 3600000 ليرة، فيما خارج المطحنة (لدى التجار) يُباع بين 8000000 و 10000000 ليرة، ما يعني أن كلّ تاجر يحقّق ربحًا أكثر من الفرن بعشر مرات.

ويضيف أن "ما يحصل اليوم هو عبارة عن ردّة فعل جراء رفع الدعم عن طحين الزيرو والاكسترا والبلاتينيوم الذي له منتفعون كثر".

بحسب سرور، لا إمكانية لتأمين طحين من إيران أو تركيا، والسبب يعود الى أن إيران في الأصل تستورد قمحًا ولا تُصدّره، أمّا تركيا فأسعار الطحين فيها مرتفعة عمّا هي في لبنان، ولا سيّما أن القمح التركي اذا وصل الى مرفأ بيروت فسيُباع الطن منه بـ645$ دون التكاليف الأخرى (نقل + توضيب في المستودعات + توزيع) التي قد تصل الى 750$.

وعليه، كلّ القمح المستهلك في لبنان مستورد من الخارج وتحديدًا من أوكرانيا وروسيا وبولندا وكازاخستان والأرجنتين، ما يؤكد الحاجة الى زراعة القمح محليًا كما كان الوضع قبل 50 سنة، فالسوق اللبناني يحتاج ما بين 550000 و 600000 طن من القمح، على ما يوضح سرور.

بعد التضييق على أسواق الشرق في أوكرانيا، يُشير سرور الى أن الأفران و"أصحاب الكار" أصبحوا ينفتحون اليوم على أسواق جديدة، على الرغم من أن الباخرة المستوردة من الخارج تحتاج الى 45 يومًا حتى تصل الى البلد.
 
ويؤكد سرور رفض الأفران دعم بواخر القمح وتأييد دعم الطحين من فئة 85 (المخصّص للخبز العربي)، ومن هنا يُفهم كيف تسعّر الأفران والباتيسري كلّ على طريقته.

ويرى سرور أن المطالبة العشوائية اليوم تؤكد أن من وراءها يستهدف وقوع منافسة بين الطحين الاكسترا واليزرو والبلاتينيوم،
ويُرجّح أن الطحين من المطاحن قريبًا سيكون غير مدعوم، أمّا استيراد الطحين من الخارج فهو ليس سوى قرار ارتجالي بسبب كلفة النقل والأسعار المرتفعة، وخصوصًا من تركيا حيث الطحين الاكسترا أغلى من لبنان.

من وجهة نظر سرور، الحلّ الأمثل والأوفر هو طحن القمح في لبنان وليس خارجه.

ووفق سرور، لبنان يستورد قمحه المستهلك من كازاخستان وأوكرانيا وروسيا، فيما البحث جارٍ حاليًا عن دول تصدير أخرى.

الخبز

إقرأ المزيد في: خاص العهد