طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

الإمام الخميني هادم حصن "إسرائيل الكبرى"
03/06/2022

الإمام الخميني هادم حصن "إسرائيل الكبرى"

إيهاب شوقي

"رصاصة انطلقت من القرن السابع الميلادي، لتستقر في قلب القرن العشرين".. كان ذلك وصف الكاتب المصري الراحل محمد حسنين هيكل للإمام روح الله الخميني (قدس)، كتعبير عن ظاهرة خاصة شكلها الإمام.

وهي ظاهرة تنتمي لعصر النبوة والرسالة بملامحه وقدسيته وروحانياته ومعجزاته، وسط عصر تسوده شريعة الغاب ونفاق الدبلوماسية وازدواجية المعايير والسعي لتحقيق الغايات بمعزل عن طبيعة الوسائل ومشروعيتها.

لا شك أن الإمام الخميني(قدس) جاء في موعده مع قدر المنطقة التي أريد لها أن تتحول لمحمية أمريكية صهيونية، يقودها العدو الاسرائيلي تحت عنوان "اسرائيل الكبرى".

ولا شك أن نجاح الثورة الإسلامية وقيادة الإمام الخميني(قدس) للمقاومة ومناهضة الاستعمار والاستكبار، تزامنت مع خروج مصر الكامل من الصراع مع الصهاينة بإتمام اتفاقية كامب ديفيد وتوقيع معاهدة السلام المزعوم، في مشهد استلام وتسلم لراية القيادة، وهو مشهد جدير بالتأمل حيث يشكل مصداقًا للمكر الإلهي المواجه لمكر الشيطان الأكبر الأمريكي.

ولعله من اللافت للنظر تاريخيًا أن طرد السفير الصهيوني من طهران كان في 18 فبراير 1979، ثم تم تسليم السفارة الى منظمة التحرير الفلسطينية في 19 فبراير، ليكون نفس تاريخ الطرد 18 فبراير من العام التالي 1980 هو تاريخ افتتاح السفارة الصهيونية في القاهرة، وهو يبدو أنه رد وإيحاء باستبدال خسارتهم للشاه بهلوي وتحويل مركز الثقل لمكان آخر!

الإمام الخميني هادم حصن "إسرائيل الكبرى"
أول سفارة لفلسطين في الجمهورية الاسلامية الايرانية

استلمت إيران قيادة المقاومة ومناهضة الاستعمار في توقيت عصيب، أريد له أن يشهد تشكيل أكبر عمق استراتيجي للعدو الاسرائيلي، مما شكل ضربة كبرى لهذا المشروع، وقلب الطاولة على مخططيه.

عندما أعلن الإمام الخميني أمريكا شيطانا أكبر، والكيان الصهيوني شيطانا أصغر، كان يحدد بدقة السلوك والممارسة وخطورة الانصياع بل وحرمته، وقد طبق ذلك عمليًا، حيث استولت الثورة على السفارتين الأمريكية والصهيونية، وتم استبدال الصهاينة بمنظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت عنوان المقاومة حينها.

الإمام الخميني هادم حصن "إسرائيل الكبرى"

كما احتلت قضية القدس ببعدها الديني والاستراتيجي اهتمام الإمام والثورة، وكرست يومًا عالميًا للقدس، ليتم الاحتفال به حتى اليوم في مواجهة محاولات العدو لتهويده وابتلاعه.

وتوالى دعم الامام الخميني(قدس) لحركات المقاومة دون النظر لتصنيفها السياسي والمذهبي، وكان لدعم الثورة الإسلامية للمقاومة في لبنان الدور المعلوم في تحرير لبنان والدفاع عن سوريا، وإمداد فصائل المقاومة الفلسطينية بالسلاح وصواريخ الردع التي تحدد المعادلات حتى يومنا هذا.

ولم يقتصر دور الإمام(قدس) على مرحلة زمنية عاصرها، أو على أحداث سياسية خاضها، بل عمل على غرس البذور التي تكفل استمرارية الثورة وتطورها وتنامي قوتها.

ولا شك أن تلامذة الإمام ورفاقه وعلى رأسهم آية العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، يشكلون مصداقا لنجاح رؤية الإمام(قدس) الإنسانية والدينية في وضع الأسس والقيم التي تكفل استمرارية الثورة وعدم انحرافها وعدم إصابتها بالشيخوخة.

يكمل سماحة الإمام الخامنئي طريق الإمام الخميني(قدس) بكل أمانة وتميز، ويبدع ويجتهد ويواجه المستجدات، ولعل الشعوب ترصد التمايز بين الثورة الاسلامية وغيرها من الأنظمة الأخرى التي يحمل زعماؤها الأخطاء لمن سبقوهم، ويصبون عليهم اللعنات!

كل مراقب استراتيجي منصف، يعلم جيدًا كيف كان الوضع الاستراتيجي للصهاينة بعد كامب ديفيد، وكيف قلب الإمام الخميني(قدس) الطاولة وأجهض التمدد "الجيوستراتيجي" للعدو في آسيا وفي دول الطوق، وهو ما يجعلنا نقول باطمئنان استراتيجي أن الإمام الخميني(قدس) بمدرسته وأبنائه المخلصين، هو هادم حصن "إسرائيل الكبرى".

 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالإمام الخمينيمحور المقاومةالكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
موقع بريطاني: لأول مرة يحارب "الجيش العربي" دفاعًا عن الاحتلال
موقع بريطاني: لأول مرة يحارب "الجيش العربي" دفاعًا عن الاحتلال
مستشار سابق في "البنتاغون": إيران أثبتت قدرتها على تدمير "إسرائيل"
مستشار سابق في "البنتاغون": إيران أثبتت قدرتها على تدمير "إسرائيل"
الضربات الإيرانية والمعادلات الجديدة في المنطقة
الضربات الإيرانية والمعادلات الجديدة في المنطقة
مؤشرات ميدانية في البحر الأحمر تفرض على واشنطن التهدئة مع إيران
مؤشرات ميدانية في البحر الأحمر تفرض على واشنطن التهدئة مع إيران
السفير الإيراني في دمشق لـ"العهد": إيران سترُد من طهران اذا استهدف العدو المقرات الإيرانية 
السفير الإيراني في دمشق لـ"العهد": إيران سترُد من طهران اذا استهدف العدو المقرات الإيرانية 
"طوفان الأحرار" اليمني: كلّ أيامنا للقدس
"طوفان الأحرار" اليمني: كلّ أيامنا للقدس
"يوم القدس العالمي" طوفان دولي ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب
"يوم القدس العالمي" طوفان دولي ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب
الإمام الخميني وفلسطين: للجهاد بالبنادق المعتمدة على الايمان
الإمام الخميني وفلسطين: للجهاد بالبنادق المعتمدة على الايمان
بالصور: محفل للأنس بـ"القرآن الكريم" بحضور الإمام الخامنئي
بالصور: محفل للأنس بـ"القرآن الكريم" بحضور الإمام الخامنئي
الثورة الإيرانية بعد 45 عامًا.. نجاحات بحجم التحديات!
الثورة الإيرانية بعد 45 عامًا.. نجاحات بحجم التحديات!
المأزق الصهيوني
المأزق الصهيوني
مشروعية الرد الإيراني وازدواجية المعايير الغربية
مشروعية الرد الإيراني وازدواجية المعايير الغربية
"الوعد الصادق" عزز معادلة الردع.. فما هي خيارات العدو؟
"الوعد الصادق" عزز معادلة الردع.. فما هي خيارات العدو؟
ما بعد عاصفة "الوعد الصادق"
ما بعد عاصفة "الوعد الصادق"
ضربة إيران كسرت قواعد الردع.. والوجود الإسرائيلي على المحك
ضربة إيران كسرت قواعد الردع.. والوجود الإسرائيلي على المحك
"لوموند دبلوماتيك": القادة العلمانيون في "إسرائيل" يُسَخّرون الدين في خدمة الحرب
"لوموند دبلوماتيك": القادة العلمانيون في "إسرائيل" يُسَخّرون الدين في خدمة الحرب
"طوفان الأقصى" والنصر الغزّي الخالص
"طوفان الأقصى" والنصر الغزّي الخالص
إعلام العدوّ: "إسرائيل" تتدهور إلى الهاوية
إعلام العدوّ: "إسرائيل" تتدهور إلى الهاوية
إعلام العدو: كتابات صادمة تتهم "الوحدة 8200" الاستخباراتية بالخيانة
إعلام العدو: كتابات صادمة تتهم "الوحدة 8200" الاستخباراتية بالخيانة
خلال 13 يومًا.. العدوّ قتل 400 فلسطيني ودمّر 1050 منزلًا في مجمع الشفاء الطبّي
خلال 13 يومًا.. العدوّ قتل 400 فلسطيني ودمّر 1050 منزلًا في مجمع الشفاء الطبّي

خبر عاجل