يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

دور النخبة في موريتانيا لمواجهة التغلغل الصهيوني في الجوار الافريقي؟
19/03/2019

دور النخبة في موريتانيا لمواجهة التغلغل الصهيوني في الجوار الافريقي؟

نواكشوط ـ محفوظ الجيلاني
تنظر بعض النخب السياسية الموريتانية المهتمة بملف مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني ومواجهة تغلغله في القارة الإفريقية بشك وتوجس الى النشاط الملاحظ لشركاته ومؤسساته الاستثمارية في القارة على انه مصدر حقيقي للتهديد الدائم لعلاقات الانسجام الاخوي والجغرافي  والتاريخي الذي يربط العرب في شمال إفريقيا وخاصة في موريتانيا مع اشقائهم الأفارقة..

في موريتانيا لا يستبعد مثقفوها ان يكون الوجود الصهيوني في كل من السنغال ومالي بمنأى عن المخططات الصهيونية القديمة الجديدة الهادفة الى زعزعة استقرار موريتانيا وهز لحمتها الاجتماعية وتماسكها الاثني والعرقي وضرب الثقة بينها وبين محيطها الافريقي عبر تغذية النزاعات وتشجيع ودعم الخطابات المتطرفة والمحرضة على غرار تهديدات احد المرشحين للرئاسة في السنغال وإساءته لموريتانيا  خلال الحملة الانتخابية، بل وتقليله من اهمية حصتها من ناتج حقوق الغاز المتقاسمة بين الطرفين ما سبب له هجمة شرسة في الاعلام  المحلي وعبر شبكات التواصل الاجتماعي طالت شظاياها الدولة السنغالية ذاتها.

طغيان التنظيمات العرقية والفئوية في موريتانيا وانتشار الخطابات المتسمة بالكراهية والعنف والمزعزعة للحمة الوطنية والاجتماعية، والتي لا يخفي زعماؤها ارتباطهم بمنظمات دولية وهيئات لها صلة بجمعيات صهيونية في اوروبا وامريكا، يجعل المخاوف واضحة ومبررة من وجود آياد خفية توجه هذه الخطابات وتؤطر اصحابها لا سيما في ظل التربص الصهيوني وخبرة دويلة الكيان في نسج المؤامرات وزرع فتيل الحروب بين الامم والشعوب الامر الذي استوجب التفكير في البحث عن سبب وراء ذلك.

لقد كان تعاطي الإعلام المحلي والنخبة السياسية والحزبية في موريتانيا مع الزيارات المتبادلة مؤخرا بين مسؤولي الكيان الصهيوني ونظرائهم في كل من مالي والسنغال وتشاد وغيرها باهتا وليس على المستوى المطلوب لحدث بهذه الدرجة من الخطورة والجسارة، بل والحدة والتحدي لمخزون العلاقات التاريخية بين العرب والافارقة.

وعلى الرغم من ان  محبة القضية الفلسطينية في وجدان كل موريتانيا ومعاناة الشعب الفلسطيني البطل في ظل الاحتلال الصهيوني جراح تنزف في قلوب الموريتانيين بجميع جهاتهم وتوجهاتهم، الا ان الانباء المتواترة عن خروج العلاقات بين الكيان وبعض دول العربية عن نطاق السرية الى العلن وزيارات مسؤولي الكيان الى دبي وسلطنة عمان والدوحة، والحديث المتعاظم عن وجود علاقات وتحالفات بين الكيان والسعودية هي كلها امور مخزية ومحزنة وتسبب حرجا للعرب، غير انه وبالرغم من ذلك تبقى الهجمة الصهيونية تجاه دول الجوار الافريقي فرصة لهبة شعبية وسياسية وإعلامية كبرى ودون توقف لكشف ابعاد هذه العلاقة وإيضاح مخاطرها وتحذير القوى السياسية والشبابية الإفريقية بمنظماتها الشبابية والثقافية والدينية من الخطر الذي يمثله هذا الكيان المارق.

فكيف تكون "إسرائيل" دولة طبيعية تساعد في تنمية شعوب القارة وتقدّم  لها الدعم التقني والفني وهي التي قامت على الاحتلال والاستيطان والقتل والتشريد.. كيف للشباب الإفريقي الذي ذاق أجداده مرارة الاحتلال والاستعباد على يد قراصنة الاستعمار القديم ان يجد الخلاص على ايدي عصابات لا تزال تمارس القتل والتشريد والاستيطان وتمارس العنصرية والفصل بحق الفلسطينيين؟!

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف