يوميات عدوان نيسان 1996

عين على العدو

العدو: حزب الله يُهدّد منصات الغاز
24/06/2022

العدو: حزب الله يُهدّد منصات الغاز

الخوف على منصات الغاز في البحر يستوطن الصهاينة. هذا ما عبّر عنه بوضوح مسؤول اسرائيلي كبير في سلاح البحر وفق ما نقل عنه موقع القناة 12.

العجز في حماية المنصات يبدو جليًا طبقًا لحديث المصدر نفسه، إذ يقرّ بأنه على الرغم من شراء سفن ساعر 6 وغواصات، فإن لدى سلاح البحر نقصًا بنسبة 30% من السفن التي يحتاج إليها للقيام بهذه المهمات.

وفي التفاصيل، ينقل موقع القناة عن المسؤول ترجيحه لسيناريو التهديدات التي ينتظرها سلاح البحر: "قذائف صاروخية، زوارق مفخخة، غطاسون، طائرات بدون طيار.. ليس لدينا مساحة كافية في هذا المقال لإحصاء كل التهديدات التي يجب الإستعداد إليها"، واصفًا المنصات بأنها "هدف إستراتيجي في المقام الأول بالنسبة للمنظمات "الإرهابية" والجيوش المعادية".

وجاء في المقال الذي نشره موقع القناة "على طول السواحل هناك عدة حقول غاز. حقول "نوعا" موجودة قبالة غزة، من الخضيرة وباتجاه الشمال هناك عدد مثلها من بينها "تمار" مقابل حيفا، "لفيتان" و"تنين" المهدّدة هي أيضًا، من قبل حزب الله بشكل أساسي".. ما زاد من منسوب التهديد مؤخرًا هو العناوين التي نُشرت حول السفينة التي وصلت إلى حقل "كريش"، الذي بحسب إدعاء اللبنانيين موجود في مياههم الاقتصادية".

ورأى كاتب المقال المراسل العسكري الاسرائيلي شاي ليفي أن "حزب الله يلمّح كثيرًا إلى أن أعمال التنقيب الإسرائيلية في المنطقة المتنازع عليها، تشكل من ناحيته دافعًا لضرب منصات الغاز الإسرائيلية".

وأشار الى أنه "بحسب المعطيات الرسمية، بين 90 و98 % من البضاعة التي تخرج وتدخل من "إسرائيل" تصل عبر السفن. على سبيل المثال، أكثر من 45% من الغذاء في "إسرائيل" يصل عبر البحر. بعبارة أخرى، الشريان البحري يُعتبر هدفًا إستراتيجيًا، لذلك يجب إضافة حقول الغاز حيث إن مقاتلي سلاح البحر، الذي لا يعتبر كبيراً بشكل خاص، يدافعون عن كل ذلك".

ولفت الى أن "هذه المهمة الكبيرة تقع على الأكتاف الصغيرة لسلاح البحر، الذي يتضمن فقط 12 سفينة صواريخ إضافة إلى 6 غواصات. ويمكن أن يضاف إليها أربع سفن صواريخ من نوع ساعر 6، الموجودة في هذه الأيام في مرحلة دخول إلى الخدمة العملانية".

مسؤول صهيوني كبير في سلاح البحر في حديث للموقع قال إن "حماية حقول الغاز تقع تحت مسؤوليتنا وهذا له مدلولات واضحة.. من المهم الإشارة إلى أننا نعمل بالمشاركة مع بقية أذرع الجيش، الاستخبارات، الجو، وحتى البر".

ووفق كاتب المقال، بنى الجيش الإسرائيلي عدة دوائر حماية حول حقول الغاز، بدءاً بالمباشر والمعروف، على شاكلة الذين يحمون الحقول نفسها، الذين معظمهم من خريجي وحدات خاصة. وقال المسؤول الكبير في ذراع البحر إن "هناك سيناريو سيطرة جهات معادية على حقل الغاز ونحن نستعد لذلك.. هذا الاستعداد يتضمن أيضًا تدريبات سيطرة لـ"الشييطت 13" التي تُكشف دائمًا من أجل الردع في بيانات الجيش الإسرائيلي".

وبيّن أن "التهديد الأكثر واقعية على حقول الغاز، وهذا واضح للجميع، هو صواريخ تُطلق من سواحل لبنان أو سفن في البحر، زوارق متفجرة سريعة مع "انتحاريين" عليها، إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار. من أجل التعامل مع هذه التهديدات، قام سلاح البحر بتركيب 6 منظومات اعتراض على سفن ساعر مثل "قبة حديدية بحرية"، والتي أعلن أنها عملانية في عام 2017".

واعتبر أنه "في كل معركة مستقبلية، جزء من سفن الصواريخ هذه ستوضع بالقرب من حقول الغاز الإسرائيلية، كما حصل سابقًا، على سبيل المثال في عملية "حارس الأسوار" (معركة سيف القدس) والحزام الأسود (عملية اغتيال القائد في الجهاد الإسلامي الشهيد بهاء أبو العطا)".

ونقل موقع القناة عن الضابط الصهيوني الكبير المطّلع على مشروع حماية حقول الغاز أنه "من دون الاستخفاف بالتهديد من جانب حماس، في النهاية هذا ملعب تدريباتنا قياسًا لحزب الله، الذي يُعتبر التهديد المركزي بهذا الخصوص. في السنوات الأخيرة استثمر حزب الله جهودًا جبارة في قدرته الهجومية البحرية. في شعبة الاستخبارات يشير المسؤولون إلى أنه عبر محور التهريب الإيراني- السوري- اللبناني، نجحوا في نقل كميات كبيرة من صواريخ ساحل-بحر من نوع "ياخونت"، "C-802" إلى مخازن حزب الله، وإذا كانت ادعاءات حزب الله صحيحة عندئذ أيضًا صواريخ من نوع "أبو مهدي" وهي تطوير إيراني لصاروخ روسي من نوع KH-55 الذي يبلغ مداه حوالي ألف كلم".

التقدير في جيش الاحتلال على ما يورد شاي ليفي هو أنه لدى حزب الله كميات كبيرة من صواريخ ساحل-بحر، على الرغم من هجمات المعركة بين الحروب.

وقال الضابط الصهيوني في سلاح البحر إنه "لا شك أنه في هذا المجال أيضًا حزب الله تطوّر بشكل جوهري بمساعدة الإيرانيين. إلى جانب الصواريخ هم حسّنوا قدرات الكشف، وهذا يعني قدرة كشف أهداف بحرية لمديات أكبر مما كان لديهم في السابق، بما في ذلك توجيه صواريخ وقذائف صاروخية إلى هناك، إضافة لذلك قاموا ببناء تشكيلات سفن سريعة ووحدات غطاسين. وهذا ما يشغلنا كثيرًا".

وأضاف الضابط في ذراع البحر أن "الإدراك عندنا هو أنه في المعركة المقبلة حقول الغاز ستكون هدفًا بتهديد عال. من مكاننا كـ"مُدافعين"، نحن سنعمل كمُهاجمين لإبعاد التهديد في أسرع وقت ممكن".

شاي ليفي نبّه الى أن الضابط رفض إعطاء تفاصيل، غير أنه توقّع أنه في حال حصول حرب في الشمال، فسيعمل الجيش الإسرائيلي بسرعة لمهاجمة المناطق التي تهدد الموارد الطبيعية الإستراتيجية لـ"اسرائيل"، وفق ادّعائه، وتابع "كل الجهات التي تحدثنا معها واثقة تمامًا من قدراتها، حتى أنها قالت في الحرب المقبلة سنسمع كثيرًا عن "مفاجآت من جهتنا"، لكن حتى ولو لم يعترفوا في سلاح البحر بذلك علناً، يبدو أن هناك فجوات محددة. أعداد السفن أقل بنسبة 30% ممّا هم يعتقدون أنه يجب أن يكون عديد القوات للتعامل مع كل التهديدات وأيضاً بالطبع من أجل تنفيذ الهجوم. ويمكن إضافة إلى ذات الفجوة أيضًا حقيقة أن حوالي نصف سفن سلاح البحر من نوع ساعر 4,5 تم بناؤها منذ عشرات السنين، وهي قديمة وصغيرة نسبيًا أيضًا بعد التحسينات التي خضعت لها. سفن ساعر 5 أيضًا بُنيت منذ 30 عامًا، وهذا يسري أيضًا على غواصات دولفين من الجيل السابق.

وبرأي شاي ليفي، مدلولات الأمر هي أنه في الحرب المقبلة، الجيش الإسرائيلي من الممكن أن يضطر إلى التخلّي عن جزء من المهام في البحر.

ويخلص الى أنه من الواضح تمامًا أنه لا يمكن التخلّي عن حماية حقول الغاز التي من المفترض أن تتم تغطيتها بتشكيلات أخرى، سلاح الجو بشكل أساسي. وفي هذه الحالة أيضاً، هناك قيود عديد القوات على ضوء تعدّد المهام، لكن في المستوى السياسي لم تحصل نقاشات في الموضوع، على الأقل ليس في العقد الأخير.

إقرأ المزيد في: عين على العدو